قتلى بقصف روسي شرق أوكرانيا وموسكو تتلقى ضربة موجعة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم صاروخي روسي على مقاطعة شرق البلاد، وإسقاط قاذفة إستراتيجية روسية لأول مرة، وفي حين تعهدت دول مجموعة السبع بتعزيز الدفاعات الجوية لكييف، تحدثت موسكو عن اعتقادها بأن الغرب قرر القضاء على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن هجوما استهدف مبنى مكونا من 5 طوابق في مدينة دنيبرو بمقاطعة دنيبروبتروفسك، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20 آخرين.
وأضافت أن هجوما آخر أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم طفلان، وإصابة 6 آخرين، جراء استهداف منازل في منطقة سينلنيكوف، كما أشارت إلى إصابة 3 أشخاص أيضا في هجوم ثالث بمدينة كريفي ريغ.
وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك إن الدفاعات الجوية أسقطت 11 من أصل 16 صاروخا، و9 من أصل 10 طائرات مسيرة هاجمت المنطقة.
كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 15 صاروخا، من بينها صاروخان كروز من طراز "كيه إتش 22″، و14 طائرة مسيرة خلال الهجوم على البلاد اليوم الجمعة.
إسقاط قاذفة إستراتيجيةوفي تطور ميداني لافت، قالت أوكرانيا إنها أسقطت قاذفة إستراتيجية روسية من طراز "توبوليف 22 إم3" لأول مرة، وهي طائرة قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى وتستخدمها روسيا في الحرب على أوكرانيا.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية سقوط القاذفة الإستراتيجية، قائلة إنها تحطمت في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، خلال عودتها إلى قاعدتها بعد تنفيذ مهمة قتالية. وأضافت أن الحادث ناجم على ما يبدو عن خلل فني، مؤكدة مقتل أحد أفراد الطاقم.
وبعد التصريحات الروسية، قال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك إن كييف "دمرت" الطائرة الحربية، وذكر جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني أن الطائرة كانت تشارك في هجوم بعيد المدى بأوكرانيا.
وأضاف أنه "جرى إسقاط الطائرة على مسافة نحو 300 كيلومتر داخل روسيا، ثم حلّقت الطائرة المتضررة، وتحطمت بالقرب من قاعدتها على مقربة من ستافروبول".
سياسيا، تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، اليوم الجمعة، بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية.
وقال وزراء خارجية الدول السبع، في بيان ختامي بنهاية اجتماعهم الذي استمر 3 أيام في جزيرة كابري الإيطالية، "نعرب عن التزامنا بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا"، وأضاف الوزراء في بيانهم "نعمل أيضا مع شركائنا من أجل تحقيق هذا الهدف".
وفي السياق، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين بتأجيج النزاع في أوكرانيا بشكل غير مباشر، من خلال تزويد روسيا بمكونات لصناعة الدفاع.
وقال بلينكن "فيما يتعلق بصناعة الدفاع الروسية، أكبر مساهم في هذا المجال في الوقت الحالي هو الصين"، معتبرا أن ذلك "يسمح لروسيا بمواصلة عدوانها على أوكرانيا".
من جانبه، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أن الدول الأعضاء في الحلف وافقت على تزويد أوكرانيا بمزيد من الدفاعات الجوية، إثر مطالبات ملحّة من كييف للحصول على عدد أكبر من الأنظمة المتطوّرة لإحباط الهجمات الروسية.
وقال ستولتنبرغ، إثر محادثات عبر الإنترنت بين وزراء الدفاع في الحلف وزيلينكسي، إن "الناتو عرض القدرات المتوافرة لدى الحلف وتبيّن له وجود أنظمة يمكن تقديمها إلى أوكرانيا، لذا أتوقع صدور إعلانات جديدة بشأن قدرات دفاع جوي لأوكرانيا عما قريب".
وفي خطاب له أمام أعضاء حلف الناتو، شدد زيلينكسي على أن الناتو طالب بأن يثبت لكييف أنه "حليفها" في الحرب ضد روسيا عبر تسريع وتيرة إرساله الأسلحة والذخائر إليها.
وقال زيلينسكي "يجب إعادة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلى الواقع، ويجب أن تعود أجواؤنا آمنة.. وهذا رهن بخياركم، خيار يتصل بتحديد ما إذا كنا فعلا حلفاء". وأضاف "هذا العام، لم نعد نستطيع انتظار اتخاذ قرارات. أطلب منكم أن تأخذوا مطالبنا في الاعتبار بأسرع وقت".
وطالب زيلينسكي بالحصول على 7 أنظمة إضافية للدفاع الجوي من طراز باتريوت، منتقدا البطء في تسليم القذائف، وتابع "من المؤكد أنه ما دامت روسيا متفوقة في الجو ويمكن أن تعول على الرعب الذي تنشره المسيرات والصواريخ، فإن قدراتنا على الأرض محدودة للأسف".
وتعاني أوكرانيا نقصا في الذخائر وصعوبات في حماية مدنها وبناها التحتية للطاقة، التي يستهدفها الجيش الروسي منذ أسابيع.
في المقابل، أعرب دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي عن اعتقاده بأن الغرب قرر القضاء على زيلينسكي.
وفي تصريحات على منصة "تليغرام"، تطرق ميدفيديف إلى حادثة اعتقال شخص في بولندا، يُشتبه بمحاولته تسريب معلومات يمكن استخدامها في اغتيال زيلينسكي.
وادعى المسؤول الروسي أن ثمة أسبابا تجعل الرئيس الأوكراني في حالة من الذعر، وأسبابا أخرى لإمكانية اغتياله في بولندا. وقال بهذا الخصوص "قد يكون هذا أول دليل على أن الغرب قد قرر القضاء عليه".
وأمس الخميس، أعلن مكتب الادعاء الوطني ببولندا، في بيان، توقيف شخص يشتبه بمحاولته تسريب معلومات مفصلة عن مطار رجيشوف-ياسيونكا، الذي يبعد نحو 90 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
وذكر البيان أن الشخص كان يحاول التواصل مع أشخاص روس شاركوا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأشار إلى أن المعلومات التي كانت لديه يمكن استخدامها في محاولة اغتيال زيلينسكي.
يذكر أن المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا تقدم من مطار رجيشوف-ياسيونكا الذي تسيطر عليه قوات أميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات من طراز
إقرأ أيضاً:
روسيا تواصل هجمات المسيرات وتتقدم في قرى شرق أوكرانيا وجنوبها
كييف."وكالات":
أفادت السلطات الأوكرانية اليوم أن سلسلة غارات جوية روسية بطائرات مسيرة استهدفت احداها مستشفى عسكريا في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 30 آخرين.
وقال دميترو تشوبينكو المتحدث باسم مكتب المدعي العام للمدينة في مقطع فيديو نُشر على تليغرام، إن ست غارات استهدفت مساء السبت حيين في المدينة الواقعة في شمال شرق البلاد والتي كانت تعد ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في البلاد قبل الغزو الروسي.وأضاف أن شخصين لقيا حتفهما في منزليهما.
وذكرت وزارة الطوارئ أن الغارات دمرت مباني سكنية وأخرى تضم مكاتب ومركزا طبيا ومحلات تجارية ومرائب وسيارات.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف إن القتيلين هما رجل يبلغ 67 عاما وامرأة تبلغ 70 عاما، في حين أصيبت فتاة تبلغ 15 عاما بجروح خطيرة.وقال الجيش الأوكراني إن مستشفى عسكريا تعرض للقصف و"هناك إصابات بين عسكريين كانوا يتلقون العلاج"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول عددهم.ولا تكشف كييف عادة عن بيانات بشأن الخسائر العسكرية.
واتهم الجيش روسيا بارتكاب "جريمة حرب" و"انتهاك قواعد القانون الإنساني الدولي".
ويأتي هذا الاتهام فيما تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أسرع وقت، وقد أجرت محادثات مع مسؤولين روس وأوكرانيين.
ولم تسفر المحادثات حتى الآن عن أي تقدم، رغم موافقة الجانبين في وقت سابق من هذا الأسبوع على مقترح هدنة في البحر الأسود.
وبعد ثلاث سنوات من الهجوم الذي شنّه الكرملين، أدت عودة دونالد ترامب الذي جدد الحوار مع فلاديمير بوتين وكسر العزلة التي فرضت عليه، إلى إعادة خلط الأوراق في ما يخص الصراع.
ويسعى ترامب إلى إنهاء النزاع بسرعة، لكن إدارته فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس رغم المحادثات غير المباشرة مع الجانبين.
واتفقت موسكو وكييف من حيث المبدأ على هدنة في البحر الأسود عقب محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن روسيا حذّرت لاحقا من أن الهدنة لن تدخل حيز التنفيذ حتى ترفع الدول الغربية عددا من العقوبات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن روسيا لم ترد بشكل مناسب على الجهود الأميركية للتفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا بسبب غياب "ضغط حقيقي" عليها.
وصرّح زيلينسكي في خطابه المسائي "لقد ظل الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار غير المشروط مطروحا على الطاولة لفترة طويلة للغاية بدون رد مناسب من روسيا".
واعتبر أن "وقف إطلاق النار كان من الممكن أن يدخل حيز التنفيذ لو كان هناك ضغط حقيقي على روسيا"، موجها الشكر إلى الدول "التي تفهم هذا" وشددت العقوبات على موسكو.
وفي كلمته المصورة المسائية أمس السبت، بالتزامن مع تطورات هجوم خاركيف، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تتوقع "ردا جادا" من الدول الغربية على الهجمات شبه اليومية.
وقال "يتعين على شركائنا أن يدركوا أن هذه الضربات الروسية لا تستهدف شعبنا فحسب، بل جميع الجهود الدولية والدبلوماسية الرامية إلى إنهاء هذه الحرب".
وخلال قمة عُقدت في باريس الأسبوع الماضي، تعهد القادة الأوروبيون بتعزيز جيش كييف، بينما حاولت فرنسا وبريطانيا توسيع نطاق دعمهما لما يعرف باسم "قوة طمأنة" أجنبية مُخطط لها في حال التوصل إلى هدنة مع روسيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر منصة إكس اليوم الأحد "وافقت أوكرانيا على وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة. لكن روسيا تواصل جرائم الحرب مثلما حدث في خاركيف. من الذي لا يزال يصدق أن فلاديمير بوتين يريد السلام؟".
وكان الرئيس فلاديمير بوتين رفض مقترحا أميركيا-أوكرانيا لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما واقترح الجمعة إقالة زيلينسكي كجزء من عملية السلام، ما أثار غضب كييف.
ورفضت روسيا اتفاقا شاملا ووافقت على هدنة تقضي بوقف الضربات على مواقع الطاقة، إلا أن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين.
ميدانيا، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على "المبادرة الاستراتيجية" على خط المواجهة في أوكرانيا.
وأعلن الجيش الروسي السبت سيطرته على قريتين في شرق أوكرانيا وجنوبها، هما شتشبراكي في منطقة زابوريجيا (جنوب) وبانتيلييمونيفكا في منطقة دونيتسك (شرق).