الفوضى المناخية في الشرق تطلق نداءً عاجلاً للتحرك المبكر
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تلقت المحافظات الشرقية اليمنية تأثيرات سلبية جراء التغيرات المناخية المتسارعة أو "الفوضى المناخية"، حسبما يصفها أحد المختصين، لما تتسم به من زيادة في حدوث الأعاصير المطرية واستمرار تصاعدها في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي، تضاعف تواتر الأعاصير في بحر العرب بنسبة 52% وزادت مدتها بنسبة 80% خلال الفترة من 2001 إلى 2019، وارتفعت شدتها بشكل ملحوظ مقارنة بالعقود السابقة.
في أعقاب تلك الفيضانات المدمرة التي ضربت المناطق الشرقية، ولا سيما محافظة حضرموت، في الأيام الأخيرة، وقعت حالة مأساوية لغرق شاب في الفيضانات، وتم توثيق مقطع فيديو يبرز جهود المواطنين في إنقاذه من السيول الجارفة.
وأثارت هذه الحوادث تساؤلات حول تأثير التغير المناخي، وخاصة في المحافظات الشرقية، بما في ذلك حضرموت، حيث لم تكن هذه الكوارث البيئية شائعة في الماضي.
الكوارث البيئية وتغير المناخ
مدير المنصة اليمنية للتغير المناخي والبيئة (YPCE) الناشط الإعلامي والباحث في مجال التغيرات المناخية والبيئة زاهر بن الشيخ أبوبكر قال: إن الأحداث الأخيرة في حضرموت تسلط الضوء على الآثار الأوسع لتغيّر المناخ التي تؤثر في العالم. حيث شهدت اليمن خلال الخمس السنوات الأخيرة، ارتفاعًا غير مسبوق في الكوارث البيئية.
وتابع: “يؤكد تواتر هذه الحوادث في غضون فترة قصيرة الآثار السلبية لتغير المناخ على المناطق المعرضة للخطر، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لمواجهة هذه التحديات.
التصدي لتغير المناخ
وأكد بن الشيخ أبوبكر في تصريحات لـ"نيوزيمن" أن الارتفاع المثير للقلق في الكوارث البيئية يدفع إلى ضرورة رفع الملف البيئي والمناخي إلى قمة جدول الأعمال الدولي، وأوضح أن الفشل في الحد من انبعاثات الكربون، مثلما أشارت (هيئة الأمم المتحدة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ)، قد يعرّض العديد من البلدان، بما في ذلك اليمن، لسيناريوهات خطيرة، ويلزم اتخاذ تدابير عاجلة للتخفيف من آثار تغير المناخ وآثاره المدمرة المحتملة وخاصة في الدول النامية.
الفوضى المناخية
ووفقًا للمختص، لم يتم تناول الكوارث البيئية الأخيرة، مثل إعصار “تيج” الذي حدث في أكتوبر 2023، والفيضان الحالي، وغيرها من الفيضانات في الجزيرة العربية وخاصة التي تواجدت في دولة الإمارات وسلطنة عمان، بشكل كافٍ في الدراسات السابقة التي نشرتها الهيئة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة والمعنية بتغيّر المناخ، ولم تتطرق إلى السيناريوهات الخطيرة التي ستتعرض لها بعض الدول "نتيجة لعدم خفض الانبعاثات الكربونية"، ما يصعب تحديد متى أو أين ستتكرر مثل هذه الكوارث الطبيعية لتحذير الدول المتضررة.
وأدت الجهود غير الكافية للحد من تغير المناخ والحوادث المناخية المفاجئة التي يصفها بن الشيخ أبوبكر بـ"الفوضى المناخية"، إلى خسائر بشرية وأضرار أكبر للبنية التحتية، لا سيما في البلدان غير المستقرة أو غير النظامية، التي تفتقر لوجود جهات مسؤولة ومعنية بالبيئة والمناخ.
فيضانات المنخفض الجوي
فيضانات الأربعاء، وفق التقارير الأولية للجنة الطوارئ في حضرموت، أدت إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والممتلكات، وأغرقت عدة مناطق وجرفت عشرات السيارات، وقطعت خطوط الطرق الرئيسية بين الساحل ووادي حضرموت والمناطق الشرقية، إضافة إلى الطريق الدولي المؤدي إلى سلطنة عمان، وقامت السلطة المحلية بالمحافظة بتعليق الدراسة في جميع المدارس الحكومية والخاصة، وذلك لضمان سلامة الطلاب والمواطنين.
بالتزامن شهدت محافظتا المهرة وشبوة، إعلان حالة الطوارئ ورفع جاهزية المؤسسات الحكومية والمستشفيات تحسباً لهذا المنخفض.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الفوضى المناخیة الکوارث البیئیة
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.