ضربت ضغوط بيعية عنيفة أسعار أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إذ يستعد متداولو وول ستريت لطوفان من نتائج أعمال شركات القطاع التي غذت السوق الصاعدة.

واصلت مؤشرات الأسهم تراجعها من مستوياتها القياسية، ليهبط مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى ما دون مستوى 5000 نقطة، وانخفض مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بأكثر من 2%.

ويُنتظر أن تعلن أكثر من نصف شركات "العظماء السبعة" التكنولوجية عن نتائج أعمالها الأسبوع المقبل، مما يترك المستثمرين يتساءلون عما إذا كانت نتائج أعمال تلك الشركات سترقى إلى مستوى التوقعات المرتفعة بفضل الذكاء الاصطناعي، انخفضت أسعار أسهم شركتين محبوبتين في مجال الذكاء الاصطناعي "إنفيديا"، و"سوبر مايكرو كمبيوتر" (Super Micro Computer) بما لا يقل عن 10%.

يُتوقع أن تنمو أرباح شركات النمو السبعة الأكبر في مؤشر "إس آند بي 500"، وهي "أبل"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت"، و"أمازون"، و"إنفيديا"، و"ميتا بلاتفنرمز"، و"تسلا"- بنسبة 38% في الربع الأول، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس". وباستبعادهم، من المتوقع أن تتقلص أرباح بقية الشركات بالمؤشر الرئيسي 3.9%.

ذروة البيع

قالت كوينسي كروسبي، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "لا يتوقع المستثمرون نتائج أعمال قوية فحسب، بل يتوقعون توجيهات قوية. أي خيبة أمل من تقارير شركات التكنولوجيا الكبرى يمكن أن تدفع السوق أعمق داخل منطقة ذروة البيع".

هبط مؤشر "إس آند بي 500" لليوم السادس على التوالي، متكبداً أطول سلسلة خسائر منذ أكتوبر 2022. وأدى انخفاض سعر سهم "إنفيديا" إلى فقدان الشركة أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسجل مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أكبر نسبة انخفاض يومي خلال العام الحالي. تراجع سعر سهم "نتفلكس"، ليخفت بريق النتائج المالية الممتازة بعد قرار الإدارة بالتوقف عن الإبلاغ عن بيانات المشتركين الفصلية.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.62%، لتعوض هبوطاً سابقاً قدره 14 نقطة أساس. قلص سعر النفط الصعود الكبير ليغلق مرتفعاً بشكل طفيف فقط بعد أن بدا أن وسائل الإعلام الإيرانية تقلل من تأثير الضربات الإسرائيلية.

ضغوط على أسهم التكنولوجيا

تعرضت أسعار أسهم التكنولوجيا لضغوط شديدة هذا الأسبوع بعد أن خفضت شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" توقعاتها لنمو سوق الرقائق، وأعلنت شركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding) عن طلبات مخيبة للآمال. وأثار هذا بعض القلق مما إذا كانت هذه التوقعات هي مقدمة لما سيتم الإعلان عنه بينما يستعد العمالقة الآخرون لنشر نتائج الأعمال. ومن المنتظر أيضاً إصدار أرباح "إنتل" (Intel) الأسبوع المقبل.

تكبد مؤشر "إس آند بي 500" أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس 2023، معمقاً تراجعه من أعلى مستوى له على الإطلاق إلى أكثر من 5%. بعد ارتفاعه 10% في الربع الأول -مسجلاً أقوى بداية لعام منذ 2019 – أصبح المستثمرون متشككين بشكل متزايد حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه الأمر على المدى القريب، حتى مع الأخذ في الاعتبار القوة المستمرة في الاقتصاد.

مخاوف السياسة النقدية

تأثرت المعنويات بشكل كبير بسبب تصريحات مسؤولي السياسة النقدية المتشددة وتصاعد المخاوف بشأن التضخم. وبينما بدا أن التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط قد تم احتواؤها، لجأ المتداولون إلى الحذر.

"لا يمكن اعتبار أي شيء أمراً مفروغاً منه، وقد تظل الأسواق في حالة من التوتر، خاصة بالنظر إلى مخاطر عطلة نهاية الأسبوع التي تلوح في الأفق"، وفق فؤاد رزاقزادة من "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم"، مضيفاً أن التضخم لا يزال يمثل نقطة محورية بسبب تأثيره المحتمل على السياسة النقدية.

من جهته، قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "عدم اليقين الجيوسياسي ينضم إلى التضخم وأسعار الفائدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي في الضغط على الأسواق، مما يؤدي إلى تحول سريع ومثير في طبيعة الأسواق وموقف المستثمرين".

أسعار فائدة أعلى لفترة أطول

يسحب المستثمرون أموالهم من الأسهم إذ يغذي الاقتصاد الأميركي القوي والتضخم الراسخ المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وفقاً لاستراتيجيي "بنك أوف أميركا كورب".

كتب فريق الاستراتيجيين، بقيادة مايكل هارتنت، في مذكرة أن الأنباء الاقتصادية الجيدة أصبحت الآن أخباراً سيئة بالنسبة للأسهم، وهو تحول في التفكير عن الربع الأول عندما كانت "الأخبار الجيدة جيدة بالفعل (أي ترفع أسعار الأسهم)". والدليل على ذلك هو استرداد المستثمرين 21.1 مليار دولار من صناديق الأسهم خلال أسبوعين حتى الأربعاء، وهو أكبر قيمة في أسبوعين منذ ديسمبر 2022، حسب ما نقله "بنك أوف أميركا" عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global).

على صعيد آخر، ترى سينيد كولتون غرانت، كبير مسؤولي الاستثمار في ذراع إدارة الثروات في بنك "نيويورك ميلون" أن تراجع الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها في أواخر الشهر الماضي يمنح المستثمرين خارج السوق فرصة للشراء.

وأشارت إلى أن انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" المتواصل لـ3 أسابيع يُعد بمثابة جني أرباح صحي للمتداولين بعد أن ارتفع 10% في الربع الأول، وصعوده 24% في 2023. من هنا، تتوقع كولتون غرانت ألا تستأنف السوق الارتفاع فحسب، بل يتسع نطاق الصعود أيضاً بناءً على نمو قوي في الأرباح واستمرار الزخم الاقتصادي، مما قد يدفع مؤشر "إس آند بي 500" لتجاوز الحد الأعلى للنطاق المستهدف الذي يتراوح بين 5000 و5400 نقطة قبل نهاية 2024.

أداء أبرز المؤشرات:انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.9% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويوركهبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.1%انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.62%صعد سعر "بتكوين" 1.2% إلى 64297.01 دولارارتفعت قيمة "إيثر" 1% إلى 3101.31 دولارسعر الذهب ارتفع في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2387.75 دولارا للأونصة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اسهم التكنولوجيا استراتيجي الأميركية الاصطناعي التضخم الذكاء الاصطناعي المؤشرات إنفيديا الربع الأول

إقرأ أيضاً:

بعد رسوم ترامب .. خسائر كبيرة لعدد من شركات السيارات العالمية

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب العزم لفرض رسوم جمركية بنسبة على جميع المركبات وقطع غيار السيارات المصنعة في الخارج المستوردة إلى الولايات المتحدة بنسبة 25%، شهدت قطاع السيارات تراجع بعض الأسهم لشركات صناعة السيارات حول العالم.

أخبار السيارات| أرخص كسر زيرو.. و5 سيارات سيدان موديل 2025 تبدأ من 629 ألف جنيه.. وكيا إكسيد توب لاين بهذا السعرأرخص سيارة بناقل سرعات أوتوماتيك من رينو .. سوق المستعملالمنافسة تتزايد بين تسلا وBYD .. أرقام مذهلة لصالح العملاق الصينيمزاد جديد لبيع السيارات في مصر.. فرصة مميزة بهذا الموعد

وجاءت تلك التراجعات متضمنه شركات كبيرة ورائدة أبرزها بي إم دبليو، وفولكس فاجن، بالإضافة إلى مرسيدس، وبورشه، مجتمعين بقيمة 4.84 مليار دولار من القيمة التسويقية، وفقًا لما كشفت عنه رويترز، حيث شعر المستثمرون باحتمالية ارتفاع تكاليف الخدمات اللوجستية.

إلى جانب احتمال زيادة التكاليف وتعقيدات الصناعة، والتي تعاني من بطء وتيرة التحول إلى السيارات الكهربائية، كما انخفضت أسهم تسلا في تعاملات ما قبل التداول اليوم، الخميس، بقيمة تجاوزت 5.5%، لتصل قيمة التراجع منذ بداية مارس إلى 16.6%.

قرارات ترامب وموجة الرسوم الجمركية

كشفت بعض شركات تصنيع السيارات عن خطتها لنقل بعض إنتاجها هذا العام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها هيونداي و مرسيدس، و فولكس فاجن، بالإضافة إلى أودي وفولفو، حيث ترغب الكثير من شركات السيارات توطين المزيد من الإنتاج في الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية.

رؤية مميزة من تويوتا وهوندا وخسائر اليوم

يبدو أن الحظ كان حليف تويوتا وهوندا، حيث تمتلك كلا منهما قاعدة إنتاجية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن انخفضت أسهمهم هما ايضا بقيمة 2%، وهي النسبة الأقل، على عكس أسهم ستيلانتيس وبورشه التي انخفضت بأكثر من 4% اليوم، الخميس، وكان تراجع أسهم جنرال موتورز بنسبة 6.5%، وانخفاض أسهم فورد بنسبة 4.3%، كما انخفضت أسهم مرسيدس بنسبة 2.8%.

مقالات مشابهة

  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض مع تراجع شركات السيارات
  • بعد رسوم ترامب .. خسائر كبيرة لعدد من شركات السيارات العالمية
  • رسوم ترامب الجمركية تضرب بورصات أوروبا وتدفع الأسهم للهبوط
  • البرلمان الأوروبي يبحث فرض رسوم جمركية على شركات التكنولوجيا الأمريكية ردا على إعلان ترامب
  • أمريكا تصعد حملتها ضد الصين بالتضييق على شركات التكنولوجيا
  • الاتحاد الأوروبي يبحث فرض رسوم على شركات التكنولوجيا الأميركية
  • بسبب الرسوم..شركات التكنولوجيا الكبرى تدفع الأسهم الأمريكية إلى التراجع
  • سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى 11970.19 نقطة
  • مؤشر سوق الأسهم يغلق على ارتفاع
  • ارتفاع أسهم أوروبا بفضل آمال تخفيف الرسوم الجمركية الأميركية