أبو شجاع قائد كتيبة نور شمس يرتقي شهيدا
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
طولكرم- بعد 10 ساعات من الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أُعلن استشهاد محمد جابر "أبو شجاع" قائد كتيبة مخيم "نور شمس" في طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي له بشكل مباشر مع مجموعة من المقاومين الذين تحصنوا داخل أحد المنازل.
وفي عملية عسكرية وصفت بأنها "الأعنف والأوسع"، واستمرت 24 ساعة، استهدف بها جيش الاحتلال مخيم نور شمس، اقتحمت عشرات الآليات العسكرية بينها جرافات ضخمة من نوع "دي 9" المخيم مساء الخميس، وشرعت بعمليات تجريف واسعة في شوارعه وبنيته التحتية، وأحدثت دمارا بمنازل المواطنين.
وما إن توغلت آليات الاحتلال في المخيم حتى انتشرت قواته بشكل كثيف فيه، واعتلى جنود القناصة منازل المواطنين في الأحياء المحيطة، ومنعوا الدخول والخروج لا سيما مركبات الإسعاف.
وفي هذه الأثناء اشتبك مقاومون من المخيم مع جنود الاحتلال بشكل مباشر، ولجؤوا إلى تفجير عدة عبوات ناسفة محلية الصنع، فيما ارتقى أحد الشبان من عائلة غنام شهيدا برصاص القناصة، وهو الثالث لعائلته بعد أن قتل الاحتلال شقيقيْه قبل 5 أشهر.
كما أُعلن عن استشهاد 3 مقاومين آخرين، أحدهم محمود العماد وهو ابن عم قائد الكتيبة، بعد أن حاصرهم جنود الاحتلال وأطلقوا قذائف الأنيرجا وقذائف صاروخية من طائرة مسيَّرة باتجاه المنزل الذي تحصن فيه المقاومون، إضافة لوابل كثيف من الرصاص الحي، واحتجز الاحتلال جثامينهم وجثمان أبو شجاع وفق ما أكد والده، فيما استشهد طفل في مخيم طولكرم القريب من مخيم نور شمس.
الهدف الكتيبة ورأسهاوصف الناشط في لجنة الخدمات بمخيم "نور شمس" إبراهيم النمر، اقتحام المخيم الأخير بأنه "الأوسع والأشد عنفا من بين 22 اقتحاما سابقا للمخيم خلال العامين الأخيرين"، حيث تعمد الاحتلال تجريف كامل بنيته التحتية وجزء كبير من منازله.
وسجلت محافظة طولكرم خلال سلسلسة اقتحامات عسكرية في العامين الأخيرين استشهاد أكثر من 40 من أبنائها، نصفهم تقريبا من مخيم نور شمس.
وقال النمر للجزيرة نت، إن جيش الاحتلال استخدم خلال توغله على الأرض عددا كبيرا من الآليات العسكرية والطائرات المسيرة لتعقب ورصد المقاومين. وقال "أراد الاحتلال من هذا الاقتحام تصفية الكتيبة وإنهاء وجودها، ولا سيما رأس الهرم فيها أبو شجاع".
وعلى غرار كتائب المقاومة ومجموعاتها المختلفة التي انطلقت بمدن الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت مدينة طولكرم بمخيميها طولكرم ونور شمس، سباقة في تشكل مجموعات مقاومة، حيث كانت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس أبرزها.
"طالبين الشهادة ولكن الواحد ما بده يستشهد بس إنه يستشهد؛ بده يوجّع وبعد ما يوجّع بده يعمل حالة من بعده، أهم إشي الواحد لما يجاهد ويقاتل يجاهد عن عقيدة ووعي".
– الشهيد القائد المُقاتل أبو شجاع
مع السلامة يا مسك فايح pic.twitter.com/2Cxp80O5ZE
— R ???? (@itsssroaa) April 19, 2024
وذاع صيت الكتيبة بعد استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة ابن مخيم نور شمس قبل عامين، والذي تحوَّل لأيقونة النضال في المخيم وفي المدينة ككل، وبعد استشهاده عُرفت الكتيبة بشكل أكبر باستمرارها بأعمال المقاومة، لا سيما على يد قائدها أبو شجاع، الذي أفرج عنه بُعيد استشهاد أبو لبدة.
وتميزت كتيبة طولكرم بمقاومتها خارج حدود المخيم، وبالاشتباك مباشرة مع جنود الاحتلال، وتنفيذ عمليات ضد الجنود عند نقاط التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية، لا سيما القريبة من الجدار العنصري غربي مدينة طولكرم.
يقول النمر "عُرفت الحالة الوطنية في محافظة طولكرم ككل بأبي شجاع، الذي استطاع تثبيت المقاومة بها، لا سيما في مخيم نور شمس، وجنَّد مقاومين من داخل المخيم وخارجه من القرى والبلدات المحيطة".
وكان أبو شجاع قد تحدث في مقابلة صحفية مصورة سابقة، وقال "عود الكتيبة سيشتد باستشهاد أيّ منا، ويزيدنا ذلك قوة وإصرارا وسنستمر".
في لقاء سابق..
قائد كتيبة طولكرم ، الشـهيد أبو شجاع:
"إذا اغتالني الاحتلال أنا ولا اغتيال أي بني آدم، رح تظل الحالة مستمرة حتى تحرير الأرض إن شاء الله". pic.twitter.com/CPQrBPKQIh
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) April 19, 2024
زعزع استقرارهمينتمي "أبو شجاع" محمد سامر جابر، لعائلة تهجّرت من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، واستقرت بمخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، وهو الابن الأوسط بين 5 أشقاء، وبلغ من العمر 26 عاما، ونشأ وترعرع في المخيم وتعلم في مدارسه، لكنه لم يكمل دارسته لظروف قاهرة.
تعرض "أبو شجاع" لاعتقاله الأول في سجون الاحتلال الإسرائيلي باكرا وهو ابن 17 عاما، وأتبعه الاحتلال باعتقالين آخرين، قضى بموجبها نحو 5 سنوات في سجون الاحتلال، إلى جانب تعرضه للاعتقال مرتين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أيضا.
وسبق أن استهدف الاحتلال شقيقيه، الأكبر عدي، بعدة اعتقالات، وأفرج عنه قبل شهرين، بينما لا يزال أحمد شقيقه الأصغر معتقلا في سجون الاحتلال منذ عامين، لكنه فقد شقيقه الآخر محمود شهيدا قبل 4 أشهر خلال اقتحام الاحتلال لمخيم نور شمس.
ويقول سامر جابر، والد الشهيد للجزيرة نت "أبو شجاع تأثر كثيرا باستشهاد شقيقه محمود، لكن ذلك لم يحد من مقاومته، وكان يقول لي دوما: ارفع رأسك بأبنائك".
وتحت ضغط الاقتحامات والتوغلات الكثيرة لمخيم نور شمس، رفض أبو شجاع والمقاومون تسليم أنفسهم أكثر من مرة، وظل مطاردا لعامين، دهم خلالها جنود الاحتلال منزل عائلته مرات عدة وقام بتخريبه.
وقبل 5 أشهر فجّر الاحتلال منزل عائلته بشكل كامل، وقام بتشريدها بعد أن كانت تنزح إلى منازل الجيران والأقارب في المخيم مع كل اقتحام.
ووصف الإعلام العبري أبو شجاع بأنه كان من كبار المطلوبين لإسرائيل، وأنه "شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية"، رغم أنه تربى ببيت بسيط، إلا إن شخصيته وقدراته ميزته، وجعلت منه "رمزا وقياديا" بحسب وصفهم.
ويقول والد الشهيد "أبو شجاع" إنه وفي الدقائق الأخيرة قبيل اقتحام قوات الاحتلال للمخيم يوم أمس الخميس، كان في قمة حيويته وفرحته و"كأنه يودع الدنيا"، حتى إنه ابتاع ورفاقًه المقاومين بعض الحلويات المثلجة، وعند اقتحام الجنود للمخيم طلب من والده المغادرة، وحياه ملقيا عليه السلام والوداع الأخير.
وبمجرد استشهاد "أبو شجاع" ورفاقه المقاومين، نعتهم مساجد طولكرم ومدن أخرى بالضفة الغربية لا سيما جنين ونابلس، ودعت للإضراب الشامل الجمعة والسبت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات جنود الاحتلال الضفة الغربیة مخیم نور شمس الاحتلال من فی المخیم أبو شجاع لا سیما فی سجون
إقرأ أيضاً:
لليوم الـ 48 على التوالي: الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ48 على التوالي، ولليوم الـ35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق المواطنين.
وقالت مصادر محلية، إن دوي انفجارات ضخمة سمع فجر اليوم السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامنا مع انتشار مكثف لجنود الاحتلال، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
كما وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها.
وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود الاحتلال، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة.
وفي مخيم طولكرم، أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال انتشرت بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي حارة المقاطعة، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن نزار الطويل ونجله أحمد، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم.
وفي ضاحية اكتابا، انتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين، وتحديداً المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.
وفي موازاة ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات الاحتلال في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم.
كما خلف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة - استشهاد الصياد محمد صيام برصاص البحرية الإسرائيلية حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية تفاصيل بنود مقترح ويتكوف والوسطاء ورد حماس وإسرائيل عليه الأكثر قراءة محدث: صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة اجتماع طارئ للجنة فلسطين في "عدم الانحياز" بمدينة جدّة مع يوم المرأة العالمي.. كم عدد شهداء حرب غزة من النساء؟ غزة: الإيجاز الأسبوعي لعمل طواقم الطوارئ الحكومية والخدمات المقدمة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025