في بعض الأحيان قد يتعرض شخص إلى حادث أو مرض يضطر الأطباء على إثره إلى بتر عضو أو استئصاله من جسد المريض، ليتمكن من البقاء على قيد الحياة، وكثيرًا ما يتردد سؤال حول ما الفعل الصحيح تجاه ذلك العضو هل يتم إتلافه أم دفنه؟، وذلك كونه جزءًا من جسد الإنسان الذي كرمه الله عز وجل.

حكم دفن العضو المبتور من الإنسان

وحول حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان قالت دار الإفتاء المصرية، عبر مقطع فيديو نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنه لا يغسل هذا العضو المبتور، ولا يُصلَّى عليه، لكن يستحب أن يلف في قطعة قماش، ويكفي أيضًا الكيس الخاص بالعملية- ويدفن، ما دام الإنسان لا يزال على قيد الحياة فإن هذه الأعضاء لا يُصلى عليها.

واستدلت الإفتاء بقول شيخ الإسلام محيي الدين النووي الشافعي في «المجموع شرح المهذب» (5/ 254): [ذَكَرَ -في «الحاوي»- فِي الْعُضْوِ الْمَقْطُوعِ مِنَ الْحَيِّ وَجْهَيْنِ فِي وُجُوبِ غُسْلِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ: (أَحَدُهُمَا) يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ كَعُضْوِ الْمَيِّتِ (وَأَصَحُّهُمَا) لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ. وَنَقَلَ الْمُتَوَلِّي رَحِمَهُ اللهُ الِاتِّفَاقَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: لَا خِلَافَ أَنَّ الْيَدَ الْمَقْطُوعَةَ.. لَا تُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهَا وَلَكِنْ تُلَفُّ فِي خِرْقَةٍ وَتُدْفَنُ].

حكم الدفن في تابوت 

وحول حكم الدفن في تابوت فقالت الدار إنه يجوز شرعًا دفن الموتى في هذه التوابيت التي تحمي الموتى من تسرُّب المياه إلى المقبرة، ويحافظ عليها من عوامل التعرية؛ لِمَا فيها من زيادة تحقيق مقصد الشرع من القبور.

وتابعت: «يجوز الجمع بين أكثر من تابوت في مقبرةٍ واحدة للضرورة المتحققة بقلَّةِ المقابر الصالحة للدفن، ويجبُ الفصل بين الأموات بحاجز ولو كانوا من جنسٍ واحد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرام واحترام مع الموتى؛ لأن حُرمة الإنسان ميتًا كحُرمته حيًّا».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء أعضاء الإنسان جسد الإنسان استئصال الأعضاء من جسد

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان من العوارض البشرية الكذب: وهو خطأ متعمد عن سوء نية، لذلك هو خطيئة ويكون لحقد أو تدبير سيء أو خجل أو نحو ذلك.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه من الكذب ايضا الذهول ويكون عن عدم تركيز الأمر وقلة العناية به، ويكون عن دهشة من أمر طارئ، ومن العوارض البشرية الإكراه من الغير سواء أكان أدبياً أو مادياً.

أجمل دعاء فى الصباح.. ردده يسخر الله لك من يقضي حاجتك ويفرج كربتكهل يُجدّد السحر في شهر صفر؟.. انتبه لـ7 حقائق واحتمي بـ 3 أدعية

واشار الى ان كل هذه العوارض التي تعتري الإنسان تجعل الأصل أنه "لا ينسب لساكت قول"، فالناقل قد يقع في شيء من العوارض البشرية، فإذا سكت المنقول عنه لا ينسب له قول ذلك القائل ولا بد من التحري ومن هنا اخترع المسلمون علوم التوثيق في جانب القرآن، وضبطوا المسألة غاية الضبط ليس فقط على مستوى الآية أو الكلمة أو الشكلة، بل على مستوى الأداء الصوتي وفي جانب السنة أبدوا أكثر من عشرين علما لضبط الرواية، والنبي ﷺ يحذر من هذا فيقول : « من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار ».

وفي جانب العلوم المختلفة أوجدوا أسانيد الدفاتر أي الكتب في العلوم جميعًا، ونراهم في جانب القضاء يؤكدون على العدالة والضبط في الشاهد، فليس كل أحد تقبل شهادته، بل لابد من حالة نأمن فيها تقليل العوارض البشرية، وضبط النقل متمثلا بالحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس قال : « سُئل النبي ﷺ عن الشهادة. قال : هل ترى الشمس ؟ قال : نعم.  قال : على مثلها فاشهد ».

أما إذا لم يكن قد صدر عنه القول أو الفعل أصلا فهو أشد من الحالة الأولى، ولا يكلف قطعا برد كل بهتان عليه، ويذكر الإمام السخاوي في الضوء اللامع أبياتا عن شيخه يلخص فيها تلك الحالة : 
كم من لئيم مشى بالزور ينقله   ** لا يتقي الله لا يخشى من العار 

يود لو أنه للمرء يهلكه**ولم ينله سوى إثم وأوزار 

فإن سمعت كلاما فيك جاوزه ** وخل قائله في غيه ساري 

فما تبالي السما يوما إذا نبحت

** كل الكلاب وحق الواحد الباري 

وقد وقعت ببيت نظمه درر  **قد صاغه حاذق في نظمه داري 

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا   ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار

وعلى الرغم من تقرر هذه القاعدة في الشرع نقلا وشهادة وقضاء وعلماً فإن الشرع استثنى منها شأن كل قاعدة ما يستوجب الاستثناء لغرض صحيح أخر فقال رسول الله ﷺ: « البكر تستأمر فتستحي فتسكت. قال : سكاتها إذنها ».

فأيام ما كانت الناس تستحي وكان الحياء خلقا كريماً كانت البنت تخجل عندما يتقدم لها خاطب فإذا سألها أبوها استحت فقدر الشرع هذا الحياء، والنبي ﷺ يقول : « الحياء خير كله ». فاكتفى بصمتها عن إذنها، وهي أيضًا إذا كرهته أو رفضته لا تخجل من إبداء رأيها والجهر به، ومن هنا جاء في الثقافة الشائعة (السكوت علامة الرضا) وهو علامة قاصرة على البكر التي تستحي فتعميم هذه العلامة ليس بسديد.

هل لنا أن نواصل أصولاً لحياتنا الثقافية نرجع إليها جميعا وتكون بمثابة الدستور أو بمثابة ميثاق الشرف الثقافي أو إننا سنظل هكذا في متاهة حوار الطرشان نسير من غير أصول نسعى في حياتنا الثقافية على غير هدى.

طباعة شارك الكذب عقاب من يكذب علي جمعة

مقالات مشابهة

  • ترغيم النفس وتهذيبها !!!
  • شاب أردني لم يشرب الماء منذ 18 عاماً وذلك لسبب صادم .. تفاصيل
  • علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
  • هل يجوز قضاء صلاة الوتر نهارا لمن نسيها؟.. اعرف رأي الشرع
  • خالد أبو بكر: أي شخص يشكك في موقف مصر من غزة عليه بالصمت
  • دور الأزهر الشريف في صيانة الشرع والمجتمع
  • كادوقلي: الموتى بلا أكفان.. و 100 ألف جنيه “بنكك” مقابل 25 “كاش”
  • الأمين العام لهيئة كبار العلماء: الصهاينة غاضبون من الأزهر الشريف وذلك يسعدنا
  • هل أحداث السويداء مقدّمة للتخلّص من الشرع؟
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر ستظل الداعم الأول والحاضن للقضية الفلسطينية