العثور على "بكتيريا مصاصة للدماء" قاتلة متعطشة لدم الإنسان
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
اكتشف باحثون في جامعة ولاية واشنطن (WSU) سمة جديدة تسمى "مصاصي الدماء البكتيرية" بين البكتيريا، مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والتي تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء.
وكانت حركة وانتقال هذه الكائنات الحية الدقيقة ببراعة من الأمعاء إلى الدم حيث يمكن أن تكون مميتة لغزا لفترة طويلة، والآن، وجد الباحثون أن هذه البكتيريا تنجذب إلى الجزء السائل من الدم، أو المصل، الذي يحتوي على عناصر غذائية يمكن للبكتيريا استخدامها كغذاء.
ويمكن لمسببات الأمراض العثور بسهولة على مكان وجود المصل ودخول مجرى الدم من خلال جروح صغيرة في الجهاز الهضمي، ما يسبب أحيانا الوفاة بسبب الإنتان لدى المصابين بمرض التهاب الأمعاء.
وحتى أصغر كمية من الدم تكفي لجذب البكتيريا مصاصة الدماء، تماما مثل أسماك القرش التي تمتلك القدرة على اكتشاف قطرة دم واحدة في 10 مليارات قطرة ماء.
وقال الباحث المشارك في الدراسة أردن بايلينك، الأستاذ في كلية الطب البيطري بجامعة جامعة ولاية واشنطن، في بيان: "البكتيريا التي تصيب مجرى الدم يمكن أن تكون قاتلة. لقد تعلمنا أن بعض البكتيريا التي تسبب التهابات مجرى الدم في الغالب تستشعر في الواقع مادة كيميائية في دم الإنسان وتسبح نحوها".
ووفقا للدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة eLife، يمكن للبكتيريا المعوية، مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، اكتشاف كمية قليلة تصل إلى فيمتوليتر من المصل، وهي كمية صغيرة تساوي 0.0000000000001 ملليلتر.
وبمجرد العثور على الجرح الذي يسرب الدم إلى الأمعاء، تتجمع حوله وتتسلل لداخله.
واستخدم الفريق نظاما مجهريا عالي الطاقة لمحاكاة النزيف المعوي عن طريق حقن كميات مجهرية من مصل الدم البشري ومراقبة انتقال البكتيريا نحو المصدر.
وراقبوا الميكروبات وهي تبحث عن المصل، ووجدوا أن الأمر استغرق أقل من دقيقة واحدة. وفي هذه الحالة، إنها استراتيجية تسمى "الانجذاب الكيميائي"، حيث تتحرك البكتيريا نحو تركيزات أعلى من مواد معينة.
إقرأ المزيد لماذا ينبغي عدم استخدام الهاتف في الحمام؟ورجح الفريق أيضا أن السالمونيلا لديها مستقبل بروتين خاص يسمى Tsr يمكّن البكتيريا من الإحساس والسباحة نحو المصل.
وفي اكتشاف Tsr، استخدم الباحثون نموذجا مجهريا عالي الدقة لمشاهدة ذرات البروتين المتفاعلة مع السيرين. ويعتقد العلماء أن مادة السيرين هي إحدى المواد الكيميائية الموجودة في الدم التي تستشعرها البكتيريا وتستهلكها.
وقال الباحثون إن هذا الفهم الجديد لكيفية وصول البكتيريا إلى مجرى الدم يمهد الطريق أمام أدوية جديدة تمنع الإنتان قبل حدوثه، بدلا من علاجه بمجرد مرض شخص ما.
ومن خلال تعلم كيفية قدرة هذه البكتيريا على اكتشاف مصادر الدم، يمكننا في المستقبل تطوير أدوية جديدة تمنع هذه القدرة.
وأوضحت طالبة الدكتوراه سيينا غلين، المشاركة في الدراسة أن هذه الأدوية يمكن أن تحسن حياة وصحة أولئك الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء والذين يتعرضون لخطر كبير للإصابة بالتهابات مجرى الدم.
وعادة، يتم علاج الالتهابات المعوية عن طريق الجهاز المناعي دون مشاكل خطيرة، وربما عن طريق الإسهال. لكن أولئك الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنزيف داخل الأمعاء، وهو ما يمكن أن يسمح للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم، ما يسبب عدوى بكتيرية أكثر خطورة. وهذا يعرضهم بشكل خاص لخطر الإصابة بحالة تسمى الإنتان، وهي تفاعل متسلسل لجهاز المناعة الذي يهاجم الجسم استجابة للعدوى.
ويمكن للفهم الدقيق لسبب مهارة بكتيريا الأمعاء في دخول مجرى الدم من خلال التمزقات الصغيرة أو الجروح في الأمعاء يمكن أن يساعد على منع الإصابة بأمراض خطيرة لمن يعاني من هذه الحالات المزمنة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة اكتشافات الصحة العامة امراض دراسات علمية طب مجرى الدم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
علماء روس يبتكرون سلالة بكتيريا بديلة لمضادات الحيوية
ابتكر العلماء في إقليم ألتاي سلالة جديدة من بكتيريا Bacillus atrophaeus RCAM06423، تقمع الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، وتعمل على تركيب الإنزيمات المفيدة.
ووفقا لبراءة الاختراع التي حصل عليها العلماء، يمكن أن تصبح هذه البكتيريا أداة ميكروبيولوجية جديدة بديلة لمضادات الحيوية، ما يحسن صداقة المنتجات للبيئة ويقلل من مخاطر العدوى في تربية الماشية والدواجن.
وتشير براءة الاختراع، إلى أن المهمة التقنية لهذا الاختراع هي الحصول على سلالة جديدة من البكتيريا لها تأثير عدائي واضح ضد الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الأمراض في مزارع تربية الحيوانات والطيور. وتكمن النتيجة التقنية في قمع مسببات الأمراض من الكائنات الحية الدقيقة الحيوانية وتخليق إنزيمات لهضم الكربوهيدرات باستخدام سلالة Bacillus atrophaeus RCAM06423 الجديدة المقترحة لاستخدامها في تكوين المستحضرات البيولوجية للزراعة.
ووفقا للباحثين لا تقمع السلالة الجديدة من Bacillus atrophaeus RCAM06423 مجموعة واسعة من مسببات الأمراض، بما في ذلك الفطريات والبكتيريا فقط، بل وتعمل أيضا على إفراز الإنزيمات التي تحسن هضم الحيوانات للأعلاف. لذلك يمكن لهذا الاكتشاف أن يقلل من اعتماد الزراعة على مضادات الحيوية مع تحسين الإنتاجية والسلامة.
وأظهرت الدراسات أن هذه السلالة تقمع بفعالية عالية مسببات الأمراض والفطريات التي تهدد صحة الحيوانات والطيور. والميزة الرئيسية للسلالة هي تنوعها واستقرارها. ويمكنها البقاء على قيد الحياة في نطاق واسع من درجات الحرارة والتكيف بسهولة مع الظروف البيئية بينما تظل حساسة لمضادات الحيوية القياسية. أي أن استخدامها آمن ولا يخلق سلالات مقاومة، كما يحدث مع الاستخدام غير المنضبط لمضادات الحيوية.
المصدر: تاس