قال مفتى الجمهورية فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام  رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ ما صدر عن المجمع من قرارات وتوصيات وبحوث ودراسات ليدل دلالة واضحة قاطعة على أن المجمع الفقهي الإسلامي قد سار قُدمًا في طريق التجديد بخُطًى واسعة، وقدَّم الكثير من الجهود من أجل تفعيل دَور الفقه في حياتنا المعاصرة في كافة جوانبها الاقتصادية والطبية والاجتماعية.


وأضاف مفتي الجمهورية أن المجمع أنتج في ذلك من البحوث المؤصلة والأبحاث المعمقة والدراسات الدقيقة التي تجمع بين التأصيل الفقهي بمقاصده العليا وقواعده الكلية وضوابطه المحكمة، وبين مراعاة الواقع بكافة علومه  وتفاصيله في شتى هذه المجالات، حتى أصبحت هذه الدراسات العلمية نموذجًا يُقتدى به وأسلوبًا متَّبعًا في كافة المؤسسات العلمية التي أخذت بمبدأ الاجتهاد الجماعي المؤسسي التي تتضافر فيه الجهود وتتلاقى فيه العقول وتُتبَادل فيه الخبرات وتتلاقى فيه التجارب، وذلك باجتماع صفوة جليلة من علماء الأمة الإسلامية وثُلَّة منتقاة من أكابر رجال العلم والاجتهاد في شتى المجالات.


جاء ذلك خلال كلمة فضيلة مفتى الجمهورية التي ألقاها في اجتماعات مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الثالثة والعشرين، والتي تُعقد في الفترة من 20-22 إبريل في الرياض بالمملكة العربية السعودية.


وأكد مفتي الجمهورية أن الاجتهاد الجماعي من الناحية الواقعية أصبح مبدأً لا يمكن الاستغناء عنه ولا يسعنا والأمة تمر بظروف عصيبة أن تتنكَّب الطريق إليه، فهو من الرحمة العامة لمسلمي العالم، بل وللعالم كله الذي اتَّسعت رقعته وتكاثرت نوازله وتعقدت مشاكله وتشابكت قضاياه.

 

ضرورة تتضافر جهود العلماء والباحثين في شتى التخصصات


وأوضح أنه أصبح من الصعب جدًّا الاكتفاء بالاجتهاد الفردي والاعتماد عليه وحده مهما اتسع علم علمائنا الأجلاء خاصة  أن هذا الواقع بهذه التعقيدات يُملي علينا جميعًا أن تتضافر جهود العلماء والباحثين في شتى التخصصات من أجل الوصول إلى ما يغلب على الظن أنه حكم الله تعالى بعدما استفرغ أهل التخصصات المختلفة وُسعهم في توصيف الواقع وتنزيل الأحكام الشرعية على هذا الواقع.


اكد مفتى الجمهورية أن التعاون والتواصل من أجل جمع كلمة المسلمين وتوحيد الرؤى والأفكار الكلية المحققة لمقاصد الشريعة الإسلامية والعمل على مد جسور الثقة والتعاون بين كافة المؤسسات العاملة في مجال الفقه والإفتاء أصبح ضرورة يمليها علينا جميعًا هذا الواقعُ المتسارع، مع التسليم بمشروعية الاختلاف والتنوع الفقهي الاجتهادي الذي يُثري مسيرة الفقه الإسلامي وينمِّيها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية طريق التجديد مفتى الجمهوریة فی شتى

إقرأ أيضاً:

ثورة 30 يونيو.. «طفرة تعليمية» (الحلقة السابعة)

وضعت القيادة السياسية منذ 2014 رؤية استراتيجية مثَّلت دعائم بناء دولة حديثة، وعلى مدار السنوات العشر الماضية، عملت مصر بشكل دؤوب فى كل المجالات، وشهدت كافة قطاعات الدولة تنمية لا تخطئها العين، وتحركات فى كل اتجاه ومشروعات قومية عملاقة، فلم تتوقف الدولة عن إعادة تأهيل ما كانت عليه مصر من قبل مصحوباً بالتطوير، إرساء لدعائم الجمهورية الجديدة، الأمر الذى ترتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية تتوزع على كل شبر من أرض مصر.

ومع احتفالات المصريين بثورة 30 يونيو المجيدة، فى ذكراها الحادية عشرة، حيث أسقط الشعب المصرى جماعة الإخوان وحكمها، وأنقذ العالم كله من براثن التنظيم الإرهابى، ومع احتفالات الشارع المصرى بالذكرى الـ11، نستعرض استراتيجية الدولة للتنمية فى كافة القطاعات، ومنها تطوير العشوائيات وإنشاء مجتمعات سكنية تليق بمواطنى الجمهورية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • حرب التجويع
  • حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن السرطان تسجل 5 أرقام قياسية في «جينيس»
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟
  • ثورة 30 يونيو.. «طفرة تعليمية» (الحلقة السابعة)
  • مختبر افتراضي في تعليم الرياضيات
  • الفريق الجماعي يحقق برونزية الكرة و الشريطة فى بطولة الفراعنة للجمباز الايقاعي
  • مصر تحقق برونزية الكرة والشريطة ببطولة الفراعنة للجمباز الايقاعي
  • صراع الأفكار
  • الكنيسة الأسقفية تهنئ رئيس الجمهورية بذكرى 30 يونيو
  • المفتي: تطور العلوم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال النقد الذاتي والموضوعية