لوحاتها وصلت للعالمية... باسنت رجب موهبة إسكندرانية تبدع في الرسم
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
وهب الله «باسنت» ابنة محافظة الإسكندرية صاحبة الـ 22 عامًا والتي تدرس بجامعة الإسكندرية، موهبة الرسم منذ نعومة أظافرها والتي اكتشفتها أسرتها وكانت تدعمها دائمًا منذ طفولتها.
قالت «باسنت» إنها أحبت الرسم كحب الفن وليس إحترافه ولكن مُدرسة الرسم كانت تُعامل الأطفال مُعاملة صعبة جدًا لدرجة إنها كانت تقلل من شأن الأطفال وتستهون بموهبة من لا يُجيد الرسم ولا تبذل أي جهد معهم لتُعلمهم الرسم بطريقة جيدة وكانت تعتقد أن الرسم موهبة فقط وليس تعلم.
وقررت باسنت تعلم الرسم بشكل إحترافي لتُثبت أن الرسم تعلم وموهبة وليست موهبة فقط، واتجهت لتعلم الرسم الإحترافي عن طريق فيديوهات اليوتيوب والسوشيال ميديا وكان والديها وأخيها وأختها الصغيران كانوا داعمين لها بشكل مُستمر.
واضافت إنها شاركت في مُسابقات كثيرة في المعارض وأخذت جوائز وعرضت لوحاتها بالمعارض المحلية والدولية .
واختتمت أنها تتمنى أن تفتح مركز لتعليم الرسم للأطفال الصم والبُكم وذوي الإحتياجات الخاصة والفن التشكيلي بشكل عام.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
لا تقاس الأمم، فقط، بعدد مصانعها أو بحجم أسواقها، ولكن وقبل كل شيء، تقاس بمفكريها وعلمائها ومبدعيها، وباحتفائها بالكلمة والإبداع وبالفنون. ومن هذا المعنى تأخذ معارض الكتب قيمتها ومكانتها لأنها تتجاوز كونها مهرجانات أو أسواقا لبيع الكتب إلى منصات لبناء الوعي وساحات للاحتفاء بالمبدعين عبر ما أبدعوه في كتبهم ومجلداتهم وما أبدعه السلف من معارف وعلوم ساهمت في بناء مسيرة الإنسانية.
وإذا كانت معارض الكتب عبر تاريخها الطويل تملك هذه القيمة وهذه الأهمية فإن أهميتها في الوقت الحالي تتضاعف كثيرا وبذلك يكون الاهتمام بها انتصارا إنسانيا على عوامل التسطيح والتبسيط الذي يعيشه العالم في لحظة ملتبسة من تاريخه، وتأكيد أن البناء الحضاري مستمر لا يمكن أن يتوقف وأن الإنسان ما زال يملك أدوات صوغ تفاصيل مستقبله إن كان يمتلك الإرادة لذلك.
والحالة التي تشكلها معارض الكتب في أي مكان في العالم هي النموذج الذي من شأنه أن يساهم في إنتاج الحوار الحضاري والحوار الثقافي داخل الثقافة الواحدة أو بين مختلف الثقافات الإنسانية، وهي، أي الحالة التي تخلقها معارض الكتب، القادرة على بناء جسور غير مرئية تصل الشعوب ببعضها البعض أكثر مما تستطيعه المعاهدات السياسية والبروتوكولات الدبلوماسية... إنها تفتح أبوابا لفهم جديد لهذا العالم.
ولعل ما يجعل معارض الكتب حدثا فارقا في زمن تتآكل فيه الروح الجماعية هو أنها تتيح لحظة نادرة من التلاقي الحي، وجها لوجه، بين الكاتب والقارئ، بين الفكرة وحساسيات البشر المختلفة. وفي هذه اللحظة لا تكون القراءة فعل استهلاك فردي فقط، إنها تتحول إلى طقس جماعي، واحتفاء بالمعرفة بوصفها قيمة مشتركة وليست سلعة عابرة.
لكن ثمة معنى آخر جدير بمعرفته يمكن أن يعطي معارض الكتب قيمة وجدانية، يكمن هذا المعنى في أن معارض الكتب يمكن أن تكون محطة مقاومة ضد ثقافة الشاشة السريعة وضد ثقافة العزلة التي أوجدتها الشاشة الفردية عكس شاشة التلفزيون التي كانت تحتفي بالجماعة وبالأسرة.. لذلك تبدو لحظة التقليب البطيء لصفحات كتاب في جناح من أجنحة المعرض، أو مناقشة فكرة مستعصية مع ناشر أو مؤلف، هي فعل استعادة للزمن البشري الأصيل؛ ذاك الزمن الذي ينضج فيه الوعي بعيدا عن إملاءات السرعة والسطحية.
معارض الكتب، إذن، ليست مجرد تظاهرات ثقافية عابرة. إنها مواسم تزهر فيها أسئلة الإنسان الكبرى: من نحن؟ وإلى أين نمضي؟ وفي مسقط، كما في فرانكفورت أو باريس أو الشارقة، ترفع هذه المعارض راية الوعي عالية، وتذكرنا بأن الحرف كان ولا يزال بذرة التحولات الكبرى.
وفي حضرة الكتاب، تبدأ كل بدايات النهضة، وتمتد جذور الحضارة نحو ضوء لا ينطفئ أبدا.