الإمارات وكولومبيا تعززان التعاون التجاري والاستثماري
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
بوغوتا - كولومبيا (وام)
أخبار ذات صلة صندوق النقد: 4.5% نمو اقتصاد أبوظبي «غير النفطي» العام الجاري وزراء ومسؤولون: نقلة نوعية في مسيرة الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وكولومبيااستقبل فخامة الرئيس غوستافو بترو رئيس جمهورية كولومبيا، في قصر الرئاسة بالعاصمة بوغوتا، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، على هامش زيارة وفد دولة الإمارات رفيعة المستوى إلى كولومبيا.
وخلال اللقاء، نقل معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتمنياتهم لقيادة جمهورية كولومبيا وشعبها الصديق المزيد من الرقي والتقدم والرخاء.
وأكد الرئيس غستافو بيترو ومعالي الدكتور ثاني الزيودي، أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة محطة مهمة في العلاقات بين دولة الإمارات وكولومبيا وتمثل خطوة إضافية في العلاقات الثنائية المزدهرة، حيث حققت التجارة البينية غير النفطية 553.1 مليون دولار في عام 2023، بزيادة قياسية نسبتها 43% مقارنة بعام 2022 وأكثر من ضعف الإجمالي المحقق في عام 2021.
ومن شأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، أن تسهم في مضاعفة هذه الأرقام خلال خمس سنوات بعد بدء تطبيقها، وذلك من خلال خفض التعريفات الجمركية، وإزالة الحواجز التجارية، وتحسين وصول صادرات السلع والخدمات إلى الأسواق. كما ستفتح الاتفاقية مسارات للاستثمار والمشاريع المشتركة في قطاعات مثل الطاقة والبيئة والضيافة والسياحة والبنية التحتية والزراعة وإنتاج الغذاء. وخلال الزيارة، التقى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، ودعم العلاقات الثنائية، وذلك بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
وبحث معالي الدكتور ثاني الزيودي مع معالي جيرمان أومانا ميندوزا وزير التجارة والصناعة والسياحة الكولومبي، تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وخلق مناخ استثماري تجاري فعال بين البلدين في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بما يسهم في التدفق الحر للتجارة والاستثمار بين البلدين.
شارك في الاجتماع كارمن كاباليرو، رئيسة «بروكولومبيا»، الوكالة الحكومية المكلفة بالترويج للشركات الكولومبية والعلامة التجارية للبلاد على المستوى الدولي.
وقال معالي الدكتور الزيودي، إن كولومبيا تعد رابع أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية من حيث الناتج المحلي الإجمالي وتتمتع بمهارات عالية المستوى وبموارد طبيعية وفيرة بما في ذلك القهوة والنفط والغاز والفحم والذهب التي تساهم بشكل كبير في ناتجها الإجمالي، كما أنها تتمتع بموقع استراتيجي باعتبارها وجهة اقتصادية لدول أميركا الجنوبية بأكملها. وأضاف معاليه، أنه من خلال استثماراتها في البنية التحتية الرقمية والقطاعات الصناعية الجديدة، فنحن واثقون بأن المستثمرين ورواد الأعمال في الإمارات سيكونون قادرين على الاستفادة من عدد كبير من الفرص نتيجة لعلاقاتنا المتنامية.
وقال معاليه: ندعو الشركات الكولومبية لاستكشاف الفرص التي توفرها بيئة الأعمال المحفزة للنمو في الإمارات، وما توفره من ممكنات تدعم نمو الاستثمارات الأجنبية وتسهم في حركة التجارة الدولية حيث تتمتع الإمارات بشبكة نقل بري وبحري وجوي قوية لمختلف أسواق العالم. وحث معالي الدكتور ثاني الزيودي، المشاركين في اجتماع المائدة المستديرة رفيعة المستوى، الذي ضم كبار المسؤولين وممثلي الشركات الرائدة والمستثمرين، على البناء على العلاقات الثنائية المتنامية وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص.
كما التقى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أعضاء غرف التجارة في دولة الإمارات وكولومبيا، داعيا إلى الاستفادة من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين بهدف جني فوائد التكامل الاقتصادي الأكبر.
وتأتي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكولومبيا في إطار برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات، والذي يسعى إلى رفع قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للدولة إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031، حيث تم توقيع اتفاقيات للشراكة الاقتصادية الشاملة مع الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا وكمبوديا وجورجيا وكوستاريكا.
حضر اللقاءات محمد عبدالله الشامسي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كولومبيا، فيما ضم وفد الدولة كلا من راشد عبد الكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، وجمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية، ومحمد جمعة المشرخ الرئيس التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، وأحمد خليفة القبيسي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وسلطان جميع الهنداسي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، بالإضافة إلى مجموعة من قادة الأعمال وكبار المسؤولين التنفيذيين في شركات القطاع الخاص الرائدة بقطاعات متنوعة تشمل الأغذية والزراعة والطاقة والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتمويل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التعاون التجاري الإمارات الإمارات وكولومبيا كولومبيا ثاني الزيودي الشراكة الاقتصادية اتفاقیة الشراکة الاقتصادیة الشاملة الإمارات وکولومبیا دولة الإمارات بین البلدین
إقرأ أيضاً:
زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية
زنقة 20 ا الرباط
كشفت وسائل إعلام صينية أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية تزايدت في السنوات الأخيرة، حيث اكتسبت منتجات عديدة صنعت في الدول العربية شعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين وبرزت ميزاتها الخاصة في السوق الصينية.
وذكرت أنه على مستوى منصات التجارة الإلكترونية، تعرف منتجات يدوية مغربية إقبالا كبيرا من طرف الصينيين مثل الوسادة والسجاد المغربي.
و أصبحت الصين عام 2022، ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب والشريك الأول في آسيا، وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري 7.6 مليارات دولار، وحاليا، تصل الاستثمارات الصينية في المغرب إلى حوالي 56 مليون دولار.
ومع ذلك، ووفقا لتقرير مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023 الصادر عن وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، كان المغرب ثالث أكثر البلدان جاذبية للاستثمار الصيني في أفريقيا العام الماضي بعد مصر وجنوب أفريقيا.
الخبير المغربي ادريس الفينة قال أن العلاقات بين المغرب والصين شهدت تطورًا نوعيًا خلال العقد الأخير، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب.
هذه الشراكة الاستراتيجية وفق الخبير المغربي تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث يراهن كلا البلدين على تكامل اقتصادي يعزز مكانتهما على الساحة الدولية.
الرهانات المغربية على الاستثمارات الصينية
في إطار رؤية المغرب 2030 لتعزيز الاقتصاد الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة، يشكل التعاون مع الصين رافعة أساسية. إذ أصبح المغرب منصة إقليمية للصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مع اهتمام خاص بالاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية مثل:
صناعات مكونات السيارات الكهربائية: يمثل المغرب اليوم قاعدة إقليمية لتصنيع مكونات السيارات، حيث تستفيد شركات صينية رائدة من المناطق الصناعية مثل طنجة المتوسط والقنيطرة.
الشرائح الإلكترونية الدقيقة: يشهد هذا القطاع اهتمامًا متزايدًا، نظرًا لدوره في التحول الرقمي الذي يتبناه المغرب.
الصناعات الصيدلانية والمضادات الحيوية: يعزز المغرب قدراته الإنتاجية بالتعاون مع الصين، ما يتيح له توفير الأدوية بأسعار تنافسية للأسواق المحلية والإفريقية.
كما يعتمد المغرب على الشركات الصينية في مجال البنية التحتية، لا سيما في مشاريع كبرى مثل تطوير الموانئ، القطارات فائقة السرعة، والطاقة المتجددة. تُعد الصين أحد أبرز الشركاء في تحقيق طموحات المغرب بأن يصبح مركزًا إقليميًا للنقل والتجارة.
الفوائد الصينية من التعاون مع المغرب
من الجهة الأخرى، تجد الصين في المغرب بوابة إستراتيجية للأسواق الإفريقية والأوروبية، حيث تستفيد من:
صادرات الأسمدة الفوسفاتية: المغرب، كأكبر مصدر عالمي للفوسفات، يلعب دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات الصين من الأسمدة لتأمين إنتاجها الزراعي.
الصناعات الغذائية: شهدت صادرات المغرب من الخضر والفواكه الطازجة إلى الصين نموًا ملحوظًا بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس أهمية هذا السوق بالنسبة للجانبين.
السياحة: جسور بين الثقافات
إلى جانب الشراكات الاقتصادية، عرفت العلاقات المغربية الصينية تطورًا لافتًا في المجال السياحي. فقد سجلت أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب نموًا بنسبة تجاوزت 60% خلال السنوات الأخيرة، بفضل تسهيل نظام التأشيرات وتنوع العروض السياحية المغربية. المدن التاريخية مثل مراكش وفاس أصبحت وجهات مفضلة للصينيين الباحثين عن تجارب ثقافية فريدة.
أفق جديد للعلاقات المغربية-الصينية
مع استمرار الصين في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، يبقى المغرب شريكًا محوريًا بفضل موقعه الجغرافي المميز واستقراره السياسي والاقتصادي. من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة قفزات نوعية في الأعوام القادمة، خاصة مع تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي.
تظهر الأرقام والإحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف ليصل إلى ما يزيد عن 6 مليارات دولار سنويًا، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 10% تقريبًا. هذه الديناميكية تمهد الطريق لتوسيع قاعدة التعاون في مجالات جديدة، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية المستدامة.