حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الجمعة مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور "جبهة جديدة" في السودان تتصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور حيث بات السكان على شفا مجاعة.

والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وقد لجأ إليها كثير من النازحين بعدما ظلت لفترة طويلة بمنأى عن الحرب الدائرة في البلاد منذ عام.

وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو إن البلاد تشهد "أزمة ضخمة من صنع الإنسان بالكامل"، بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وأضافت "الأطراف المتنازعة تجاهلت بشكل متكرر الدعوات لوقف الأعمال العدائية، بما فيها تلك الصادرة عن هذا المجلس. وبدلا من ذلك، سرعوا استعداداتهم لمزيد من المعارك"، متحدثة عن "مواصلة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حملاتهما لتجنيد مدنيين".

وأعربت خصوصا عن قلقها إزاء تقارير بشأن هجوم "وشيك" محتمل قد تشنه قوات الدعم السريع على الفاشر، وهو ما يثير خطر فتح "جبهة جديدة في النزاع".

وأردفت أن "المعارك في الفاشر يمكن أن تؤدي إلى صراع دموي بين المجموعات السكانية في أنحاء دارفور، وتزيد من إعاقة توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة باتت بالفعل على شفا مجاعة".

معارك ونزوح

بدورها، قالت مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، إديم ووسورنو: إن "ثمة تقارير مستمرة بشأن معارك في الأجزاء الشرقية والشمالية من الفاشر، مما تسبب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص"، مشيرة إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" عالجت أكثر من 100 ضحية في المدينة خلال الأيام الأخيرة.

وأضافت أن "العدد الإجمالي للضحايا المدنيين يرجَّح أن يكون أعلى من ذلك بكثير"، محذرة من أن "أعمال العنف هذه تشكل خطرا شديدا وفوريا على 800 ألف مدني يعيشون في الفاشر، وهذا يهدد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور".

يشار إلى أن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تسيطر حاليا على 4 من عواصم ولايات دارفور الخمس، ما عدا الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة كانت قد تعهدت حتى الأمس القريب بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، وهو ما جنبها الانزلاق إلى القتال.

لكنّ هذا الموقف تبدل مع إعلان جماعات متمردة أنها قررت خوض القتال ضد قوات الدعم السريع بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" التي تُتَّهم بارتكابها في الفاشر.

ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات، حيث الإبلاغ عن قصف واشتباكات في قرى محيطة بها منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

 

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، (الثلاثاء)، أن انتصارات الجيش ستتواصل، وإن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «قوات الدعم السريع»، وقال البرهان مخاطباً حشوداً في بورتسودان: «عهدنا مع الشعب السوداني، ولن يهدأ لنا بال إلا بالقضاء على هذه الميليشيا المتمردة ودحرها».

وأشار رئيس مجلس السيادة إلى استمرار المعارك العسكرية على كل المحاور، داعياً المسلحين إلى إلقاء السلاح. وقال: «كل من ترك السلاح نرحب به».

واستعاد الجيش السوداني، يوم السبت، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان بعد أن سيطرت عليها «قوات الدعم السريع» لفترة طويلة.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023 بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة في خضم عملية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

الخرطوم: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • آلاف يفرون من بلدتين في دارفور بسبب المعارك
  • هكذا تبدو مدينة ود مدني بعد استعادتها من قوات الدعم السريع
  • البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»
  • هل اقترب الجيش السوادني من السيطرة على الخرطوم وهزيمة الدعم السريع؟
  • احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيجية ومعقل قوات الدعم السريع
  • السودان: حاكم دارفور يدين مجزرة الكنابي ويطالب بالعدالة
  • مقتل 16 وإصابة أكثر من 40 في قصف مدفعي للدعم السريع بالفاش
  • كباشي: لا تفاوض بعد اليوم مع قوات الدعم السريع
  • الإخوان المسلمين والدعم السريع.. ما المخبوء تحت القشرة؟
  • الدعم السريع تقصف مخيما للنازحين في الفاشر.. مناشدات لإنقاذ الجرحى