عيوب التفكير الاستراتيجي.. لماذا لا تنجح الضربات البريطانية والأمريكية على اليمن؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
امواج ميديا/ ابراهيم الجلال
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
في 11 يناير/كانون الثاني 2024، بدأت بريطانيا والولايات المتحدة غارات جوية في اليمن بهدف معلن هو إضعاف قدرات الحوثيين. وجاء القرار بسبب ادعاء الحركة المدعومة من إيران باستهداف السفن المتجهة من وإلى إسرائيل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في محاولة لفرض وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت المجموعة تستهدف السفن التجارية والفرقاطات العسكرية وكابلات الاتصالات البحرية. وقد كشفت الضربات العسكرية المحدودة ولكن الجراحية – التي ارتكزت على تردد بريطانيا والولايات المتحدة في إرسال قوات برية – عن أوجه قصور استراتيجية في تخطيطها، وفشلت في نهاية المطاف في إضعاف الحوثيين بشكل كبير أو وقف هجماتهم.
وبعد أن رأوا أنهم خرجوا من الوضع سالمين إلى حد كبير، اكتسب الحوثيون ثقة جديدة. في الواقع، من المرجح أن تزيد إيران- التي تعترف بالنجاحات التي حققتها استثماراتها في وكيل أو حليف رئيسي والقيمة الاستراتيجية للبحر الأحمر كجزء من استراتيجيتها الدفاعية المتقدمة- من دعمها العسكري للحوثيين.
اقرأ/ي… الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت! عيوب التفكير الاستراتيجيكانت الضربات الغربية متقطعة. بعد فترة وجيزة من إعلان الولايات المتحدة في 12 يناير عن إنهاء عملياتها في اليمن – بعد يوم واحد فقط من الضربات الأولية – رد الحوثيون بسيل متجدد من هجمات صواريخ مضادة للسفن، كإعلان عن التحدي. وردا على ذلك وعلى عكس إعلانهم السابق، استأنف التحالف الغربي لاحقًا هجماته في اليمن فيما وصفوه بـ “عملية متابعة”. لم يؤد هذا التراجع إلى إرسال رسالة واضحة للحوثيين بالتنقاض فقط بل سلط الضوء أيضًا على انقطاع كبير في التخطيط الاستراتيجي – بالنظر إلى الطبيعة المحدودة للضربات وتأكيد المملكة المتحدة والولايات المتحدة على الطابع “الدفاعي” للعملية.
من المفارقات أن النهج الغربي الحذر – الذي يهدف إلى تجنب التصعيد ومنع التورط في صراع أوسع – تم تفسيره على أنه علامة ضعف من قبل خصومهم في اليمن.
وفي نهاية المطاف، فإن سوء تقدير بريطانيا والولايات المتحدة للتهديد الذي يشكله الحوثيون في البحر الأحمر – وهو ممر حيوي لـ 12٪ من التجارة العالمية – إلى جانب التقليل من قدرات الحركة وذخائرها وتخزينها المخفي وشبكات الإمداد الإيرانية ، أدت إلى سياسات قصيرة النظر. في 13 يناير/كانون الثاني، صرح اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، أن الضربات حققت أهدافها المتمثلة في الحد من قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات معقدة بطائرات بدون طيار وصواريخ.
“لم تؤدي الحسابات الأمريكية والبريطانية الخاطئة إلا إلى تمكين الحوثيين”
ومع ذلك، فقد اختلف الواقع بشكل ملحوظ. وفي 17 شباط/فبراير، أدخلت الجماعة للمرة الأولى مركبة تحت الماء غير مأهولة (UUV) في الصراع – يقال إن إيران زودتها بها. وفي تحول مقلق للأحداث، في 2 مارس/آذار، استهدف الحوثيون وأغرقوا سفينة روبيمار، التي كانت تحمل كمية كبيرة من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم. يشكل الهجوم مخاطر بيئية على البلدان الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك اليمن – حيث يعتمد العديد من المدنيين على مصائد الأسماك لكسب عيشهم.
علاوة على ذلك، في 6 مارس/آذار، قتل الحوثيون ثلاثة بحارة أجانب وأصابوا اثنين آخرين على متن السفينة MV True Confidence، التي كانت تنقل منتجات شحنات الصلب من الصين إلى المنطقة. كما هددوا بتوسيع نطاق استهدافهم إلى المحيط الهندي. تُظهر هذه الأحداث أن الحوثيين أصبحوا أكثر استعدادًا لاختبار حدود ما سيتسامح معه الغرب.
بناءً على هذه الخلفية، من المتوقع أن ينمو نفوذ إيران في البحر الأحمر، عبر الحوثيين. قبل وقت طويل من بدء الهجمات البحرية ضد المصالح التجارية العالمية، أفادت التقارير أن طهران والحوثيين قد أنشأوا غرفة عمليات مشتركة – يُزعم أنها الآن مسؤولة عن تبادل المعلومات الاستخبارية لاستهداف السفن. يُزعم أن السفينة العسكرية الإيرانية، بهشاد، كانت تجمع بيانات عن سفن الشحن في المياه المحيطة، وانتقلت إلى خليج عدن قبل ساعات فقط من بدء المملكة المتحدة والولايات المتحدة ضرباتهما في اليمن.
اقرأ/ي.. بعمر مليون عام.. عائلة شجرة البن اليمنية تحمي مستقبل القهوة العربيةويشير كل هذا إلى أن الاستراتيجية الأكثر فعالية ستتضمن استهداف شبكة إعادة الإمداد الإيرانية. ويشمل ذلك اعتراض مخابئ الأسلحة بشكل فعال بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 ، الذي يدعو إلى فرض حظر مستهدف على الأسلحة ضد أفراد وكيانات معينة. وسيركز مثل هذا النهج أيضًا على مواصلة الهجمات المستهدفة ضد المستودعات الحيوية الضرورية لعمليات الحوثيين. من المؤكد أن هذا سيكون أكثر تعقيدًا بسبب الطبيعة اللامركزية لآلة الحرب الحوثية. ومع وجود أصول مخبأة في الجبال الوعرة والأنفاق تحت الأرض، فإن الجماعة قادرة على شن هجمات من مواقع مختلفة في وقت واحد.
من الجدير بالذكر أن المعلومات الاستخباراتية التي تم تقديمها إلى بريطانيا والولايات المتحدة – إلى جانب قدرات المراقبة وعمليات التشويش – أدت إلى بعض الضربات الاستباقية الفعالة على مواقع الإطلاق الحوثية. والواقع أن هذه الجهود أدت إلى تعطيل التنفيذ العملي إلى حد ما لبعض الهجمات. ومع ذلك، فإنهم ما زالوا غير قادرين على تحقيق الأهداف الاستراتيجية الغربية الشاملة، إذ لا يريد الحوثيون التوقف بَعد.
اقرأ/ي… (سؤال المليون دولار) هل تستمر هجمات الحوثيين البحرية بعد انتهاء حرب غزة؟!.. خبراء يجيبون يشعر الحوثيون بالجرأةولم تؤدي الحسابات الأمريكية والبريطانية الخاطئة إلا إلى تمكين الحوثيين. وفي خطاباته الأخيرة، أعرب الزعيم الأعلى للجماعة عبد الملك الحوثي عن طموحه في الاضطلاع بدور أكثر أهمية داخل “محور المقاومة” الذي تقوده إيران. وأشار نيكو جافرنيا، الباحث المتخصص في شؤون البحرين واليمن في منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى أن “الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال لقتالهم الداخلي في اليمن”. وقد قامت الحركة بالفعل بتجنيد أكثر من 45 ألف جندي تحت راية “طوفان الأقصى” منذ اندلاع الحرب على غزة.
“ وبينما يدعي الحوثيون أنهم يناصرون القضية الفلسطينية، فقد صعدوا من أعمالهم ضد اليمنيين في الداخل”
لقد منحت المعارضة الحوثية ضد إسرائيل اعترافها الدولي والإقليمي – ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الفهم الواسع النطاق ولكن المحدود لهويتهم وأفعالهم في الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، والتي دخلت الآن عامها الثامن. لقد نجحت الحركة في الاستفادة من مشاعر السخط – التي نشأت أساساً من التصور السائد لدى الكثيرين في جميع أنحاء المنطقة بأن القادة العرب كانوا سلبيين في مواجهة الأعمال العسكرية الإسرائيلية. ونتيجة لذلك، حصد الحوثيون مكاسب ضخمة تتعلق بسمعتهم الإقليمية.
وبينما يدعي الحوثيون أنهم يناصرون القضية الفلسطينية، فقد صعدوا من أعمالهم في الداخل. والجدير بالذكر أنه في 4 مارس/آذار، قاموا بتفجير منزل مدني في محافظة البيضاء، جنوب شرق العاصمة صنعاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 9 أفراد من عائلة واحدة خلال شهر رمضان.
“تجاوزت التطورات الآن فرصة التخطيط الاستراتيجي، مما يزيد من صعوبة تقليص القدرات العسكرية للحوثيين“
بشكل منفصل، أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى عرقلة التقدم في خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة والمصممة للتخفيف من حدة الصراع في اليمن، والتي ظلت معلقة منذ نهاية العام الماضي. وفي هذا السياق، يجب الاعتراف بقدراتهم العسكرية الموسعة مقارنة بخصومهم اليمنيين والجهات الفاعلة الإقليمية في خليج عدن في خطة سلام محدثة. ونظراً لنفوذها على الحوثيين – ودورها الواضح في تحويل الحركة إلى تهديد للتجارة العالمية – فإن لدى إيران القدرة على العمل كضامن ومفسد لعملية السلام.
في الماضي، لم يعط المجتمع الدولي الأولوية لسيطرة الحوثيين على المناطق المطلة على البحر الأحمر – ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن التهديد بدا مشروطًا بالاضطرابات التي بدت بعيدة أو من غير المرجح أن تتحقق. ومع ذلك، فقد تجاوزت التطورات الآن فرصة التخطيط الاستراتيجي، مما يزيد من صعوبة تقليص القدرات العسكرية للحوثيين. وفي الوقت نفسه، لم تضع الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد خطة لمعالجة الصراع المستمر في اليمن والتي تعترف باختلال توازن القوى داخل البلد الذي مزقته الحرب – والدعم العسكري والسياسي الأساسي الذي تحتاجه الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وهذا من شأنه أن يوفر خيارًا أكثر استدامة من الضربات الجوية كجزء من جهد طويل الأمد لاستعادة الأمن في المسرح البحري وفي اليمن.
يمن مونيتور20 أبريل، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام اليمن يندد بفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة مقالات ذات صلة اليمن يندد بفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة 19 أبريل، 2024 إيران: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر 19 أبريل، 2024 استياء عربي وإسلامي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة 19 أبريل، 2024 هجوم إسرائيلي على إيران ودول عربية تدعو لـ”ضبط النفس وتجنب التصعيد” 19 أبريل، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية “الأرصاد اليمني”: استمرار هطول الأمطار الغزيرة على عدد من المناطق 19 أبريل، 2024 الأخبار الرئيسية عيوب التفكير الاستراتيجي.. لماذا لا تنجح الضربات البريطانية والأمريكية على اليمن؟ 20 أبريل، 2024 اليمن يندد بفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة 19 أبريل، 2024 “الأرصاد اليمني”: استمرار هطول الأمطار الغزيرة على عدد من المناطق 19 أبريل، 2024 السلطة المحلية في مأرب تستنفر لمواجهة مخاطر “المنخفض الجوي” 18 أبريل، 2024 زعيم الحوثيين يقول إن جماعته ستوسع عملياتها نحو المحيط الهندي 18 أبريل، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم اليمن يندد بفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة 19 أبريل، 2024 “الأرصاد اليمني”: استمرار هطول الأمطار الغزيرة على عدد من المناطق 19 أبريل، 2024 السعودية تقدم خمسة ملايين دولار لمكافحة سوء التغذية باليمن 18 أبريل، 2024 السلطة المحلية في مأرب تستنفر لمواجهة مخاطر “المنخفض الجوي” 18 أبريل، 2024 زعيم الحوثيين يقول إن جماعته ستوسع عملياتها نحو المحيط الهندي 18 أبريل، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 20 ℃ 24º - 18º 56% 2.17 كيلومتر/ساعة 24℃ السبت 24℃ الأحد 24℃ الأثنين 21℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء تصفح إيضاً عيوب التفكير الاستراتيجي.. لماذا لا تنجح الضربات البريطانية والأمريكية على اليمن؟ 20 أبريل، 2024 اليمن يندد بفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة 19 أبريل، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬313 غير مصنف 24٬153 الأخبار الرئيسية 13٬261 اخترنا لكم 6٬738 عربي ودولي 6٬335 رياضة 2٬178 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬083 كتابات خاصة 2٬020 منوعات 1٬884 مجتمع 1٬779 تراجم وتحليلات 1٬597 تقارير 1٬511 صحافة 1٬461 آراء ومواقف 1٬433 ميديا 1٬301 حقوق وحريات 1٬249 فكر وثقافة 852 تفاعل 776 فنون 463 الأرصاد 211 أخبار محلية 93 بورتريه 62 كاريكاتير 28 صورة وخبر 25 اخترنا لكم 8 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر أخر التعليقات yahya SareeaWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال...
Fathi Ali Alfaqeehالهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
راي ااخرما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: بریطانیا والولایات المتحدة البحر الأحمر فی الیمن الیمن ی ومع ذلک یقول إن
إقرأ أيضاً:
لماذا تخطئ دول الجنوب العالمي في فهم نوايا ترامب الحقيقية؟
قال الصحفي جدعون راتشمان إنه كشخص مؤيد "للعولمة الحقيقية" شاهد خطاب تنصيب دونالد ترامب على هاتفه، بينما كان عالقا في ازدحام مروري في دافوس. فقامت إحدى المديرات التنفيذيات الأوروبيات، التي كانت تشاركه حافلة المنتدى الاقتصادي العالمي، بدفن رأسها بين يديها وقالت: "لا أصدق أن هذا يحدث".
وأشار في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن استجابة المندوبين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا كانت مختلفة تماما. فالعديد من الناس من الجنوب العالمي يعتقدون أن فوز ترامب يشكل خبرا جيدا لهم. وتظهِر استطلاعات الرأي الأخيرة أنه في بلدان مثل الهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، يمتد هذا الموقف المؤيد لترامب إلى ما هو أبعد كثيرا من النخب التي تذهب إلى دافوس.
وبين أنه ينظر إلى الرئيس الأمريكي على نطاق واسع، خارج الغرب، باعتباره رجلا معاملاتيا ومؤيدا للأعمال وصانع سلام. فما الذي قد لا يعجب المرء في هذا؟
وأجاب على التساؤل قائلا إن هناك الكثير، في الواقع، مما لا يعجب المرء. حيث أن النظر إلى ما هو أبعد من المبالغات يجعلنا نرى العديد من الأسباب التي تجعل الجنوب العالمي يشعر بقلق عميق إزاء أمريكا برئاسة ترامب.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي يدفع في الأساس نحو التخلي عن "النظام الدولي القائم على القواعد" الذي وفر الاستقرار والأسواق المفتوحة التي سمحت للصين والهند وجزء كبير من جنوب شرق آسيا بأن تصبح أكثر ثراء على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
وأكد ان تمزيق هذه القواعد والانتقال إلى عالم معاملاتي بالكامل قد يبدو واضحا ومباشرا. ولكن العالم بلا قواعد هو عالم يستغل فيه القوي الضعيف دون أي إطار قانوني أو مبدأ لتقييده. ومن المرجح أن ينتهي الأمر بأغلب بلدان الجنوب العالمي فريسة وليس مفترسا.
وقال راتشمان إن بنما وكولومبيا والمكسيك من بين الدول الأولى التي اكتشفت مدى عدم الارتياح الذي قد يسببه عالم ترامب. فنحو 80% من صادرات المكسيك تذهب إلى الولايات المتحدة. وإذا مضى ترامب قدما في فرض الرسوم الجمركية التي هدد بها، فقد يدفع جارة أمريكا الجنوبية إلى الكساد الاقتصادي.
وأشار إلى أن المكسيك بالطبع ليست وحدها. فقد هدد ترامب أغلب الدول التجارية الكبرى في العالم بالرسوم الجمركية.
الواقع أن فكرة أن هذا لا يهم حقا لأن الرئيس "معاملاتي" وأن كل تهديداته ليست سوى مقدمة لصفقة تتجاهل الطريقة التي تعمل بها الأعمال التجارية. فالشركات الدولية تحتاج إلى الاستقرار والأنظمة القانونية التي يمكن التنبؤ بها إذا كانت تريد أن تتمتع بالثقة اللازمة لإجراء استثمارات طويلة الأجل عبر الحدود.
وبين أن الدليل على ذلك أنه حتى عندما يعقد ترامب صفقة، لا يوجد ما يضمن التزامه بها. فخلال فترة ولايته الأولى، تفاوضت الولايات المتحدة على اتفاقية تجارية جديدة مع كندا والمكسيك المعروفة باسم "USMCA"، لكن ترامب يطالب الآن بتنازلات جديدة.
واحتجّ بأنه إذا كان من الممكن تمزيق جميع الاتفاقيات، استجابة لبعض المظالم الجديدة أو للاستفادة من التحول في ميزان القوى، فلن تكون أي صفقة تجارية آمنة. وكما قال أحد محافظي البنوك المركزية السابقين في دافوس: "المنطق وراء ذلك هو أنك لن تكون آمنا إلا إذا قمت بالتجارة داخل حدودك".
وقال إن من المؤكد أن الغربيين قد يصابون بالصدمة عندما يرون رئيسا أمريكيا يتحدث مثل زعيم مافيا يريد المزيد من أموال الحماية. ولكن كثيرين في الجنوب العالمي كانوا يعتقدون دائما أن القادة الأمريكيين يتصرفون مثل رجال العصابات، حتى لو كانوا يتحدثون مثل المبشرين. وعلى الأقل، كما يقولون، توقف ترمب الآن عن الوعظ الأخلاقي المزعج. والأمل هو أن يكون التعامل مع الولايات المتحدة الأقل نفاقا أسهل، لأنها لن تطرح مطالب غير واقعية تستند إلى قيم غربية غير مهمة.
وأوضح أن العالم بدأ يرى كيف تبدو الولايات المتحدة التي تعلن بفخر أنها لا تهتم بالعالم الخارجي بأي شكل من الأشكال، وهي صورة ليست جميلة. فقد أعلن ماركو روبيو، وزير الخارجية، تعليق جميع برامج المساعدات الأمريكية تقريبا. ولن يتم تجديد سوى تلك التي تفيد الأمريكيين بشكل مباشر.
وقد يؤدي هذا إلى إنهاء برامج مثل برنامج المساعدات الطارئة، الذي يوفر الأدوية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وأنقذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم.
وأكد أنه في الوقت نفسه، بدا ترمب وكأنه يؤيد التطهير العرقي في غزة. إن هذا قد يكون خبرا سيئا بالنسبة للفلسطينيين الذين سيخسرون وطنهم، وسوف يثير أيضا قلق الأردن ومصر، اللتين من المفترض أن تستقبلا اللاجئين الجدد.
وشدد أن الولايات المتحدة لن تتطوع بالتأكيد لإعادة توطين أي شخص. فالقصيدة المحفورة على تمثال الحرية تقول: "أعطوني متعبيكم وفقراءكم... الحثالة البائسة من شواطئكم المكتظة". ولكن بعبارة ملطفة، هذا ليس مزاج أمريكا ترامب، حيث يلوح أنصار الرئيس بلافتات تطالب "بالترحيل الجماعي الآن". وقد تم بالفعل تعليق برامج إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة.
وقال إن خفض الهجرة القانونية من الأماكن التي وصفها ترامب ذات يوم بأنها "دول قذرة" قد تبدو بمثابة سياسة جيدة بالنسبة للعديد من الأمريكيين. ولكن هذا لا يبدو بمثابة خبر جيد للطبقات المتوسطة في الجنوب العالمي، التي قد تجد أن الحصول على تأشيرات للمهاجرين المهرة أو الطلاب أصبح أكثر صعوبة.
وأشار إلى احتمال تبديد كل المخاوف بشأن التجارة والمساعدات والهجرة إذا أوفى ترامب بوعده بإنهاء الحروب في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، من الصعب التوفيق بين طموح الرئيس إلى أن يكون صانع سلام عالمي وطموحه المعلن لتوسيع الأراضي الأمريكية.
وخلص إلى أنه إذا كانت هناك فكرة واحدة تدعي جميع بلدان الجنوب العالمي رفضها، فهي الإمبريالية. وإذا تبين أن ترامب جاد وحرفي بشأن خططه لتوسيع حدود أمريكا، فقد يتلاشى تصفيقهم له بسرعة.