«النص المسرحي.. ومسرح ما بعد الدراما» على طاولة النقاش
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
عباس الحايك: تصنيف المسرح على أنه جنس أدبي مجحف.. النص المسرحي هو نص مستقل ويكتب لينفّذ
الاتجاه الذي ينادي بموت المؤلف لا بأس أن يستمر.. المهم ألا يكون هناك صراع بين الاتجاهات
أستهجن استقطاب مشاهير برامج التواصل الاجتماعي للمسرح.. الفن الدرامي ليس «محل برجر»
ككاتب مسرحي لا يجب أن أكون شخصا هامشيا.. بل يجب أن أكون مؤثرا بشكل إيجابي
النص المسرحي في كثير من الأحيان اقتباس.
استضافت الجمعية العمانية للمسرح في ثاني جلساتها الشهرية «مقهى المسرح» أمس الأول الـ 18 من أبريل 2024 الكاتب المسرحي السعودي عباس أحمد الحايك، وحاوره في الجلسة التي عنونت بـ «النص المسرحي.. ومسرح ما بعد الدراما» الإعلامي والمسرحي أحمد الكلباني.
انطلقت الجلسة بمقدمة أحمد الكلباني التي تضمنت تعريفا بالضيف عباس الحايك، الكاتب المسرحي السعودي، وكاتب السيناريو، وله العديد من الكتابات التي نفذت مسرحيا وذاع صيتها، ومنها «المزبلة الفاضلة»، «فصول من عذابات الشيخ أحمد»، و«المعلقون»، وغيرها من النصوص المسرحية، كما نال الحايك مجموعة من الجوائز، منها جائزة الشارقة للتأليف المسرحي (نصوص مسرحية للكبار) عن نصه «سر من رأى موته» في عام 2020 ونال المركز الثاني.
وتأتي استضافة الحايك في «مقهى المسرح» على هامش تقديمه للبرنامج التدريبي «ورشة التأليف الدرامي» التي تنظمها الجمعية العمانية للمسرح خلال الفترة من 14 إلى 20 أبريل، وتناول جلسة المقهى بعضا من محاور الورشة.
وفي بداية حديثه أشاد الحايك بجهود الجمعية بشكل عام، متطرقا للنشرة الشهرية «فصول» التي تصدرها الجمعية، مستعرضا أهمية مثل هذه النشرات في التوثيق للحراك المسرحي وقد تكون مرجعا مهما ذات يوم.
ومما تطرق له الحايك في الجلسة «ماهية النص المسرحي»، إذ يرى أن النص المسرحي مغتربٌ بين الأدب وبين المسرح، إذ قال: «تصنيف المسرح على أنه جنس أدبي، مجحف، النص المسرحي هو نص مستقل، مثل السيناريو، الأدب يُكتب ليُقرأ، أما النص المسرحي يكتب لينفّذ، وهذا مثار جدل كبير، فأرسطو مثلا صنف الكتابة المسرحية كالشعر، فكرة النص المسرحي أنه جنس أدبي فكرة قديمة وفكرة مثيرة للجدل، وبوجهة نظري هو نص للخشبة وليس للقراءة، توفيق الحكيم كتب النص المسرحي لكي يُقرأ، هو ينظر للنص المسرحي على أنه نص أدبي، قد يُقرأ بمعيار الأدب في الأطروحات الأدبية، وأقول الغاية من كتابة النص المسرحي أن ينفذ على خشبة المسرح، وهذه وجهة نظري».
وتابع: «أعتقد أن الكثير من كتاب المسرح لديهم امتداد مسرحي، وبالمقابل الكثير من الأدباء يفشلون في الكتابة المسرحية، هناك هوة كبيرة بين الأدب والمسرح، يكتب الأديب من منظوره الأدبي، الكاتب المسرحي يعرف عن جسد الممثل، والخشبة، والإضاءة، وأبعاد المسرح، حتى لو جاء الكاتب المسرحي من بيئة أدبية وأحب أن يكتب للمسرح يجب أن يعرف المسرح».
وإجابةً على تساؤل الكلباني عن بناء النص المسرحي، قال الحايك: «النص المسرحي من ناحية البناء مثله مثل أي نص، إن كان أدبيًا (روائيا) أو مسرحيًا، يبدأ بفكرة، وشخصيات، وبنية درامية، والحوار الذي يعتبر أهم جزء، بالتالي لا يمكن فصل أي عنصر عن الآخر، هو بناء متكامل».
وردا على تساؤل «متى نقول إن الكاتب المسرحي أنجز مهمته»، أوضح الحايك: «دائما أقول المهم أن يكون النص مكتملًا، النص قد يمر بكثير من المراحل حتى ينضج، أما الاكتمال يسبق النضج، وأعني بالاكتمال هو اكتمال العناصر، ومراعاة الأبعاد الثلاثة (الاجتماعي، المادي، النفسي) للشخصيات، الحوارات الجيدة وغير المترهلة، وأعني بالبنية الدرامية الوضوح في البداية والوسط والختام، والبنية الدرامية أقول دائما إنها كلاسيكية ولكن يمكن التعامل معها وتحديثها».
وحول وجهة نظره عن النسبة التي يشكلها النص المسرحي من العمل المسرحي ككل، قال الحايك: «من الصعب تحديد النسبة، لكن النص المسرحي هو الخطوة الأولى، أعتقد أن نجاح أي عرض مسرحي هو النص الجيد، والمتفرج الواعي يعرف أن هذا العرض عن نص جيد، صحيح أن هناك اتجاهات تنادي بموت المؤلف، وموت النص، هذا الاتجاه يؤمن بنص الورشة، نص البروفات، نص الفكرة الجماعية، وهو اتجاه لا يجب أن نمنع تطوره بل يجب أن يأخذ مجراه، ولكن المهم ألا يكون هناك صراع بين الاتجاهات، ولكني أطلب من أصحاب هذا الاتجاه بألا يهمشوني ككاتب مسرحي».
وتابع: «أعتقد أن المسرح مجال مفتوح وكل التجارب متاحة، يجب ألا نتعامل مع كل تجربة جديدة بالرفض، وهذه وجهة نظري مع كل الفنون، صار هناك جدال كبير بين تيارات الفنون التشكيلية، ولا أحبذ هذا الجدال، وهذا الجدال موجود في المسرح أيضا بطبيعة الحال، وظهرت أصوات بتأصيل المسرح العربي، وأصوات تعارض التأصيل، لا يفترض بي أن أرفض أي شكل لا أنتمي له، هناك قصة حدثت بيني وبين أحد المسرحيين المغاربة وكنا في سلطنة عمان، وكان يتحدث عن نصي الكلاسيكي بنوع من الاشمئزاز، لذلك أقول لا ينبغي ذلك، هناك جمهور يحكم، وأقول لا للصراعات، والمجال مفتوح».
وتعقيبا على موضوع «بناء العمل وفق رغبة الجمهور»، وما إذا كان هذا الموضوع يولِّد شكلا فنيا هجينا، قال الحايك: «أنا لا أميل إلى الاستسهال في المسرح، والسيناريو، وأستهجن أيضا استقطاب مشاهير برامج التواصل الاجتماعي، الفن الدرامي ليس (محل برجر) لأستقطب مشهورا يروج لي، النتائج تقول إن نجوم برامج التواصل الذين دخلوا المسرح لم يقدموا مسرحا حقيقيا، عمل يعتمد على (الذبات) كما نقول في السعودية، أي السخرية من الآخر، وهذا ليس مسرحًا، هذا أمر خطير قد يؤثر على جيل قد يرى مستقبلا أن هذا هو المسرح، يجب ألا نخلط المجالات، ولا يجب أن نبني على مقولة (الجمهور عاوز كده)، يجب أن تكون هناك مسؤولية على الجميع أن نقدم عملًا ذا قيمة، قيمة جمالية، قيمة فكرية، أنا ككاتب مسرحي لا يجب أن أكون شخصا هامشيا، بل يجب أن أكون مؤثرا بشكل إيجابي، ولا يفترض بي أن أسعى إلى إثارة الجدل حتى أنال الشهرة، وعلى سبيل المثال هناك عمل تلفزيوني أثير حوله الكثير من الجدل مؤخرا، الكاتبة فيه يبدو أنها لا تعرف الجمهور ولم تراعه، فقدمت ما يثير الجدل، يجب ألا أكون كهذا النموذج».
وطرح أحمد الكلباني تساؤلا عن النص المسرحي الأصيل، والنص المسرحي المقتبس، وعن رأي الحايك في هذين النصين، فأجاب الحايك: «كلها كتابة مسرحية حتى لو كانت اقتباسا من نصوص أدبية، فالنص المسرحي في كثير من الأحيان اقتباس، اقتباس من الحياة، من موقف، من إحساس، ولكن متى نقول إن الاقتباس سرقة أدبية؟ عندما لا تتم الإشارة إلى أن العمل مقتبس من قصة أو رواية أو حكاية، بمعنى عدم إهمال النص الأصلي».
وعن متى يتم تخريب النص المسرحي، أوضح الحايك: «نتيجة تخريب النص أن المخرج لم يفهم النص، المخرج أشبه بباحث، يدرس النص وأبعاده وشكله والقضايا، وعليه أن يقرأ القضايا ويحلل الشخصيات، وهذا ما ينعكس على الخشبة، المخرج يجب أن يكون مثقفا حقيقيا، كل نص مسرحي قابل لأن يعدل، ولا يجب أن يقدس الكاتب نصه المسرحي، للمخرج أن يعدل بشرط ألا يحذف المؤلف».
وفي ختام الحديث كان للحضور فرصة لطرح مرئياتهم ووجهات نظرهم واستفساراتهم تعقيبا على ما تم تداوله في الجلسة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الکاتب المسرحی النص المسرحی لا یجب أن مسرحی ا
إقرأ أيضاً:
الحكومة تتشبث ببدء مناقشة مشروع قانون الإضراب رغم معارضة النقابات.. وبايتاس: سنستمع للبرلمانيين لتتضح الرؤية
تشبثت الحكومة ببدء مناقشة مشروع قانون الإضراب بمجلس النواب، بعد تأجيل طاله الأسبوع الماضي، حيث ينتظر أن تشرع لجنة القطاعات الاجتماعية في مناقشة مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مثطفى بايتاس، الخميس في الندوة الصحافية التي تلت الاجتماع الأسبوعي للحكومة، « إن قانون الإضراب هو قانون تنظيمي، المفروض أن نكون صادقنا عليها خلال الولاية التشريعية الأولى بعد إقرار الدستور ».
وأضاف: « قدمنا المشروع في البرلمان، وهو المطلوب من الناحية الدستورية، لكن يجب أن نناقش القوانين بعد الإحالة على البرلمان »، مشيرا إلى أن مشروع القانون التنظيمي للإضراب، « ظل 10 سنوات في البرلمان، وحان الوقت لمناقشته في إطار نظام داخلي ينظم مجلس النواب ».
وقال بايتاس أيضا، « كل الضمانات الموجودة على مستوى النظام الداخلي تلتزم بها الحكومة، وحين يطلب التأجيل وفق الإمكانيات المتاحة، تستجيب الحكومة ».
وأضاف المسؤول الحكومي، « المفروض أن يكون النقاش انطلق الأسبوع الماضي، سنبدأ النقاش التفصيلي في اللجنة اليوم، سنستمع، وبناء على النقاش ستتضح الرؤية بخصوص الموضوع ».
من جهة أخرى، قال الوزير المنتدب، إن « الحكومة منذ تعيينها وتنصيبها في البرلمان، وضعت في صلب اهتماماتها موضوع الحوار الاجتماعي، ولكي نكون منصفين، لابد من الاعتراف للحكومة بمأسسة الحوار الاجتماعي، وتوقيع اتفاقيات اجتماعية مهمة مع قطاعات عديدة ».
وتسائل بايتاس، « ما هي الكلفة؟ »، ليجيب: « كلفة الحوار في أفق الانتهاء من تنفيذ مختلف التزاماته، هي 4500 مليار سنتيم، هو رقم كبير جدا لم يسبق أن جلست حكومة سابقة مع النقابات وأقرت اتفاقا من هذا الحجم ».
وشدد المتحدث على أن « مكتسبات عديدة أقرتها الأنظمة الأساسية لعدد من القطاعات الحكومية »، ليخلص إلى أن « الحوار الاجتماعي فيه أيضا إصلاحات لا مناص من مواجهتها، والتحدي الأول هو التقاعد الذي يتطلب إصلاحا ».
وشدد المتحدث على أن « ما تقوم به الحكومة هو تقديم الوضعية للفرقاء، وبعدها سنناقش ونواجه الملفات مواجهة كاملة بعد إصلاحات جزئية في السنوات الماضية لم تؤدي إلى نتائج ».
كلمات دلالية الإضراب البرلمان الحكومة بايتاس