يرى غريغ بريدي في ناشيونال إنترست أن للسعودية طلبات باهظة الثمن في حال أنجزت التطبيع مع إسرائيل. فماذا تريد المملكة؟
ليس من المنطقي أن تقدم الولايات المتحدة تنازلات ضخمة للسعودية في شكل ضمان أمني رسمي ردا على المخاوف بشأن الصين أو الرغبة في إنجاز التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وتطلب السعودية من أمريكا عروضا سخية في حال موافقتها على التطبيع مع إسرائيل.
ولكن هل هناك مصلحة حقيقية للولايات المتحدة في هكذا صفقة؟ يقول المحلل أنه رغم أهمية الصفقة مع السعودية لكن من الواضح أن السعودية تميل نحو الشرق؛ إلى الصين بدوافع اقتصادية. والصين حاليا هي الشريك التجاري الأكبر للسعوديين. أما بالنسبة للولايات المتحدة فهي لم تعد بحاجة لواردات الخليج النفطية كما كانت في السابق، لا سيما أن العروض من المنتجين المحليين ودول أخرى في نصف الكرة الغربي باتت متاحة.
وتكمن خطورة الضمان الأمني الكامل في عدم توافق مصلحة الولايات المتحدة مع السعودية دوما. واستشهد المحلل بحادثة الهجوم الإيراني على بقيق وخريص؛ المرفقين الأكثر أهمية للصادرات النفطية السعودية، حيث لم يتخذ ترامب حينها أي إجراء عسكري ضد إيران بسبب عدم تأثر أسعار النفط في اليوم الذي تلا الهجوم. وهذه الحادثة تدل على أنه من الصعب فرض رد الفعل الذي ترغبه السعودية في حال كان غير متوافق مع مصلحة أمريكا.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرامكو الطاقة
إقرأ أيضاً:
مستجدات صفقة وقف إطلاق النار .. ماذا تريد إسرائيل وحماس؟
تشهد الساحة السياسية تحركات مكثفة نحو إبرام صفقة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على القطاع منذ أكثر من 17 شهرا والتي راح ضحيتها أكثر من 46 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 110 ألف مصاب وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة اليوم الأربعاء.
ومع تزايد الحديث عن قرب إبرام الصفقة المنتظره كثف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية على مناطق متفرقة في القطاع، فيما جددت المدفعية الإسرائيلية نسف المربعات السكنية خاصة في شمالي القطاع، فيما استهدفت الهجمات الجوية والمدفعية مراكز الإيواء وخيام النازحين ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
ماذا في مسودة الصفقة المنتظرةوبحسب تقارير إعلامية فإن الصفقة التي دخلت مراحلها الأخيرة تتألف من عدة مراحل رئيسية، المرحلة الأولى تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة، بما في ذلك محاور حيوية مثل فيلادلفيا ونتساريم، على مدى ستة أسابيع بالإضافة إلى ذلك، تشمل الصفقة تبادلًا للأسرى، حيث من المتوقع إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن ما بين 700 إلى 1000 أسير فلسطيني على دفعات.
كما سيتم الاتفاق على هدنة مدتها 60 يومًا، تتضمن عودة النازحين إلى مناطقهم في شمال القطاع تحت إشراف منظومة أمنية لم تُكشف تفاصيلها بعد.
ترقب إسرائيلي لعودة الأسرىعلى الجانب الإسرائيلي، أعرب مسؤولون عن تفاؤل حذر بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي، وتحدث وزير الخارجية جدعون ساعر أكد أن هناك تقدمًا ملموسًا، معتبراً أن إعادة الأسرى أولوية قصوى، بينما اعتبر وزير الدفاع إسرائيل كاتس أشار إلى أن المفاوضات تمثل فرصة لتحقيق استقرار أمني لإسرائيل على المدى البعيد.
في المقابل، أكدت حركة حماس استعدادها لوقف القتال بشرط التزام إسرائيل بعدة نقاط أساسية، منها وقف العدوان المستمر على القطاع وضمان الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة. قيادي في الحركة صرح بأن الصفقة باتت قريبة من التوقيع، لكنه شدد على ضرورة وجود ضغط دولي على إسرائيل للالتزام بتعهداتها.
وساطة مصرية قطرية لحسم الصفقةولعبت الوساطة المصرية القطرية دورًا رئيسيًا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، إذ تقودان مصر وقطر الجهود بالتنسيق مع الولايات المتحدة، حيث استضافت الدوحة مؤخرًا اجتماعات حضرها مسؤولون من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لمناقشة تفاصيل الصفقة. الإدارة الأمريكية، من جهتها، تسعى لتحقيق تقدم في هذا الملف قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.
رغم هذه الجهود، لا تزال هناك عقبات تعترض طريق الاتفاق النهائي أبرز هذه التحديات تتعلق بإصرار حماس على الحصول على ضمانات دولية لوقف دائم لإطلاق النار، في حين تتمسك إسرائيل بالاحتفاظ بوجود عسكري في بعض المناطق ورفضها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محددين.
ومع استمرار المحادثات، تتزايد الآمال في التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للمعاناة الإنسانية ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة، الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل هذه الصفقة ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة للطرفين.