كوريا الشمالية تختبر “رأسا حربيا كبيرا جدا”
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
اختبرت كوريا الشمالية “رأسا حربيا كبيرا جدا” صُمّم لتحميله على صواريخ كروز استراتيجية، وفق ما أورد الإعلام الرسمي السبت، في أحدث تجربة تجريها منذ أن أنهت روسيا الشهر الماضي النظام الأممي لمراقبة العقوبات المفروضة على البلد.
وأتى هذا الإعلان بعدما استخدمت روسيا حقّ النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في آذار/مارس لتعطيل تجديد تفويض لجنة خبراء مكلفة مراقبة تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية وبرامجها للأسلحة.
وقد حذّر محلّلون من احتمال أن تقوم كوريا الشمالية باختبار صواريخ كروز قبل إرسالها إلى روسيا لتستخدمها الأخيرة في أوكرانيا، في ظلّ تقارير من واشنطن وسيول تفيد بأن حكومة كيم جونغ أون صدّرت أسلحة إلى موسكو، بالرغم من العقوبات الأممية التي تحظرها.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن “إدارة الصواريخ في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية أجرت اختبار قوة لرأس حربي كبير جدا مصمم لصاروخ كروز الاستراتيجي هواسال-1 را-3 (Hwasal-1 Ra-3)”.
وأضافت أن كوريا الشمالية اختبرت أيضا بعد ظهر الجمعة إطلاق “صاروخ بْيولجي-1-2 (Pyoljji-1-2) المضاد للطائرات من طراز جديد فوق البحر الغربي لكوريا”.
وكشف الجيش الكوري الجنوبي من جهته أنه رصد “عدّة صواريخ كروز وصواريخ أرض-جوّ” أطلقت باتّجاه المنطقة عينها المعروفة أيضا باسم البحر الأصفر حوالى الساعة 3:30 من بعد ظهر الجمعة (6:30 بتوقيت غرينيتش).
وأشار إلى أنه يراقب “عن كثب” الأنشطة العسكرية في الشمال وفي حال أقدمت بيونغ يانغ على “الاستفزاز، فسوف ننزل بها عقابا قاسيا وحازما”.
وهذا العام، أعلنت كوريا الشمالية المسلحة نوويا أن كوريا الجنوبية هي “العدو الرئيسي” لها، وقد تخلّت عن الوكالات المخصصة لإعادة التوحيد والتواصل وهددت بالحرب في حال انتهاك أيّ شبر من أراضيها.
واختبار صواريخ كروز ليس محظورا بموجب العقوبات الأممية الحالية على كوريا الشمالية.
وهذه الصواريخ تعمل عادة بالدفع النفّاث وتحلّق على علوّ أدنى من الصواريخ البالستية المتطوّرة، ما يصعّب رصدها واعتراضها.
“تلبية الطلب الروسي”كشف أهن تسان-إل، الجندي السابق في كوريا الشمالية الذي بات يعمل في مجال الأبحاث في كوريا الجنوبية حيث يدير المعهد الدولي للدراسات حول كوريا الشمالية، أن الاختبار المعلن عنه السبت يبدو أنه ينطوي على “نوع جديد من الوقود الصلب ويبدو أنه جزء من الإنتاج المقرّر تصديره لتلبية الطلب الروسي”.
وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أنّ كلا الاختبارين كانا جزءا من “الأنشطة العادية للإدارة ومعاهد علوم الدفاع التابعة لها”.
واعتبرت أن هذه التجارب العسكرية “لا علاقة لها بالوضع المحيط” بالبلد، من دون أن تعطي أي معلومات أخرى.
وأشارت إلى أنّ “هدفا مُعيّنا قد تحقق” من خلال الاختبار، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ورجّح يانغ مو-جين رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول أن يكون الهدف من هذه التجارب الجديدة “تحديد نوع الرأس الحربي الذي يمكن تحميله على صاروخ كروز سهل المناورة بدرجة كبيرة وفاعليته، من حيث الوزن والقدرة التدميرية”.
وقال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن كوريا الشمالية ستواصل “إجراء تحسينات على أداء أسلحتها التقليدية، فضلا عن صواريخها من نوع كروز”، وذلك بالإضافة إلى برنامجها النووي.
في أوائل نيسان/أبريل، قالت كوريا الشمالية إنها اختبرت صاروخا جديدا فرط صوتي متوسط إلى طويل المدى يعمل بالوقود الصلب، وشاركت وسائل الإعلام الرسمية مقطع فيديو لإطلاقه تحت أنظار الزعيم كيم جونغ أون.
وتخضع بيونغ يانغ لمجموعة عقوبات دولية منذ تجربتها النووية الثانية في 2009، لكنها واصلت تطوير برامجها النووية وبرامج الأسلحة.
وفي العام 2022، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوّة نووية “لا رجوع عنها”.
وفي الفترة الأخيرة، وطّدت الدولة المعزولة دوليا بدرجة كبيرة علاقتها العسكرية بموسكو وهي توجّهت بالشكر هذا الشهر إلى روسيا على استخدامها الفيتو لتعطيل تجديد تفويض لجنة خبراء مكلفة مراقبة تطبيق العقوبات الدولية عليها.
المصدر أ ف ب الوسومإطلاق صاروخ كوريا الجنوبية كوريا الشماليةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: إطلاق صاروخ كوريا الجنوبية كوريا الشمالية کوریا الشمالیة صواریخ کروز
إقرأ أيضاً:
ترامب: أمريكا لا ترغب في تصعيد العقوبات ضد روسيا
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لا تسعى في المرحلة الحالية إلى استخدام الضغط أو تشديد العقوبات على روسيا، مشيرًا إلى أن هناك حوارًا جاريًا بين الطرفين.
جاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال من الصحفيين بشأن احتمالات تشديد العقوبات الأمريكية على موسكو، حيث قال: "حسنًا، لدي بالفعل وسيلة ضغط.. لكنني لا أريد التحدث عن وسيلة الضغط هذه، لأننا الآن نتحدث مع الروس".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن التصريحات الصادرة عن موسكو اليوم تحمل نبرة إيجابية إلى حد كبير، ولذلك يفضّل عدم مناقشة مسألة الضغط والعقوبات في الوقت الراهن.
موقف موسكو من إنهاء الأزمة الأوكرانيةمن جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو منفتحة على المقترحات المتعلقة بإنهاء الأعمال القتالية، لكنها تشترط أن يؤدي ذلك إلى سلام دائم وإزالة الأسباب الجذرية للأزمة. وأعرب بوتين عن تقديره لاهتمام ترامب الكبير بتسوية النزاع في أوكرانيا، لكنه شدد على أن أي مفاوضات بشأن إنهاء الصراع ستعتمد على التطورات الميدانية.
وأشار بوتين إلى أن جميع الخطط العسكرية الموضوعة في مقاطعة كورسك وعلى الجبهات الأخرى سيتم تنفيذها بالكامل، ما يعكس إصرار موسكو على تحقيق أهدافها الميدانية قبل أي اتفاق سياسي.
موقف وزارة الخزانة الأمريكية من العقوبات
على الرغم من تصريحات ترامب، فإن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أكد يوم الخميس أن الولايات المتحدة لن تتردد في تشديد العقوبات على روسيا إلى أقصى مستوى ممكن، إذا تطلب الأمر ذلك. ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار المواجهات في أوكرانيا، ما يعكس تباينًا في مواقف الإدارة الأمريكية بين الرغبة في الحوار مع موسكو والتهديد بتصعيد الضغط الاقتصادي عليها.
التوازن بين الحوار والضغطتعكس هذه التطورات تردد الإدارة الأمريكية بين خيارين: الأول هو متابعة المفاوضات مع موسكو لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، والثاني هو الإبقاء على سياسة الضغط عبر العقوبات الاقتصادية. ويبدو أن ترامب يحاول تحقيق توازن بين الاثنين، حيث يُبقي على خياراته مفتوحة وفقًا لمسار المحادثات الجارية مع الكرملين.
وفي الوقت الذي تبدي فيه روسيا استعدادها للنقاش حول إنهاء الأعمال القتالية، فإنها لا تزال تربط ذلك بضرورة تحقيق مكاسب ميدانية وضمانات أمنية، وهو ما يجعل أي تقدم في المفاوضات مرهونًا بالوضع العسكري على الأرض والتوجهات السياسية للجانبين.