كاراكاس-سانا

أكدت نائب الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز أن الإجراءات القسرية الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة على فنزويلا دفعت الشعب الفنزويلي إلى المزيد من التصميم والتوحد من أجل بناء نمط اقتصادي جديد متنوع ومستقل.

ونقلت وكالة شينخوا عن رودريغيز قولها من كاراكاس: “لقد حققنا الاستقلال السياسي، ولكن يجب أن نذهب إلى أبعد من ذلك وأن نتحرك نحو الاستقلال الاقتصادي”، مضيفة: إنه “إذا كان هناك أي شيء يمكن أن يضع هذا الحصار الاقتصادي الفظ وغير الأخلاقي ضد فنزويلا على المحك فهو تصميم شعبنا على الاستقلال الاقتصادي وبناء نموذج جديد متنوع ومتعدد”.

وجددت المسؤولة الفنزويلية التأكيد على اتحاد البلاد في رفض “الإجراءات القسرية الفظة والوحشية والأحادية للولايات المتحدة”.

وكانت وزارة الخارجية الفنزويلية أعربت الشهر الماضي عن رفضها الشديد لتجديد واشنطن العقوبات الأحادية التي تفرضها على الشعب الفنزويلي منذ عام 2015، مؤكدة أن “البيت الأبيض فوت على نفسه فرصة تصحيح أخطائه السابقة والإجراءات الظالمة التي أضرت بمصالح واشنطن نفسها، واختار الآن مواصلة تطبيق إرهابه الاقتصادي من خلال أكثر من 930 إجراء ضد بلدنا، وباتت الولايات المتحدة نفسها رهينة لسياساتها الخاصة القائمة على العدوان”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

«بوليتيكو»: الحرب التجارية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي في صالح «الصين»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت صحيفة “بوليتيكو” إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحاجة إلى التخلى عن الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبى ومواجهة العدو الحقيقي.
وأوضحت “بوليتيكو” فى تحليل لها أنه بعد ستة عشر عامًا من القرارات غير السليمة استراتيجيا والمدمرة للذات، يريد المستشار الألمانى المعين فريدريش ميرز، التغيير ويحتاج إليه بشدة. و"ميرز" مصلح محافظ، وحكومته الجديدة هى الفرصة الأخيرة للبلاد لتحقيق النمو الاقتصادي، وآخر ما يحتاج إليه هو حرب تجارية مع الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة، أنه من المؤسف أن هذا هو بالضبط ما بدأه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؛ حيث هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥ ٪ على الواردات الأوروبية. والهدف الأول هو صناعة السيارات الألمانية ــ العمود الفقرى للاقتصاد الأوروبي.
وأضافت "بوليتيكو" أن الواقع من تهديدات "ترامب" للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، الصاخبة بفرض رسوم جمركية على الحلفاء الأوروبيين تثير نفس الأسئلة؛ فهل كلماته مجرد جزء مما يراه ديناميكية تفاوضية ستنتهى باتفاق مقبول؟ أم أنه يعتقد حقا أن شعار "أمريكا أولًا" يعنى أمريكا وحدها ــ الحلفاء القدامى الذين تم إبعادهم جانبًا. فقد ألقى محاضرة على "زيلينسكي" قائلًا له: "ليس لديك الأوراق". ولكن فيما يتصل بالتجارة، تمتلك ألمانيا وغيرها من الاقتصادات الغربية أوراقا سيكون من النكسة الرهيبة أن تلعب بها".
الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى أكبر وثالث أكبر اقتصادين فى العالم على التوالى من شأنها أن تدمر آمال "ميرز" فى النمو وتزيد من إضعاف الكتلة. ولكنها من شأنها أيضًا أن تدفع التضخم فى الولايات المتحدة، وتعاقب وتحبط الطبقات الدنيا والمتوسطة فى أمريكا، وتؤدى إلى نتائج عكسية على إدارة ترامب. وعلاوة على ذلك، فإنها لن تؤدى إلا إلى تعزيز ثانى أكبر اقتصاد فى العالم "الصين".
وهذا أمر مثير للسخرية؛ لأن الصين هى التهديد الحقيقى هنا، وليس أوروبا، ولا ألمانيا.
تجنب الحرب
قالت "بوليتيكو": "أولًا وقبل كل شيء، إن انزعاج "ترامب" من العلاقة التجارية الحالية بين أوروبا وأمريكا أمر مفهوم. فالعجز التجارى ضخم. ويبلغ ٢٣٥.٦ مليار دولار ــ بزيادة قدرها ١٢.٩٪ منذ عام ٢٠٢٣. وتفرض دول الاتحاد الأوروبى تعريفة جمركية متوسطة تبلغ ٥٪ على السلع الأمريكية، فى حين تفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية متوسطة تبلغ ٣.٣٪ على السلع الأوروبية. والأسوأ من ذلك أن الاتحاد الأوروبى يفرض تعريفة جمركية بنسبة ١٠٪ على واردات السيارات ــ أى أربعة أمثال التعريفة الجمركية الأمريكية البالغة ٢.٥٪"، فالعلاقة غير متكافئة؛ ما يصب فى صالح الشعب الأمريكي".
ويتعين الآن أن يتم تغيير هذا الوضع ــ وهو أمر ممكن ــ ولكن ليس من خلال سباق متبادل لفرض تعريفات جمركية أعلى؛ بل يتعين بدلًا من ذلك خفض التعريفات الجمركية ومراعاة التماثل.
ومن الناحية المثالية، ينبغى أن تكون التجارة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة خالية من التعريفات الجمركية. 
لكن إذا كان هذا غير قابل للتحقيق؛ فينبغى أن تكون التعريفات الجمركية فى المتوسط ٢٪ على الجانبين، وهذا من شأنه أن يخلق حافزاً هائلاً لكلا الاقتصادين، وقد يشكل الأساس والشرط المسبق لما هو ضرورى وجوديا: استراتيجية تجارية مشتركة بشأن الصين.
ومنذ أن أصبحت الصين عضوًا كامل العضوية فى منظمة التجارة العالمية فى ديسمبر ٢٠٠١، عملت على التلاعب بالتجارة الحرة لتحقيق مكاسبها الذاتية لكى تصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم. 
وقد كانت هذه التطورات نتيجة لقواعد غير متكافئة. فعند انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية، كانت الصين تعد دولة نامية، وفى المقابل كانت تتمتع بالعديد من الامتيازات والإعفاءات، فضلًا عن الإعانات التى كانت محظورة على الآخرين. وكانت النتيجة عكسية تماماً لمبدأ المعاملة بالمثل.
لقد تصرفت منظمة التجارة العالمية على أساس نموذج كان موضع شك لفترة طويلة: التغيير من خلال التجارة.
وكانت الفكرة التى دعا إليها الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون والمستشار الألمانى السابق هيلموت كول والعديد من زعماء العالم الآخرين هى أنه كلما زادت الديمقراطية فى التعامل التجارى مع الدول غير الديمقراطية، كلما زادت انفتاح هذه الأخيرة، وزادت الحرية. كان هذا ساذجا. لقد حدث التغيير من خلال التجارة بالفعل، ولكن فى الاتجاه المعاكس. فمنذ عام ٢٠٠١، أصبحت الصين أكثر استبداداً وأقل حرية من عام إلى آخر. إن رأسمالية الدولة التى يتبناها الحزب الشيوعى الصينى هى الشكل الأكثر كفاءة للرأسمالية حتى الآن، لأنه لا توجد قيود تنظيمية أو أخلاقية، ولا تتأخر القرارات بسبب أى ضوابط وتوازنات ديمقراطية، ويوفر نظام المراقبة الصينى إمكانية الوصول إلى جميع البيانات السلوكية لـ ١.٤ مليار شخص.
لذا؛ فبدلًا من تفاقم الضرر الذى ألحقناه بالفعل باقتصاداتنا من خلال بدء حرب تجارية، ينبغى لألمانيا والولايات المتحدة أن تفعلا العكس وتتعاونا.
ويتعين علينا أن نؤسس لاستراتيجية تجارية (ودفاعية) عبر الأطلسى حقيقية تقوم على تعريفات جمركية منخفضة بشكل متماثل أو، أفضل من ذلك، خالية منها على الإطلاق. ومن ثم يمكننا أن نبدأ مفاوضات مشتركة مع الصين لوقف الممارسات غير العادلة وبناء بنية تجارية تصب فى مصلحتنا.
إعادة التفاوض 
وأضافت "بوليتيكو"، إن الأمر واضح للغاية: إذا أعاد أكبر اقتصاد فى العالم التفاوض على الشروط مع ثانى أكبر اقتصاد، فسيكون هناك تقدم ولكن من غير المرجح أن يحدث اختراق. ومع ذلك، إذا تفاوض أكبر اقتصاد فى العالم جنبًا إلى جنب مع ثالث أكبر اقتصاد، فإن احتمالات حدوث اختراق ستكون أكبر بكثير. 
إن الاتفاق بين ميرز "والاتحاد الأوروبي" و"ترامب" قد يكون بسيطًا للغاية، خفض التعريفات الجمركية إلى الصِفر، أو على الأقل إلى متوسط ٢ ٪ على الجانبين، والاتفاق على استراتيجية تجارية مشتركة بشأن الصين. إن إبرام اتفاق عبر الأطلسى جديد من شأنه أن يمنحنا اليد العليا فى التعامل مع الخصم الحقيقى وهو ما يعنى أن الطرفين مربحان. والواقع أن الحرب التجارية بين الحلفاء لا يمكن أن تكون إلا خسارة للطرفين.
وإذا كان ترامب جادًا بشأن "أمريكا أولًا"، فهناك شيء واحد يجب أن يتقبله ــ لا ينبغى أن يعنى ذلك "أمريكا وحدها". إن المزيد من النفوذ على طاولة المفاوضات مع الصين، والاقتصاد الأمريكى السليم الخالى من التضخم، وألمانيا المزدهرة القادرة على تحويل الاتحاد الأوروبى المتعثر، من شأنه أن يصب فى مصلحة الشعب الأمريكى وأوروبا.
 

مقالات مشابهة

  • «بوليتيكو»: الحرب التجارية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي في صالح «الصين»
  • من هم قادة الحوثيين السبعة الذين شملتهم العقوبات الأميركية؟
  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • خبراء اقتصاديون: تعليق العقوبات خطوة نحو التعافي الاقتصادي مع ‏ضرورة إزالتها بالكامل
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
  • الفرقة الرابعة.. الإمبراطورية التي نهبت اقتصاد سوريا
  • إيران تلتف على العقوبات الأميركية عبر سفن نفط صغيرة
  • روسيا: رفع العقوبات الأميركية شرط لتطبيع العلاقات
  • ترامب يهدد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. وأوروبا تتأهب برد مستقل | انقسام حول إرسال القوات والتسليح