"خطر شديد ومباشر".. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور "جبهة جديدة" من النزاع في الفاشر السودانية
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة يوم الجمعة مجلس الأمن الدولي من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور حيث بات السكان على شفا مجاعة.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، إن البلاد تشهد "أزمة ضخمة من صنع الإنسان بالكامل" بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
وأضافت "الأطراف المتنازعون تجاهلوا بشكل متكرر الدعوات لوقف الأعمال العدائية، بما فيها تلك الصادرة عن هذا المجلس، وبدلا من ذلك سرّعوا استعداداتهم لمزيد من المعارك"، متحدّثة عن "مواصلة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حملاتهما لتجنيد مدنيين".
وأعربت روزماري ديكارلو خصوصا عن قلقها إزاء تقارير بشأن هجوم "وشيك" محتمل قد تشنه "قوات الدعم السريع" على الفاشر وهو ما يثير خطر فتح "جبهة جديدة في النزاع".
وصرحت ديكارلو بأن "المعارك في الفاشر يمكن أن تؤدي إلى صراع دموي بين المجموعات السكانية في أنحاء دارفور ما يزيد من إعاقة توزيع المساعدات الإنسانيّة في منطقة باتت بالفعل على شفا مجاعة".
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وقد لجأ إليها كثير من النازحين بعدما ظلت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.
إقرأ المزيد بعد دخول الحرب عامها الثاني.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في السودانوقالت إديم ووسورنو مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، "ثمة تقارير مستمرة بشأن معارك في الأجزاء الشرقية والشمالية من المدينة ما تسبب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص"، مشيرة إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" عالجت أكثر من 100 شخص في الفاشر خلال الأيام الأخيرة.
وأضافت أن "العدد الإجمالي للضحايا المدنيين يُرجّح أن يكون أعلى من ذلك بكثير"، محذرة من أن "أعمال العنف هذه تشكل خطرا شديدا وفوريا على 800 ألف مدني يعيشون في الفاشر، وهذا يهدّد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور".
وذكرت وكالة "أ ف ب" أن "قوات الدعم السريع" التي يقودها دقلو "حميدتي"، تسيطر حاليا على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس ما عدا الفاشر التي تضمّ مجموعات مسلحة كانت قد تعهدت الوقوف على مسافة واحدة من طرفَي الحرب، ما جنّبها الانزلاق إلى القتال، لكن هذا الموقف تغير مع إعلان جماعات متمردة أنها قررت خوض القتال ضد "الدعم السريع" بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" التي تُتهم هذه القوات بارتكابها في الفاشر.
ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية إفريقيا الأمم المتحدة الجيش السوداني الخرطوم دارفور عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو حميدتي مساعدات إنسانية وفيات الأمم المتحدة الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
25 قتيلا في السودان ودعوة أممية لإنهاء حصار الفاشر
كشفت مصادر محلية سودانية للجزيرة نت أن ما لا يقل عن 25 شخصًا لقوا حتفهم -اليوم الجمعة- نتيجة هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية أبو زريقة، القريبة من مخيم زمزم للنازحين على بعد 15 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
يأتي ذلك في حين قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر منذ مايو/أيار الماضي، مناشدا قوات الدعم السريع رفع هذا الحصار "المروع" عن المدينة.
كما قتل 3 عاملين في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة -أمس الخميس- بضربة جوية في السودان، وفق ما جاء في بيان صادر عن المنظمة.
وقال محمد خميس دودة، المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم للجزيرة نت، إن هجوم قوات الدعم السريع أسفر عن مقتل نحو 25 شخصًا، بينهم أطفال ونساء.
حماية المتضررينوأوضح أن بعض الضحايا لقوا حتفهم في مزارعهم، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين المتضررين.
وأكد أن "الهجمات المتكررة تزيد من معاناة السكان، وأن الجميع بحاجة ماسة إلى دعم إنساني عاجل"، مشددا على أن الوضع لم يعد يحتمل التأخير ويجب على الجهات المعنية التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إعلانوفي الآونة الأخيرة، زادت قوات الدعم السريع من هجماتها المدفعية على المدنيين في مخيم زمزم، مما أثار قلقا دوليا واسعًا. وقد تكررت الدعوات من دول ومنظمات حقوقية بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الأعمال العدائية وحماية المدنيين.
وتُعتبر قرية أبو زريقة، الواقعة جنوب مخيم زمزم، واحدة من المناطق التي تسكنها قبيلة الزغاوة التي أعلنت في وقت سابق الحرب ضد قوات الدعم السريع. وتواجه هذه القرية تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة الحصول على مياه الشرب، مما يؤثر سلبا على حياة سكانها اليومية واحتياجاتهم الأساسية.
في وقت سابق، قامت قوات الدعم السريع بإحراق نحو 45 قرية تابعة لنفس القبيلة في مناطق شمال كتم بشمال دارفور، مما أسفر عن نزوح الآلاف من السكان الذين اضطروا للفرار نحو الحدود التشادية ومناطق أخرى تُعتبر أكثر أمانًا إلا أنهم يعيشون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة.
حصار مروعمن ناحية أخرى، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى ضرورة إنهاء قوات الدعم السريع للحصار "المروع" المفروض على مدينة الفاشر.
كما حث جميع أطراف النزاع إلى وقف الهجمات على المدنيين في الفاشر بشمال دارفور.
وأوضح تورك أنه استنادا إلى التجارب المؤلمة السابقة، فإن سقوط الفاشر قد يؤدي إلى خطر كبير من حدوث انتهاكات واعتداءات تستهدف مجموعات عرقية معينة، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والعنف الجنسي، من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
يشار إلى أنه منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات أممية ومحلية.