بين رعب النموذج وأوهام العودة لباب المندب.. خفايا تهديد الحوثي باستهداف مطار المخا
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
يُثير كشف جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً عن نيتها باستهداف مطار المخا الدولي غربي تعز، وتكرارها التهديد باستهدافه خلال الأيام الماضية، التساؤلات حول الدوافع والأسباب الحقيقية وراء تهديد الجماعة -المصنفة يمنياً وأمريكياً كمنظمة إرهابية- لمطار مدني قبل تدشين العمل به رسمياً.
وتبرز هذه التساؤلات من المزاعم التي تحاول عبرها الجماعة الحوثية تبرير استهداف المطار، باستخدامه عسكرياً من قبل أمريكا وبريطانيا التي تخوض الجماعة معها حالياً مواجهة غير مباشرة على خلفية استهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن من قبل مليشيات الجماعة.
بل وصلت هذه المزاعم الحوثية حد حديث القيادي بالمليشيا المدعو حسين العزي في تغريدة له نشرهاعلى منصة "إكس" عن دخول عناصر من الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الى مدينة المخا عبر المطار.
وتثير هذه المزاعم سخرية في الأوساط اليمنية واستغرابا لدى الخبراء والمحللين العسكريين، عن حاجة أمريكا وبريطانيا أو إسرائيل لاستخدام مطار مدني لم يتم تشغليه بعد في الأغراض العسكرية، في ظل امتلاكها لقواعد عسكرية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر مع وجود حاملات طائرات بالبحر تُعد قواعد متحركة بحد ذاتها.
حقائق عسكرية تجعل من مزاعم المليشيا مثارا للسخرية والتندر، وتدفع بالوقت نفسه إلى التساؤل عن حقيقة دوافعها من التهديد باستهداف مطار المخا، وانها تُخفي وراء هذا التهديد نوايا لاستهداف المدينة وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد / طارق صالح.
فإنجاز مشروع مطار المخا وفي وقت قياسي ورغم ما مثله من إنجاز كبير، إلا أنه لم يكن إلا صورة ضمن مشهد عام للتنمية التي تشهدها مدينة المخا بشكل متسارع خلال الفترة الماضية في ملف الخدمات والاستقرار الأمني والنهضة العُمرانية والتجارية، تجعل منها نموذجا لافتا للمناطق المحررة مقارنة بالوضع الكارثي الذي تعاني منه مناطق سيطرة المليشيا اقتصادياً وخدمياً.
وهو ما يُمثل تهديداً وخطراً وجودياً للجماعة الحوثية التي تدرك أن رؤية نماذج إيجابية تعيشها المناطق المحررة، سيعمل على تعريتها أمام اليمنيين بمناطق سيطرتها ويضاعف من غضبهم ونقمتهم عليها وعلى مشروعها القائم على الحرب والدمار، ما سيمثل ضربة قاصمة وهزيمة من الداخل لا تقل عن الهزيمة عسكرياً.
كما أن النموذج الذي تعيشه المخا هو مجرد انعكاس لمشروع المقاومة الوطنية الذي ترى فيه الجماعة الحوثية خطراً يهدد قبضتها على شمال اليمن، بما يحمله من تناقض تام لمشروعها يؤهله لأن يكون الورقة الأقوى بالتفاف اليمنيين بكل تنوعهم المناطقي والمذهبي والسياسي حوله، يضاف لذلك أن المقاومة الوطنية هي نتاج لانتفاضة الـ2 من ديسمبر عام 2017م التي مثلت أكبر تهديد بوجه جماعة الحوثي.
هذه الحقائق تُصعب أمام المليشيا الحوثية خلق مبررات لاستهداف "نموذج" المخا ومحاولة تحشيد اليمنيين بمناطق سيطرتها نحوها وضد مشروع المقاومة الوطنية، لذا تلجأ اليوم إلى التمهيد لذلك عبر مزاعمها حول استخدام مطار المخا من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومحاولة الترويج لأكاذيب تتهم المقاومة الوطنية بالعمالة لهذه الدول.
تدرك جماعة الحوثي بأن الهزائم العسكرية التي تلقتها منذ عام 2015م وطردها من أكثر من ثلثي مساحة اليمن يصعب عليها اليوم حلم العودة إلى ما قبل عام 2015م، وفتح حرب على كل الجبهات، وأن ما هو متاح أمامها حالياً هو محاولة استكمال السيطرة على جغرافيا الشمال ثم الانتقال نحو الجنوب، ما يجعل من مأرب وتعز (الجبل والساحل) هدفاً عسكرياً للمليشيا يجب حسمه اولاً.
كما أن الجماعة الحوثية تدرك الأهمية الاستراتيجية لمدينة المخا وأنها البوابة الوحيدة للعودة إلى باب المندب، الموقع الذي يُكسب اليمن أهميته الاستراتيجية على خارطة العالم، وهو الموقع الذي مثَّل أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت النظام الإيراني لتبني الجماعة كذراع له في اليمن ومخلب بوجه ملاحة العالم وأمنه البحري.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المقاومة الوطنیة مطار المخا
إقرأ أيضاً:
عن عملية الاحتلال العسكرية في جنين.. ما الذي يحدث وما علاقة السلطة؟
#سواليف
بدأ #الاحتلال_الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية في #جنين ومخيمها للقضاء على #المقاومة فيها، ذلك بالتزامن مع انسحاب أجهزة أمن السلطة التي تحاصر مخيم جنين منذ نحو 48 يوما.
وأدت العملية العسكرية في جنين، حتى مساء اليوم وخلال الساعات الأولى على بدئها، إلى ارتقاء 9 فلسطينيين وهم: الشهيد خليل طارق السعدي (٣٥ عاماً)، الشهيد خلف أحمد جمحاوي (٢٦ عاماً)، الشهيد حسين عبد المنعم أبو الهيجاء (٣٨ عاماً)، الشهيد يوسف خليل أبو عواد (٤٢ عاماً)، الشهيد الطفل معتز عماد أبو طبيخ (١٦ عاماً)، الشهيد أحمد نمر الشايب (٤٣ عاماً)، الشهيد أمين صلاحات الأسمر (٥٧ عاماً)، الشهيد رائد حسين أبو السباع (٥٣ عاماً)، الشهيد عبد الوهاب أحمد السعدي (٥٣ عاماً)، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 فلسطينيا.
وقالت القناة 12 العبرية، إن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنية الإسرائيلية نقلوا رسائل واضحة ودقيقة إلى #السلطة_الفلسطينية قبل اقتحام مخيم جنين.
مقالات ذات صلة الغرايبة .. 10 موظفين إجمالي رواتبهم الشهرية 29 ألف دينار 2025/01/21وأضافت القناة العبرية، أن عملية الاقتحام تمت بالتنسيق مع السلطة، وقد انسحبت أجهزة أمن السلطة من المخيم للسماح بتنفيذ العملية.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إنه “قبل العملية التي بدأها جيش الاحتلال في جنين، انسحبت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من المنطقة، بعد عملية استمرت أكثر من شهر ضد مجموعات المقاومة هناك”.
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية لـ”جيروزاليم بوست”، أن الاحتلال منح السلطة الفلسطينية تقييمًا أفضل من المعتاد لجهودها في مخيم جنين للاجئين ومواجهتها لمجموعات المقاومة.
وذكرت، أن العملية التي وقعت في 6 يناير بالقرب من قرية الفندق شرق قلقيلية أقنعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن جهود السلطة ليست كافية في منع العمليات.
ونقلت تقارير عبرية، أن العملية في جنين جرى التخطيط لها قبل عدة أشهر، وهي تنطلق الآن بعد أن فشلت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في تحقيق النتائج المتوقعة، وبعد وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، مما يسمح بالانتباه إلى هذه الساحة.
ونوهت، إلى أن العملية في جنين تجري في هذا الوقت بسبب الوعد الذي قدمه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للوزير سموتريتش يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى ذلك، فإن “إسرائيل” انتظرت دخول ترامب إلى البيت الأبيض، خوفا من أن يؤدي شن مثل هذه العملية إلى قرار ضد “إسرائيل” في مجلس الأمن، ستستخدمه إدارة بايدن ضده.
وقال سموتريتش، إن الاحتلال بدأ اليوم بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية، وحملة القضاء على المقاومة في المنطقة، وذلك ضمن أهداف الحرب.