موقف طريف جمع صلاح السعدني وعادل إمام وسعيد صالح.. قسطوا أجرة التاكسي
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
جمعت علاقة صداقة قوية بين الراحل صلاح السعدني والفنانين عادل إمام وسعيد صالح منذ أيام الدراسة، وكانت تجمعهم الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية.
الفنان صلاح السعدني وعادل إمام وسعيد صالح ارتبطوا معا بصداقة قوية أثناء الدراسة، وكان مسرح التلفزيون في ذلك الوقت يضم 10 فرق مسرحية، وجميعهها تقدم بروفات في وقتٍ واحد، وكل فرقة تعرض 6 مسرحيات على أحد المسارح، وكان الهدف من ذلك عرضها على شاشة التليفزيون.
وتحدث صلاح السعدني في لقاء إذاعي نادر، وقال إنهم في أحد الأيام الساعة الواحدة صباحاً انتهوا من بروفات الرواية التي يقدمونها، وكان كل منهم لا يملك إلا 25 قرشًا، فاستوقفوا تاكسي ليعودوا به إلى منازلهم، فوجه لهم السائق سؤالاً عن مكان ذهابهم وفوجئوا بإمام يجيبه: «طنطا»، وبعدما قطع السائق نصف المسافة إلى طنطا بدا عليهم التوتر لأنهم لا يملكون المال للدفع للسائق.
وفي ذلك الوقت حدث مشكلة في عجلة السيارة، وذهب السائق ليُعالج هذا الحادث وعندما وقف السائق كانوا يشعرون بالجوع الشديد فوجدوا عربة فول وطعمية، وذهبوا إليها وتناولوا الطعام وشربوا الشاي ثم وجدوا الحساب 34 قرشًا وهم لا يملكون المال الكافي، فطلبوا من السائق أن يحاسب لهم على الطعام.
وبعدما وصلوا وجدوا أجرة التاكسي وصلت إلى 3 جنيهات، وبعد التصويت قرروا العودة إلى القاهرة وهم منشغلين بكيفية جمع مال السائق، ثم قرروا الذهاب إلى أحد أصدقائهم وطلبوا منه التصرف لهم في مال، ليجدوا السائق يقول لهم: «من بداية المشوار وأنا أعلم أنكم لا تملكون المال، ولكني سوف أحصل عليه منكم»، فعرضوا عليه أن يأخذ الساعة التي يرتديها صديقهم رهنًا، وكانت مصنوعة من الذهب ثم يعود في الساعة 12 مساءً ليكونوا أحضروا المال، ولكنهم لم يستطيعوا جمعه والحصول عليه بالكامل، وأعاد السائق لهم الساعة وقرر أخذ المال منهم بالقسط على 3 أشهر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عادل إمام سعيد صالح صلاح السعدني وفاة صلاح السعدني جنازة صلاح السعدني عزاء صلاح السعدني صلاح السعدنی
إقرأ أيضاً:
ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
اعترف قائد الجيش السوداني، ضمنيًا، بارتكاب جميع الجرائم المنسوبة إليه، منذ حرب دارفور التي شارك في انتهاكاتها جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، وحتى آخر ثائر يُساق إلى الإعدام في هذه الأثناء من "تكية" بأحياء الخرطوم.
لقد وقع "الكاهن"، كما يسميه أنصاره، في شرّ مقارناته، حين قارن بين المقاومة المدنية السلمية والبندقية، معربًا عن اتساع الهوة بين حرق الإطارات في الشوارع وقنص الأرواح بالرصاص. الرجل اعترف، دون مواربة، بأنه قتل ونكّل، وحكم بقوة السلاح، غير عابئ بما يُسجله التاريخ، وما تفهمه الأجيال من دلالات انعدام الحياء، في مشهد يضاهي كبار مجرمي الحروب.
هذا الاعتراف الثمين كشف عن عدائه الأصيل لأي تغيير مدني سلمي، وأي حُكم يقوم على القانون والعدالة. إنه لا يبحث إلا عن شرعية لحرب قذرة، يخوضها ضد أبناء شعبه الذين نشأوا وتربّوا على حلم الثورة، بينما يدّعي محاربة الدعم السريع. لقد بات واضحًا أن حربه الحقيقية ليست مع أولئك، بل مع الثورة ذاتها، الثورة التي منحته هذا المنصب المتقدم والحساس، الذي خانه فيها بدمٍ بارد.
في تصريحاته التي جاءت على الهواء مباشرة، كعواء في ليلٍ بلا قمر، عبّر قائد "المؤسسة الوطنية" ـ وهي إحدى ركائز الدولة المدنية ـ عن إيمانه العميق بالبندقية، لا بالحلول السياسية، وبإراقة الدماء لا بالحوار، وبسحق الخصوم لا باحتوائهم. وكأنما ينطق بلسان نيتشه حين قال: *"الجنون في الأفراد أمر نادر، لكنه في الجماعات والأمم والتاريخ هو القاعدة."*
هكذا، كشف قائد الجيش بوضوح لا لبس فيه، عن تورطه في كل الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، بدءًا من مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بقتل المتظاهرين في الشوارع، وانتهاءً بتعزيز قدرات الدعم السريع، لا من أجل حماية الدولة، بل لمواجهة الثورة السلمية، التي كان شعارها الأبرز: "سلمية سلمية، ضد الحرامية". لقد أصبح هو نفسه مدافعًا عن الفساد، ومتاجِرًا بدماء الشهداء، من أجل الحفاظ على سلطته ومصالحه.
فأي رجل هذا الذي رمى به القدر في سدة الحكم؟!
وأي أخلاق يحملها هذا "الممثل القدير" لأدوار الخيانة، وهو يلعب دور الذراع الباطشة للحركة الإسلاموية في حربها ضد الثورة، لا في مواجهتها للدعم السريع؟!
لقد قال ألبير كامو ذات مرة: *"كل الطغاة يبدؤون بأن يكونوا محاربين باسم العدالة، وينتهون بأن يكونوا قتلة باسم النظام."*
ويبدو أن هذا القائد "الاستثنائي"، قد أتقن الدورين معًا ولا يزال يراهن على غش الناس حين يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد.
wagdik@yahoo.com