مفاجأة في سبب حدوث فيضان الإمارات.. «انتهى زمن الفصول»
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
حالة من الفزع سيطرت على سكان الإمارات، بعد حدوث الفيضان المخيف الذي غطت مياهه مختلف الأماكن والسيارات، وراح ضحيته العديد من الأشخاص، فضلا عن تساقط الأمطار الغزيرة، ما جعل كثافة المياه تزداد، دون أن يعلم أحد سبب حدوث هذه الظواهر العنيفة.
سبب فيضان الإماراتالتغيرات المناخية وتغير مسار الكتل الهوائية، أحد الأسباب الرئيسية في حدوث فيضان الإمارات، وفق ما أوضحه الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، خلال حديثه لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية، عادة تؤثر على الظواهر الجوية، ما تؤدي إلى حدوث عواصف وفيضانات.
خطر الفيضانات ما زال يلاحق بعض المناطق في الخليج، ومن الممكن تزداد المشكلة سوءًا في الدول التي تفتقر إلى بنى تحتية تستوعب المتساقطات «الأمطار»: «التغيرات المناخية ينتج عنها فيضانات أو سيول جارفة أو جفاف خطير.. انتهى زمن الفصول» حسب «دوميط».
تعرض دول الخليج إلى عدم الاستقرار الجويقال الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أنه أمر وارد أن دول الخليج تتعرض إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي، نتيجة الطبيعة الجبلية المتواجدة بها، إذا تصادف وجود كتل هوائية رطبة بشكل كبير مندفعة من المحيط الهندي، ومع منخفض جوي متعمق، يؤدي إلى تساقط أمطار غزيرة ورعدية.
ومع التغيرات المناخية التي يتعرض لها العالم أجمع، تؤدي إلى عنف الظواهر الجوية، وبالتالي يؤدي إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة غير مسبوقة، وحسب ما أعلنته هيئة الأرصاد الإماراتية، أن هذه الأمطار غير مسبوقة في السجلات، فضلًا عن الزيادة غير المسبوقة في غازات الاحتباس الحراري وما زاد تأثير تلك التغيرات هو ظاهرة النينو المناخية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيضان الإمارات الإمارات فيضانات أمطار غزيرة أمطار التغیرات المناخیة
إقرأ أيضاً:
«المادية».. الاتجاه الأول للتفكير الفلسفي
مصطلح المادية Materialism أي "الفلسفة المادية" هي مذهب فلسفي يجعل المادة أصلًا للكون، أي يقر بأنه لا وجود لأي جوهر غير المادة، فجميع الظواهر (النفسية والأخلاقية،... إلخ) إنما يفسرها الوجود المادي، أي يفسر كل شيء في الوجود بالأسباب المادية. والمادية قديمة قدم الفلسفة، فهي مرتبطة منذ بدايتها بنشأة الفلسفة، فكانت المادية هي الاتجاه الأول للتفكير، وإن شئت قل اللغة الأول للتفكير الفلسفي. فما هي بنية هذا الاتجاه الفلسفي؟
عزيزي القارئ ظهرت أول النظريات المادية إلى حيز الوجود مع ظهور الفلسفة كنتيجة لتقدم المعرفة العلمية في ميادين الفلك والرياضيات وغيرها من الميادين في المجتمعات العبودية القديمة، في الهند، ومصر، والصين، واليونان. وكانت السمة العامة للمادية القديمة، التي كانت في معظمها مادية ساذجة هي الاعتراف بمادية العالم ووجوده المستقل خارج وعي الانسان، وقد حاولت المادية أن تجد في تنوع الظواهر الطبيعية المصدر المشترك لأصل كل ما يوجد أو يحدث. وماذا عن أنواع المادية؟
صديقي القارئ تنقسم المادية إلى مادية جدلية ومادية تاريخية. وعن المادية الجدلية “Dialectical Materialism” أو الديالكتيكية، توصف بالجدلية لأن أسلوبها في النظر إلى الأحداث، أو ما يُسمى منهجها في البحث والمعرفة، جدلي. وهو مصطلح صكه" كارل ماركس" و"فريدريك إنجلز" مستفيدين من ديالكتيك هيجل ومن تنظيرات فيروباخ، فهي ركن أساسي من أركان الفلسفة الماركسية. وترى المادية الجدلية أن العالم ككلّ يتكون من مادة في حركة ذات تطور متصاعد ومتزايد التعقيد، مما يؤدي في النهاية إلى قيام حياة روحية مستقلة عن الظواهر المادية، ولكنها بالطبع ناتجة عنها.
أما المادية التاريخية “Historical Materialism” فهي المصطلح الذي وضعه "إنجلز" للدلالة على مذهب "كارل ماركس" ويتلخص في أن الوقائع الاقتصادية أساس كل الظواهر التأريخية والاجتماعية وأنها المحددة لها، أي أنها تزعم أنها هي وحدها الكفيلة بوضع نظرية في المجتمع وتطوره من خلال الأحوال الفعلية الملموسة والطبيعية للحياة الإنسانية، وترتكز على أهمية عملية الإنتاج والتوالد الماديين وتطورهما.
أي أن المادية التاريخية ترمي إلى أن الوقائع الاقتصادية هي أساس كل الظواهر التاريخية والاجتماعية، وهي المحددة لها. فالانتقال من نمط إنتاج تاريخي إلى نمط آخر يفسر بتغيّر الظروف الاقتصادية، وبالتدقيق بتغيّر علاقات الإنتاج وفي عبارة موجزة "هي علاقات بين الأفراد داخل النمط الواحد".
ويمكننا تتبع الخط الفكري للمادية بحسب العصور على النحو التالي:
في العصر اليوناني والروماني، يقرر فلاسفة هذا العصر أمثال ديموكريتوس وإبيكوروس ولوكريتيوس أن الموجود ينحل إلى أجزاء لا تتجزأ هي الذات، والذات تنتقل في الخلاء. كذلك يرون أن كل موجود يخضع لقوانين ضرورية، والإنسان يندرج في هذا الوضع. والمادية هنا تهدف إلى الصراع ضد الخرافات والخوف من الموت، للتخلص ومحاربة الأفكار الخاطئة المسيطرة على عقل الإنسان آنذاك.
وإذا ما تقدمنا إلى الامام وانتقلنا إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، نجد أن المادية اتسمت بمجموعة صفات، أجملناها كالآتي:
تقوم على التعارض بين المادة والجوهر المفكر.في نظرية المعرفة ترد المعرفة إلى الحواس وحدها.تتصور الكون على أنه كلُّ مؤلف من أجسام مادية، فيه تجري أحداث الطبيعة وفقًا لقوانين موضوعية ضرورية.الزمان والمكان والحركة تعد أحولًا للمادة.كل ظواهر الوعي (الفكر) تتوقف على التركيب الجسماني للإنسان.وفي الختام، المادية بهذا المعنى مفهوم للعالم، أي طريقة معينة في فهم وتفسير مظاهر الحياة الاجتماعية؛ لأنها تُعلِم الإنسان النظر إلى العالم كما هو، ويستطيع بواسطتها أن يصل إلى حياة جديدة، وأن يعرف سعادة الحياة. وهو ما اكتشفناه مع إبيكوروس ولوكريتيوس عندما حاولوا تحرير الشعور البشري من قهر الخوف الخرافي من غضب الآلهة آنذاك، وايضًا تحرره من قهر الخوف الخرافي من الدولة، فالمادية كما أشار ماركس في ثلاث كلمات "تؤدي إلى الاشتراكية". ولكن هل كانت المادية هي الاتجاه الفلسفي الوحيد لفهم العالم وتقديم تصور واضح له، أم هناك أتجاه آخر؟ إجابتنا عن هذا التساؤل ستكون موضوع كبسولتنا القادمة.
[email protected]