سويتشيرو هوندا.. عملاق السيارات الذي ألهمه محرك مطحنة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
مؤسس شركة "هوندا موتورز" اليابانية، وُلد عام 1906، ويوصف بـ"الشخصية الأسطورية" في عالم الصناعة، ويُعد مثالا يحتذى به في مجال الإبداع والإصرار على تحقيق الأحلام والطموحات.. انقطع عن الدراسة وبدأ مشواره المهني ميكانيكيا متدربا ليصبح رائدا في الصناعة العالمية للسيارات والدراجات النارية، وقد تُوفي عام 1991.
وُلد سويتشيرو جيهي هوندا يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1906 في قرية صغيرة بضواحي هاماماتسو، بمحافظة شيزوكا في اليابان، وكان الطفل الأول في عائلة مكونة من 5 أفراد.
كان والده يعمل حدادا، وبعدها امتلك محلا لإصلاح الدراجات، أما والدته فتدعى ميكا وكانت نسّاجة للقماش.
نشأ في أسرة فقيرة، وكان مولعا بالآلات، ويعتبرها وسيلة للتسلية، وكان جده يحمله على ظهره في كل مرة أراد فيها التوجه لمطحنةٍ للأرز يعمل محركها بالبنزين، حيث كان يستمتع بمشاهدة محرك المطحنة الذي كان يثير اهتمامه.
لم يكن يحب الدراسة وكان دائم الغياب، وفي عام 1914 قرر أن يغيب عن المدرسة ليتوجه بدراجته إلى مسافة تصل إلى عشرين كيلومترا خارج قريته، وتسلّق شجرة بالقرب من مطار هامامتسو ليشاهد العرض الذي قدمه الطيار الأميركي "سميث".
تأثر بالعرض بشكل كبير، ما دفعه لتقليد الطيار من خلال ارتداء نظارات مصنوعة من الورق المقوى والتجول بقريته وهو يمتطي دراجة وعليها مراوح مصنوعة من الخيزران.
رئيس شركة هوندا موتورز "سويتشيرو هوندا" خلال مقابلة في 12 فبراير /شباط 1967 (غيتي) التلميذ المشاغبيحكي سويتشيرو هوندا أو "أديسون هاماماتسو"، كما كان يُلقب نسبة إلى مسقط رأسه، كيف أنه كان يقرع جرس المعبد قبل ساعة من توقيته المحدد، وكانت عقوبته هي إبقاؤه واقفا خارج الفصل الدراسي، وكان يعتبر هذه العقوبة عظيمة لأنها تعفيه من إجراء الامتحانات الكتابية.
في بعض حواراته الصحفية أشار إلى تأثير والده الذي كان معجبا بشخصية القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت، وتمنى أن يصبح ابنه مشهورا وقويا مثل هذه الشخصية العسكرية البارزة.
في سن العشرين، استُدعي للخدمة العسكرية، وخلال الفحص الطبي، تبين أنه مصاب بعمى الألوان، فأعفي من التدريب بالجيش.
وفي نهاية العقد الثاني من عمره، اشترى منزلا وتزوج من معلمة تدعى ساتشي، وأصبح أبا لـ4 أطفال: ابنتان هما كيكو وتشيكاكو، وولدان هما هيروتشي وكاتسوهيسا.
تعرّض لحادثة سير في عام 1936 خلال مشاركته في سباق السيارات باليابان، لكنه نجا منها، في حين أُصيب أحد إخوته بجروح خطيرة.
الدراسة والتكوين الأكاديميدرس هوندا بالمرحلة الابتدائية لمدة 8 سنوات، ثم انقطع عن الدراسة، غير أن حاجته للمعلومات الأساسية لتطوير صناعاته دفعته للالتحاق بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بهماماتسو عام 1937، ودرس علم المعادن بهذه المدرسة، لكنه طُرد نهاية السنة الثانية لتجاهله الامتحانات. رغم ذلك استمر في الذهاب إلى المدرسة ومتابعة الدروس، وحصل على شهادة توازي شهادة الإجازة عام 1939، وزار عشرات المصانع لمعرفة كيفية التعامل مع المعادن.
وعلى الرغم من عدم إتمامه مساره الأكاديمي، فإنه نجح في الحصول على العديد من شهادات الدكتوراة الفخرية في مجالات العلوم والتكنولوجيا من جامعات عالمية، منها جامعة صوفيا باليابان عام 1973، وجامعة ميشيغان للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1974، وجامعة إيكس مارسيليا للقانون والاقتصاد والعلوم بفرنسا عام 1980، ومعهد كرانفيلد للتكنولوجيا بإنجلترا عام 1984.
كما حاز دكتوراة فخرية في العلوم الإنسانية من جامعة أوهايو الأميركية.
شعار شركة هوندا موتورز (شترستوك) رحلته للعالميةتوجّه سويتشيرو هوندا عام 1922 إلى طوكيو، وهو في سن الخامسة عشر، ليتدرب في ورشة لإصلاح السيارات والدراجات النارية، والتي كانت تحمل اسم "أرت شوكاي".
كانت هذه التجربة مهمة بالنسبة له، إذ أتاحت له الفرصة للاطلاع على عالم السيارات والدراجات النارية التي لم يكن يراها في قريته إلا نادرا.
بعد 6 سنوات من التدريب عاد إلى مسقط رأسه ليفتح أول مرآب في أبريل عام 1928، وسرعان ما اشتهر بأنه أفضل ميكانيكي في قريته، ومنذ تلك اللحظة أطلق العنان لموهبته، وحقق نجاحا باهرا لاحقا، وأصبح فيما بعد يلقب بـ"أديسون هاماماتسو" .
أسس عام 1937 "توكاي سيكي" لإنتاج حلقات المكبس، وبحلول عام 1940 اشتغلت حلقات المكبس التي صنعها بشكل مثالي، وباعها لشركة "تويوتا"، إحدى أولى شركات السيارات في اليابان. وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في عام 1945 تعرضت شركته لأضرار كبيرة وباع ما تبقى منها.
قرر تأسيس شركة جديدة عام 1946 تحت اسم (معهد هوندا للأبحاث التقنية)، وهي تجربة جديدة تتعلق بصنع الإطارات ومحركات الدراجات النارية، وقد كانت شركته تتمتع بخبرة في الختم والمعادن، وتصميم المحركات وإنتاجها، والإشراف على خطوط التجميع.
أسس شركة "هوندا موتور" عام 1948 بعدما انضم إليه شريك يدعى تاكيو فوجيساوا، وأصبح الأخير مسؤولا عن المبيعات والتمويل، بينما تكلف هوندا بالبحث والتطوير.
وبعد سنة من ذلك، تمكنت شركته من صناعة أول دراجة نارية أطلق عليها اسم الحلم، وفي عام 1952 حصل هوندا على 150 براءة اختراع.
واصل حصد الإنجازات وتحقيق أحلام طفولته، وكان في بعض الأحيان يرتدي معطفا ميكانيكا أبيض، ويشارك الموظفين القصص الشخصية والنكات.
في عام 1973 اختار التقاعد من منصب رئيس الشركة والاستمتاع بهواياته الخاصة، مثل الطيران الشراعي ولعب الغولف والرسم، وعلى الرغم من تقاعده، ظل المستشار الأعلى للشركة، كما شغل منصب عضو في اللجنة الاستشارية لدى مكتب التجارة بمكتب رئيس الوزراء الياباني (1983-1988)، ثم عمل رئيسا للجنة أوروباليا لليابان عام 1987.
شركة هوندا تمكنت من صناعة أول دراجة نارية أُطلق عليها اسم "الحلم" (موقع شركة هوندا) أوسمة وميدالياتيعد سويتشيرو هوندا أول ياباني أُدرج في قاعة مشاهير السيارات الأميركية، وحاز على العديد من الأوسمة والميداليات والجوائز خلال حياته ومنها:
ميدالية الشريط الأزرق من اليابان عام 1952 لتطويره المحركات الصغيرة. جائزة الزئبق الذهبية من إيطاليا عام 1971 نظير مساهمته في تطوير الصناعة الأوروبية. جائزة ثقافة النقل من اليابان عام 1973 لترويجه صناعة السيارات في اليابان. وسام الاستحقاق من درجة ضابط كبير من إيطاليا عام 1978 لدوره في تعزيز العلاقات بين اليابان وإيطاليا. وسام التاج من رتبة قائد من بلجيكا عام 1979 لمساهمته في تنمية الصناعة البلجيكية. وسام النجم القطبي الملكي برتبة قائد من السويد عام 1980. وسام الآداب والفنون من فرنسا عام 1980 لتعزيزه العلاقات بين فرنسا واليابان من خلال برنامج "الاكتشافات". وسام هولي من الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، بسبب عمله على تطوير المحركات الصغيرة. وسام الكنز المقدس من الدرجة الأولى باليابان عام 1981 لتطويره صناعات السيارات. وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط كبير من فرنسا عام 1984. وسام الصليب العظيم ليوبولد الثاني من بلجيكا عام 1990. الميدالية الذهبية للاتحاد الدولي للسيارات (فرنسا)، عام 1990، للخدمات المقدمة في الفورمولا. جائزة "ميك كاي" عام 1991 من الولايات المتحدة الأميركية نظير جهوده في تنمية وصحة صناعة الدراجات النارية. "كان" أول سيارة هوندا تدخل الولايات المتحدة (هوندا) الأنشطة المدنيةإلى جانب نشاطه المهني تقلّد هوندا عددا من المسؤوليات المرتبطة بالأنشطة المدنية حيث كان:
نائب رئيس الرابطة اليابانية لمصنعي السيارات (1967-1980). مدير لجنة دعم جمعية دور الشباب بطوكيو عام 1972. عضو مجلس إدارة الكشافة اليابانيين عام 1978. نائب رئيس غرفة التجارة الصناعة اليابانية عام 1979. الوفاةتوفي سويتشير هوندا يوم 5 أغسطس/آب 1991 عن عمر ناهز 85 عاما، جراء إصابته بمرض في الكبد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الیابان عام شرکة هوندا عام 1980 فی عام
إقرأ أيضاً:
بايدن يقلّد ليز تشيني المناهضة لترامب وسام "خدمة المواطنين"
قلّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، المعارضة بشدة لدونالد ترامب، وسام خدمة المواطنين، بعدما حذّر الرئيس المنتخب من أنها "قد تواجه مشاكل" قانونية عدة فور تسلّمه منصبه هذا الشهر.
وأُعلن أثناء المراسم التي أقيمت في البيت الأبيض، حيث منحها بايدن الوسام، أنه تم تقليد النائبة السابقة عن وايومنغ و19 شخصية بارزة أخرى "وسام المواطنين الرئاسي"، تكريماً لهم على "تقديم مصلحة الشعب الأمريكي على الحسابات الحزبية".
Former Rep. @Liz_Cheney (R-WY) receives the Presidential Citizens Medal for "putting the American people over party." pic.twitter.com/6eMw6hnX08
— CSPAN (@cspan) January 2, 2025وبين الشخصيات الأخرى التي مُنحت الوسام (وهو الوسام المدني الثاني الأعلى درجة الذي تقدمه الحكومة الأمريكية)، السناتور السابق كريس دود، والنائبة السابقة كارولاين ماكارثي، والنائب الحالي بيني تومسن، الذي ترأس لجنة مجلس النواب، التي حققت في دور ترامب في أعمال شغب 6 يناير (كانون الثاني) 2021، في الكابيتول.
وتوجّه بايدن إلى الشخصيات التي تم تكريمها بالقول، في مستهل الاحتفال: "تجسدون معاً الحقيقة الجوهرية ومفادها: نحن أمة عظيمة وذلك لأننا شعب جيد. أقول ذلك من كل قلبي".
وشغلت ليز، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، منصب نائبة رئيس اللجنة. وفي وصفه لها، قال البيت الأبيض إن "ليز تشيني رفعت صوتها ومدت يدها للحزبين، للدفاع عن أمتنا والمبادئ التي ندافع عنها: الحرية والكرامة واللياقة". وأضاف أن "نزاهتها وجرأتها هما تذكير لنا بما يمكن تحقيقه إذا عملنا معاً".
وتحولت تشيني (58 عاماً) إلى صوت بارز مناهض لترامب، ضمن صفوف الحزب الجمهوري في السنوات الأخيرة، لكنها خسرت مقعدها في الكونغرس عام 2022، لصالح مرشحة مؤيدة لترامب.
وأيدت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة التي هزمها ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، وتعهّد الانتقام من خصومه السياسيين. وأفاد الجمهوري في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الشهر الماضي، بأن "ليز تشيني قد تواجه العديد من المشاكل، بناء على أدلة حصلت عليها اللجنة الفرعية التي تفيد بأنها انتهكت على الأرجح العديد من القوانين الفدرالية، ويتعين على مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق في هذه الانتهاكات".
واتّهمت لجنة في الكونغرس يرأسها الجمهوريون، تشيني في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بالتلاعب بالشهود عندما ساعدت في ترؤس التحقيق في هجوم أنصار ترامب على الكابيتول. ونفت تشيني الاتهامات.