الجزيرة:
2025-05-03@04:54:58 GMT

أبو شجاع قائد كتيبة نور شمس يرتقي شهيدا

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

أبو شجاع قائد كتيبة نور شمس يرتقي شهيدا

طولكرم- بعد 10 ساعات من الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أُعلن استشهاد محمد جابر "أبو شجاع" قائد كتيبة مخيم "نور شمس" في طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي له بشكل مباشر مع مجموعة من المقاومين الذين تحصنوا داخل أحد المنازل.

وفي عملية عسكرية وصفت بأنها "الأعنف والأوسع"، واستمرت 24 ساعة، استهدف بها جيش الاحتلال مخيم نور شمس، اقتحمت عشرات الآليات العسكرية بينها جرافات ضخمة من نوع "دي 9" المخيم مساء الخميس، وشرعت بعمليات تجريف واسعة في شوارعه وبنيته التحتية، وأحدثت دمارا بمنازل المواطنين.

وما إن توغلت آليات الاحتلال في المخيم حتى انتشرت قواته بشكل كثيف فيه، واعتلى جنود القناصة منازل المواطنين في الأحياء المحيطة، ومنعوا الدخول والخروج لا سيما مركبات الإسعاف.

وفي هذه الأثناء اشتبك مقاومون من المخيم مع جنود الاحتلال بشكل مباشر، ولجؤوا إلى تفجير عدة عبوات ناسفة محلية الصنع، فيما ارتقى أحد الشبان من عائلة غنام شهيدا برصاص القناصة، وهو الثالث لعائلته بعد أن قتل الاحتلال شقيقيْه قبل 5 أشهر.

كما أُعلن عن استشهاد 3 مقاومين آخرين، أحدهم محمود العماد وهو ابن عم قائد الكتيبة، بعد أن حاصرهم جنود الاحتلال وأطلقوا قذائف الأنيرجا وقذائف صاروخية من طائرة مسيَّرة باتجاه المنزل الذي تحصن فيه المقاومون، إضافة لوابل كثيف من الرصاص الحي، واحتجز الاحتلال جثامينهم وجثمان أبو شجاع وفق ما أكد والده، فيما استشهد طفل في مخيم طولكرم القريب من مخيم نور شمس.

الهدف الكتيبة ورأسها

وصف الناشط في لجنة الخدمات بمخيم "نور شمس" إبراهيم النمر، اقتحام المخيم الأخير بأنه "الأوسع والأشد عنفا من بين 22 اقتحاما سابقا للمخيم خلال العامين الأخيرين"، حيث تعمد الاحتلال تجريف كامل بنيته التحتية وجزء كبير من منازله.
وسجلت محافظة طولكرم خلال سلسلسة اقتحامات عسكرية في العامين الأخيرين استشهاد أكثر من 40 من أبنائها، نصفهم تقريبا من مخيم نور شمس.

وقال النمر للجزيرة نت، إن جيش الاحتلال استخدم خلال توغله على الأرض عددا كبيرا من الآليات العسكرية والطائرات المسيرة لتعقب ورصد المقاومين. وقال "أراد الاحتلال من هذا الاقتحام تصفية الكتيبة وإنهاء وجودها، ولا سيما رأس الهرم فيها أبو شجاع".

وعلى غرار كتائب المقاومة ومجموعاتها المختلفة التي انطلقت بمدن الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت مدينة طولكرم بمخيميها طولكرم ونور شمس، سباقة في تشكل مجموعات مقاومة، حيث كانت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس أبرزها.

"طالبين الشهادة ولكن الواحد ما بده يستشهد بس إنه يستشهد؛ بده يوجّع وبعد ما يوجّع بده يعمل حالة من بعده، أهم إشي الواحد لما يجاهد ويقاتل يجاهد عن عقيدة ووعي".

– الشهيد القائد المُقاتل أبو شجاع
مع السلامة يا مسك فايح pic.twitter.com/2Cxp80O5ZE

— R ???? (@itsssroaa) April 19, 2024

وذاع صيت الكتيبة بعد استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة ابن مخيم نور شمس قبل عامين، والذي تحوَّل لأيقونة النضال في المخيم وفي المدينة ككل، وبعد استشهاده عُرفت الكتيبة بشكل أكبر باستمرارها بأعمال المقاومة، لا سيما على يد قائدها أبو شجاع، الذي أفرج عنه بُعيد استشهاد أبو لبدة.

وتميزت كتيبة طولكرم بمقاومتها خارج حدود المخيم، وبالاشتباك مباشرة مع جنود الاحتلال، وتنفيذ عمليات ضد الجنود عند نقاط التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية، لا سيما القريبة من الجدار العنصري غربي مدينة طولكرم.

يقول النمر "عُرفت الحالة الوطنية في محافظة طولكرم ككل بأبي شجاع، الذي استطاع تثبيت المقاومة بها، لا سيما في مخيم نور شمس، وجنَّد مقاومين من داخل المخيم وخارجه من القرى والبلدات المحيطة".

وكان أبو شجاع قد تحدث في مقابلة صحفية مصورة سابقة، وقال "عود الكتيبة سيشتد باستشهاد أيّ منا، ويزيدنا ذلك قوة وإصرارا وسنستمر".

في لقاء سابق..

قائد كتيبة طولكرم ، الشـهيد أبو شجاع:

"إذا اغتالني الاحتلال أنا ولا اغتيال أي بني آدم، رح تظل الحالة مستمرة حتى تحرير الأرض إن شاء الله". pic.twitter.com/CPQrBPKQIh

— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) April 19, 2024

زعزع استقرارهم

ينتمي "أبو شجاع" محمد سامر جابر، لعائلة تهجّرت من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، واستقرت بمخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وهو الابن الأوسط بين 5 أشقاء، وبلغ من العمر 26 عاما، ونشأ وترعرع في المخيم وتعلم في مدارسه، لكنه لم يكمل دارسته لظروف قاهرة.

تعرض "أبو شجاع" لاعتقاله الأول في سجون الاحتلال الإسرائيلي باكرا وهو ابن 17 عاما، وأتبعه الاحتلال باعتقالين آخرين، قضى بموجبها نحو 5 سنوات في سجون الاحتلال، إلى جانب تعرضه للاعتقال مرتين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أيضا.

وسبق أن استهدف الاحتلال شقيقيه، الأكبر عدي، بعدة اعتقالات، وأفرج عنه قبل شهرين، بينما لا يزال أحمد شقيقه الأصغر معتقلا في سجون الاحتلال منذ عامين، لكنه فقد شقيقه الآخر محمود شهيدا قبل 4 أشهر خلال اقتحام الاحتلال لمخيم نور شمس.

ويقول سامر جابر، والد الشهيد للجزيرة نت "أبو شجاع تأثر كثيرا باستشهاد شقيقه محمود، لكن ذلك لم يحد من مقاومته، وكان يقول لي دوما: ارفع رأسك بأبنائك".

وتحت ضغط الاقتحامات والتوغلات الكثيرة لمخيم نور شمس، رفض أبو شجاع والمقاومون تسليم أنفسهم أكثر من مرة، وظل مطاردا لعامين، دهم خلالها جنود الاحتلال منزل عائلته مرات عدة وقام بتخريبه.

وقبل 5 أشهر فجّر الاحتلال منزل عائلته بشكل كامل، وقام بتشريدها بعد أن كانت تنزح إلى منازل الجيران والأقارب في المخيم مع كل اقتحام.

ووصف الإعلام العبري أبو شجاع بأنه كان من كبار المطلوبين لإسرائيل، وأنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، رغم أنه تربى ببيت بسيط، إلا إن شخصيته وقدراته ميزته، وجعلت منه "رمزا وقياديا" بحسب وصفهم.

ويقول والد الشهيد "أبو شجاع" إنه وفي الدقائق الأخيرة قبيل اقتحام قوات الاحتلال للمخيم يوم أمس الخميس، كان في قمة حيويته وفرحته و"كأنه يودع الدنيا"، حتى إنه ابتاع ورفاقًه المقاومين بعض الحلويات المثلجة، وعند اقتحام الجنود للمخيم طلب من والده المغادرة، وحياه ملقيا عليه السلام والوداع الأخير.

وبمجرد استشهاد "أبو شجاع" ورفاقه المقاومين، نعتهم مساجد طولكرم ومدن أخرى بالضفة الغربية لا سيما جنين ونابلس، ودعت للإضراب الشامل الجمعة والسبت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جنود الاحتلال الضفة الغربیة مخیم نور شمس الاحتلال من فی المخیم أبو شجاع لا سیما فی سجون

إقرأ أيضاً:

21 شهيدا في غزة ودعوة أممية لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع

أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 21 فلسطينيا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم الأربعاء على عدة مناطق في قطاع غزة، في وقت دعا فيه المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك المجتمع الدولي إلى وقف "الكارثة الإنسانية" في القطاع الفلسطيني، الذي يواجه سكانه خطر الموت الجماعي جوعا مع استمرار منع قوات الاحتلال إدخال المواد الغذائية الأساسية.

وشنت إسرائيل منذ الفجر عددا من الغارات على مناطق متفرقة في القطاع، وقصفت عددا من المنازل وخيام النازحين، وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 مواطنين -بينهم طفلة- وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا جنوبي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أفاد المراسل بإصابة عدة أشخاص في قصف مروحيات إسرائيلية منزلا في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع .

وأوضحت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 12 فلسطينيا استشهدوا في قصف الاحتلال 3 منازل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأضافت أن 6 استشهدوا في قصف منزل يعود لعائلة أبو جريبان، و3 آخرين إثر قصف منزل يعود لعائلة حمدان، إضافة إلى 3 آخرين هم الأب والأم وطفلهما في منطقة السوارحة.

ووفق الوكالة "استشهد 3 فلسطينيين آخرين بينهم طفلتان جراء قصف الاحتلال منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزة".

إعلان

وذكرت أن صيادا استشهد إثر إطلاق النار عليه من قبل زوارق الاحتلال الحربية على شاطئ بحر مدينة غزة، في حين استشهد فلسطيني في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جراء قصف الاحتلال منزلا يؤوي نازحين.

وأشارت إلى استشهاد مواطن من ذوي الإعاقة إثر قصف الاحتلال منزلا في حي الزيتون بمدينة غزة، في حين استشهد مواطن متأثرا بجروح أصيب بها في مخيم البريج.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 2273 شخصا على الأقل في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل عدوانها على القطاع الشهر الماضي.

فولكر تورك يدعو المجتمع الدولي إلى التضافر للحؤول دون تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة (الأوروبية) مناشدة أممية

في غضون ذلك، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك المجتمع الدولي إلى وقف "الكارثة الإنسانية" في قطاع غزة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات.

وقال تورك في بيان له "مع دخول الحظر الكامل للمساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة أسبوعه التاسع، ينبغي بذل جهود دولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية، وعلى العالم أن يتضافر لمنع انهيار عمليات الإغاثة الإنسانية من بلوغ مستوى جديد غير مسبوق".

وقال تورك "إن أي استخدام لتجويع السكان المدنيين كأسلوب حرب يُشكل جريمة حرب، وكذلك جميع أشكال العقاب الجماعي"، في إشارة إلى تبرير إسرائيل التي تعتبر الحصار "تكتيكا" للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإطلاق الأسرى.

وأدى 60 يوما من الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة إلى تأثيرات بالغة، وجعل 2.4 مليون فلسطيني هم سكان القطاع في مواجهة خطر الموت جوعا، بينهم أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون من الجوع اليومي.

وأصيب 65 ألف شخص بسوء تغذية حاد، ونقلوا إلى ما تبقى من المستشفيات والمراكز الطبية المدمرة في القطاع.

وحتى يوم الجمعة الماضي، لفظ 50 طفلا أنفاسهم الأخيرة جراء الجوع، وكان آخرهم عدي فادي أحمد الذي قضى بمستشفى الأقصى في دير البلح.

إعلان

وقبل أسبوع، حذرت منظمة اليونيسيف من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة -أي كل أطفال غزة من هذه الفئة العمرية- على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد الذي يواجهونه مع أمهاتهم.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ارتفع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية بنسبة 80% مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي.

ولا يحصل 92% من الرضع بين 6 أشهر وسنتين -مع أمهاتهم- على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طيلة حياتهم.

كما أن 65% من سكان قطاع غزة لم يعد باستطاعتهم الحصول على مياه نظيفة للشرب أو الطبخ، وفق هيئات إغاثة دولية.

وتواصل إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة بعدما تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 52 ألف شهيد، وبلغ عدد الجرحى نحو 118 ألفا، وفق بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يهاجم أهالي طولكرم ويصعّد الهدم والتشريد
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ96 على التوالي
  • مجزرة في مخيم البريج وخطة إسرائيلية لتوسيع الهجمات بغزة
  • الاحتلال يحاصر منزلا في مخيم بلاطة شرق نابلس
  • الاحتلال يخطط لهدم أكثر من 100 منزل بمخيمي طولكرم ونور شمس
  • 26 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • الاحتلال يواصل تدميره للمنازل بمخيمي طولكرم وجنين.. واعتداءات للمستوطنين
  • 14 شهيدا في قصف الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • 21 شهيدا في غزة ودعوة أممية لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع
  • لليوم الـ94 على التوالي - الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها