معركة وردية 90% عبر مواقع التواصل.. مناوشات إيران واسرائيل تثير سخريّة خبراء الحرب
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
وصف الخبير في الشؤون الأمنية المحلية صادق عبدالله، اليوم الجمعة (19 نيسان 2024)، بان ما يحدث بين طهران وتل ابيب هي حرب وردية برعاية امريكية، مشيرًا إلى انها تفتقد لأهم عنصر وهو "المباغتة"، حيث ان ما يحدث هو ابلاغ الطرف الاخر قبل ضربه، وهي عملية تهدف لجعل زخم الحرب في "مواقع التواصل الاجتماعي فقط".
وقال عبدالله في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "اهم عناصر الحرب هو المباغتة وتوجيه ضربات نوعية في عمق العدو لارباك خطوطه والحاق اكبر خسائر به لكن من خلال قراءة موضوعية لطبيعة الضربة الايرانية قبل ايام وما تلاه من هجوم مفترض لإسرائيل في اصفهان فجر اليوم بطائرات مسيرة من الداخل تدل على اننا امام نوع اخر من الحروب".
وأضاف، انه "ليس هناك اية مباغتة في كلا الضربتين (الايرانية –الاسرائيلية) بل عملت امريكا ودول اخرى في المنطقة على ايصال المعلومات عن موعد الاطلاق والاهداف وحتى المسارات وهذا ما كشفته تسريبات كبرى الصحف الغربية وحتى الايرانية التي اكدت وجود ابلاغ مبكر بالضربات ".
واشار الى اننا "امام حرب وردية لا تريد كل من ايران واسرائيل نزيف للدماء او ضرب منشآت نووية او اهداف استراتيجية والابقاء على ان 90% من زخمها يبقى في منصات التواصل".
وتابع، ان "رسالة تل ابيب لطهران من خلال مسيرات اصفهان بان لديها خلايا نائمة قوية في العمق الايرانية قادرة على استهداف اهداف حيوية من خلال المسيرات"، لافتا الى ان "ابلاغ امريكا ايران بموعد العملية عن طريق طرف ثالث وارد لتفادي احراج طهران ودفعها للرد مرة اخرى".
وبين ان "كل الاطراف ومنها امريكا تعتبر الحرب مع ايران الان كارثية لذا تحاول دفع الامور الى هدوء ولو مؤقت لتفادي اشتعال المنطقة"، مؤكدا بأن "ما حدث حتى الان ليست حرب بل مناوشات متفق عليها اي حرب وردية".
وشنت إيران خلال الاعوام الثلاثة الماضية عدة هجمات من أراضيها، لكن الهجمات التي طالت قاعدة عين الاسد على سبيل المثال انتقامًا لاغتيال قاسم سليماني، وكذلك الهجوم الكبير على اسرائيل قبل أيام انتقامًا من قصف السفارة الايرانية، كلاهما جاءا بعد ابلاغ مسبق، مما تسبب باخلاء الاهداف المستهدفة والتحصن مما تسبب بعدم تسجيل أي اصابات في صفوف الامريكان او الإسرائيليين.
بالمقابل، نفذت ايران ضربتين على مواقع في اقليم كردستان قالت انها مواقع "اسرائيلية" تسببت بمقتل واصابة شخصيات رجال اعمال في كردستان، واتسمت بالمباغتة ودون ابلاغ مسبق.
من جانبها، قادت واشنطن واسرائيل ضربات أدت لمقتل العديد من القادة الكبار في الحرس الثوري، الا ان الرد الاسرائيلي الاخير في ايران فجر اليوم الجمعة، كان عبارة عن 3 طائرات مسيرة صغيرة وتأتي بهدف ارسال رسائل فقط وليس للانتقام، فيما يحاول الجانب الايراني نفي ان يكون هذا الهجوم متورطة فيه اسرائيل، وذلك في محاولة لتفادي الاحراج خصوصا بعد ان توعدت طهران بالرد على الرد الاسرائيلي اذا وقع.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
كيف تلقت إيران رسالة ترامب من الهجمات الأميركية على الحوثيين؟
طهران– في تطور ينقل رسائل إلى خارج اليمن، شن الجيش الأميركي، الليلة الماضية، غارات على مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء بأمر من الرئيس دونالد ترامب الذي توعد الجماعة بالجحيم، وقال، إن أي "قوة إرهابية" لن تمنع السفن الأميركية من الإبحار بحرية.
يأتي ذلك بعد إعلان الحوثيين، أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية بالمنطقة ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد توقف هجماتهم إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي تطور لافت، ذهب الجانب الأميركي هذه المرة بعيدا في اعتبار طهران مسؤولة عن سلوك الحوثيين، إذ ركزت المواقف الأميركية على ما سمته "دعما إيرانيا للحوثيين" ووصفت العملية بأنها رسالة لآيات الله في طهران.
من جانبه، وصف ترامب الحوثيين بـ"المجرمين المدعومين من إيران"، وحذر الأخيرة من مغبة مواصلة دعمها للجماعة اليمنية، قائلا "إنه إذا هددت طهران الولايات المتحدة، فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
الرد الإيراني
في المقابل، سارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى تذكير الخصم الأميركي بأنه لا يحق لواشنطن "إملاء" إرادتها على سياسة طهران الخارجية، ودعا -في منشوره على منصة إكس- الولايات المتحدة إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
إعلانفي السياق، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن بأشد العبارات، واعتبره "انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية" وأنه يأتي دعما للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
عسكريا، نفى القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، أي دور لبلاده في تنظيم أو وضع سياسات جبهة المقاومة بمن فيها الحوثيون في اليمن، مؤكدا أنهم "يتخذون قراراتهم الإستراتيجية والعملياتية بأنفسهم".
وحذر سلامي –في كلمة أمام حشد من كوادر الحرس الثوري- "أعداء إيران بأن أي تهديد يتحول إلى الفعل سيواجه برد صارم وحازم ومدمر من جانبنا"، مضيفا "لن نبدأ الحروب، لكن إذا هُددنا من أي جهة فسيكون ردنا حاسما ومصيريا".
خطوة ذكية
ويرى مراقبون إيرانيون في موقف سلامي خطوة ذكية تجنب طهران التداعيات السياسية والقانونية لما تقوم به جماعة الحوثي ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وتدحض الاتهامات الإقليمية باتخاذ إيران الحليف اليمني أداة لاستهداف منافسيها، ناهيك عن إطلاق العنان للحوثيين باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر.
ويأتي تنسيق الموقف الأميركي الرامي إلى ربط سلوك الجانب اليمني بسياسات إيران ملحقا عمليا لما ورد في رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي والتي خيّره فيها بين التفاوض أو استخدام الخيار العسكري في حال لم يتم إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
المواقف الأميركية تبدو غاية في الصراحة بربط سلوك الحوثيين بالجانب الإيراني والمطالبة بإنهاء ما تعتبره واشنطن دعما إيرانيا لجماعة الحوثي، وتأتي متناسبة مع التسريبات الإعلامية عن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني ومطالبته بوقف دعم طهران لفصائل المقاومة، كشرط مسبق لأي اتفاق بشأن الملف النووي.
إعلان
حلقة ضعيفة
من ناحيته، يقرأ السفير الإيراني الأسبق في لندن جلال ساداتيان، الهجوم الأميركي على اليمن في سياق سياسة العصا التي رفعها ترامب منذ فوزه بالرئاسة 2024 على العديد من الدول والقوى الشرقية والغربية، موضحا، أنه بعد إخفاقه في ترحيل سكان قطاع غزة أو حلحلة الأزمة الأوكرانية وجد ترامب في الساحة اليمنية الحلقة الأضعف لعرض عضلاته في الشرق الأوسط.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن مهاجمة اليمن تأتي لترهيب فصائل المقاومة الأخرى وتحذيرها من مغبة استئناف عملياتها ضد الكيان الصهيوني، موضحا، أن ترامب يراهن على تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع تل أبيب لدمج الأخيرة في الإقليم والقضاء على القضية الفلسطينية.
وخلص إلى أن ترامب يتعمد استخدام تسليح نوعي لخرق التحصينات في اليمن ليبعث رسالة إلى الجانب الإيراني بإمكانية استخدامها مرة أخرى في المنطقة، على غرار تكرار سياسة الاغتيالات بحق القادة الحوثيين والتي سبق وطبقها الكيان الإسرائيلي على قادة المقاومة في كل من لبنان وقطاع غزة.
الضغوط القصوىويرى مراقبون، أن الهجوم الأميركي على اليمن لم يكن جديدا ولا فريدا من نوعه، إذ سبق وتعرضت صنعاء لهجمات أميركية وبريطانية وإسرائيلية مماثلة، ويفترض أن تكون قد توقعته قبل إعلانها استئناف عملياتها في البحر الأحمر، وأن تكون قد حضّرت له ردا أو ردودا تعتقد شريحة من الإيرانيين، أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف عنها.
من جانبه، يعتبر الباحث الإيراني في الشؤون الأمنية محمد قادري، أن الهجوم على اليمن موجه إلى طهران قبل أن يستهدف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، وأنه يأتي في سياق سياسة الضغوط القصوى التي استأنفها ترامب على إيران لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفي حديث للجزيرة نت، يرى قادري أن البرود الإيراني في التعامل مع رسالة ترامب الأخيرة إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد أزعج البيت الأبيض الذي يفسر إعلان الحوثيين باستئناف عملياتهم في البحر الأحمر ردا ساخرا على مطالبته طهران بقطع دعمها لفصائل المقاومة.
إعلانوفي رأي قادري، فإن الهجوم العسكري على اليمن والاتهامات الأميركية لطهران بتحريض الحوثيين سينعكس سلبا على ما تعول عليه واشنطن من بوابة سياسة تبادل الرسائل مع طهران، مضيفا، أن نوعية وكيفية الرد اليمني على الهجوم الأميركي سيحدد الخطوات الأميركية اللاحقة في المنطقة.
واستبعد المتحدث نفسه، أن يوقف الجانب اليمني عملياته في البحر الأحمر قبل كسر الحصار عن غزة، مؤكدا أن طهران وصنعاء سيعتبران أيّ خفض أو وقف للعمليات في البحر الأحمر رسالة ضعف قد تزيد واشنطن جرأة للتمادي في شن هجمات أخرى على سيادتهما.