أتباع إيران المضحوك عليهم
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
آخر تحديث: 20 أبريل 2024 - 10:04 صبقلم:فاروق يوسف لو صدقت إيران كذبتها فذلك من حقها. غير أن حكاية الآخرين مع تلك الكذبة تستحق أن يتأملها المرء من غير أن يسبق تأملاته بأحكام جاهزة. وإن كان أولئك الآخرون لا ينكرون الحقيقة التي تستند عليها تلك الأحكام كونهم مجرد أتباع لا يملكون الإرادة المستقلة في رؤية الوقائع واتخاذ مواقف محايدة منها.
بطريقة ما أرادت إيران أن ترد الاعتبار لما يُشاع عن قوتها من خلال عدم الاستمرار في تكرار المعزوفة القديمة “الرد في الوقت المناسب” وهي المعزوفة التي لم يتعب النظام السوري من ترديدها كلما تعرضت الأراضي السورية لعدوان إسرائيلي. من حق النظام الإيراني أن يسعى إلى أن يثبت أنه غير عاجز عن الرد على العدوان الإسرائيلي كما هو حال النظام السوري. فإيران التي تسعى إلى أن تلعب دورا محوريا في المنطقة بعد أن هيمنت على دول عربية عديدة هي ليست سوريا التي يزعم الإيرانيون أنهم حموا نظامها من السقوط وهو ما جعل منهم طرفا في الحوارات التي أقامتها روسيا بحثا عن حل سياسي للأزمة في سوريا. منذ أن بدأ التدخل الإيراني المباشر في الحرب السورية وإسرائيل توجه ضربات إلى الأراضي السورية، كان القصد منها تدمير قواعد للحرس الثوري أو قتل عدد من ضباطه الذين يعملون بصفة خبراء أو تفجير مخازن أسلحة إيرانية في محيط مطار دمشق. في كل تلك الحالات لم تقل إيران كلمة بالرغم من أنها لم تخف جنازات ضباطها الذين يُقتلون في سوريا عن الإعلام.ما فعلته إيران لم يكن سوى حفلة تنكرية. ما وصل من مسيراتها وصواريخها إلى إسرائل لم يُحدث أي أثر يُذكر. أما ما لم يصل فقد كان في الجزء الأكبر منه ينطوي على حكايات فكاهية> أوهم البعض نفسه بأن تلك الضربات لم توجه إلى أهداف إيرانية، بل إلى تجمعات تابعة لحزب الله (اللبناني). وإن كان الأمر سواء غير أن الحقائق على الأرض تفيد بأن إيران التي نجحت في تنظيم ميليشيات عديدة موالية لها لم تمتنع عن التدخل المباشر. ذلك ما كان معلوما لإسرائيل وهي التي لم تتوقف عن استهداف المنشآت النووية في الداخل الإيراني. وإذا كانت إيران لم ترد على الخروقات الإسرائيلية لمنشآتها النووية وتفجير أسلحتها وضرب قواعدها العسكرية في سوريا فإنها وجدت نفسها محرجة أمام استهداف إسرائيل محيط قنصليتها في دمشق وقتل واحد من أكبر جنرالاتها وهو المسؤول عن العمليات القتالية لفيلق القدس في سوريا وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه. لم تستشر إسرائيل الولايات المتحدة قبل أن تضرب محيط القنصلية الإيرانية في دمشق وتقتل زاهدي. لو أنها فعلت لما حصلت على الموافقة. ذلك لأن للولايات المتحدة تجربتها حين قتلت سليماني وسمحت لإيران بعد ذلك بالرد الذي جاء بعد اتفاق بين الطرفين. وإذا ما كان انتقام إيران قد حدث صوريا على الأراضي العراقية ولم يصب أحد من الجنود في القاعدة الأميركية فإن الانتقام هذه المرة لا بد أن يقع في الأراضي الإسرائيلية وهو ما ينطوي على قدر هائل من الحساسية. ذلك لأن إسرائيل بالرغم من قدراتها النووية فإن مجتمعها هش، ولا يمكنه أن يقاوم الصدمات التي تأتي من الخارج. هو مجتمع خائف يعيش في محيط معاد له. هل يعني ذلك أن إسرائيل كانت قد تورطت في أمر أكبر من قدرتها حين قتلت زاهدي في محيط القنصلية الإيرانية بدمشق؟ لم تفكر إسرائيل في اختبار القوة الإيرانية، فهي تعرف ما الذي تجرؤ إيران على القيام به في ظل استحالة انزلاقها إلى حرب شاملة، تفقدها السيطرة على الدول التي احتلتها ناهيك عن أن تكون تلك الحرب سببا في سقوط النظام المكروه داخليا. لذلك كانت مطمئنة إلى أن الانتقام الإيراني سيكون في حدود مقبولة غير أن ما حدث كان مفاجئا لإسرائيل نفسها. ما فعلته إيران لم يكن سوى حفلة تنكرية. ما وصل من مسيراتها وصواريخها إلى إسرائل لم يُحدث أي أثر يُذكر. أما ما لم يصل فقد كان في الجزء الأكبر منه ينطوي على حكايات فكاهية. فبعض الصواريخ والمسيرات لم ينطلق أو أنه سقط على الأراضي العراقية أو أنه أُسقط في المجال الجوي الأردني. وكان متوقعا بعد تلك الحفلة أن تُعلن القيادة العسكرية الإيرانية أنها حققت أهدافها. ولكن لمَ لم يتساءل أحد من التابعين لإيران عن تلك الأهداف وقد امتنعت إيران عن ذكرها؟ فذلك يعود إلى قوة وعمق عمليات غسيل الدماغ التي تعرضوا لها. فهم مؤمنون بإيران حتى ولو كانت تضحك عليهم.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
ضد محاور إيرانية.. إسرائيل تعلن تفاصيل عمليات بين سوريا ولبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن تفاصيل استهدافه لما سماه "محاور إيرانية" تعمل على نقل المعدات القتالية لحزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، بدعم من نظام بشار الأسد.
وجاء في بيان للجيش، نشره الناطق الإعلامي أفيخاي أدرعي على حسابه على إكس، أن إيران عملت بالتعاون مع حزب الله على إنشاء محاور سرية بين سوريا ولبنان، جرى من خلالها نقل آلاف الصواريخ والمعدّات القتالية الأخرى.
وتُدار هذه المحاور، وفق البيان، بالشراكة مع النظام السوري الذي "يقدم دعماً لوجستيا يتمثل في تخزين الوسائل القتالية داخل مستودعات الجيش السوري، وتسهيل مرورها عن طريق معابر داخلية تابعة له".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى دور "وحدة 4400" التي تأسست عام 2000، في تهريب المعدّات القتالية الإيرانية إلى داخل لبنان.
وتُعتبر هذه الوحدة "مسؤولة عن إنشاء محاور إستراتيجية على الحدود السورية اللبنانية، تُستخدم لتزويد حزب الله بعتاد عسكري متطوّر" بحسب البيان.
غارات إسرائيلية تخرج معبرين بين سوريا ولبنان عن الخدمة تعرض محيط معبرين حدوديين بين سوريا ولبنان لغارات إسرائيلية صباح الجمعة، مما أسفر عن خروجهما عن الخدمة بحسب ما قال وزير الأشغال اللبناني، علي حمية لوكالة "فرانس برس".وأضاف الجيش الإسرائيلي أن هذه الوحدة "كانت مسؤولة عن مئات عمليات النقل منذ تأسيسها"، مبيناً "خلال الأشهر الأخيرة، وفي إطار عملية سهام الشمال (الحرب مع حزب الله)، تم تنفيذ سلسلة غارات جوية دقيقة استهدفت مواقع ووحدات مرتبطة بعمليات التهريب".
من بين هذه العمليات، ذكر البيان: "تصفية قائد الوحدة محمد جعفر قصير في بيروت بداية أكتوبر الماضي، وخليفته علي حسن غريب في دمشق بعد أسابيع قليلة. بالإضافة لتصفية عدد آخر من قيادات الوحدة".
كذلك، نفذ الجيش "غارات على مواقع إستراتيجية شملت نفقا رئيسيا بطول 3.5 كيلومتر بين سوريا ولبنان، تم إنشاؤه بين عامي 2009 و2019".
كما شنّ الجيش الإسرائيلي غارات استهدفت "شاحنات محملة بالوسائل القتالية"، وفق تعبيره، بينها "غارة على شاحنات في 30 أكتوبر 2023، وتصفية ياسر نمر قرنبش أحد مسؤولي الوحدة 4400 في 9 يوليو 2024، إضافة لاستهداف شاحنة محملة بوسائل قتالية إيرانية الصنع في 23 يوليو 2024".
الجيش الإسرائيلي يبث فيديو لقصف معبر حدودي بين سوريا ولبنان أكد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه شنّ غارة جوية على معبر حدودي بين لبنان وسوريا، مشيرا الى أنه استهدف "بنى تحتية عسكرية" لحزب الله، بعد إعلان مسؤول لبناني أن المعبر خرج عن الخدمة.وفي 25 أكتوبر الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو شنت بتوجيه من هيئة الاستخبارات غارات "استهدفت بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في معبر جوسيه الحدودي شمال منطقة البقاع بلبنان، الذي يخضع لسيطرة النظام السوري".
وكان الجيش الإسرائيلي قصف في الرابع من أكتوبر الحالي منطقة "المصنع" الحدودية شرقي لبنان، مما أدى إلى قطع المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا.
حينذاك، قال الجيش إنه "دمّر نفقا أرضيا تحت الحدود اللبنانية السورية، كان حزب الله يستخدمه لنقل الكثير من الوسائل القتالية" لاستخدامها في جنوب لبنان، محذراً أنه "لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك، إذا اضطر لذلك".
وفي أكثر من مناسبة، أكدت الأمم المتحدة أن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المناطق الحدودية أعاقت حركة اللجوء من لبنان إلى سوريا وأخرجت معابر عن الخدمة، كانت وسيلة آلاف اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين وكذلك العراقيين وجنسيات أخرى، للفرار من الحرب المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل منذ أواخر سبتمبر الماضي.