كُلفة أمريكية باهظة في البحر الأحمر.. وقصور معلن لمهمة الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
من الواضح أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع العوم عكس التيار الأمريكي في أي ملف وصراع دولي أو قضية من القضايا ولو كانت إنسانية وتؤثر على سمعة الدول ومكانتها، وسجلها الحقوقي، كما هو الحال في الدعم اللا محدود لكيان العدوّ في عدوانه على غزّة وما تفرعت عنه من جبهات أجبرت دولًا أوروبية تحت الضغط الأمريكي على المشاركة في حماية السفن الإسرائيلية.
ولأن التبريرات الأوروبية للمشاركة في التحالف الأمريكي كانت باطلة، فمن الطبيعي ممارسة التضليل وتبني المواقف الأمريكية دون تمييز لناحية السفن التي يشملها الحظر اليمني وحجم التأثير عليها.
في فبراير الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى التحالف البحري الأمريكي مع التحفظ على المشاركة في الاعتداءات على اليمن، وفي منتصف شهر أبريل أقر قائد المهمّة البحرية لهذا الاتحاد في البحر الأحمر بصعوبة المهمّة في مسرح عمليات كبير وشاسع.
قائد العمليات الأميرال فاسيليوس جريباريس قال لوكالة «رويترز» من مقر المهمّة في مدينة لاريسا اليونانية «إن المهمّة في البحر الأحمر ستتطلب من السلطات الأوروبية إشراك مزيد من السفن الحربية»، وأضاف «نحتاج إلى ضعف العدد الموجود لدينا حاليًّا على الأقل».
ضعف العدد الحالي يعني أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إرسال أربع فرقاطات إضافية من كلّ من اليونان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا لتنظيم دورياتها في منطقة واسعة تمتد من جنوب البحر الأحمر إلى شمال غرب المحيط الهندي أي ضعف مساحة دول الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يعني نجاح المهمّة، وبالقياس إلى ما حققته الفرقاطات الأربع من مزاعم تدمير عشر طائرات وأربعة صواريخ باليستية أطلقت من اليمن منذ شهر فبراير فإن المهمّة البحرية بحاجة لثلاثة أشهر إضافية لتدمير عدد محدود من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ومرافقة تسع وسبعين سفينة تجارية لعبور المنطقة بأمان حسب الإعلان الأوروبي في الفترة الماضية، فذلك دليل على أن اليمن لا يستهدف إلا السفن الإسرائيلية أو الواصلة إلى الموانئ المحتلة وليس نجاح المهمّة الغربية في حماية السفن التجارية العالمية من تهديد وهمي.
على الصعيد الأمريكي، وفي سياق الخسائر الأمريكية جراء المغامرة غير محسوبة العواقب في البحر الأحمر، أكد وزير البحرية الأمريكية ديل تورو أن الولايات المتحدة استنفدت ذخائر بقيمة مليار دولار في عمليات البحر الأحمر، ليرتفع بذلك الانفاق على الذخائر وسط مطالبات الكونجرس بالموافقة على زيادة الأنفاق حتّى يتم الحصول على الموارد الإضافية.
وطالب الوزير الأمريكي لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ بتوفير ما يزيد عن ملياري دولار للقوات البحرية ولمشاة البحرية حتّى تتمكّنَ من تجديد الذخائر وتوفير أنواعِ التدابير الدفاعية، حسبما ذكرت صحيفة «ذا هيل» القريبة من الكونجرس. ولتحقيق هذا الهدف يقترب مجلس الشيوخ من إقرار مبلغ 95 مليار دولار تقريبًا لدعم أوكرانيا وكيان العدوّ وما تسميها واشنطن منطقة المحيطين الهادي والهندي مع مشروع آخر «يحتوي تدابير لمواجهة روسيا والصين وإيران».
إضافة إلى ذلك، يبقى اقتصاد كيان العدوّ هو المتضرر الأكبر من العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، وما يضاعف الخسائر هي العمليات المتصاعدة في المحيط الهندي، والوقت ليس في صالح أحد، ومتى ما تكاملت الضغوط العسكرية والاقتصادية من جبهات المحور والصمود الأسطوري في غزّة، فإن المنطقة على موعد مع هزيمة ساحقة لكيان العدوّ وداعميه، لها ما بعدها في كتابة النهاية المخزية لهذا الكيان الغاصب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عشر قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة محيطة بإيران.. هل تجرؤ طهران على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر؟
توقعت مجلة أمريكية أن أي صراع مع إيران سيزيد بشكل كبير من احتمال تعرض حاملة طائرات أميركية لأضرار بالغة أو غرقها.
وقالت مجلة "ناشونال إنترست" في تحليل للباحث براندون ج. ويتشرت،إن وفرة القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط تضعفها بدلا من أن تكون مصدر قوة لها.
وأكد ويتشرت وهو محرر الشؤون الأمنية بالمجلة أن قائد القوات الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، قال له أثناء لقاء في طهران، بعد وقت قصير من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران بعواقب وخيمة إذا لم تتخل عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية، إن "لدى الأميركيين ما لا يقل عن 10 قواعد عسكرية في المنطقة المحيطة بإيران، تضم حوالي 50 ألف جندي".
وأضاف أن هذا الحضور لا بد أن يكون مزعجا بالنسبة لأي قائد عادي، فإن حاجي زاده يرى أن وفرة القوات الأميركية في المنطقة نقطة ضعف، وهي "تعني أنهم يجلسون داخل غرفة زجاجية. ومن يجلس في غرفة زجاجية ينبغي له ألا يرمي الآخرين بالحجارة"، كما يقول ويصدقه الكاتب في ذلك.
وأشار إلى أن القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وما حوله معرضة لانتقام إيراني واسع النطاق، ولكن إذا قررت إيران ذلك، ربما تدمر إسرائيل والولايات المتحدة منشآتها النووية الحربية المفترضة، وربما توجهان لها ضربة قاضية تؤدي إلى انهيار النظام.
الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية
يتابع "مع أن الأميركيين يتمتعون بمزايا كبيرة على النظام الإيراني، فإن قائد الحرس الثوري الإيراني محق عندما يحذر أميركا من قدرة إيران على الرد، فالقواعد المحيطة بإيران تمثل أهدافا واضحة، كما تستطيع إيران أيضا أن تذهب إلى أبعد من ذلك بإغراق إحدى حاملتي الطائرات التابعتين للبحرية الأميركية الموجودتين حاليا في المنطقة، وهما يو إس إس هاري إس ترومان ويو إس إس كارل فينسون".
وبشأن جماعة الحوثي في اليمن يقول الكاتب إن الحوثيين المدعومين من إيران أظهروا قدرة ملحوظة على تهديد حاملات الطائرات الأميركية العاملة بالقرب من شواطئهم، وهم يقتربون أكثر فأكثر، باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن متطورة بشكل متزايد، من حاملات الطائرات الأميركية المنتشرة لمحاربتهم.
ووصف إريك بلومبيرغ، قائد المدمرة يو إس إس لابون، فترة خدمته ضد الحوثيين بأنها أصعب قتال شهدته البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، وقال "لا أعتقد أن الناس يدركون حقا مدى خطورة ما نقوم به ومدى التهديد الذي لا تزال تتعرض له السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية".
يشير الكاتب إلى أن صواريخ الحوثيين الباليستية المضادة للصواريخ أصبحت فعالة للغاية لدرجة أن صاروخا حوثيا كاد أن يصطدم بسطح قيادة حاملة الطائرات الأميركية "دوايت دي أيزنهاور" العام الماضي، ولا شك في أن عدوا أكثر تطورا، مثل الصين أو إيران، يمكن أن يفعل ما هو أسوأ بكثير، كما يقول الكاتب.
وتطرق التحليل إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، زعمت تقارير غير مؤكدة من المنطقة أن الحوثيين أطلقوا النار على حاملة الطائرات الأميركية بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية مضادة للسفن "أصابت" الناقلة، وتنفي البحرية ذلك، ولكن البنتاغون، مع ذلك، أمر حاملة الطائرات بإعادة تموضعها خارج نطاق أسلحة الحوثيين.
أميركا تفقد الهيمنة
وأفاد أن الصواريخ المضادة للسفن أضحت تشكل تهديدا كبيرا للسفن الأميركية المسطحة، لدرجة أن البحرية تبقيها على مسافات آمنة من مواقع الإطلاق الحوثية.
وقال "بما أن صواريخ الحوثيين من صنع الإيرانيين، فمن المنطقي أن أي صراع مع إيران سيزيد بشكل كبير من فرص تعرض حاملة طائرات أميركية لأضرار بالغة أو غرقها".
ولفت إلى أن الهيمنة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط كانت مضمونة قبل 20 عاما، لكن الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين أصبحت لديهم قدرة كافية تمكنهم من إبقاء حاملات الطائرات الأميركية بعيدة، مما يحد كثيرا من فعاليتها، وهم قادرون، إذا تجرأت على الاقتراب من منطقة القتال، من إغراقها بكل تأكيد.
وأكد أن خسارة كهذه تشكل ضربة قاصمة للروح الأميركية، التي تعتبر حاملات الطائرات الرمز الأبرز لقوتها، لأن هذه المنصات -وفق الكاتب- متطورة للغاية وباهظة الثمن، مما يعني أن تدمير واحدة منها أو إخراجها من ساحة القتال بسبب هجمات إيرانية، ستكون ضربة قاصمة لأميركا