الوسط الصحفي ينعي الكاتب المخضرم "محمد المساح".. وداعا صاحب عمود "لحظة يا زمن"
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
نعى الوسط الصحفي رحيل الكاتب الصحفي المخضرم، محمد المساح، صاحب أشهر عمود صحفي لعدة سنوات في صحيفة الثورة "لحظة يا زمن".
وتوفي مساء الجمعة، الكاتب والصحفي اليمني الشهير، محمد المساح، عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عامًا.
وذكرت مصادر مقربة من الصحفي أن المساح توفي في قريته بمنطقة العزاعز التابعة لمحافظة تعز، إثر تدهور حالته الصحية.
ويُعدّ المساح من أبرز أقلام الصحافة اليمنية، حيث اشتهر بعموده اليومي "لحظة يا زمن" الذي ظل يكتبه لعدة عقود في الصفحة الأخيرة من صحيفة الثورة الصادرة في صنعاء.
وكان المساح قد اضطر للانتقال إلى قريته في السنوات الأخيرة، هربًا من ظروف الحرب في اليمن، وانقطاع المرتبات، وانعدام المساحة الحرة التي كان يتمتع بها في عموده الصحفي.
رحل المساح تاركًا خلفه إرثًا صحفيًا ثريًا، تميز بالجرأة والصراحة وملامسة هموم المواطن اليمني.
ونعى العديد من المثقفين والصحفيين اليمنيين المساح، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للصحافة اليمنية.
وفي سياق النعي قال سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان، "في رابطة الطلبة اليمنيين في القاهرة ، في السبعينات من القرن الماضي ، كان صوت محمد المساح مميزاً من بين كل الأصوات التي لا تقبل الرتابة في النشاط الطلابي ، وهي الأصوات التي كانت ترى أن هذا النشاط إنما يتجدد بالتفاعل مع ما يشهده اليمن من صراعات ، ومن تغيرات وتبدلات سياسية واجتماعية".
وأضاف "في كل فعالية سياسية تقيمها رابطة الطلبة كان المساح حاضراً وفعالاً بصورة لا تخلو من المشاكسة التي تضمر رأياً لا يحتاج إلى جهد كبير لتمييزه ، فقد كان واضح الكلمة والمعنى".
وتابع "كان المساح وهو طالب يسابق الزمن كي يتخرج ليغادر حالة الشقاء التي عاشها، ثم وقد تبوأ مكانة في الاعلام أخذ يطالب الزمن بالتريث والانتظار حتى يأخذ اليمن الوقت الكافي للخروج إلى العصر".
وأردف نعمان بالقول "لكن الزمن استهلك الاحلام ومعها اليمن ، ورحل المساح ، وسيظل نداءه الذي خاطب به الزمن ،" لحظة يا زمن" - حينما بدا له أن اليمن يسير بخطى أبطأ من حراك الزمن - لسان حال اليمنيين إذا لم ينتبهوا لحقيقة أن الزمن لا ينتظر أحداً".
وكيل وزارة الخارجية السابق، مصطفى النعمان، كتب "تعرفت على الراحل جميل الروح بديع القلم محمد المساح في "المفرج" حين كان يتردد للقاء صديقه اخي الراحل الشهيد محمد احمد نعمان.. كنت اتابع يافعاً السخرية الجادة بينهما والضحكات التي تصحب تعليقاتهما على ما يحدث".
وأضاف "كنت اتهيب الحديث اليه لعلمي انه أكثر فهما وإدراكا للتاريخ والأدب.. ثم اتذكر حضوره حزيناً باكياً للعزاء في اغتيال صديقه محمد في 28 يونيو 1974".
وتابع "انقطعت عنه إلى ان اتصل بي صديقي الأثير ساميّ غالب ليذكرني بمحمد المساح في الايام الأخيرة من شهر رمضان.. تواصلت مع المساح وتحدثت اليه وابنته التي كانت تقوم على رعايته.. كانت آخر مكالمة بيننا قبل اسبوع وكان صوته خافتا لكأنه كان يودعني".
وختم النعمان بالقول "رحم الله صاحب (لحظة يا زمن) ولعنات الله على سلطة لا تكترث إلا لمراعاة اللصوص والفاسدين وحملة السلاح وتتجاهل كل صاحب فكر حر غير مداهن لكنها لن تتأخر عن التعزية فيه والإشادة بمناقبه واعتماد مرتب شهري لاسرته".
الصحفي محمد سعيد الشرعبي هو الآخر نعى المساح بالقول "لن نقول بأن رفاقه الأوغاد خذلوه إلى آخر رمق، هو لا يكترث بهم أساساً ولا ينتظر منهم موقفاً فقد خبرهم كثيراً ولو تظاهر بعضهم بالقرب منه، ومحبته، وذرفوا دموع الزيف الكاذبة على فيسبوك".
وأضاف القصة المؤلمة هو أن ما عرفته وتألمت له، عاش صاحب العمود الصحفي الشهير (لحظة يا زمن) سنوات الحرب حزيناً وحيداً منتظراً عودة ولده سامح الذي غادره مجبراً بحثاً عن لقمة عيش، وانقطعت اخباره في الحدود اليمنية السعودية.
وزاد "عاش وجعه لوحده ولم يشرك أو يشترك معه أحد ألم الفقد ومرارة البحث ولهفة ترقب العودة أو معرفة المصير، وهذه برأيي آخر طعنة يتلقاها صاحب القلب الأبيض من اللحظة التعيسة".
الأكاديمي وديع العزعزي، كتب "وداعا لحظة يا زمن.. الأستاذ والصحفي القدير محمد المساح واحد من أشهر الصحفيين اليمنيين وصاحب العمود الصحفي الشهير لحظة يا زمن في صحيفة الثورة ، توقف قلبه الليلة وغادر دنيانا إلى رحمة الله".
وقال "خالص تعازينا الحارة لاسرته سميح المساح و سهيل المساح وكافة محبيه، ونسأل الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته".
في حين قال الكاتب الصحفي عبد الرحمن بجاش، "المساح وحيداً مثل لحن مكسور، الآن يا ابن قاسم بجاش، عليك ان ترفع الراية البيضاء، مات المساح، مات رفيق العمر وصديق الحرف وتوأم الساعة الأخيرة من الزمن الحزين".
وأضاف بجاش وكان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الثورة "الان يا أبا حسام بات ظهرك مكشوفاً للنسور الجائعة وللصقور البعيدة في هذا الفضاء التعيس، أعرف حجم حزنك الذي لا يسعه بحر ولا يحده مد ولا جزر".
وزاد "ذات يوم عام 1997 أخبرتني انه علامة فارقة وأنه رقم كبير وأنه الأستاذ بلا منازع، قلت لي عن المساح كيف كان يطوي أشرعة الحنين ليعود بك إلى مقاهي التحرير وأزقة علي عبدالمغني".
واستدرك "آخر الانقياء والأوفياء والزملاء، قد ترجل عن جواد غربته، ليقول لك، أن الف ريال لعمود (لحظة يا زمن ) لم يعد يكفي يا عبدالرحمن، ليقول لك ، ان زرع قلبه ، حين غاب و لم يعد الى قريته المنسية ، قد أتلف روحه و ادمع عينيه و انه صار منذ تلك اللحظة قد كبر الف عام ، و مات الف مرة".
مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح علق بالقول "محمد المساح صاحب عمود "لحظة يا زمن" لم ينتظر لحظة.. يتوارى مثقفو هذه البلدة، يتدثرون بسُجُف الموت، ولا يمهلهم الزمن لحظة".
وأضاف "مر المساح على الحياة خفيفاً كلحظة، ولكن مليئاً كزمن، ترك وراءه اللصوص والمليشيات والوطنيين الجدد و"أولياء الله" الطالحين، وذهب إلى الله".
الكاتبة أمنة النصيري اكتفت بالقول "في وداعة الله ، سوف نفتقدك في رحلتك الأخيرة ، لم يعد في الزمن لحظة تتمسك بها ، أو تستدعيها في الوطن الذي بات خرابة كبيرة ، مع الله يامحمد المساح".
النائب البرلماني علي المعمري، قال "ترجل عن دنيانا الفانية الكاتب الكبير محمد المساح، بعد عقود من الحضور المتوهج في عالم الصحافة والأدب".
وأضاف "جاءت لحظته وقد عرفناه لأعوام طويلة في عموده الشهير "لحظة يا زمن" في أخيرة صحيفة الثورة، رحم الله المساح، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان".
الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي نعى المساح بالقول "وداعاً أستاذنا الكبير محمد المساح، كنتَ بحاجة لأن يمنحك الزمن مهلة أو"لحظة" أخيرة، لتعرف على الأقل ما الذي جرى لـ "سامح"، قصة اليمني التي لم يكتبها أحد".
وأضاف "كنتَ بحاجة لتلك اللحظة المكثفة بالحكي عن الإنسان العادي، العابر، وهو يذوي أو"يضيع" في زحمة الدم دون أن ينتبه له سواك، رحمة الله تغشاك، خالص العزاء لأسرتك.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صحفيون محمد المساح نعي وفاة صحیفة الثورة
إقرأ أيضاً:
شــكر وامتـنان لقـادة الـدولة الكـرام
نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش
إنني أعبر عن فخري واعتزازي، بما أحمله لقادة الدولة الكرام، ممثلين في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله وحماه، من إعزازٍ وتقديرٍ وإجلال، وكذلك ما أحمله من عميق مشاعر الوفاء والولاء والمحبة والاحترام، لسموه، ولأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ولأخيهما سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، بل وأيضاً أعبر عن فخري واعتزازي، بمسيرة الإمارات العزيزة، التي تعتمد في ظل قيادتها الحكيمة، على الإيمان بالله، والثقة بتأييده ونصره، والعمل لما فيه خير الوطن والمواطن، حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد، هي دولة التقدم والرخاء والاستقرار، التي تساهم بجدٍ وفاعلية، في كافة التطورات الإيجابية في العالم.
لقد تعلمنا من صاحب السمو رئيس الدولة، ومن إخوانه قادة الدولة الكرام، ضرورة تحديد توقعات ومستويات عالية للأداء والإنجاز، وإعطاء أولوية قصوى، لمبدأ تحمل المسؤولية لدى الجميع. لقد تعلمنا من صاحب السمو رئيس الدولة، أن تحقيق التقدم في المجتمع، يتطلب الثقة الكاملة، في قدرات أبناء وبنات الوطن، وأن ذلك يتطلب من كل فرد فينا، أن يبذل كل جهده، لخدمة المجتمع، وأن يعتز ويفتخر دائماً، وهو يرى دولته الغالية، تسير نحو المستقبل بثقةٍ واقتدار، وتحقق الكثير والوفير، بفضل قادتها الكرام، وشعبها العزيز والمعطاء.
وفي هذا السياق، فإنني أعبر عن شكري الجزيل، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لإشارته الكريمة، إلى إسهاماتي المتواضعة، في مسيرة هذه الدولة الغالية. إنني أعبر لسموه، عن فائق الامتنان والتقدير، وهو يشير إلى ذلك، بمناسبة إصدار كتاب «الشاهد»، الذي يعرض الإنجازات الهائلة، التي تحققت وتتحقق في دولتنا العزيزة، بما في ذلك ما تحقق في إكسبو 2020 دبي، هذا الحدث العالمي الاستثنائي، الذي كان، بفضل توجيهات سموه، تجسيداً قوياً لقيم ومبادئ التعارف والحوار والتواصل الإيجابي، وأداةً فعالة لتنمية سُبل التفاعل المثمر بين البشر، من أجل تعزيز العمل المشترك بينهم، لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
لقد كان إكسبو 2020 دبي، ولله الحمد، انعكاساً أميناً، لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تحقيق عالم يسوده السلام والمحبة والتقدم والوفاق، وفي ضرورة العمل الجاد نحو تحويل تلك النظرة المستنيرة، إلى واقعٍ ملموس.
وكما يتضح في كتاب «الشاهد»، فقد أكرمني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأن كلفني مفوضاً عاماً، في إكسبو 2020 دبي، وهو شرف أعتز به للغاية، وأعتبره واحداً من أهم ما حصلت عليه من تقدير وتكريم. الشكر الجزيل لكم يا صاحب السمو، لكرمكم، ولحرصكم على أن نكون جميعاً، مساهمين في هذا الحدث العالمي الرائع. الشكر لكم يا صاحب السمو، لجهودكم في تحقيق أقصى غايات التقدم والازدهار، في دبي والإمارات. الشكر لكم يا صاحب السمو، لما لكم من بصماتٍ واضحة، وأيادٍ بيضاء، ونظرةٍ واثقة للمستقبل، في هذا البلد القوي، الذي يتمتع بالعزة والأمن والأمان. الشكر لكم يا صاحب السمو، لما تقومون به من عملٍ ناجح، شعاركم الدائم فيه أن «الله لا يضيع أجر من أحسن عملا».
أدعو الله سبحانه وتعالى، أن يديم عليكم نعمته، قائداً مخلصاً وحكيماً، يحرص على حب الناس وتحقيق الخير لهم. أدعوه جل وعلا، أن يشملكم دائماً بكريم رعايته وعـنايته، وأن يحفــظ لـكــم محــبـة الجمــيع، وأن يوفــقـكـم دائــماً، عـلى طــريق الخــير.
وإن كان لي من كلمة أقولها في هذه المناسبة، فهي أن ما تتمتع به الدولة، من تقدمٍ ورخاء، وما يحققه أبناؤها وبناتها، من عطاءٍ وإنجازات، إنما يعود إلى القيادة الحكيمة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، هو قائد فذ، ورمز كبير، تفتخر به الإمارات. هو قائد يتطلع دوماً نحو المستقبل، برؤية واضحة، وعزيمة قوية، وإرادة لا تلين، بل وقناعة كاملة، بقدرة أبناء وبنات هذا الوطن العزيز، على مواجهة متطلبات هذا المستقبل، وتأكيد مكانة الدولة بين دول العالم أجمع. هنيئاً لدولتنا العزيزة بقيادة سموه، وهنيئاً لسموه بدولة الإمارات الوفية، التي تحمل له كل الحب والوفاء والتقدير.
أدعو الله سبحانه وتعالى، أن يوفق صاحب السمو رئيس الدولة، وأن يوفق الإمارات بقيادته، وأن يجعل الخير في ركابه، حيثما حل وأينما سار.
عاشت الإمارات، وعاش قادة الإمارات، وعاش شعب الإمارات، وأدام الله علينا نعمة الخير والرخاء، في ظل القيادة الحكيمة، لقادة الوطن الكرام، أدامهم الله، ومتعهم جميعاً بموفور الصحة والعافية، وأبقاهم لنا دائماً الذخر والملاذ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.