سر التزامن بين قصف الرادارات في جنوب سوريا وضربة أصفهان
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
رغم أن القصف الذي نسب لإسرائيل واستهدف الدفاعات الجوية السورية جنوب البلاد فجر الجمعة يندرج ضمن مسار اعتيادي وسائد منذ سنوات طويلة تطلق حالة تزامنه مع الهجوم الذي ضرب مواقع في أصفهان الإيرانية تساؤلات.
ووفق وكالة الأنباء السورية (سانا) استهدفت إسرائيل بالصواريخ مواقع دفاع جوي في المنطقة الجنوبية، ما أسفر عن خسائر مادية، وأضافت أن الإطلاق حصل من اتجاه الشمال.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن "الضربات وقعت في المنطقة الواقعة ما بين السويداء ودرعا بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، بدون أي صواريخ الدفاع الجوي".
وبينما أشار إلى أن المنطقة المستهدفة واقعة بين زرع وقرفا التي توجد فيها "كتيبة رادار" أكد على ذلك موقع "تجمع أحرار حوران المحلي"، وقال أيضا إن الصواريخ طالت أيضا مطار إزرع الزراعي والثعلة العسكري.
وبدورها أوضحت "سانا" أن الضربات حصلت في الساعة الثانية و50 دقيقة فجرا، في ذات التوقيت الذي أبلغت فيه مصادر ووكالات عن سماع دوي انفجارات في منطقة أصفهان الإيرانية.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي ضرباتها الجمعة إن كان في سوريا أو إيران، لكن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل ضربت في إيران "ذات المكان الذي هاجمها".
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلا عن مصدرين في وزارة الدفاع إن "طائرات عسكرية أطلقت صواريخ بعيدة المدى على قاعدة عسكرية إيرانية في أصفهان"، في رواية قابلتها أخرى ورجحت حصول الهجوم في إيران من الداخل.
"منطقة عسكرية بامتياز"وتنتشر إيران عبر الميليشيات وما تصفهم بـ"المستشارين" في عموم الجغرافيا السورية، ودائما ما تنفذ إسرائيل ضربات جوية وصاروخية في البلاد، وتربطها بشكل غير مباشر بعمليات تهريب الأسلحة، التي تتم باتجاه "حزب الله".
ومنذ بداية الحرب في غزة تطورت الضربات الجوية الإسرائيلية لتطال مسؤولين بارزين وثكنات عسكرية للجيش السوري وتقع غالبيتها في جنوب سوريا، بينها "كتيبة الرادار" التي استهدفت مجددا فجر الجمعة.
تقع الكتيبة بالقرب من مدينة إزرع في ريف محافظة درعا، وهي جزء من منظومة دفاع جوي كاملة خاصة بالجنوب السوري، حسبما يوضح خبراء وباحثون لموقع "الحرة".
الخبير العسكري العقيد السابق، إسماعيل أيوب يقول إن وظيفة كتائب الرادار بالمجمل في سوريا محددة بكشف الأهداف الجوية متوسطة وكبيرة وصغيرة الحجم، وعلى مختلف الارتفاعات.
ويضيف لموقع "الحرة" أن المنطقة الجنوبية لسوريا ما زالت "عسكرية بامتياز"، وتضم قطعات وتشكيلات وفرق عسكرية وأفواج أبرزها وأهمها "الفوج 189" للدفاع الجوي، أو كما يعرف بـ"فوج جباب".
بعدما تكشف "كتيبة الرادار" الأهداف الجوية تنقل المعلومات لمقرات القيادة والسيطرة، وتعمل على توزيعها على وسائط الدفاع الجوي للتصدي.
وعلى أساس ذلك، يشرح أيوب أن "قصفها دائما ما يكون الهدف الأول للطائرات الحربية المعادية".
وفي بعض الأحيان يتم إعماء "كتائب الرادار" عن طريق التشويش، وفي حالات أخرى يتم تدميرها بالوسائط النارية.
ويبدو أن إسرائيل "اختارت تدميرها بأسلحة وصواريخ تطلق من مسافات بعيدة"، حسب الخبير العسكري.
ويعتقد أن التزامن بين ضربات جنوب سوريا و"الهجوم على إيران" يمكن فهمه من زاويتين.
الأولى في مسعى من إسرائيل "لضرب أهداف إيرانية داخل سوريا لا تستدعي ردا قويا".
ويرتبط الهدف الثاني بأمور عسكرية تتعلق بضمان دخول الطائرات الأجواء السورية، دون التعرض لأي تصدٍ من الأرض.
"مرسل ومستقبل"ويأتي "الهجوم الإسرائيلي على إيران" والذي لم تتبناه إسرائيل رسميا حتى الآن بعد أسبوع من هجوم بالصواريخ والمسيرات نفذه "الحرس الثوري" باتجاهها.
وأظهرت تسجيلات مصورة ليلة السبت – الأحد الفائت الصواريخ الإيرانية والمسيّرات في أثناء عبورها الأجواء الأردنية، باتجاه إسرائيل.
ويشير الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان إلى أن المواجهات في الزمن الحالي تحول الكثير منها إلى الضرب بصورة غير مباشرة، عبر الدرونات المتفجرة والصواريخ المجنحة.
ويحتاج هذا الأسلوب وفق حديثه لموقع "الحرة" أجهزة إشارة لضمان البقاء على ذات المسار حتى الوصول للهدف.
ولا يستبعد الباحث أن تكون إيران قد استغلت كتائب الرادار في سوريا، كقواعد إشارة لتوجيه طائراتها المسيرة.
ويرجح أن تشهد سوريا "تحييدا أكبر في المرحلة المقبلة، على صعيد الرادارات وأجهزة الإشارة".
"سلاح بـ3 أقسام"وينقسم سلاح الرادار في سوريا إلى 3 أقسام، حسبما يوضح الخبير العسكري إسماعيل أيوب، وجميعها تتبع للإدارة التابعة للقوى الجوية.
وهذه الأقسام عبارة عن 3 ألوية كبيرة هي: لواء المنطقة الجنوبية ولواء المنطقة الوسطى والساحلية ولواء المنطقة الشمالية والشرقية.
ويقول إن تكون كتيبة الرادار التي تم استهدافها فجر الجمعة تتبع للواء المنطقة الجنوبية، الذي يغطي مناطق تمتد من النبك في ريف دمشق وحتى الحدود الأردنية.
ضمن المنطقة المذكورة توجد العديد من الكتائب الرادارية، وجميعها تتموضع على المرتفعات والجبال.
ويضيف الخبير: "مهمتها كشف الأهداف الطائرة وإرسال المعلومات لمقرات السيطرة والتعاون مع رادارات الدفاع الجوي لاتخاذ قرار الهجوم الجوي".
ودائما ما كان النظام السوري يعلن عن تفعيل الدفاعات الجوية عندما يتم الإبلاغ عن قصف إسرائيلي في سوريا.
لكنه ومنذ شهرين التزم ببيانات ثابتة تؤكد حصول "عدوان" دون التصدي له.
ولا يستبعد الباحث شعبان أن تكون إيران تستخدم كتائب الرادار لأغراضها العسكرية المتعلقة بالدرونات التي تستخدمها.
وبينما يقول إن لديهم (الإيرانيون) غرف عمليات خاصة بالإشارة، يوضح أن تواجدهم خلال السنوات الماضية في القطع العسكرية والمطارات يثبت توغلهم في هذا القطاع العسكري.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المنطقة الجنوبیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.