الأسبوع:
2025-02-01@12:55:46 GMT

رحمتي وسعت كل شيء

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

رحمتي وسعت كل شيء

إن الرحمة كلمة صغيرة، ولكن بين لفظها ومعناها مثل الفرق ما بين الشمس في منظرها والشمس في حقيقتها، الرحمة هي اللغة التي يسمعها الأصم و يقرأها الأعمى.

الرحمة: هي لفظ مأخوذ من (رحم)، وتعني الرقة، والعطف، والرأفة، وعليه كانت تسمية رحم الأنثى رحماً. لما يحمل من تحمل للألم وحب ورحمة الام بوليدها.

لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وآخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة.

فالله رحيم بعباده، ومن مظاهر رحمته في تكليف عباده: أنه لا يؤاخذهم بالخطأ، والنسيان، ولا بالإكراه، ولا بما لا قدرة لهم عليه. ومن رحمته بهم: أنه رفع التكليف عنهم حال النوم، فلم يؤاخذ سبحانه من تفوته الصلاة مثلًا بسبب نومه، والله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسي النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، فرحمته وسعت كل شيء.

رحمة الله وسعت كل ألم وكل خاطرة حزن وكل لمحة وجع، لا تيأس فقط علّق آمالك بالله وكن مطمئن، مهما كان ذنبك عظيماً.. فإن رحمة الله أوسع منه، تخيل أن أمك هي من تحاسبك يوم القيامة! فالله سبحانه أرحم بك من أمك! هو من خلق رحمتها لك.

الله كتب الرحمة في كل شيء، فأرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،

فلا تجوز القسوة في القتل، ولا التمثيل، ولا اتخاذ الحيوان غرضاً. فالله عندما جعل لولي القتيل سلطاناً قال: {فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}.

كما ورد مفهوم الرحمة والحثّ عليها في البيع والتجارة، وذلك في أشكال وصورٍ متعددة، منها عدم جواز احتكار البائع لما عنده من السلع، أو أن يبيع بسعرٍ يفوق المعقول، بل يجب أن يراعي الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد.

أيُّها الإنسان ارحم الأرملة التي مات عنها زوجها، ولم يترك لها غير صبية صغار، ودموع غزار، أرحمها قبل أن ينال اليأس منها، ويعبث الهم بقلبها فتؤثر الموت على الحياة. ارحم ولدك وأحسن القيام على جسمه، ونفسه، فإنك إن لم تفعل قتلته أو أشقيته فكنت أظلم الظالمين. ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها، ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء، وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير، أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصرك وراءها، ارحم الحيوان، لأنَّه يشعر كما تشعر، ويتألم كما تتألم.

الحب والرحمة ضروريات وليست كماليات، بدونها الإنسانية لا يمكن أن تنجو. يمكن أن نكون أقوياء بالمعرفة ولكننا لا نصبح بشراً إلا بالرحمة.

إنّ اللين في القوة الرائعة أقوى من القوة نفسها، لأنّه يظهر لك موضع الرحمة فيها، والتواضع في الجمال أحسن من الجمال، لأنّه ينفي الغرور عنه.

الرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر، فيها الحب، وفيها التضحية، وفيها إنكار الذات، وفيها التسامح، وفيها العطف، وفيها العفو، وفيها الكرم، كلنا قادرون على الحب، ولكن ليس الجميع قادرون على الرحمة.

إنك لست في حاجة إلى درجة علمية أو شهادة جامعية لتخدم غيرك، ولا تحتاج لأن توفق بين مرادفاتك من الكلمات والأفعال لتقدم خدمة إلى غيرك، إنك فقط تحتاج إلى قلب مليء بالرحمة وروح يغمرها الحب.

لولا الألم لكان المرض راحة تحبب الكسل، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلى مكرمة، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى.

ولأن الله تبارك وتعالى كتب على نفسه الرحمة، فقد أمر الناس جميعا- وليس المؤمنين فقط- بصلة الرحم، رحمة بأنفسهم، ورحمة بذويهم وأرحامهم، ورحمة بالمجتمع، ورحمة بالإنسانية كلها. لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا مريض، ولا امتلأت الجفون من المدامع، ولا توجعت الجنوب في المضاجع، وتمحو الرحمة الشقاء من المجتمع، كما يمحو لسان الصبح ظلام الليل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: يوم القيامة الرحمة التسامح درجة علمية

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر للأطباء الجدد: اسعوا للحصول على شهادة من الله بخدمة الناس ونفعهم

قال وكيل الأزهر، إن التاريخ العريق لكليات الطب بجامعة الأزهر، بمستوى خريجيها وما حققوه من إنجازات وحصدوه من تكريمات على المستويين المحلي والعالمي؛ يثبت أن الأزهر مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها؛ فلم يقف بها عند حد الدعوة النظرية، أو عند معالجة الروح والعقل فقط، بل تخطى ذلك كله حين نقلها إلى دعوة عملية تعالج القلب والروح والبدن في تكامل واضح يحقق مقاصد تلك الرسالة السامية.

وأوضح الدكتور الضويني، خلال كلمته اليوم بحفل تخريج دفعتين جدد من طلاب وطالبات كليات طب الأزهر بدمياط، أن المجتمع كما يحتاج إلى عالم بالشريعة ينطق بالأحكام حلالا وحراما، فإنه يحتاج كذلك إلى طبيب ماهر ينطق بأحوال الإنسان صحة ومرضا، مؤكدا أنه إذا تسنى لعالم أن يجمع بين هذين العلمين علم الأديان وعلم الأبدان فتلك غاية غالية، وهذا هو الأزهر، وهؤلاء هم أبناؤه الذين يملكون من الكفاءة والمهارة ما يسجلون به أسماءهم في تاريخ العلم الديني والدنيوي معا.

وأكد وكيل الأزهر، أن الناظر بعين الإنصاف يدرك أن الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية، وتواكب كل التطورات والمستجدات العلمية في المجالات كافة، ملاحقة المتغيرات الواقع المتسارع، الذي لم يعد فيه مكان للمؤسسات النمطية والكيانات المتكاسلة؛ تحقيقا لرؤية الدولة المصرية ۲۰۳۰، وتنفيذا للتوجيهات المستمرة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر - حفظه الله-بأهمية مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ لتكون كليات الجامعة قادرة على مواكبة هذا التقدم، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لطلابها بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.

وشدد الدكتور الضويني، على أن الأزهر وقياداته وعلمائه ماضون -بحول الله وقوته- في طريق التطوير والتجديد والتميز والريادة، وكلنا أمل وتفاؤل أن تتحقق الرؤية، وتصل كليات طب الأزهر إلى الريادة محليا وإقليميا بتحقيق التميز في التعليم الطبي والبحث العلمي وخدمة جميع أطياف المجتمع.

ووجه وكيل الأزهر تهنئته وتحيته للخريجين والخريجات، قائلا لهم: «إنكم تجمعون بين الحسنين: الانتساب للأزهر الشريف بما يمثله من قيمة دينية وروحية وأخلاقية، باعتباره الهيئة الإسلامية الكبرى المنوط بها ذلك، والانتساب لمهنة عظيمة ذات شرف، تشكلون فيها على اختلاف تخصصاتكم حجر أساس في المنظومة الصحية لوطننا الحبيب مصر» متابعا: «أنا على يقين أنكم قادرون - بوعيكم الديني وحسكم العلمي على إدراك التحديات والمخاطر التي تحيط بوطننا وتحاك لنا، وتقف حجر عثرة في طريق تقدم هذا الوطن، وهذه التحديات تفرض علينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمل الأمانة، وأن نكون صورة مشرقة ومشرفة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكم أطباء وطبيبات الأزهر الشريف».

وبين وكيل الأزهر، أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بالأخلاق، ولذلك عنيت الأديان والحضارات بها عناية بالغة منذ فجر الحضارات الأولى، وكان عماد الإسلام هذه المنظومة الأخلاقية التي تنقل الإنسان من الفوضى والعبثية إلى النظام والترقي، مؤكدا أننا ما أحوجنا إلى تلك الأخلاق والآداب والحدود التي يعمل الطبيب في إطارها، وضوابط العلاقة بين الطبيب والمريض، وما يجوز فيها وما لا يجوز.

وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر: «نحن أمام حفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والأمال، وأثق تماما أن أبنائي الخريجين والخريجات وآباءهم وأمهاتهم لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكم إلى مزيد من الطموح والعمل والجد، وأوصيكم ألا تتوقف أحلامكم عند شهادة التخرج، وإنما أريدكم جميعا أن ترفعوا راية الأزهر فتكونوا إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري»، وأن تسعوا للحصول على شهادة من الله - تعالى - بخدمة الناس ونفعهم، فتكونوا من خير الناس، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، كما أريدكم أن تحرصوا إلى جانب ذلك على دعوة الناس إلى الله تعالى، وتبثوا في قلوبهم الأمل والرجاء والتعاون».

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج دفعتين لطب الأزهر بدمياط
  • وكيل الأزهر للأطباء الجدد: اسعوا للحصول على شهادة من الله بخدمة الناس ونفعهم
  • 15 سبب لقراءة أذكار النوم كل ليلة؟
  • حكم العجز عن الوفاء بنذر الصيام لكبر السن
  • ياسمين عز: توازن الرحمة والحزم أساس في التربية
  • مفتي الجمهورية: التقوى أساس الاستقامة والتزام الإنسان في حياته
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر
  • الأنبا بشارة يتفقد المؤتمر التكويني للمرحلة الإعدادية بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري
  • مولد السيدة زينب حالة خاصة من الحب والعشق .. أحد علماء الأزهر يوضح
  • فوائد بقاء الإنسان متوضئًا طوال الوقت