تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بسبب الحرب في غزة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
أعلن منظمون يوم الجمعة أن رحلة الحج اليهودية السنوية إلى جزيرة جربة التونسية المقرر إجراؤها في مايو ستقتصر على الشعائر الدينية داخل كنيس الغريبة بسبب الحرب في قطاع غزة.
ومن المقرر أن تتم الزيارة السنوية هذا العام إلى الغريبة الذي يعد أقدم معبد يهودي في إفريقيا والذي يجذب عادة الآلاف من اليهود من جميع أنحاء العالم، في الفترة من 24 إلى 26 مايو.
وقال المنظمون في بيان "يُعلم رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة أنه تقرر أن تُنظّم فعاليات الزيارة الدينية لمعبد الغريبة هذه السنة بالاقتصار على ممارسة الطقوس الدينية داخل المعبد دون سواها".
وصرح أحد المنظمين لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، بأن الحج لم يُلغَ لكنه سيقتصر على الشعائر الدينية"، مضيفا أنه "تم اتخاذ القرار بشكل استثنائي بالنظر إلى السياق الدولي".
ووفق المصدر ذاته، "لن يكون هناك جانب احتفالي فقط إمكانية القدوم للصلاة وإشعال الشموع، وكل شيء سيتم داخل الكنيس".
وأضاف المصدر أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من الزوار من الخارج، موضحا أنه لن تكون هناك رحلات منظمة.
وأشار إلى أن الزوار المحتملين سيأتون "على أساس فردي فقط".
إقرأ المزيد تونس.. وفاة أمنيين وزائرين اثنين والقضاء على منفذ الهجوم على الكنيس اليهودي في جزيرة جربة (صور)وعادة ما يتميّز الحج الذي جمع في بعض السنوات حوالى 8 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم، بموكب احتفالي خلف شمعدان كبير مثبت على ثلاث عجلات ومزيّن بالأقمشة.
وأوضح المنظم أنه "سيتمّ تعزيز الأمن بسبب الحرب في غزة وأيضا بعد ما حدث العام الماضي".
وقتل اثنان من الحجاج وثلاثة من عناصر الدرك أمام الكنيس خلال رحلة الحج في مايو 2023، وذلك في هجوم نفذه أحد رجال الدرك.
وتعد تونس من أشد المؤيدين للفلسطينيين كما دان رئيسها قيس سعيد الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
وكان معبد الغريبة الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد، قد استهدف في العام 2002 بتفجير انتحاري بشاحنة مفخخة أدى إلى مقتل 21 شخصا.
وقبل الاستقلال في العام 1956، كان عدد اليهود في تونس أكثر من 100 ألف، غير أنه انخفض إلى حوالي ألف شخص.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة الديانة اليهودية القضية الفلسطينية طوفان الأقصى قطاع غزة قيس سعيد مساعدات إنسانية وفيات
إقرأ أيضاً:
هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
أسئلة عديدة يطرحها الاسرائيليون على أنفسهم بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهرا على العدوان المستمر على غزة، فيما المقاومة تواصل تصديها لقوات الاحتلال، ومن هذه الأسئلة التي لا يجدون عنها إجابة: ما الذي يمكنهم أن يفعلونه، ولم يفعلونه حتى الآن تجاه المقاومة، لاسيما وأن الحرب التي لا تنتهي تضر بهم أيضا، مما يجعل من وقفها مصلحة عليا لهم، خاصة وأن أمنيتهم التي لا يخفونها باستسلام المقاومة لن تتحقق.
وأكد بن درور يميني الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "قادة إسرائيل لاسيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حين يهددون بأن الحرب ستستمر حتى بعد إنجاز صفقة تبادل أسرى، فهم لا يهددون حماس، بل يخدمونها، لأن الحركة تعيش منذ أشهر عديدة مرحلة وصفها بقوة الضعف، وليس لديها ما تخسره".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "حماس ما زالت تمثل صورة الضحية، وتجسّد الهوية الوطنية الفلسطينية، وفي السياق الاستراتيجي، تعتبر التضحية الورقة الرابحة للفلسطينيين، وتمنحهم القوة الدولية، وتُخرج مئات الآلاف للشوارع في كل المدن والجامعات الغربية".
وأوضح يميني، أنه "كلما صعّد الاحتلال مظاهر الإيذاء بحق الفلسطينيين صعدوا هم إلى آفاق جديدة، فيما أصبح وضعه هو أسوأ، وبالتالي ما الذي يمكن له أن يفعله بالضبط في هذه المرحلة، هل يقتل عشرة مقاومين آخرين من حماس كل يوم، أم يدمّر عشرة مباني أخرى، أم يمنع مرور شاحنات الغذاء، مع أنه في نهاية المطاف لن يجدي كل ذلك مع حماس، لأنها ستستخدم كل هذه السياسات الاسرائيلية في تسويق روايتها عما ينفذه الاحتلال من الإبادة الجماعية والمجاعة والتطهير العرقي والاستعمار".
وأكد يميني، أنه "لابد من الإشارة أن مثل هذه الرواية الفلسطينية التي تشمل هذه المفردات تشكّل لاعباً رئيسياً على رقعة الشطرنج الاستراتيجية، وفي الوقت الذي فشلت فيه استراتيجية نتنياهو قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فقد فشلت أيضاً منذ ذلك الهجوم، لأنها تعني استراتيجية الحرب بلا توقف، فيما الثمن الداخلي والدولي الذي يدفعه الاحتلال يتزايد: داخلياً وخارجيا".
وشرح يميني قائلا إن "الثمن الإسرائيلي الداخلي لاستمرار حرب غزة يتمثل في ارتفاع معدلات الهجرة العكسية للإسرائيليين الى الخارج، ومزيد من الاستقطاب والانقسام في صفوفهم، والإحباط المتزايد بسبب تخلي الحكومة عن المختطفين، والتزامها المتضائل تجاه جنود الاحتياط، والدمار الاقتصادي نتيجة زيادة ميزانيات الحريديم، وميزانيات أقل فأقل للجنود الذين يتحملون عبء هذه الحرب".
وأشار الكاتب إلى أن "الأثمان التي يدفعها الاسرائيليون على المستوى الدولي بسبب استمرار حرب غزة يتمثل بحلول إسرائيل محلّ جنوب أفريقيا كدولة تمثل نموذج الفصل العنصري، ولا يقتصر الأمر على حظر الأسلحة الذي تفرضه العديد من الدول الغربية عليها، بل يصل الى المقاطعة الصامتة المتمثلة في وقف التعاون في مجالات البحث الأكاديمي والعلمي، وانخفاض الاستثمار فيها، والمزيد من الأحداث المعادية لليهود حول العالم، ومزيد من الانتصارات للحملات المناهضة لها".
وأردف، أنه "رغم كل ذلك، فما زال نتنياهو يهدد حماس بمزيد من القتال على أمل أن يخيفها، لكن ما يحصل في النهاية هو المزيد من نفس الشيء، لأنه في نهاية المطاف، كل يوم يمر يُنظر فيه لإسرائيل باعتبارها المعتدية، وهو بمثابة انتصار صغير آخر بالنسبة للحملة العالمية ضدها، صحيح أن حماس تعيش مرحلة ضعف، لكن إسرائيل تعيش هي الأخرى مرحلة ضعف مماثلة، صحيح أن أغلبية سكان الدول الغربية ليسوا كارهين لإسرائيل، لكن المشكلة تكمن في النخب المسيطرة على الإعلام والأوساط الأكاديمية والثقافية، التي تتمتع بنفوذ كبير، وتقف موقفاً عدائياً من الاحتلال الاسرائيلي".
وختم قائلا، إن "الاحتلال اليوم، وبعد 457 يوما من القصف على غزة، والقضاء على معظم قادة حماس، فإن وقف الحرب مصلحة إسرائيلية عليا، لأن الضرر يجب أن يقلّ، وكل يوم يمرّ دون وقف لإطلاق النار سيؤدي لزيادة الأضرار عليها، فضلا عن كون وقف الحرب سيؤدي لاتفاق تطبيع استراتيجي مع السعودية، مما يعني تحسّن الوضع الإسرائيلي الذي يمرّ الآن بخسارات متزايدة، حيث يتم قتل الجنود، والمختطفون يموتون، والدولة أصبحت مصابة بالجذام أكثر فأكثر".