شددت صحيفة "الغارديان" على ضرورة ألا يطغى التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي على الكارثة في قطاع غزة، وذلك في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك للشهر السابع على التوالي.

وقالت "الغارديان" في افتتاحيتها إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش حذر من أن الشرق الأوسط "على شفا الهاوية"، وأن "خطأ واحدا في الحسابات، أو سوء فهم، أو خطأ واحدا، يمكن أن يؤدي إلى ما لا يمكن تصوره".



وأضافت أن" شبح الصراع الإقليمي واسع النطاق، والوفيات العديدة التي يمكن أن تنجم عن ذلك، يجب ألا يصرف الانتباه عن ما يقرب من 34 ألف فلسطيني قتلوا (استشهدوا) بالفعل في غزة، وفقا للسلطات الصحية في غزة، وغيرهم الكثير الذين سيموتون قريبا إن لم يكن هناك مساعدة فورية. وقف إطلاق النار وزيادة هائلة في المساعدات فيما وصفه غوتيريش بمشهد الجحيم الإنساني".


وأشارت إلى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي فقد الدعم في حزبه بسبب رده، زاد أخيرا الضغط على إسرائيل في أعقاب مقتل عمال الإغاثة الأجانب في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى فتح المزيد من نقاط العبور للسلع الإنسانية والتعهدات بزيادة إمدادات الغذاء والدواء. وفي الواقع، كان التقدم بطيئا، وغير متسق وغير كاف على الإطلاق، مع التحسن في بعض المجالات الذي قابلته مشاكل في أماكن أخرى".

وذكرت الصحيفة أن "القيود المفروضة على الشحنات وانهيار الأمن يعني أن المجاعة لا تزال تسيطر على السكان، وخاصة في الشمال. وقالت الولايات المتحدة إن مراقبة شحنات المساعدات تمثل أولوية، ولكن من الواضح أن اهتمامها قد تحول. وحتى في حالة حدوث نهاية غير متوقعة للحرب غدا وتوزيع كميات هائلة من المساعدات في جميع أنحاء غزة، فإن المجاعة التي بدأت بالفعل ستستمر في حصد الأرواح".

ولفتت إلى أن الآمال تضاءلت في وقف إطلاق النار أيضا. وقالت قطر إنها ستعيد النظر في دورها كوسيط، مما يشير إلى أنها لم تعد تشعر أن استثمار الجهد الدبلوماسي والمصداقية كوسيط أمر جدير بالاهتمام مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق. ويلوح في الأفق احتمال شن هجوم على رفح حيث فر ما لا يقل عن 1.4 مليون شخص هربا من القتال في أماكن أخرى.

وذكرت أن التقارير تشير إلى أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم من خلال نشر المزيد من المدفعية وناقلات الجنود المدرعة في مكان قريب. وربما يفضل بنيامين نتنياهو الاستمرار في التهديد بشن هجوم بري على شن هجوم فعلي. لكن شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف لم يخفوا رغبتهم في شن هجوم، واستمرار الحرب إلى الأبد يحول دون الوصول إلى النقطة التي سيضطر فيها رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية كبيرة إلى وداع السلطة ومواجهة قضايا الفساد المتهم بها والتي دافع فيها عن نفسه  لفترة طويلة".


وقالت إن الولايات المتحدة "أوضحت معارضتها لمثل هذا الهجوم. وحتى في أشد حالات الإحباط، فقد أوضحت أيضا أنها مترددة في فرض عواقب وخيمة بمطالبها على حكومة نتنياهو. وفي أعقاب الهجوم الإيراني، كثفت دعمها لإسرائيل".

ومع ذلك، تضيف "الغارديان"، أن الهجوم على رفح سيكون بمثابة كارثة على أولئك الذين يحتمون هناك، وعلى التوزيع الأوسع للمساعدات التي تصل عبر معبر رفح إلى مصر.

واختتمت افتتاحيتها بالقول إن "الحاجة الملحة لمنع اندلاع حريق إقليمي لا تعني بالضرورة تأجيل غزة إلى مرحلة لاحقة. وبعيدا عن ذلك: فالقضيتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا. ومن الممكن أن يساعد وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، إلى جانب الزيادة الموعودة في المساعدات، في نزع فتيل التوترات الإقليمية وإيجاد طريق للخروج من المخاطر. والبديل هو المزيد من الوفيات في غزة، وزيادة المخاطر على من هم خارجها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران غزة الفلسطينيين رفح إيران فلسطين غزة الاحتلال رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية تحذر من خطر يداهم ملايين اليمنيين بعد خفض "غير مسؤول" للمساعدات الأمريكية

حذّرت منظمة العفو الدولية الخميس من أن قطع المساعدات الأمريكية، مصحوبا بالضربات على الحوثيين، ستكون لها عواقب وخيمة على الشعب اليمني الذي يعتمد أكثر من نصفه على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

 

وقالت المنظمة في بيان لها إن الولايات المتحدة كانت أكبر مانح إنساني لليمن لسنوات، مشيرة إلى أن هذه التخفيضات تهدّد بتعميق إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

ونقلت منظمة العفو الدولية عن عمال إغاثة قولهم إن خفض التمويل “أدى إلى توقف خدمات المساعدة والحماية المنقذة للحياة”.

 

وأضافت أن عشرات الأماكن الآمنة للنساء والفتيات المعنفات قد أُغلقت.

 

وأكدت أن مرافق عدة تقدم خدمات الصحة الإنجابية أو الحماية للنساء معرضة للخطر أيضا.

 

وقالت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية ديالا حيدر “التخفيضات المفاجئة وغير المسؤولة في المساعدات الأمريكية ستكون لها عواقب كارثية على الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا في اليمن، بمن فيهم النساء والفتيات والأطفال والنازحون داخليا”.

 

وأضافت سيُترك ملايين الأشخاص في اليمن دون دعم هم في أمسّ الحاجة إليه إذا لم يُلغ تخفيض المساعدات.

 

وأفادت منظمة العفو بأن الولايات المتحدة قدّمت نصف خطة الاستجابة الإنسانية المنسقة لليمن، إذ منحت دعما بقيمة 768 مليون دولار في العام 2024 وحده.

 

وقال أحد عمال الإغاثة لمنظمة العفو الدولية “أُجبرنا على اتخاذ قرارات مصيرية بناء على معلومات ضئيلة أو معدومة. وفي كثير من الأحيان، لا يوجد من نتحدث إليه لأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” لم تعد موجودة عمليا.

 

وأشارت حيدر إلى أن “الشعب اليمني الذي يعاني من الجوع والنزوح والإرهاق جراء العنف، يعيش في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم”.

 

وأضافت أن “التصعيد العسكري في اليمن، إلى جانب خفض المساعدات الأمريكية، سيفاقم الكارثة الإنسانية التي يواجهها شعب لا يزال يعاني من وطأة الصراع الطويل”.

 

ولفتت منظمة العفو إلى أن الإجراءات الأمريكية التي تستهدف سلطات الأمر الواقع الحوثية يجب أن تتجنّب بشكل “واضحة وفعال عمليات الإغاثة الإنسانية”، مضيفة ان “غالبية المدنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات ملحة” يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن.

 

وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير/ كانون الثاني تجميدا للمساعدات الخارجية ريثما تخضع للمراجعة. وأعلنت واشنطن عقب ذلك إلغاء 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.


مقالات مشابهة

  • العفو الدولية تحذر من خطر يداهم ملايين اليمنيين بعد خفض "غير مسؤول" للمساعدات الأمريكية
  • الأمم المتحدة تحذر من استمرار إسرائيل في محاصرة وصول المساعدات إلى غزة
  • الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يحذر من تداول معلومات “مضللة” بعد هجوم إلكتروني
  • واشنطن تحذر روسيا وأوكرانيا من عدم التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب
  • إسرائيل ترد على جوتيريش بشأن نقص المساعدات بغزة
  • حماس: التصعيد الإسرائيلي لن يعيد الأسرى أحياء
  • أجهزة الأمن بألمانيا تحقق في هجمة إلكترونية وتتهم روسيا بتدبيرها
  • “حماس”: التصعيد العسكري لن يعيد أسرى الاحتلال أحياء
  • حماس لجيش الاحتلال: التصعيد العسكري لن يُعيد الأسرى أحياء
  • الأمم المتحدة تحذر من أوضاع إنسانية صعبة للغاية في اليمن