أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم صاروخي روسي على مقاطعة شرق البلاد، وإسقاط قاذفة إستراتيجية روسية لأول مرة، وفي حين تعهدت دول مجموعة السبع بتعزيز الدفاعات الجوية لكييف، تحدثت موسكو عن اعتقادها بأن الغرب قرر القضاء على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن هجوما استهدف مبنى مكونا من 5 طوابق في مدينة دنيبرو بمقاطعة دنيبروبتروفسك، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20 آخرين.

وأضافت أن هجوما آخر أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم طفلان، وإصابة 6 آخرين، جراء استهداف منازل في منطقة سينلنيكوف، كما أشارت إلى إصابة 3 أشخاص أيضا في هجوم ثالث بمدينة كريفي ريغ.

وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك إن الدفاعات الجوية أسقطت 11 من أصل 16 صاروخا، و9 من أصل 10 طائرات مسيرة هاجمت المنطقة.

كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 15 صاروخا، من بينها صاروخان كروز من طراز "كيه إتش 22″، و14 طائرة مسيرة خلال الهجوم على البلاد اليوم الجمعة.

إسقاط قاذفة إستراتيجية

وفي تطور ميداني لافت، قالت أوكرانيا إنها أسقطت قاذفة إستراتيجية روسية من طراز "توبوليف 22 إم3" لأول مرة، وهي طائرة قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى وتستخدمها روسيا في الحرب على أوكرانيا.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية سقوط القاذفة الإستراتيجية، قائلة إنها تحطمت في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، خلال عودتها إلى قاعدتها بعد تنفيذ مهمة قتالية. وأضافت أن الحادث ناجم على ما يبدو عن خلل فني، مؤكدة مقتل أحد أفراد الطاقم.

وبعد التصريحات الروسية، قال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك إن كييف "دمرت" الطائرة الحربية، وذكر جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني أن الطائرة كانت تشارك في هجوم بعيد المدى بأوكرانيا.

وأضاف أنه "جرى إسقاط الطائرة على مسافة نحو 300 كيلومتر داخل روسيا، ثم حلّقت الطائرة المتضررة، وتحطمت بالقرب من قاعدتها على مقربة من ستافروبول".

 

القاذفة الروسية التي قالت كييف إنها أسقطتها (الصحافة الروسية) تعزيز وسائل الدفاع الجوي

سياسيا، تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، اليوم الجمعة، بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية.

وقال وزراء خارجية الدول السبع، في بيان ختامي بنهاية اجتماعهم الذي استمر 3 أيام في جزيرة كابري الإيطالية، "نعرب عن التزامنا بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا"، وأضاف الوزراء في بيانهم "نعمل أيضا مع شركائنا من أجل تحقيق هذا الهدف".

وفي السياق، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين بتأجيج النزاع في أوكرانيا بشكل غير مباشر، من خلال تزويد روسيا بمكونات لصناعة الدفاع.

وقال بلينكن "فيما يتعلق بصناعة الدفاع الروسية، أكبر مساهم في هذا المجال في الوقت الحالي هو الصين"، معتبرا أن ذلك "يسمح لروسيا بمواصلة عدوانها على أوكرانيا".

وزراء خارجية دول مجموعة السبع والأمين العام لحلف الناتو ووزير الخارجية الأوكراني ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي (رويترز) الناتو وأوكرانيا

من جانبه، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أن الدول الأعضاء في الحلف وافقت على تزويد أوكرانيا بمزيد من الدفاعات الجوية، إثر مطالبات ملحّة من كييف للحصول على عدد أكبر من الأنظمة المتطوّرة لإحباط الهجمات الروسية.

وقال ستولتنبرغ، إثر محادثات عبر الإنترنت بين وزراء الدفاع في الحلف وزيلينكسي، إن "الناتو عرض القدرات المتوافرة لدى الحلف وتبيّن له وجود أنظمة يمكن تقديمها إلى أوكرانيا، لذا أتوقع صدور إعلانات جديدة بشأن قدرات دفاع جوي لأوكرانيا عما قريب".

وفي خطاب له أمام أعضاء حلف الناتو، شدد زيلينكسي على أن الناتو طالب بأن يثبت لكييف أنه "حليفها" في الحرب ضد روسيا عبر تسريع وتيرة إرساله الأسلحة والذخائر إليها.

وقال زيلينسكي "يجب إعادة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلى الواقع، ويجب أن تعود أجواؤنا آمنة.. وهذا رهن بخياركم، خيار يتصل بتحديد ما إذا كنا فعلا حلفاء". وأضاف "هذا العام، لم نعد نستطيع انتظار اتخاذ قرارات. أطلب منكم أن تأخذوا مطالبنا في الاعتبار بأسرع وقت".

وطالب زيلينسكي بالحصول على 7 أنظمة إضافية للدفاع الجوي من طراز باتريوت، منتقدا البطء في تسليم القذائف، وتابع "من المؤكد أنه ما دامت روسيا متفوقة في الجو ويمكن أن تعول على الرعب الذي تنشره المسيرات والصواريخ، فإن قدراتنا على الأرض محدودة للأسف".

وتعاني أوكرانيا نقصا في الذخائر وصعوبات في حماية مدنها وبناها التحتية للطاقة، التي يستهدفها الجيش الروسي منذ أسابيع.

زيلينسكي طالب بالحصول على 7 أنظمة إضافية للدفاع الجوي من طراز باتريوت (الأناضول) "تصفية زيلينسكي"

في المقابل، أعرب دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي عن اعتقاده بأن الغرب قرر القضاء على زيلينسكي.

وفي تصريحات على منصة "تليغرام"، تطرق ميدفيديف إلى حادثة اعتقال شخص في بولندا، يُشتبه بمحاولته تسريب معلومات يمكن استخدامها في اغتيال زيلينسكي.

وادعى المسؤول الروسي أن ثمة أسبابا تجعل الرئيس الأوكراني في حالة من الذعر، وأسبابا أخرى لإمكانية اغتياله في بولندا. وقال بهذا الخصوص "قد يكون هذا أول دليل على أن الغرب قد قرر القضاء عليه".

وأمس الخميس، أعلن مكتب الادعاء الوطني ببولندا، في بيان، توقيف شخص يشتبه بمحاولته تسريب معلومات مفصلة عن مطار رجيشوف-ياسيونكا، الذي يبعد نحو 90 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.

وذكر البيان أن الشخص كان يحاول التواصل مع أشخاص روس شاركوا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأشار إلى أن المعلومات التي كانت لديه يمكن استخدامها في محاولة اغتيال زيلينسكي.

يذكر أن المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا تقدم من مطار رجيشوف-ياسيونكا الذي تسيطر عليه قوات أميركية.​​​​​​​

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات من طراز

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: دموع وصدمة في أوكرانيا وأوروبا بعد مشادة زيلينسكي وترامب

قالت صحيفة واشنطن بوست إن المواجهة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض أثارت ردود فعل غاضبة وخائفة لدى المراقبين الأوروبيين والأوكرانيين، بعد أن تضاءلت آمال كييف في اتفاق وجهة نظرها مع وجهة نظر ترامب حول الحرب.

وغادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرا، وتخلى عن مؤتمر صحفي كان مخططا له، وبين ترامب موقفه في منشور على منصته "تروث سوشال" قائلا إن زيلينسكي "ليس مستعدا للسلام" واتهمه بعدم احترام الولايات المتحدة، مضيفا "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام". في حين شكر زيلينسكي ترامب و"الكونغرس والشعب الأميركي" في بيان مقتضب، موضحا أن "أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل من أجل ذلك".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: ستيف ويتكوف صانع الصفقات الذكي لترامبlist 2 of 2توماس فريدمان: كمين ترامب لزيلينسكي لم يفعله أي رئيس أميركي من قبلend of list

وأكد مسؤول في البيت الأبيض عدم توقيع صفقة المعادن المتوقعة التي كانت ستمنح واشنطن وصولا جزئيا إلى معادن أوكرانيا، في سياق جهود إدارة ترامب لاسترداد تكلفة المساعدات الأميركية لأوكرانيا.

"الحرب خير من سلام مخز"

وقال أحد المشرعين الأوكرانيين، متحدثا بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، "أنا أبكي بسبب ما أسمعه" وكتب الضابط الأوكراني أوليكساندر الذي يقاتل في منطقة كورسك الروسية "لا يزال أمامنا الكثير من العمل. الحرب أفضل من سلام مخز".

إعلان

واحتشد المسؤولون الأوروبيون حول زيلينسكي، وأعرب العديد من المشرعين والدبلوماسيين عن صدمتهم وفزعهم، ونشر الزعماء الأوروبيون في عدة دول رسائل تضامن مع زيلينسكي، فكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على إيكس "عزيزي زيلينسكي. أيها الأصدقاء الأوكرانيون الأعزاء. لستم وحدكم".

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لأوكرانيا وقال "أعتقد أننا كنا على حق في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا، وعندما أقول نحن أعني الولايات المتحدة والأوروبيين والكنديين واليابانيين وآخرين".

وكتب الفائز بالانتخابات الألمانية فريدريش ميرتس، والذي ربما يكون المستشار الجديد للبلاد، إلى زيلينسكي قائلا "نحن نقف مع أوكرانيا في الأوقات الجيدة وفي المحن" وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إن بلاده تواصل دعم أوكرانيا "خاصة الآن".

وحتى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني (حليفة ترامب) قالت إن "الانقسام لن يناسب أحدا" ودعت الزعماء في أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة إلى الاجتماع لمناقشة "التحديات الكبرى اليوم، بدءا من أوكرانيا".

وأشارت الصحيفة إلى وجود استثناء واحد بارز في جوقة الأصوات المؤيدة بين الزعماء الأوروبيين، وهو رئيس الوزراء المجري المؤيد لموسكو فيكتور أوربان، الذي أشاد بترامب يوم الجمعة، قائلا إنه "وقف بشجاعة من أجل السلام". وأضاف "الرجال الأقوياء يصنعون السلام، والضعفاء يصنعون الحرب".

"بلطجة ترامب وفانس"

وقوبل التبادل المتشنج بين ترامب وزيلينسكي بالصدمة والغضب في بريطانيا، وسرعان ما تلاشى التفاؤل الذي أعقب اجتماع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع ترامب، ووصف أحد أعضاء حزب المحافظين معاملة ترامب ونائبه لزيلينسكي بأنها "مزعجة" ودعا العديد من أعضاء البرلمان ستارمر إلى إلغاء الدعوة التي قدمها الملك تشارلز لترامب لزيارة بريطانيا.

إعلان

وقال زعيم حزب المحافظين البارز روبرت جينريك إنه أصيب بالاشمئزاز من هذا "المشهد المهين". وكتب إد ديفي زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين على منصة إكس "هذه بلطجة من ترامب وفانس، ببساطة إنهم يرهبون الوطني الحقيقي الشجاع زيلينسكي لقبول صفقة تمنح النصر فعليا لروسيا. ما لم تتدخل المملكة المتحدة وأوروبا فإننا نواجه خيانة لأوكرانيا".

وأشادت المحللة السياسية الأوكرانية ماريا زولكينا بزيلينسكي ونهجه في الاجتماع رغم الانتقادات السابقة لأسلوبه العاطفي في التواصل، ودافع أندريه يرماك كبير مستشاري زيلينسكي عن هذا النهج، وقال "أنا أؤيد الرئيس وهو يدافع عن مصالح أمتنا البطولية. في كل موقف. نحن ممتنون لأولئك الذين يقفون معنا".

أما النائب الأوكراني المعارض ميكولا كنياجيتسكي فقد وصف النبرة العاطفية للاجتماع بأنها مؤسفة، وقال "الكرملين فقط هو السعيد بالوضع الحالي. يجب أن يكون الشعب الأميركي متأكدا من أن الأوكرانيين يريدون السلام أكثر من أي شيء آخر".

وفي روسيا، اتهمت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا الرئيس الأوكراني بالكذب في الاجتماع، وتساءلت "كيف تمكن ترامب وفانس من ضبط نفسيهما وعدم توجيه لكمة لهذا الوغد".

مقالات مشابهة

  • روسيا تسيطر على قريتين شرق أوكرانيا وكييف تسقط 103 مسيرات روسية
  • روسيا تعلن "تحرير" بلدتين في دونيتسك بشرق أوكرانيا
  • واشنطن بوست: دموع وصدمة في أوكرانيا وأوروبا بعد مشادة زيلينسكي وترامب
  • روسيا تؤكد تدمير 48 طائرة أوكرانية دون طيار
  • هكذا علقت الخارجية الروسية على مشادة ترامب-زيلينسكي
  • بعد طرد زيلينسكي من البيت..أوكرانيا في مهب الريح بسبب المشادة مع ترامب
  • السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
  • مستشار زيلينسكي: هذه خطوط أوكرانيا الحمر لبدء مفاوضات مع روسيا
  • ضربة موجعة.. تأكد غياب نجمي الزمالك عن المباراة المقبلة
  • ترامب: العلاقة مع زيلينسكي توترت قليلا وانضمام أوكرانيا إلى الناتو لن يحدث