عرب العرامشة.. المفاجأة القاتلة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
العالم العربي ليس معتادًا أن يرى أطرافًا تدخل إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومع كيانها التابع. ليس من “عاداتنا” أن نبادر إلى عمل مشترك وواسع وكبير، وليس من مناهجنا أن نستمر بكلّ هذه الروحية العالية والاندفاع والثبات والتصميم لمدة تتجاوز 194 يومًا في كلّ جبهات القتال. لكن كلّ ما جرى منذ “طوفان الأقصى” في جانب، وما جرى في يوم السابع عشر من ابريل بعملية عرب العرامشة المباركة سيبقى في جانب آخر.
مبدئيًا، كان من المنطقي أن تشهد جبهات القتال هدوءًا حذرًا بعد الضربة الإيرانية الهائلة “الوعد الصادق” للعدوّ الصهيوني، بكلّ ما حققته من نتائج وما فرضته من قواعد اشتباك جديدة في الإقليم، ومنها نتائج ما تزال في طور التشكّل والظهور. يمكننا القول بكثير من الثقة والاطمئنان: إن الكيان تلقى أثقل ضربة في تاريخه من الجمهورية الإسلامية، وهو يترنح سكرانًا تحت تأثير دويها.
لكن المفاجأة تجلت بقيام رجال الله في جبهة الكرامة بجنوب لبنان بواحدة من أكثر العمليات العسكرية من حيث الخسائر البشرية المعترف بها من قبل العدو، منذ بدء القتال، 18 بين مصاب وقتيل طبقًا لإذاعاتهم، التي تنطق وسيف الرقابة على لسانها، لا نعرف العدد الحقيقي لقتلى السرية، وربما لن نعرف عددهم في وقت قريب، كلّ ما أمامنا أن “النقطة المحصنة” المستحدثة أبيدت واجتثت من فوق الأرض.
كل ما لدينا في هذه اللحظة من شواهد، يقول إن حزب الله كان يراكم “إنجازات مذهلة” في مجال حرب التقنية والمعلومات طوال أشهر القتال، وأن رجال الله الذين مضوا على طريق القدس أجادوا إذلال القوّة الصهيونية المتغطرسة، وخبروا أساليبها وطرقها وسلاحها، وأن اختيار استهداف أبراج المراقبة وقواعد التنصت والمواقع الاستخبارية لم يكن ضربات حظ عشوائية أو صدفاً سعيدة متتالية، لكنّه كان تجهيزًا لمرحلة أكبر وأخطر من القتال، ربما، أكرّر ربما، يكون وقتها قد حان.
ما حدث في هذه الليلة المباركة، التي يواصل فيها الشعب الفلسطيني صموده، ويستكمل الشعب اليمني والسوري والعراقي والإيراني تقديم قرابينهم وتضحياتهم لله، قرر فيها الحزب بروحية “العماد” ومدد أفكاره الثاقبة الناصعة الواعية، أن يوجه ضربة قاتلة في توقيت قاتل، ليظهر لنا ولمحور المقاومة وللعالم كم هي هشاشة هذا الكيان اللقيط، وكيف نستطيع أن نذله ونكسره ونرغم أنفه في وحل الهزيمة الكاملة، ليس أقل من ذلك بعد الآن.
الكيان الذي سارع فور تلقيه الضربة الإيرانية إلى التباهي الكاذب بما يملكه من إمكانيات وأسلحة وأنظمة للدفاع الجوي لا يمكن اختراق طبقاتها، مع تمتعه بإضافة ضخمة تتمثل في قيام دول أخرى بتشكيل طبقة دفاع متقدمة خارج حدوده، وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن، لم يتمكّن من رصد هجوم “مركب” بالصواريخ والطائرات المسيّرة الانقضاضية، بل ولم تتح له كلّ هذه المزايا التي يتبجح بامتلاكها من إطلاق صافرة إنذار واحدة قبل الكارثة التي ضربت قلبه.
في شهر أكتوبر 2018، قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله: “هذا ما نؤمن به، الفارق أنه في يوم العاشر ليس الدم هو الذي ينتصر على السيف، ليس دمنا فقط الذي ينتصر على السيف، سيفنا أيضًا ينتصر على السيف، نحن الآن في هذا الزمن لدينا دم وسيف، وكلاهما ينتصر”.. وصدقته الأيام، كعادته.
اليوم يمكن للمرجفين المنافقين أن يبكوا بدموع التماسيح على غزّة، بينما يمدون أيديهم للعدو من تحت الطاولة، ويجتهدون لنشر رواية “الهزيمة” التي توافق أرواحهم وقلوبهم المريضة المتعفنة المهزومة، لكن في هذا الخندق، نعلم يقينًا أننا في زمن جديد، وأن محور المقاومة – كله – قد دلف إلى مرحلة اقتدار معنوي ومادي، وأن العدوّ يمشي بقدميه وحتّى بدفع من داعميه إلى حتفه، وأن كلّ يوم إضافي في هذه الحرب لن تفعل لهم شيئًا سوى زيادة الخسائر ونقصان أيامهم الأخيرة قبل النهاية المحتومة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي: سيأتي وقت قد نضطر فيه لإدخال الغذاء والمياه إلى غزة
قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر "الكابينت"، الوزير زئيف إلكين، اليوم الأحد، 27 إبريل 2025، إنه "سيأتي وقت قد نضطر فيه لإدخال الغذاء والمياه إلى غزة ".
وأضاف إلكين في تصريحات صحفية، أنه لا حاجة لفرض أي شيئ على رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، موضحًا أنه تم الاتفاق معه على نموذج واضح أُقرّ في الكابينت، وأساسه هو ألا يكون ل حماس أي علاقة بالمساعدات.
وتابع، "إسرائيل مستعدة لوقف القتال فورًا مقابل إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكون بالإمكان استئناف القتال لاحقًا أو التوصل إلى اتفاق تتنحى فيه حماس من الحكم ويتم نزع سلاحها، لكن حماس غير مستعدة لذلك". وفق قوله
اقرأ أيضا/ أزمة تجنيد في الجيش الإسرائيلي تدفع لإجراء تعديل إلزامي جديد
تأتي تصريحات الوزير زئيف إلكين وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل شهوره المتقدمة دون تحقيق الأهداف التي أعلنها الاحتلال، وعلى رأسها إسقاط حكم حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
في ظل الحصار الخانق المفروض على غزة والتدهور الإنساني الكبير، تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بإدخال مساعدات أساسية كالغذاء والمياه. ومع ذلك، تصر إسرائيل على التحكم الكامل بآلية توزيع هذه المساعدات، بحيث لا تكون لحركة حماس أي دور مباشر أو غير مباشر في إدارتها.
اقرأ أيضا/ بالأسماء: شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غـزة
فيما يخص وقف القتال، تحاول إسرائيل الربط بين الهدنة المؤقتة وقضية الأسرى، إذ تعرض وقف العمليات العسكرية مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ولكن وفق شروط تتيح لها العودة إلى القتال لاحقاً أو التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء حكم حماس ونزع سلاحها — وهي شروط ترفضها الحركة حتى الآن.
هذه التطورات تكشف حجم التعقيدات السياسية والعسكرية في المفاوضات الجارية بوساطات إقليمية ودولية، مع استمرار معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية أزمة تجنيد في الجيش الإسرائيلي تدفع لإجراء تعديل إلزامي جديد الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة تفاصيل معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي الأكثر قراءة "والا" يكشف عن خطة الجيش الإسرائيلي في غزة لتصعيد الضغط العسكري عيد القيامة الكنائس المسيحية تحتفل بعيد الفصح المجيد المجلس الوطني: الاعتداء على المشاركين في "سبت النور" استهتار فاضح بالقانون الدولي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025