عمر الأحمد يكتب : العملية الإيرانية .. هل حققت أهدافها؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تابعنا جميعا (باهتمام بالغ) العملية التي قامت بها إيران ضد إسرائيل في الـ 13 من أبريل الجاري، بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، ردا على استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ما أدي إلى مقتل 16 شخصا بينهم ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.
الهجوم الإيراني أدى إلى إصابة 31 شخصًا بجروح طفيفة أثناء توجههم إلى الملاجئ، والذين عانوا من نوبات الهلع أثناء هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ، بالإضافة إلى إصابة طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بإصابة خطيرة في الرأس بسبب شظية صاروخ أطلق لاعتراض مقذوف إيراني.
أحد أهم عناصر أي عملية عسكرية عنصر المفاجأة، وهو العنصر الذي أشعل فتيل الضحك والسخرية لدى المتابعين والمحللين والجمهور في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على عملية "الوعد الصادق"، حيث أن كل شعوب الكرة الأرضية كانت على علم بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ انطلاقها من الأراضي الإيرانية، علاوة على توقيت وصولها ومدى تأثيرها، مما حدا بالسلطات الأردنية لإغلاق أجوائها مؤقتا وذلك لحماية الطائرات المدنية، كما أن شعوب المنطقة كانت تتابع عبر وسائل الإعلام، وصول الطائرات والصواريخ إلى أهدافها إذا أين المباغتة والمفاجأة واستباق الخصم؟! وكأنما قام النظام الإيراني نفسه بتحذير إسرائيل من مجموعة صواريخ ومسيرات تستهدفها.
العملية باختصار لم تخدم غزة ولم تلحق ضررا كبيرا في إسرائيل، بل قدمت لها خدمة كبيرة في تحشيد الرأي العام العالمي لصالحها، وإظهارها على أنها ضحية، بعد كانت تتعرض لضغوط كبيرة من الشعوب المتعاطفة مع المدنيين في غزة، العملية يمكن لها أن تعيد التعاطف الشعبي العالمي مع تل أبيب إلى يوم 7 أكتوبر.
الجميل واللافت في هذه العملية، وعي الجمهور العربي خاصة، بهذه المسرحيات والألاعيب التي باتت لا تنطلي عل أحد، إيران غير قادرة على المجازفة واستهداف تل أبيب بشكل مباشر، فقامت بعملية لحفظ ماء الوجه، وفي محاولة منها لإثبات أنها قادرة وسترد على من يستهدفها، وقد تكون هذه العملية كشفت عجز طهران وضعفها بشكل أوضح من السابق، وهنا أشير إلى ما ذكره أحد المحللين الإيرانيين حينما قال إن "طهران قد تكسب أكثر لو أنها استمرت في الحرب النفسية بدلا من عملية لم تكسب منها سوى السخرية".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً: