بروكسل-سانا

بمناسبة الذكرى الـ78 لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، أقامت “رابطة المغتربين السوريين في بلجيكا ولوكسمبورغ” احتفالية في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور رئيس وأعضاء البعثة الدائمة لسورية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل وحشد كبير من أعضاء الجالية والمغتربين السوريين في بلجيكا ولوكسمبورغ.

ونوه السفير عمار العرسان رئيس البعثة الدائمة لسورية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل في كلمته بدور المغتربين السوريين في نقل رسالة سورية المتجذرة في التاريخ وتمثيلها في الخارج من خلال إنجازاتهم وأعمالهم التي يحققونها.

وأكد العرسان أهمية استمرار وتعزيز ارتباط السوريين بوطنهم سواء عبر السفارات والبعثات الدبلوماسية أو عبر الزيارات إلى سورية كلما سنحت الفرصة.

بدوره، أشار أنطوان قسيس رئيس رابطة المغتربين السوريين في بلجيكا ولوكسمبورغ إلى معاني الجلاء الراسخة والسامية في أذهان ووجدان السوريين، مؤكداً أن نضالات الأجداد والآباء والمتمثلة بمختلف الثورات التي قامت ضد المستعمر القديم في سورية هي بمثابة أمانة في أعناق الأجيال، كما تشكل حافزاً ومنارة لهم في نضالهم المستمر ضد الأشكال والأدوات الجديدة للاستعمار الجديد.

واختتمت الاحتفالية بعرض فني لموسيقا وأغان سورية قدمها فنانون سوريون مغتربون.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

«عيد الجلاء».. لماذا رحل الاحتلال البريطاني وظل وكلاؤه في مصر؟

في الذكرى «الـ٦٨» اعرف عدوك وسبب العداء..

«لعل أحفادنا الذين ما زالوا فى مجاهل المستقبل سوف يعودون بعد مئات السنين إلى ذكرى هذا اليوم باعتزاز وتقدير.. .» هكذا عبر الزعيم الراحل، جمال عبد الناصر، عن شعوره، عقب ساعات من التصديق على اتفاق جلاء الاحتلال البريطاني عن مصر، في 18 يونيو 1956.

كان جلاء الاحتلال، أحد التداعيات المباشرة لثورة 23 يوليو 1952. يقول محلل شئون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية، روجر هاردي: «أعادت الثورة حكم المصريين لبلادهم، للمرة الأولى منذ 2500 عام».

طوال تلك الفترة «تعاقب الغزاة الأجانب على الحكم: فرس، يونان، رومان، عرب، أتراك، فرنسيون، قبل إنهاء الهيمنة البريطانية، وطرد الملك فاروق الأول، وإعلان الجمهورية، ثم الترسيخ للقومية العربية، الحلم الأكبر لجمال عبد الناصر».

أتذكر، أيضا، ما كتبه المفكر القومي العربي، معن بشور «كان جمال عبد الناصر خصماً عنيداً للاستعمار، ساعياً إلى إجلاء القوات البريطانية عن بلاده، وإلى مواجهة الأحلاف والمشاريع الاستعمارية دون هوادة، كحلف بغداد ومشروع أيزنهاور».

لكنه «عبد الناصر» بحسب، معن بشور «كان يقيم علاقات مع كل هذه الدول لخدمة مصالح بلاده وأمته، وشعاره في كل ذلك: نصادق من يصادقنا، ونعادي من يعادينا. محافظا على ثوابته حتى الرحيل، في 28 سبتمبر عام 1970».

ظلت «ثوابته الوحدة الوطنية، الاستقلال السياسي، الالتزام القومي، العدل الاجتماعي، الديمقراطية السياسية والاجتماعية، الإيمان بالإسلام والرسالات السماوية. خاض حروباً ومعارك، وواجه بسببها حملات شيطنة خلال حياته، وبعد رحيله».

قلق عربي

قبل جلاء الاحتلال البريطاني، كانت هناك حالة قلق على الهوية العربية، التي تعرضت لانتكاسة خلال الحكم العثماني، وبعد معاهدة سايكس-بيكو، التي قسمت منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات وممالك.

حينها، انتقلت المؤامرة الدولية الكبرى على المنطقة العربية من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، عبر زرع إسرائيل في جسد المنطقة، استغلالا لانشغال مصر بالصراعات السياسة الداخلية، والتدهور الشامل، باستثناء شارعين و4 مقاه راقية في القاهرة، يفخر بها أنصار الاحتلال والملكية.

لكن ثورة 23 يوليو، جعلت الأولوية، لاستكمال حركة التحرر الوطنى، عربيا، ومحاربة الاحتلال، في دول العالم الثالث. كانت فلسفة زعيمها «المنطقة واحدة، أحوالها واحدة، مشكلاتها واحدة، مستقبلها واحد، والعدو واحد مهما تعددت أقنعته التي تحاول تشتيت جهودنا».

لم يتخل الزعيم الراحل عن التذكير بـ«أننا أقوياء، لكن الكارثة الكبرى أننا لا ندرك مدى قوتنا، نخطئ فى تعريف القوة، ليست القوة أن تصرخ بصوت عال، وإنما القوة أن تتصرف إيجابياً، وبكل ما تملك من مقوماتها».

الوحدة العربية فى فكر، عبد الناصر، لم تكن تعتمد على تنظيم قومى واحد يختزل الوحدة فى الأداء السياسى والحزبي، ويتجاهل الفروقات الثقافية والاجتماعية بين كل قطر عربى على حدة، بل مراعاة المشتركات العربية، والديمقراطية المؤسسية، في الوقت نفسه.

مكاسب وطنية

جلاء الاحتلال مهد للنهضة المصرية: الإصلاح الزراعي، تأميم قناة السويس، بناء السد العالي، إقامة قاعدة صناعية، تعزز الاقتصاد الانتاجي -صناعة الحديد والصلب والكيماويات والدواء والإنتاج الحربى- والأخذ بعوامل القوة، التي تعزز القرار السياسي، والسيادة الوطنية.

خرج الاحتلال البريطاني، بعد ٧٤ عاما، وظفها في نهب الثروات، ومحاولة تفخيخ المجتمع، عبر صناعة جماعات - دينية، اجتماعية، اقتصادية، وسياسية- مشبوهة، ترضى بالفتات، مقابل التمكين لمصالح الخواجات.

ترك الاحتلال خلفه أدوات وظيفية، تحاول، حتى الآن، تشويه المسيرة الوطنية، والتمهيد، مجددا، لعودة التبعية والارتهان، فأحفاد من تعاونوا مع الاحتلال، وقدموا خدماتهم له، هم أعداء ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢.. هم أعداء الجمهورية (القديمة- المتجددة) أعداء كل بناء وتنمية.

لن تدرك شريحة الشباب الهائمة على وجهها وراء «الكذب الملون» في فضاء الإنترنت، كيف كان حال مصر، في زمن الاحتلال البريطاني، الذي هيمن على كل شيء من الأرض إلى المقدرات، بقوة السلاح، بمعاونة أسرة حاكمة، مستغلة، ودخيلة، لفرض ما يريد.

كان الاحتلال قبل الجلاء عن مصر، يوظف أباطرة الإقطاع، الذين يستعبدون أصحاب الأرض، كجزء من فئة مستغلة، تحتكر رأس المال، وتوظفه في الوقيعة بين القوى السياسية، والحزبية، حتى تنكفئ مصر على نفسها، وتسهل الهيمنة على محيطها.

تغرير متعمد

لن تدرك الشريحة المذكورة، مكانة مصر العربية، الإفريقية، الإسلامية. ولا مبادئ ثورة 23 يوليو 1952: القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، إقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

يدرك ذلك من يقرأ تاريخه جيدا، وكيف بدأ الأسطول البريطاني بقصف الإسكندرية في 11 يوليو 1882، ثم احتلال بريطانيا لمدن القناة، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، فى 14 سبتمبر 1882، قبل أن ترفع أعلامها على المناطق المحتلة.

لكن القوى الوطنية المصرية لم تستسلم.. بدأت مسيرة النضال: مصطفى كامل. محمد فريد، رغم إعلان الحماية على مصر، وفرض الأحكام العرفية، أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1914، لكن سعد زغلول، جدد روح النضال الوطني، رغم نفيه خارج مصر.

كأنها، الفرصة المنتظرة.. تسبب نفي الزعيم، سعد زغلول، في ثورة 9 مارس 1919. وظف الاحتلال فلسفته «فرق.. تسد» ورغم نجاحه النسبي، تسلم الراية، مصطفى النحاس، قبل أن تنتقل إلى حركة الضباط الأحرار، في 23 يوليو 1952 بقيادة الزعيم الراحل، جمال عبد الناصر.

لم يكن جلاء الاحتلال البريطاني سهلا.. فقد قامت ثورات وطنية، مقاومة شعبية، كفاح مسلح، ضد الاحتلال البريطاني، سقط شهداء، وتخضبت الأرض الطاهرة، بدماء ذكية سالت من المصابين، قبل ٦٨ عامًا.

بدأت مفاوضات الجلاء فى 27 أبريل 1953، وانتهت فى 27 يوليو 1954، قبل التصديق عليها في 18 يونيو عام 1956، تحقق حلم الاستقلال، بعد خروج 80 ألف جندي بريطاني، ورفع العلم المصرى على مبنى قناة السويس، أول مبني قاموا باحتلاله عام 1882.

الشفرة العلنية

ثمَّة شفرة علنية، لم يغيِّرها الجيش المصري منذ إعادة تأسيسه وتنظيمه في العصر الحديث وحتى الآن.. يتضح دور هذه الشفرة وأهميتها في خلفية أي مشهد صعب يتعرض له الوطن، (الأرض، والشعب).

هذه الشفرة، تشغل بدورها خصوم وأعداء الدولة المصرية.. يبحثون في طبيعتها، ومكوناتها، وسر نجاحها المتواصل على نحوٍ لا تخطئه عين، ويحاولون بشتى الطرق التداخل معها للعبث بها، وإعاقتها، أو حتى فهم إشاراتها دون جدوى.

في كل المحطات التاريخية ظلَّت هذه «الشفرة العلنية» مصدرًا للدهشة والتعجب، ربما لقدرتها على الصمود، وتحدي التحدي، فضلًا عن كونها همزة وصل لا تنقطع مع الشعب، الذي يتناغم معها، ويستخدمها وقت الحاجة للخروج من المشكلات، وتحول المستحيلات إلى حلول.

شعبنا، يدرك قيمة وأهمية قواته المسلحة، ودورها فى كل الأحداث الكبرى التى مرّت بها مصر (طرد الاحتلال.. تأسيس وإعلان الجمهورية.. الانتصار المؤزر والأكبر فى الصراع العربي- الصهيوني عام 1973.. تحريرها لكامل التراب الوطني، وحفاظها على الحدود).

وسط هذا وذاك تستمر «الشفرة العلنية» بين القوات المسلحة والشعب عصية على كل محاولات الرصد والتحليل، لأنها شعور معنوي راسخ فى ضمائر المصريين، لا فرق بين من هم داخل المؤسسة أو من هم خارجها.

مقالات مشابهة

  • السليمانية تحيي الذكرى الـ52 لرحيل الفنان حسن زيرك (صور)
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب
  • إدارة شباب قسنطينة تحيي الذكرى الـ126 لتأسيس النادي
  • «عيد الجلاء».. لماذا رحل الاحتلال البريطاني وظل وكلاؤه في مصر؟
  • الذكرى 11 لثورة 30 يونيو فى عدد خاص من “المصور”
  • بلجيكا.. يجب على أوكرانيا احترام حقوق الإنسان من أجل قبولها في الاتحاد الأوروبي
  • وزارة الداخلية تعلن نجاح الخطة الأمنية لعيد الغدير من دون أي حادث
  • الخارجية: تؤكد سورية استنكارها الشديد لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في روسيا وزرع الفتنة بين أبناء شعبها
  • أوربان يدعو لإزاحة فون دير لاين بعد "أسوأ خمس سنوات في تاريخ الاتحاد الأوروبي"
  • رئيس جامعة الملك خالد المكلف يشهد حفل المعايدة السنوي لعيد الأضحى