قراءة عراقية لمنافع بغداد من الصراع الاقليمي وستراتيجية أمن الخليح - عاجل
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
اكد الخبير في الشؤون النفطية حمزة الجواهري، اليوم السبت (20 نيسان 2024)، ان اغلب الدول تنظر منذ عقود الى امن الخليج العربي بانه جزء من امنها القومي، مشيرا الى انه مهما اشتد الصراعات في منطقة الشرق الاوسط لكن هناك مسارًا يوحد كل الدول العظمى رغم خلافاتها حول ضرورة ابقاء مياه الخليج امنه.
وقال الجواهري في حديث لـ "بغداد اليوم"، ان "اكثر من 20% من امدادات الطاقة من النفط و الغاز تنتج في الخليج العربي وتنقل من خلال مياهه عبر مضيق هرمز الى عشرات الدول يوميا سواء أمريكا او أوروبا او جنوب شرق اسيا وبقية المناطق"،مبينا ان "اغلب الدول تنظر منذ عقود الى امن الخليج العربي بانه جزء من امنها القومي وهذا ما يفسر اهتمام الدول ببقاء مياهه امنه رغم اشتداد الصراعات والحروب في العقود الماضية".
وأضاف الجواهري، انه "مهما اشتد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط في العراق او ايران وانتقالا الى احداث غزة المستمرة منذ 6 اشهر تقريبا، لكن هناك مسار يوحد كل الدول العظمى رغم خلافاتها حول ضرورة إبقاء مياه الخليج امنه دون اي تعرض لإمدادات الطاقة"، لافتا الى ان "أمريكا لديها أوراق ضغط في العراق ومنها الاقتصادية والمالية لكن بغداد تبقى عامل مؤثر ومهم في ديمومة امن الخليج".
وأشار الى ان "ايران وامريكا في صراع مستمر منذ 4 عقود لكن لم يسجل ولو لمرة ان سعت طهران الى اغلاق مضيق هرمز وشل امدادات الطاقة لان الامر يتعلق باستراتيجية دولية تتجاوز كل الخلافات وتتوحد حيال إبقاء تلك المياه امنة".
واكد الجواهري، انه "رغم قساوة ازمة غزة وتداعياتها وما تسببت به من صراعات لكنها لم تؤثر على أسواق الطاقة من ناحية دفعها الى سقوف اعلى لان هناك ضغط باتجاه استقرارها من خلال قيام دول بضخ المزيد من النفط ولو بشكل غير معلن"، موضحا ان "هناك مسارات تقود الى إبقاء أسواق النفط مستقرة قدر الإمكان وابعادها عن اي صراعات إقليمية ودولية".
وتشهد منطقة الشرق الأوسط صراعات متشعبة ابتداءً من حرب غزة وطوفان الأقصى وما تلاها من مقاوم وردود لما يعرف بمحور المقاومة من في العراق وسوريا واليمن وأزمة البحر الأحمر في استهداف سفن الملاحة من قبل جماعة انصار الله الحوثية ثم تطورات الأوضاع في قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في سوريا والرد الإيراني بضرب اهداف داخل إسرائيل فيما يعرف بعملية الوعد الصادق واخرها الانفجارات التي ضربت مدينة أصفهان الإيرانية والاتهامات الى إسرائيل بانها من تقف خلف العملية رغم عدم وجود تأكيدات رسمية منها على ذلك.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الأمن المائي في الخليج التحدي الأكبر
كلما حدّث العالم قائمة أخطاره الوجودية، التفتت دول الخليج العربي إلى التحدي الأكبر الذي يواجهها وهو الأمن المائي الذي بات أحد أكبر أخطارها الوجودية الذي بقي طويلا في الظل خلف قضايا الطاقة والنمو الاقتصادي والتحديات الجيوسياسية التي تحيط بالمنطقة.
ومع تزايد النمو السكاني الداخلي أو المستورد نتيجة احتياجات النمو الاقتصادي، ومع اتساع المدن والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم وفي قلبه الجزيرة العربية تتعاظم الحاجة إلى وجود رؤية استراتيجية متكاملة تضمن استمرار الحياة والنمو دون تهديد مستقبلي يوصل السكان إلى حد ظهور أزمة عطش حقيقية.
وناقش أسبوع عمان للمياه ضمن الاجتماع الإقليمي الأول للجان الوطنية للبرنامج الهيدروجيني الدولي لدول الخليج العربية هذه القضية عبر قراءة تحديات ندرة المياه والتلوث المائي والبحث عن حلول مستدامة من خلال تعميق الوعي العام بأهمية الحفاظ على موارد المياه.
ورغم أهمية مثل هذه الاجتماعات وما تضعه على الطاولة من تحديات إلا أن الأمر يبدو أكثر إلحاحا مما يعتقد البعض في ظل حالة الجفاف التي تمر بها المنطقة متأثرة بالتغيرات المناخية.
وإذا كانت دول الخليج في سياق عملها من أجل المساهمة في حل قضايا التغيرات المناخية تحاول الذهاب نحو الطاقة الخضراء البديلة فإن بقاء اعتمادها على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي وأساسي لتأمين احتياجاتها من الماء يحيطها بتعقيدات كبيرة؛ سواء من حيث التكلفة الباهظة أو التقنيات التي ليست دائما صديقة للبيئة، كما أن منشآتها تحتاج إلى طاقة ضخمة في وقت تتجه فيه دول العالم نحو خفض الانبعاثات. لكن هناك مخاطر أخرى غير تقليدية قد تبرز في المرحلة القادمة في ظل الصراع السياسي المتزايد فيما لو حدثت تسريبات أو انبعاثات نووية الأمر الذي معه يمكن أن تتوقف عملية التحلية وتدخل المنطقة في وضع حرج جدا.
إن الأزمة المائية في الخليج لا تقف عند حدود الموارد فقط لكنها تتصل، دائما، بثقافة الاستهلاك. فمعدلات استهلاك الفرد للمياه في عدد من دول الخليج تُعد من الأعلى عالميا، وتتم في كثير من الأحيان دون مقابل مادي حقيقي يُشعر المستهلك بقيمة المورد. وهنا تكمن أهمية إصلاح السياسات المائية، ليس عبر فرض الضرائب أو الرسوم فقط، بل من خلال التوعية، وتحسين البنية الأساسية، وتوظيف التكنولوجيا الذكية في رصد التسربات، وإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة والصناعة.
وأكد الاجتماع الإقليمي الخليجي أن ضمان أمن المياه يتطلب تعاونا خليجيا واسع النطاق، تُبنى فيه شراكات استراتيجية للمياه كما هو الحال مع مشاريع الطاقة والدفاع. كما أن الاستثمار في الزراعة الذكية، والتقنيات البديلة للري، والبحوث في الطاقة المتجددة لتحلية المياه، يشكّل مداخل واقعية لحلول مستدامة.
وإذا كان الخليج يخشى من أن معركته الأهم تكمن في التحول من الاعتماد على طاقة النفط إلى تنويع مصادر الدخل المستدامة فإن البعض يتصور أن المعركة الأخطر تتعلق بمياه الشرب النظيفة، والانتصار في هذه المعركة يتطلب رؤية وإدارة ومجتمع واع بهذا الخطر الكبير.