الثورة نت:
2025-01-09@00:22:16 GMT

عرب العرامشة.. المفاجأة القاتلة

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

 

 

العالم العربي ليس معتادًا أن يرى أطرافًا تدخل إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومع كيانها التابع. ليس من “عاداتنا” أن نبادر إلى عمل مشترك وواسع وكبير، وليس من مناهجنا أن نستمر بكلّ هذه الروحية العالية والاندفاع والثبات والتصميم لمدة تتجاوز 194 يومًا في كلّ جبهات القتال. لكن كلّ ما جرى منذ “طوفان الأقصى” في جانب، وما جرى في يوم السابع عشر من ابريل بعملية عرب العرامشة المباركة سيبقى في جانب آخر.


مبدئيًا، كان من المنطقي أن تشهد جبهات القتال هدوءًا حذرًا بعد الضربة الإيرانية الهائلة “الوعد الصادق” للعدوّ الصهيوني، بكلّ ما حققته من نتائج وما فرضته من قواعد اشتباك جديدة في الإقليم، ومنها نتائج ما تزال في طور التشكّل والظهور. يمكننا القول بكثير من الثقة والاطمئنان: إن الكيان تلقى أثقل ضربة في تاريخه من الجمهورية الإسلامية، وهو يترنح سكرانًا تحت تأثير دويها.
لكن المفاجأة تجلت بقيام رجال الله في جبهة الكرامة بجنوب لبنان بواحدة من أكثر العمليات العسكرية من حيث الخسائر البشرية المعترف بها من قبل العدو، منذ بدء القتال، 18 بين مصاب وقتيل طبقًا لإذاعاتهم، التي تنطق وسيف الرقابة على لسانها، لا نعرف العدد الحقيقي لقتلى السرية، وربما لن نعرف عددهم في وقت قريب، كلّ ما أمامنا أن “النقطة المحصنة” المستحدثة أبيدت واجتثت من فوق الأرض.
كل ما لدينا في هذه اللحظة من شواهد، يقول إن حزب الله كان يراكم “إنجازات مذهلة” في مجال حرب التقنية والمعلومات طوال أشهر القتال، وأن رجال الله الذين مضوا على طريق القدس أجادوا إذلال القوّة الصهيونية المتغطرسة، وخبروا أساليبها وطرقها وسلاحها، وأن اختيار استهداف أبراج المراقبة وقواعد التنصت والمواقع الاستخبارية لم يكن ضربات حظ عشوائية أو صدفاً سعيدة متتالية، لكنّه كان تجهيزًا لمرحلة أكبر وأخطر من القتال، ربما، أكرّر ربما، يكون وقتها قد حان.
ما حدث في هذه الليلة المباركة، التي يواصل فيها الشعب الفلسطيني صموده، ويستكمل الشعب اليمني والسوري والعراقي والإيراني تقديم قرابينهم وتضحياتهم لله، قرر فيها الحزب بروحية “العماد” ومدد أفكاره الثاقبة الناصعة الواعية، أن يوجه ضربة قاتلة في توقيت قاتل، ليظهر لنا ولمحور المقاومة وللعالم كم هي هشاشة هذا الكيان اللقيط، وكيف نستطيع أن نذله ونكسره ونرغم أنفه في وحل الهزيمة الكاملة، ليس أقل من ذلك بعد الآن.
الكيان الذي سارع فور تلقيه الضربة الإيرانية إلى التباهي الكاذب بما يملكه من إمكانيات وأسلحة وأنظمة للدفاع الجوي لا يمكن اختراق طبقاتها، مع تمتعه بإضافة ضخمة تتمثل في قيام دول أخرى بتشكيل طبقة دفاع متقدمة خارج حدوده، وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن، لم يتمكّن من رصد هجوم “مركب” بالصواريخ والطائرات المسيّرة الانقضاضية، بل ولم تتح له كلّ هذه المزايا التي يتبجح بامتلاكها من إطلاق صافرة إنذار واحدة قبل الكارثة التي ضربت قلبه.
في شهر أكتوبر 2018، قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله: “هذا ما نؤمن به، الفارق أنه في يوم العاشر ليس الدم هو الذي ينتصر على السيف، ليس دمنا فقط الذي ينتصر على السيف، سيفنا أيضًا ينتصر على السيف، نحن الآن في هذا الزمن لدينا دم وسيف، وكلاهما ينتصر”.. وصدقته الأيام، كعادته.
اليوم يمكن للمرجفين المنافقين أن يبكوا بدموع التماسيح على غزّة، بينما يمدون أيديهم للعدو من تحت الطاولة، ويجتهدون لنشر رواية “الهزيمة” التي توافق أرواحهم وقلوبهم المريضة المتعفنة المهزومة، لكن في هذا الخندق، نعلم يقينًا أننا في زمن جديد، وأن محور المقاومة – كله – قد دلف إلى مرحلة اقتدار معنوي ومادي، وأن العدوّ يمشي بقدميه وحتّى بدفع من داعميه إلى حتفه، وأن كلّ يوم إضافي في هذه الحرب لن تفعل لهم شيئًا سوى زيادة الخسائر ونقصان أيامهم الأخيرة قبل النهاية المحتومة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إبادة دون حرب.. مسؤول إسرائيلي سابق يقترح خطة لإنهاء القتال في غزة

دعا ناتان إيشيل المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إبادة دون قتال لتطويق غزة عبر اللجوء إلى "حصار القطاع وإجبار الفلسطينيين على البقاء بمناطق تفتيش أو الموت جوعا"، معتبرا أن "مواصلة الحرب يخلف خسائر فادحة قي أرواح الجنود دون جدوى".

وجاء ذلك في تصريحات كتبها إيشيل في مجموعة تضم مقربين منه عبر تطبيق واتساب، نقلتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 الخاصة وصحف "يديعوت أحرونوت ومعاريف وإسرائيل اليوم".

ونقل الإعلام العبري عن إيشيل، قوله إن "استمرار الحرب يحصد خسائر فادحة في أرواح الجنود وفي الإصابات، دون تحقيق نتائج تذكر في عودة المختطفين أو في الإنجازات الأمنية".

وأضاف: "لذلك لا يوجد أي منطق في استمرار الحرب في قطاع غزة وبالتالي يجب أن تتوقف فورا".



وأضاف فيما اعتبره حلال لإنهاء الحرب، "بما أننا نطوق قطاع غزة من جميع الجهات، فإن الحل الوحيد هو الحصار، بحيث لا يتم إدخال المساعدات والمواد الغذائية، وفي الوقت نفسه السماح بخروج خاضع للمراقبة إلى منطقة يمكن لإسرائيل إقامة نقاط تفتيش فيها لكل من يريد أن يعيش".

واستدرك: "ومن لا يرغب في الحياة ولا يخرج بطريقة منظمة ومراقبة، إما أن يموت برصاصة جندي من الجيش الإسرائيلي أو يموت جوعا".

وزعم أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي حسمت كل الحروب في العالم عبر التاريخ".

وأوضح: "إدارة بايدن لم تكن تريد حسما كاملا في غزة، بل واصلت قدرتها على التلاعب بنا، لذا يمكننا بالفعل الاستعداد والإعلان أن هذا حصار وهو ما ستفعله إسرائيل في غضون أسبوعين، عندما تدخل إدارة ترامب البيت الأبيض. إنه أمر جيد لإسرائيل".

وشغل إيشيل عام 2010 منصب مدير مكتب نتنياهو وعُرف بقربه منه، لكنه "أُجبر في 2012، على الاستقالة من منصبه بسبب ادعاءات بسوء التصرف الجنسي بحق إحدي الموظفات في المكتب"، لكن منذ ذلك الحين كان له نفوذ كبير في السياسية الإسرائيلية من الظل، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".



والسبت، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيشيل كان سببا في دفع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير للاعتذار لنتنياهو، على خلفية إخلاله بـ"الانضباط الائتلافي" وعدم التصويت على أحد قوانين موازنة 2025 الأسبوع الماضي.

وينفذ الاحتلال منذ أشهر خطة الجنرالات الإسرائيلية التي تدعو إلى محاصرة شمال غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع.

وقال غيؤرا آيلاند مهندس الخطة: "باستثناء عشرات الجنود الذين سيموتون كل عام تحت الحكم العسكري، فلن تحققوا أي شيء".

مقالات مشابهة

  • من يُعادِ اليهود ينتصر
  • فريق الزمالك مواليد 2005 ينتصر على طلائع الجيش بركلات الترجيح في بطولة الجمهورية
  • إيرادات الأفلام أمس.. محمد سعد ينتصر على الجميع وكريم محمود عبد العزيز يلاحقه
  • حين ينتصر الولاء ينهزم الضمير
  • إبادة دون حرب.. مسؤول إسرائيلي سابق يقترح خطة لإنهاء القتال في غزة
  • الوباء المقبل ليس HMPV.. أمجد الحداد يعلن المفاجأة
  • آيلاند: على إسرائيل أن تعلن استعدادها لإنهاء القتال في غزة
  • قائد الحرس الثوري: العدو منهك وحزب الله فرض إرادته على إسرائيل
  • تحليل إسرائيلي لحجم الأسلحة التي جمعها حزب الله.. ما مصدرها؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية