تصاعد التوتر بين الأونروا واللاجئين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": إلى أين يفضي التوتر القائم منذ فترة ليست بالقصيرة بين وكالة "الاونروا" واللاجئين الفلسطينيين في لبنان حول العديد من القضايا والملفات الحساسة والمتراكمة، والتي كانت إحدى محطاتها الساخنة الخميس الماضي أمام المقر الرئيسي للوكالة في محلة بئر حسن؟
كان المهم عند اللاجئين وقواهم، وفق قول احد قياديي العمل الفلسطيني في لبنان لـ"النهار"، ان تشعر الوكالة نفسها والدول الراعية والمانحة بان وجود هذه الوكالة وبقاءها عصية على مشاريع الشطب والالغاء، يكتسب اهمية كبرى عند اللاجئين، لذا فانها ستبقى هي وتقديماتها تحت مجهر المراقبة والرصد، وانهم (اللاجئون) لن يتوانوا يوما عن رفع الصوت احتجاجاً على مكاسب فقدوها أو تأخرت.
ويوم الخميس الماضي، برزت حادثة معبّرة رفعت منسوب المخاوف عند اللاجئين وعند المسؤولين اللبنانيين المعنيين، اذ نظم الآلاف من الفلسطينيين، في مقدمهم المعلمون في مدارس "الاونروا" وتلامذة مدارسها وأولياء امورهم وكل المنظمات الاهلية واللجان الشعبية اعتصاما أمام مقر الوكالة الاقليمي في بئر حسن. وظاهر الامر انه احتجاج على تجميد عمل مدير مدرسة الوكالة في مخيم البص القريب من صور، والطلب منه تقديم استقالته تحت ذريعة "انه ينتمي الى جهة فلسطينية وان عليه مخالفات مسلكية وادارية".
ووفق بيان اتحاد المعلمين في الوكالة، ان هذا المدرّس قد دافع عن نفسه مسقطاً التّهم عنه ومعلناً استعداده للخضوع للجنة تحقيق، لكن المسؤولين في "الأونروا" مضوا قدماً في إنفاذ قرارهم بحقه وحظروا عليه دخول مؤسسات الوكالة.
أما في الاعمق من ذلك، فان اللاجئين والهيئات النقابية المعنية اضطروا، وفق المسؤول عن ملف العمل الشعبي في حركة "حماس" في لبنان رأفت مُرة، الى تنظيم هذا الاحتجاج الذي كانت المشاركة فيه لافتة وجامعة، خطوة استباقية خشية ان تمعن الوكالة في اتخاذ مزيد من القرارات والاجراءات السلبية تجاه العاملين فيها تحت ذريعة الانتماء السياسي، وتجاه الخدمات التي اعتادت تقديمها الى اللاجئين في لبنان الذين ازدادت معاناتهم في الاعوام الماضية إثر الازمات التي يمر بها لبنان.
ويشير مُرة الى انه سبق للوكالة ان فصلت 12 موظفا من مؤسساتها في غزة بناء على أخبار قدمتها إسرائيل اليها وتزعم انهم شاركوا في عملية "طوفان الاقصى". وسرعان ما تبين كذب هذه الادعاءات، خصوصا ان السلطات الاسرائيلية لم تقدم اي اثباتات أو براهين تثبت مزاعمها.
وخلص مُرة الى ان "الشعب الفلسطيني في لبنان وسواه من دول الشتات يصرّ دوما على تمسكه ببقاء الاونروا نظراً الى دورها الرعائي من جهة، ولان وجودها دعمٌ قوي لقضية شعبنا وحقوقه المشروعة بالعودة"، لافتا الى ان "ثمة مسؤولية تتحملها الادارة الحالية للوكالة في بيروت من خلال قراراتها وتدابيرها المتسرعة، علما انه كان يفترض بالوكالة مراعاة الشعب الفلسطيني بعد ما تعرضت له غزة، فهناك ما لا يقل عن مئة ألف بين قتيل ومصاب بينهم 178 من العاملين في الوكالة ولم تقدم على اي فعل احتجاجي رغم ان اسرائيل دمرت كل مقار الوكالة في غزة".
ويُذكر ان تحرك الخميس تم بناء على دعوة من اتحاد المعلمين في الوكالة الذين أبدوا في بيان استعدادهم لمزيد من التحركات التصعيدية.
وفي سياق متصل كتبت " الاخبار": قالت مدير وكالة «أونروا» في لبنان الألمانية دوروثي كلاوس إنها تلقّت ضمانات من جهات رسمية لبنانية بعدم التعرض لمراكز عمل الوكالة وضمان أمن العاملين فيها ولا سيما الأجانب منهم، بعدما اتخذت «أونروا» إجراءات عقابية ضد فلسطينيين عاملين فيها بتهمة التعاطف مع المقاومة الفلسطينية. وأجرت كلاوس، بمساعدة سفارة بلادها وسفارات غربية، اتصالات مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية لمواجهة ما تعتبره «حملة منظّمة» ضدها بسبب «قرارات إدارية اتخذت لحماية الوكالة». وعُلم أن كلاوس تتلقى دعماً من فريق عامل في الجامعة الأميركية في بيروت ومسؤولين في السلطة الفلسطينية يعتبرون أن «القوى الإسلامية تريد السيطرة على الوظائف في الوكالة على حساب المنتمين الى فصائل منظمة التحرير».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الوکالة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: حادث دهس ماجدبورج الألمانية يعكس تصاعد خطر الإرهاب في الأعياد
أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن إدانته الشديدة لحادث الدهس المأساوي الذي وقع مساء الجمعة في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجدبورج الألمانية، وأسفر عن وفاة 11 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين بجروح متفاوتة، وفقًا لتقارير صحفية ألمانية.
وأشار المرصد في بيان رسمي إلى أن هذا الهجوم يؤكد تصاعد التهديدات الإرهابية خلال مواسم الاحتفالات، والتي غالبًا ما تشهد استهدافًا متعمدًا للتجمعات البشرية.
كما أوضح المرصد أنه سبق أن حذر، قبل أسبوعين، من احتمال وقوع مثل هذه العمليات، في ظل التحريضات المستمرة التي يطلقها تنظيم داعش الإرهابي، خاصة ما يتعلق بدعوة عناصره لاستغلال السيارات كسلاح لتنفيذ الهجمات.
مواجهة التطرف بفكر شامل
وألقى البيان الضوء على التطورات الأخيرة في استراتيجيات التنظيمات الإرهابية، التي باتت تلجأ لوسائل بديلة مثل السيارات بعد تشديد السلطات الألمانية إجراءاتها الأمنية للحد من استخدام الأسلحة البيضاء.
وشدد المرصد على أهمية الجمع بين التدابير الأمنية والسياسات الفكرية والثقافية لمعالجة جذور التطرف ومنع انتشاره بين الفئات الشبابية.
دعوة للتكاتف الدولي
أكد المرصد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للتصدي للإرهاب بكافة أشكاله، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا عالميًا يتطلب استجابة موحدة وحاسمة من جميع الدول.
كما جدد دعمه لأسر الضحايا وتضامنه معهم، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدًا على أهمية تكثيف الجهود العالمية لتحقيق السلام والاستقرار.
رسالة المرصد
اختتم مرصد الأزهر بيانه بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتجفيف منابع الإرهاب ومواجهة الأفكار المتطرفة، مشددًا على أن الأمن الحقيقي يتحقق من خلال نشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف بجميع أشكاله.