اعلان مُسبق ومن الداخل وجهة لم تُستهدف من قبل.. 3 مؤشرات مريبة في حادثة كالسو
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
السومرية نيوز-خاص
أُخمدت النيران المشتعلة في قاعدة كالسو على الطريق الدولي قرب مشروع المسيب شمال بابل وجنوب بغداد، والتي التهمت المكان والأشجار بعد انفجار ضخم هز القاعدة ليل الجمعة على فجر السبت، فيما اشتعلت بنفس الوقت 3 تساؤلات ومؤشرات مريبة. الانفجار الضخم الذي هز شمال بابل، سمعته جميع المناطق والنواحي والاقضية المجاورة حتى ان صوته وصل الى بغداد، وسمعه سكان مدينة بسماية والمدائن، والتقطته كاميرات بعض المسافرين والمارة على الطريق السريع الدولي الرابط بين بغداد-البصرة وسط دهشة وخوف بسبب حجم الانفجار الضخم الذي شوهدت نيرانه من على بعد مئات الكيلو مترات.
#اعلان عن الانفجار قبل 24 ساعة من وقوعه!
أول مؤشر مثير للريبة والانتباه في ذات الوقت، هو ان الانفجار الذي وقع في وقت متأخر من مساء امس الجمعة وفجر السبت، جاء بعد 24 ساعة فقط من تسرب معلومات وانباء عن وقوع انفجار في محافظة بابل وبغداد، بالتزامن مع الهجوم بالطائرات المسيرة الذي طال مدينة أصفهان في ايران مساء الخميس على فجر الجمعة.
واثيرت معلومات متداولة في وسائل اعلام دولية ومحلية العراقية عن سماع دوي انفجار في بابل وبسماية وبغداد فجر الجمعة وهي الأماكن بالضبط التي شاهدت وسمعت الانفجار الأخير في قاعدة كالسو فجر السبت، قبل ان تختفي أي معلومات جديدة عن الانفجارات المزعومة، لتخرج شرطة بابل امس الجمعة في بيان نافية وقوع أي انفجار في المحافظة، مما يطرح تساؤلات عن مدى ارتباط إشاعة وقوع انفجار في موقع معين، ليتم وقوع الانفجار بالفعل في اليوم التالي.
#لواءان يُستهدفان لأول مرة
اما المؤشر الثاني، المثير لعلامات الاستفهام والتساؤلات، فهو ما تشير اليه المعلومات بأن القاعدة التي انفجرت يتمركز فيها لواء 28 و17 في الحشد الشعبي، واللواء 28 هو سرايا انصار العقيدة، وهذان اللواءان لم يسبق ان يتم قصفهما او الهجوم عليهما من قبل القوات الامريكية، لانهما غالبًا ليس من صنف الفصائل المسلحة الكبيرة المعروفة التي ربما تكون لديها عمليات واضحة ضد القوات الامريكية.
#من الداخل.. انفجار على طريقة حادثة أصفهان؟
اما المؤشر الثالث المثير لعلامات الاستفهام، هو الصمت المطبق على وسائل الاعلام الأجنبية خلال الساعات الأولى، التي بدت لاتعلم شيئا عن ما يجرى، وهو على خلاف عمليات القصف التي تحدث غالبا من قبل قوات أمريكية او إسرائيلية حيث تتسرب معلومات مباشرة عن نوع العملية والجهة المسؤولة عنه.
بل ان الأكثر من ذلك، فأن القيادة المركزية الامريكية نفت مسؤوليتها بالكامل عن انفجار قاعدة كالسو، فيما تعاملت وسائل الاعلام الإسرائيلية هي الأخرى بعدم معرفة تامة بما يحدث.
وجاء النفي الأمريكي بعد ان صدرت اتهامات من قبل مسؤولين امنيين بينهم هيئة الحشد الشعبي في بابل، بأن الهجوم امريكي، بالمقابل، تضاربت المعلومات أيضا للمسؤولين الأمنيين بالمحافظة فبينهم من قال ان الهجوم تم عبر طائرات مسيرة، فيما قال الاخر ان الهجوم تم عبر صواريخ.
وفي ذات الوقت، نقلت شبكة CNN، عن مسؤول إسرائيلي ان تل ابيب ليست على علاقة بالانفجار الذي وقع في العراق.
وعلى نفس الطريقة المتضاربة في نوع الهجوم الذي وقع باصفهان في ايران فجر الجمعة، يحوم الغموض أيضا حول انفجار قاعدة كالسو وما اذا كان استهدافها تم "من الداخل" أي من داخل العراق أيضًا، كما حدث في ايران قبل يومين في أصفهان، وتوصلت البوصلة الى ان الاستهداف تم من الداخل وليس من هجوم خارجي، حتى وان كانت الجهة المسؤولة عنه خارجية.
واظهرت مشاهد من داخل الموقع ظهور حفرة كبيرة جدًا داخل القاعدة، الامر الذي دفع رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل الى القول ان الانفجار تم عبر صواريخ من طائرات مقانلة وليس مسيرات، فيما لم تتضح بعد أي تفاصيل حتى الان عن حقيقة الحادثة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: قاعدة کالسو انفجار فی من الداخل من قبل
إقرأ أيضاً:
هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟
هل يعيد #الأمريكان مجددا #كارثة_المارينز في #بيروت في #قطاع_غزة ؟
#موسى_العدوان
أقصد من إعادة طرح هذه العملية، بصورة موجزة أمام القراء الكرام، والتي مضى عليها ما يقارب 42 عاما، هو لكي أذكّر الرئيس الأمريكي ترامب وعصابته، بما حدث لقوات المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983، عندما فرضوا وجودها بالقوة على أرض لبنان، علّهم يفهمون الدرس جيدا، قبل أن يقرّروا ما ادّعوه في السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها لفترة طويلة. ولتذكير القراء الكرام بتلك الحادثة، سأحاول اختصار صفحاتها الثلاثة عشر، التي كتبتها في وقت سابق، بفقرات مختصرة تبين أهم ما جاء فيها :
بدأ التورط الأمريكي في لبنان ( كجزء من قوات متعددة الجنسيات )، خلال الحرب التي دارت بين منظمة التحرير الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية في عام 1982. ففي يوم 6 يونيو بدأ الإسرائيليون هجوما واسعا، على قواعد المنظمات الفدائية في لبنان، بقوة تقدر بستة فرق ونصف ( 20 لواء على الأقل )، بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وتأمين حدودها الشمالية، ضد إطلاق القذائف والصواريخ التي يوجهها الفدائيون الفلسطينيون، إلى سكان المستعمرات في شمال إسرائيل، وأطلقت على العملية اسم ” عملية السلام للجليل “.
حاولت الولايات المتحدة في البداية، ثني الإسرائيليين عن تنفيذ الهجوم، إلا أن الإسرائيليين لم يمتثلوا لتلك الرغبة، ووعدوا بأن تكون عملياتهم محدودة النطاق. ولكنهم في واقع الأمر وسّعوا نطاق العمليات أكثر مما وعدوا به. فتمكنوا خلال ستة أيام من الوصول إلى أبواب مدينة بيروت، ومحاصرة 14000 مقاتل فلسطيني داخل المدينة. ( دون الدخول في التفاصيل )
في يوم الأحد 23 اكتوبر الساعة 06:22 كان 300 جندي أمريكي نائمين في البناية التي تضم قيادة المارينز. فقدِمت شاحنة تحمل 1200 باوند من متفجرات ( T N T )، رُبطت حولها اسطوانات الغاز، واندفعت من موقف السيارات جنوب بناية القيادة، ودمرت السياج الحاجز واتجهت مباشرة إلى منام المارينز.
سارت الشاحنة فوق الأسلاك الشائكة، ومرت بين موقعي حراسة دون أن يطلق الخفراء عليها النار، لكونهم مقيدين بتعليمات ( قواعد الاشتباك )، التي تفرض عليهم عدم تجهيز السلاح بالذخيرة. ثم تقدمت من خلال البوابة مارة بين القضبان الحديدية، ودمرت غرفة الحراسة على المدخل وتقدمت باتجاه قاعة الاستقبال في بناية القيادة، وهناك ضَغَط السائق على الصاعق، وفجّر ما كانت تحمله الشاحنة، من المتفجرات واسطوانات الغاز.
قوضت شدة الانفجار كامل البناية من أساسها، وانبعث العصف من خلال السقف الذي تبلغ سماكته 8 بوصات، ودفعته إلى حفرة بلغ عمقها ثمانية أقدام. وقد علّق خبراء ال ( F B I ) على هذا الانفجار بقولهم : أنه أكبر انفجار غير نووي يشهدونه في حياتهم. وعندما انجلى الغبار، تبين بأن 240 جنديا من المارينز لقوا حتفهم، وأكثر من 100 آخرين أصيبوا بجروح مختلفة. وبهذا تكون المارينز الأمريكية قد انخرطت فعليا في الحرب الأهلية اللبنانية .
بعد دقيقتين من وقوع الانفجار الأول، حدث انفجار آخر في مقر قوة الفرنسيين، في منطقة الرملة البيضاء ببيروت الغربية، والذي يبعد عن موقع المارينز 6 كيلومترات فقط. فقد اندفعت شاحنة أخرى تحمل كمية من المتفجرات، إلى موقف السيارات الواقع تحت البناية ذات الثمانية طوابق، وانفجرت مخلّفة 58 قتيلا و15 جريحا من المظليين الفرنسيين.
تم توجيه الاتهام في هاتين العمليتين الإرهابيتين في حينه، إلى حزب الله الشيعي والذي تدعمه إيران وسوريا. واتُهم خبير العمليات الإرهابية في حزب الله عماد مغنية، بأنه العقل المدبر لهاتين العمليتين، والذي تم اغتياله لاحقا في سوريا بتاريخ 12 فبراير 2008، على أيدي الموساد الإسرائيلي.
واليوم يعلن ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يمض ِعلى بداية عهده المشؤوم سوى اسبوعان، بأنه سيهجّر سكان غزة من أرضهم إلى الأردن ومصر، ليتولى هو إعمارها ويحولها إلى ريفيرا الشرق الأوسط. لقد تناسى هذا الطاغية أن أهل غزة مقاومين ومدنيين، صمدوا بمواقعهم لما يزيد عن 15 شهرا، أمام أقوى جيش في الشرق الوسط، تحت قصف الطائرات الأمريكية وقنابلها الثقيلة من وزن 2000 رطل، التي زود إسرائيل بها من ترسانته الحربية، وعادوا إلى منازلهم المدمّرة ليبنوا على أنقاضها خيمهم ولا يغادروها، ليقوموا بإعمارها في وقت لاحق.
أهل غزة يا فخامة الرئيس، لا يريدون ريفيرا على شاطئ بحرهم، بل يريدون الاستمتاع في شمس ذلك الشاطئ الجميل، يتنسمون هواءه العليل، ويقبّلون كل حبة رمل فيه، ويعيدون بناء بيوتهم من حجارة وطنهم الذي يقدّسونه، دون أن يلوثه غزاتكم بما يتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
فلتتفضل فخامة الرئيس وعصابتك المتصهينة، وجرب حظك في تنفيذ خطتك الهلامية في غزة، التي استنكرتها كل دول العالم ما عدا ربيتك إسرائيل. فرجال المقاومة الباسلة، يتشوقون لرؤية جنودك ومهندسيك هناك، لعلهم يواجهون كارثة جديدة أشبه بكارثة المارينز السابقة في بيروت، وعندها سيرحلون في ظلام الليل كغيرهم قبل طلوع النهار. . !
التاريخ : 6 / 2 / 2025