«عمان»: تستضيف دار الأوبرا السلطانية على مدى يومين غير متتاليين -أمس الخميس، واليوم السبت- باليه بحيرة البجع، من تقديم فرقة «سيان الأكروباتية الصينية»، وتميز العرض الفني الساحر ذو الحكاية التقليدية باستعراض فنون رقص الباليه بين أبطال العرض وبين المجاميع، وتنوعت تلك الفنون بين الأداء الراقص الجماعي والألعاب البهلوانية، كما يمكن وصف الأداء بالرياضي الاستعراضي في عدد من فقراته، مثل القفز على جذوع الأشجار المرنة لمسافات طويلة اعتلى فيها المؤدون ارتفاع مسرح دار الأوبرا بحركات رشيقة وخفيفة وصعبة في آن واحد، وكانت كل الفنون المعروضة تنم عن تدريب طويل ربما لازم أعضاء الفريق منذ الصغر.

أما الحكاية التي تم استعراضها بصمت الفنانين، واتضحت ملامحها من خلال القصة التي تم استعراضها كتابيا باللغتين العربية والإنجليزية في شاشات المقاعد، فقد دارت في أيام الزمان السحيقة، حيث كانت الغابات تعج بالأسرار والسحر، وكانت هناك بحيرة تُعد ممرًا إلى عوالم الخيال والحكايات في غابةٍ بعيدة عن عيون البشر، كانت تتجول فيها أميرة جميلة باهرة الجمال، كانت تتمتع بأنوثة تسر القلوب وجمال يأسر الأبصار، وكانت روحها شجاعةً لا تلين، وفي يومٍ من الأيام، وأثناء تجولها اليومي بجوار بحيرة السحر، انقضى عليها ملك الصقور السوداء، كائن ذو قوة خارقة وشرٍّ مُظلم، وبالرغم من شجاعتها وإرادتها الحديدية، لم تتمكن الأميرة باهرة الجمال من مقاومة هجومه القوي، وبدت قوته السحرية لا تقهر، فتحولت الأميرة الجميلة إلى بجعة بيضاء اللون، وسرعان ما أطلقت عنان الصيحات الحزينة، ولم يمض وقتٌ طويل حتى وصل صدى هذه الفاجعة إلى أذن أمير مغوار يعيش في مدينة بعيدة جدا، كان قلبه يخفق بقوة عندما علم بما حدث للأميرة التي أحبها من خلال وصفها وحكايتها، ولم يتردد لحظةً واحدة في الانطلاق نحو مصيرٍ مجهول، ولكنه مليء بالأمل، وقطع الأمير المسافات البعيدة، محاولًا تخطي كل الصعاب، ومحمِّلا على عاتقه مسؤولية إنقاذ الأميرة من هذا اللعنة الشريرة، تحت أشعة الشمس المشرقة وفوق تلال الجبال الشاهقة، وبين غاباتٍ مظلمةٍ ونهرٍ هادر، سار الأمير بكل ثقةٍ وإيمان، ووصل الأمير أخيرًا إلى مكان الواقعة، حيث كانت تفتقد الأمل وتغلف الحزن، دخل في نزالٍ مروعٍ مع ملك الصقور السوداء، فصرخت السماء وتصارعت الرياح، وتلاحمت القلوب وتصارعت الأرواح، وبعد معركةٍ شرسةٍ دامت ساعات، استطاع الأمير هزيمة الشرير وكسر التعويذة، وبعد ذلك حمل الأميرة الجميلة البجعة البيضاء في ذراعيه، والفرح يغمر قلبه، واستعادت أحضان الحب وسط الجمال الطبيعي للبحيرة، ومع كل لحظةٍ تمر، يشعران بالسعادة والرضا، وهكذا، عاش الأمير والأميرة سويًا حياةً جديدة مليئة بالحب والأمل والسلام، ولم تملأهما إلا أصداء الضحكات ورقصات البجع.

وسارت تلك الأحداث بفقرات ومشاهد وفصول، تخللتها مواقف تضمنت العديد من العروض البهلوانية ورقص الباليه والفنون الرياضية الأدائية، في إشارة إلى عبور الأمصار والدخول في بلدان مختلفة الثقافات يتضح ذلك من خلال الأزياء وأداء الممثلين والديكور الذي تحول تارة إلى بحيرة، ثم إلى بلد الفراعنة ومحطات كثيرة آخرها وصول الأمير إلى البحيرة المسحورة «بحيرة البجع».

كل ذلك كان بمصاحبة موسيقى «بحيرة البجع» التي تعد واحدة من روائع الموسيقي الرومانتيكي الروسي تشايكوفسكي، والتي ألفها في الفترة من عام 1875-1876، والتي تم عرضها تسجيليا، فقد كان تركيز العمل على الاستعراض الرهيب الذي حبس أنفاس الجمهور من خطورة بعضها.

وبالحديث عن «سيان الأكروباتية الصينية»، فكما جاء في كُتيِّب العرض، فإنها فرقة صينية تأسست حديثا في عام ٢٠١٩م، وتتكون من لاعبين أكروباتيين بارزين من فرقة جواندونج الأكروباتية وفرقة العلم الأكروباتية في تشنجداو. أدت الفرقة مجموعةً من الأعمال الدرامية الأكروباتية الممتازة والكلاسيكية التي فازت بعدة جوائز. ومن ضمن هذه الجوائز جائزة أفضل فرقة أكروبات في العالم، وجائزة مسابقة المهرج الذهبي لمسابقة مونت كارلو الدولية للألعاب الأكروباتية، وجائزة رئيس الجمهورية الفرنسية. كما قدمت الفرقة عروضها لقادة الصين وقادة الدول الأخرى، وقد أعادت الفرقة إنتاج العرض الأكروباتي الصيني الرائع «بحيرة البجع» منذ بداياتها الأولى، وأنتجت أعمالا درامية أكروباتية مثل «حلم تشانجان» و«الفريق رقم ثلاثة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«الاتحاد» لحقوق الإنسان تُعزز دور المجتمع المدني الإماراتي

القاهرة: «الخليج»
شاركت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، كممثلةٍ للمجتمع المدني الإماراتي، في أعمال اجتماع الدورة (27) للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، الخاصة بمناقشة التقرير الدوري الثاني المقدم من دولة الإمارات، والتي عُقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، يوميّ 27 و28 يناير 2025.
وشملت مشاركة الجمعية في تقديم تقرير وطني موازٍ ومستقل للجنة الميثاق، وأيضاً المشاركة في المشاورات المتعلقة بمناقشة التقرير الدوري، وتضمّن مجموعة ملاحظات وتوصيات عززت من جودة التقرير وشموليته في استعراض جوانب وخطوات ومبادرات حقوق الإنسان.
واعتبرت الجمعية مشاركتها، خطوة بالغة الأهمية لضمان احترام وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، والتأكيد على الالتزامات الدولية المقررة بموجب الاتفاقيات الأُممية. وتأتي هذه المشاركة في إطار بيان دور الإمارات، ومشاركتها كدولة عربية، عضو فاعل في منظمة جامعة الدول العربية، في مجال احترام وتعزيز منظومة حقوق الإنسان.
وكانت الجمعية قد اطلعت على التقرير الدوري الثاني، وأكدت على أهميته وشموليته في استعراض مختلف جوانب مسيرة وتطور حقوق الإنسان في دولة الإمارات، كما تم البناء على نتائج ومخرجات استعراض التقرير الدوري الأول الذي تم في عام 2019.
وأشادت مريم الأحمدي، نائب رئيس جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، خلال مشاركتها الدولية، بالجهود التي بذلتها اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان، والإدارات المعنية بوزارة الخارجية في دولة الإمارات بإعداد التقرير الدوري، وتضمينه كل ما يُعنى بمسيرة وتطوّر حقوق الإنسان بالدولة، في سِياق الامتثال للميثاق العربي لحقوق الإنسان.
وكانت الإمارات قد بذلت دوراً بارزاً في إعداد التقارير الدورية بشأن الميثاق العربي لحقوق الإنسان، واتساق التشريعات الداخلية لديها مع أحكام الميثاق، والتي تؤكد عمق الالتزام بما ورد في الميثاق من مبادئ وأحكام.
وأكدت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، الحرص على إثراء مشاركتها في مختلف مراحل استعراض ومناقشة التقارير الدورية لحقوق الإنسان، سواءً على صعيد المشاورات أو إعداد تقارير الظل أو المشاركة في جلسات استعراض ومناقشة التقارير أمام لجنة الميثاق العربية، بمشاركة مختلف الأطراف الفاعلة ومؤسسات المجتمع المدني.

مقالات مشابهة

  • لودي برفقة ابنه وشقيقه في نادي الهلال .. فيديو
  • ضابط سابق في الشاباك: ليس بمقدورنا إيقاف استعراض قوة حماس في غزة
  • «الاتحاد» لحقوق الإنسان تُعزز دور المجتمع المدني الإماراتي
  • زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب بحيرة البايكال الروسية
  • زلزال بقوة 5.6 ريختر يضرب بحيرة البايكال الروسية
  • أسيل عمران برفقة محمد الشهري في أحدث ظهور .. فيديو
  • زلزال قوي يهز بحيرة البايكال الروسية
  • عمرو خليل: استعراض حقوق الإنسان في مصر يعكس نجاح جهود الحكومة
  • مي عمر تروج لـ إش إش بدلة رقص برفقة عمر كمال
  • قرقاش: "رايسينا الشرق الأوسط" منصة معرفية ترسخ مكانة أبوظبي