صحيفة لوفيجارو الفرنسية تلقى الضوء على تطور الهيكل العسكرى الإيراني
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليومية مقالا عن تطور الهيكل العسكري الإيراني خلال العقود الأخيرة برغم العقوبات الاقتصادية، مشيرة إلى أن هذا الهيكل يركز على ترسانة قوية من الصواريخ والطائرات بدون طيار.
واستهل الكاتب مايول الديبار مقاله في الصحيفة قائلا:" كان هناك وقت كان فيه الجيش الإيراني أحد أقوى الجيوش بالشرق الأوسط في مواجهة إسرائيل.
واليوم، وبعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران ضد إسرائيل والرد الإسرائيلي مساء الخميس الماضي ضد أهداف عسكرية إيرانية فى منطقة أصفهان، أصبحت الدولتان عدوين لدودين وباتا أكثر من أي وقت ذي قبل في مواجهة حرب مفتوحة.. واستعداد لمثل هذه الاحتمالية، تطور إيران قواتها المسلحة منذ أربعة عقود.
وقال الكاتب الفرنسي، إنه كان يتعين على إيران ـ في البداية ـ إعادة بناء قوتها العسكرية بعد حربها المكلفة ضد العراق فى 1980.
وفى هذا الصدد يقول فريد وحيد المدير المشارك لمرصد الشمال الأفريقي والشرق الأوسط في مؤسسة جون جوريس:" إن الشاه الأخير لإيران كان لديه الطموح بتأسيس الجيش القوى.. ولكن مع نهاية الحرب، استهلكت إيران كافة أسلحتها مما أجبرها على وضع حد لاعتداءاتها.
ولذلك كان لابد من إعادة بناء كل شيء في نهاية الثمانينيات، حتى مع بدء العقوبات الدولية في التزايد منذ الإجراءات الأولى التي اتخذتها الولايات المتحدة ردا على احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران. وبينما ستستأنف الجمهورية الإسلامية برنامجها النووي بسرعة، يتعين على البلاد أن تبني جيشها التقليدي.
ونقلت "لوفيجارو" عن بيير رازو المدير الأكاديمي للمؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية والخاصة في منطقة الشرق الأوسط قوله:" إنه بعد الحرب الإيرانية العراقية، زودت روسيا وكوريا الشمالية، إيران، بدبابات وطائرات ومدرعات بكميات صغيرة لتعويض خسائرها بيد انه منذ ذلك الوقت لم تتلق إيران أسلحة ثقيلة ".
والمثال على ذلك الأكثر وضوحا ودون أدنى شك، أسطول الطائرات المقاتلة ـ والتي يمتلكها الجيش الإيراني اليوم.. ويمكن أن نجد معدات أمريكية يعود تاريخها إلى ما قبل عام 1979 مثل إف 4، إف 5 أو أف 14... وخلال الحرب على الجار العراقى، فقدت إيران 180 من هذه النماذج التي "كساها الغبار" ولا يزال لديها حاليا 140، يضاف إليها عدد قليل من طائرات ميج 29 وسوخوي سو 24 الروسية التي لا تضاهي الـ 300 طائرة متطورة للغاية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي.. كما يمتلك /التساهال/ فضلا عن ذلك حوالي أربعين قاذفة مقاتلة من الجيل الأحدث من طراز F-35، والتي تتميز اليوم بقدرتها على التخفي.
ويوضح بيير رازو أنه: "في مواجهة صعوبة الحصول على أسلحة ثقيلة منذ الحرب، طورت إيران قوتها "البالستية الهوائية"... ولتعويض ضعف قوتها الجوية، قامت إيران في الواقع ببناء "حديقة" حقيقية مكونة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز من خلال تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، والتي تسمى "المحلية"... وفي حين أنه من الصعب تحديد نوعية وكمية ترسانتها العسكرية المخبأة في قواعدها العسكرية تحت الأرض بدقة.
وبكل تأكيد ـ حسب "لوفيجارو" ـ أن إيران لم تنجح في بلوغ إسرائيل فى 13 أبريل الماضي سوى اثنتى عشر مرة من بين 300 صاروخ ومسيرة أطلقتها إيران، حيث أن الغالبية العظمى تم اعتراضه من جانب الدفاعات الإسرائيلية.. بيد أن أسلحة الجيل الأخير لم تستخدم خلال الهجوم..فمن خلال برنامج الصواريخ الباليستية، كشفت إيران ـ على سبيل المثال ـ فى عام 2023 عن الصاروخ "خيبر" وهو نموذج يمثل أحدث صيحة.. ويبلغ مدى هذا الصاروخ 2000 كم ويمكن أن يحمل رؤسا تزيد على الطن.
كما كشف الجيش الإيراني خلال السنوات الأخيرة أيضا عن مسيرات مقاتلة ومسيرات استطلاع ومسيرات تدمير تم تطويرها.. ويوجد أيضا مسيرة "استراتيجية" يطلق عليها كامان ـ 22 يمكن أن تبلغ مدى يصل إلى 2000 كم ومزودة بصواريخ عابرة مداها 200 كم.
وقد وجدت إيران في كل هذه البرامج ـ الحل الأمثل لإرساء قوة "إزعاج" ودفاع بأقل التكاليف.. وقد قدرت مجلة "جراند كونتيننت" أن الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل كان أقل بسبع مرات من تكلفة الدفاع عن القبة الحديدية الإسرائيلية.. "والجيش الإيراني يعرف ذلك الآن، فلديه ما يكفي من الصواريخ لإرهاق الدفاع الإسرائيلي المضاد للطائرات واختراق بضعة صواريخ".
وفيما يتعلق بحماية أراضيها، استثمرت إيران في كل مجالات الدفاع الجوى باستثناء القوة المضادة للصواريخ الباليستية بشراء أنظمة قصيرة (تور إم 1) وطويلة (إس 300) من موسكو.. إذ تسعى إيران ـ منذ فترة طويلة ـ للحصول على بطاريات مضادة للطائرات /إس ـ 400 / من روسيا التي وعدتها بتزويدها بطائرات /سوخوى سو 35/ ولكنها تتأخر فى تسليمهم.
واستطردت "لوفيجارو" قائلة إن الأراضي الإيرانية شاسعة، وإيران أبعد ما تكون عن امتلاك "قبة حديدية" مماثلة لتلك التي تمتلكها إسرائيل.. وفى المقابل، فإنها
تمتلك عدد كبير من الضباط والجنود... ففي مواجهة 130 ألف جندي إسرائيلي عامل و300 ألف جندي احتياطي، فإن إيران لديها من جانبها جيش يضم أكثر من 400 ألف جندي عامل و350 ألف جندي جاهز للتعبئة. وإلى هذا الجيش النظامي المسمى "آرتش"، تضاف قوة الباسداران التي يبلغ تعدادها حوالي 300 ألف رجل بما في ذلك قوات "القدس" الخاصة الشهيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العقوبات الاقتصادية الطائرات بدون طيار الجيش الإيراني الجیش الإیرانی فی مواجهة ألف جندی
إقرأ أيضاً:
دق جرس الحقيقة.. ناشر صحيفة “هآرتس” يثير ضجة في إسرائيل
نوفمبر 1, 2024آخر تحديث: نوفمبر 1, 2024
المستقلة/-ثارت موجة من الغضب داخل الحكومة الإسرائيلية من صحيفة “هآرتس” المحلية، بعد تصريحات نادرة لناشرها اعتبرت داعمة للفلسطينيين وانتقدت بشدة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وخلال مؤتمر للصحيفة في لندن، الأحد، انتقد ناشر “هآرتس” عاموس شوكن الحكومة الإسرائيلية، وقال إنها “تتجاهل التكاليف التي يتحملها كلا الجانبين للدفاع عن المستوطنات، أثناء محاربة مقاتلي الحرية الفلسطينيين”.
كما اتهم شوكن حكومة نتنياهو بـ”فرض نظام فصل عنصري قاس” على الفلسطينيين، وبارتكاب “تطهير عرقي”، و”اغتصاب الأراضي” التي من المفترض أنها مخصصة لإقامة دولة فلسطينية.
ووصف ناشر الصحيفة أفعال إسرائيل في “الأراضي المحتلة وفي جزء من غزة” بأنها “نكبة ثانية”، مستخدما المصطلح الذي يشير إلى طرد الفلسطينيين من منازلهم عام 1948 إبان تأسيس إسرائيل.
وأثارت تعليقات شوكن ردود فعل عنيفة داخل إسرائيل، ودعا مسؤولون حكوميون إلى إنهاء أي علاقات مع صحيفة “هآرتس”.
و أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل تعليمات لموظفيه بوقف أي تعاون مع الصحيفة اليومية، وأصدر المدير العام للوزارة رسالة رسمية بهذا الشأن.
وجاء في الرسالة: “لا يمكننا ولن نلتزم الصمت في مواجهة الأذى الذي يلحق بجنود الجيش الإسرائيلي وجهود الدولة لحماية مواطنيها”.
كما اقترح وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارحي على الحكومة وقف جميع التعاملات مع “هآرتس”، بما يشمل وقف الإعلانات في الصحيفة ومنع أي وكالة حكومية من التواصل معها بأي شكل من الأشكال.
وقال كارحي: “الجدير بالذكر أن هآرتس ممولة بسخاء من المواطنين الإسرائيليين من خلال الإعلانات والاشتراكات التي تشتريها الحكومة”.
من تصريحات ناشر الصحيفة خلال المؤتمر
خلال مؤتمر الأحد، دافع شوكن عن حل الدولتين، لكنه قال إن هذا لم يحدث لأن “إسرائيل لديها حكومة تعارض إنشاء دولة فلسطينية”.
أوضح: “بدلا من ذلك، تريد حكومة نتنياهو مواصلة وتكثيف الاستيطان غير القانوني في الأراضي التي كانت مخصصة لدولة فلسطينية”.
أكد أن الحكومة تفرض نظام فصل عنصري قاسيا على الفلسطينيين.
اعتبر شوكن أن إسرائيل تتجاهل قرارات الأمم المتحدة التي تعلن أن المستوطنات غير قانونية.
تابع: “لم يستمروا في بناء المستوطنات فحسب، بل تدعم الحكومة الحالية أيضا التطهير العرقي للفلسطينيين من أجزاء من الأراضي المحتلة”.
اعتبر أن “ما يحدث الآن في الأراضي المحتلة وفي جزء من قطاع غزة نكبة ثانية”.
أضاف أنه “يجب إقامة دولة فلسطينية، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، في اعتقادي، هي فرض عقوبات على رئيس وزراء إسرائيل والزعماء الذين يعارضون ذلك، وضد المستوطنين الذين يتواجدون في الأراضي المحتلة في انتهاك للقانون الدولي”.