بغداد اليوم -  ديالى 

في محافظة ديالى، جنوبي قضاء المقدادية، تطل قلعة "الزندان" كصرح آثاري، حيّر المختصين لقرون طويلة في ظل تباين الاراء حول سبب انشائها.

فبين من يشير الى انها قصر من قصور الامراء الساسانيين، ومن ذهب الى اعتبار "الزندان" سجناً كبيراً، للتحصينات الموجودة في بناءها، يؤكد الآثاري احمد الربيعي في حديث لـ( بغداد اليوم)، ان "الزندان من أكبر المواقع الأثرية والتاريخية الشاخصة ويعود إنشاؤه إلى العهد الساساني بين القرنين الثاني والثالث الميلادي".

واضاف الربيعي، ان "الزندان عبارة عن بناء ضخم على شكل مستطيل يمثل طراز البناء في ذلك العهد، وكان يتكون من 16 برجاً بقي منها 12 برجاً، وله بابان. ويبلغ سمك جدار البرج 19 قدماً ويحوي كل منها ثلاث فتحات معدة لوقوف حارسين، مشيرا الى إن "الزندان"، كلمة فارسية  الاصل وتعني السجن، ولكن الاعمال التنقيبية تبين ان تصميمه الذي يوحي بأنه حصن دفاعي من خلال قراءة موضوعية لخارطته، مبينا "ان  هناك جهود تبذل حاليا إدراج موقع الزندان على لائحة التراث العالمي، بعد الشروع بالخطوات الأساسية"، مشيرا إلى أن "تحقيق الأمر يحتاج وقتاً ومتابعة مع منظمة اليونسكو".

اما المزارع ابو سامي، الذي يسكن قرية تبعد قرابة 11 كم عن الزندان، اقر بقصص الجن المتوارثة التي تنقلها الاجيال عن تل الزندان وكيف تظهر مع اكتمال القمر وضرورة عدم الاقتراب منه في الليل. 

واضاف، ان "عشرات القصص المتواترة لا تزال بعضها تختزنها ذكريات المسنين تروى بين فترة واخرى لكنها لا تعكس الحقائق خاصة وان هاجس الخوف استخدم من قبل الاسر في تاديب اطفالها المشاكسين من خلال منعهم من الذهاب بعيدا عن القرى".

 واشار الى ان" الزندان لايزال لغز رغم الاستكشافات الاثرية الاخيرة والتي تتحدث على انه سجن كبير للدولة الساسانية وعمره اكثر من 2300 سنة لكن الاعتقاد السائد بانه قصر لاحدى الاميرات ".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية

في أعلى قمة من جبل نقم المطل على العاصمة اليمنية صنعاء من الجهة الشرقية، تقع قلعة القشلة التاريخية التي تم استهدافها مؤخرا بغارات أميركية أدت إلى تدميرها، وتحولت الحادثة إلى قضية أثارت اهتمام الرأي العام في البلاد.

وقد تم تنفيذ الغارات الأميركية على القلعة في الثامن من أبريل/نيسان الجاري، ودانتها جماعة الحوثي (المسيطرة على صنعاء منذ عام 2014) وناشطون على مواقع التواصل.

ومنذ أن استؤنفت الضربات يوم 15 مارس/آذار الماضي وحتى الآن، شنت أميركا مئات الغارات، حسب بيانات لجماعة الحوثي رصدتها الجزيرة نت، وأدت حتى الثلاثاء إلى مقتل 123 مدنيا وإصابة 247 آخرين وفق بيان لوزارة الصحة بحكومة الحوثيين، التي لم تذكر الضحايا العسكريين.

وحول استهداف قلعة القشلة، استنكرت وزارة الثقافة والسياحة في حكومة الحوثيين الحادثة، معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية التي تُجرم الاعتداء على الشواهد التاريخية والحضارية".

وأضافت -في بيان- أن القلعة "معلم أثري يتوج أعلى قمة جبل نقم، ويمثل أحد أبرز الشواهد المعمارية والتاريخية في اليمن".

تاج يزين الجبل

بدوره، قال مجلس الترويج السياحي بصنعاء إن "قلعة القشلة تعد إرثا حضاريا فريدا يجسّد امتدادا لتاريخ اليمن العريق، إذ بُنيت على أنقاض مبنى أثري يعود إلى العصر السبئي، وتم العثور فيها على نقوش بخط المسند وقطع أثرية نادرة، فضلا عن بِركتها الصخرية التي تُعد شاهدا على عبقرية الهندسة المائية القديمة".

إعلان

ولفت إلى أن موقع القلعة "ليس مجرد رمز وطني، بل تراث إنساني عالمي يستحق الحماية وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية، كونه ارتبط بذاكرة جيل كامل كشاهد أثري وجمالي كالتاج يزين رأس جبل نقم ويميزه".

واعتبر المجلس أن "هذا العدوان جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تُجرِّم استهداف الممتلكات الثقافية، وتدمير ممنهج للهوية التاريخية لليمن، وتصعيد خطير ضمن سلسلة اعتداءات متعمدة تستهدف طمس الهوية الثقافية اليمنية، التي تُشكِّل ركيزة أساسية لتاريخ المنطقة والعالم".

ومضى البيان قائلا إن "صمت العالم تجاه تدمير التراث الثقافي تواطؤ مع جريمة تُنهي آلاف السنين من الحضارة في لحظات ويشجِّع على استمرارها".

تدمير كامل للقلعة

وتعليقا على حجم الأضرار، يقول أحمد الحماسي، مدير مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، إن "العدوان الأميركي" استهدف قلعة القشلة التاريخية، مما أدى إلى تدميرها تدميرا كاملا.

وأشار -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن "هذا العدوان جريمة حرب مكتملة الأركان، واستهداف للتاريخ اليمني، وحقد على اليمن نتيجة موقفه التاريخي في إسناد الشعب المظلوم في قطاع غزة".

وشدد على أهمية هذه القلعة قائلا إنها بنيت في عهد العثمانيين، وموقعها يعود إلى العهد السبئي قبل حوالي ألفي سنة، وإن تدميرها عدوان على الإرث التاريخي اليمني.

والحضارة السبئية نشأت جنوب الجزيرة العربية، وازدهرت في الفترة من القرن التاسع قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزا سياسيا واقتصاديا مهما في المنطقة.

ودعا الحماسي إلى ضرورة تجنيب المواقع الأثرية والبنية التحتية والأعيان المدنية تبعات الاستهداف، كونها مواقع لا تمت بأي صلة لأي صراع، وهي ملك لليمن كله.

وطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإدانة هذه الجريمة ودعم اليمن من أجل إعادة بناء وترميم القلعة الأثرية.

إعلان

بدوره، يفيد الصحفي والباحث في القطاع السياحي ماجد التميمي بأن القلعة تعد من المعالم التاريخية التي تطل على صنعاء من جهتها الشرقية، وقد أحسن العثمانيون اختيار موقعها وبناءها في القرن الـ19 في أثناء وجودهم في اليمن .

وأضاف التميمي للجزيرة نت أن القلعة -مثل كثير من القلاع في عموم اليمن الشمالي- تم توظيفها من قبل العثمانيين لأغراض عسكرية ولتعزيز وجودهم وفرض سيطرتهم على المدينة التي كان يستخدمها القائم مقام (القائد في الجيش العثماني) عاصمة مركزية للحكم.

وأشار التميمي إلى أنه بالنظر إلى موقعها فإن استخدامها لم يتجاوز الجانب العسكري، بالنظر إلى تصميمها المعماري السائد خلال تلك الحقبة التاريخية.

ومضى قائلا إنه في وقتنا الحالي تنظر اليمن إلى القلعة باعتبارها إرثا تاريخيا وموقعا سياحيا بعيدا عن أي مسمى، معتبرا أنه بموجب الاتفاقيات الدولية فإن هذا الموقع وغيره من المواقع يحرم استهدافها لأنها واقعة في دائرة التراث الإنساني كما أنه يتصل بشكل مباشر بصنعاء القديمة، إحدى مواقع التراث العالمي.

تفاعل الناشطين حول القلعة

أثار استهداف القلعة تفاعلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي ومن قبل الإعلام اليمني والدولي. وفي الوقت الذي ندد فيه ناشطون باستهداف القلعة، ثمة من تحدث بأن الموقع الأثري يتم استخدامه عسكريا من قبل الحوثيين.

وقال الإعلامي أحمد النعمي -عبر منصة إكس- إن "قلعة القشلة تعد واحدة من الرموز التاريخية التي تُجسّد العمق الحضاري لليمن، واستهدافها يمثّل جريمة ثقافية كبرى تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال الهوية والحضارة اليمنية".

بدوره، قال الصحفي أصيل سارية -عبر حسابه على فيسبوك- إن "بيتنا في صنعاء مطل على هذه القلعة التاريخية".

وأضاف أن "القلعة تعرضت للتدمير بعد القصف الأميركي عليها.. شيء محزن أن نرى بلدنا يتم تدميره، وتاريخه يتم محوه، وذكريات الطفولة تتآكل يوما بعد يوم".

إعلان

وفي المقابل، تحدثت وسائل إعلام يمنية، مثل موقع يمن فيوتشر (خاص)، بأن قلعة القشلة "تتخذها جماعة الحوثي موقعا عسكريا في جبل نقم المطل على العاصمة صنعاء".

استهداف موقع أثري آخر

ويوم الاثنين 14 أبريل /نيسان الجاري، أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء أن "العدوان الأميركي استهدف مؤخرا حصن جبل نامة التاريخي الواقع في عزلة الثوابي بمديرية جبلة في محافظة إب" .

واعتبرت الهيئة -في بيان- أن "هذا الاستهداف يُعد اعتداء سافرا على التاريخ والإرث الثقافي اليمني الأصيل".

وكشف البيان عن أن "الهجوم ألحق أضرارا بالغة بهذا المعلم الأثري التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى عهد الدولة الحميرية (نشأت قبل الميلاد)، وهو ما تؤكده الشواهد الأثرية الموجودة في قمة الجبل، ومنها المسجد القديم الذي شُيّد بأحجار من بقايا الموقع، ويرتكز سقف المسجد على أعمدة رخامية كانت وما زالت (موجودة) حتى وقت الاستهداف".

مقالات مشابهة

  • تعرف على أهم الأطعمة التي تمدك بالماغنسيوم
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
  • بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وتستقبل الزوار من جديد
  • المهرجان المسرحي لشباب الجنوب يدخل البهجة على أطفال مركز أورام قنا
  • الاطاحة بثلاثة ارهابيين خطيرين شمال شرقي ديالى
  • مرض وراثي أم الجن .. قرارات عاجلة حول وفاة 3 أطفال أشقاء بالعياط
  • محافظ ديالى يقاضي إمام مسجد بسبب الدرجات الوظيفية (وثيقة)
  • القبض على متهم باغتصاب طفلة في ديالى
  • العاب أطفال غزة مستوحاة من الواقع الذي يعيشونه