الوطن:
2025-01-30@21:02:20 GMT

«المشخصاتي»

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

«المشخصاتي»

«من أين أتى هذا الفتى؟.. تشعر أنه جاء من كل مكان فى مصر، من شوارع وحوارى القاهرة، من الريف المصرى، من عائلة كبيرة غنية، من أسرة فقيرة، يأتى من كل مكان، بشخصيات وأداء تمثيلى تحمل كل مكونات الشخصية المصرية سواء حزن أو سخرية، غضب مكتوم أو خفة دم، رغبة فى الحكى والسيطرة على القعدة».

هكذا رأى الفنان القدير أحمد كمال زميله صلاح السعدنى فى شهادة أودعها أحد إصدارات المهرجان القومى للمسرح، بمناسبة تكريمه ضمن عدد من الفنانين المصريين الذين أثروا العمل المسرحى فى مصر والعالم العربى، معتبراً إياه حارساً على روح الأداء التمثيلى المصرى الهوية.

اليوم الجمعة غيّب الموت صلاح السعدنى الذى لقبه جمهوره ومحبوه بـ«العمدة» استناداً إلى شخصيته الشهيرة فى عالم الدراما «العمدة سليمان غانم» فى سلسلة «ليالى الحلمية»، بعد سنوات من النجاح والشهرة والنجومية ومشوار طويل بدأه فتى يافع فى ستينات القرن الماضى، يتنقّل من دور ثانوى لآخر بخطوات هادئة تترقب الفرصة والمساحة الأكبر للظهور على الشاشة، حتى يحظى بها فى فترتى السبعينات والثمانينات من خلال مسلسلات أصبحت حتى يومنا هذا علامة مضيئة فى تاريخ الفن المصرى مثل «أبنائى الأعزاء شكراً»، و«لسَّه باحلم بيوم»، و«المكتوب على الجبين».

فى يوم 23 أكتوبر عام 1943، جاء الطفل «صلاح» للحياة، هو الشقيق الأصغر للكاتب محمود السعدنى، فرقتهما السنوات بنحو 15 عاماً جعلت العلاقة بينهما أشبه ما تكون بأب وابنه، لتجمعهما تفاصيل الحياة، حيث تعلّم الصغير واكتسب من شقيقه الأديب «شيخ القبيلة» بالنسبة إليه أهمية الثقافة والأدب فى تكوين الفنان، تعرّف من خلال لقاءاته وجلساته الفكرية على كبار الكتاب والأدباء والمبدعين فى هذا الزمن، ليتسرب حب الفن إلى قلب وعقل «صلاح»، ورغم دراسته بكلية الزراعة، التى كانت بمثابة الحقل الذى جمع على أرضه أشهر نجوم الفن مثل عادل إمام، ونور الشريف، وسمير غانم، وسعيد صالح، فإنه قرر أن يصبح «مشخصاتى»!.

بالفعل يصبح واحداً من أبرز نجوم الفن متفرداً بأدواره، ويقدم أكثر من 200 عمل ما بين دراما ومسرح وسينما، حتى يقرر الاكتفاء بالجلوس على «الكنبة» والحصول على استراحة مبدع بعدما رحل عنه أصدقاء العمر.. يدخل فى نوبة اكتئاب مرة، وأخرى يرفض الظهور فى أى مناسبات ولا يرد على هاتفه المحمول ويقرر أن يسعد بأبنائه وأحفاده والاستمتاع مع مباريات النادى الأهلى، كان يتمنى أن يعيش ويرحل فى هدوء بدون إزعاج!.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاح السعدنى سليمان غانم حسن أرابيسك المتحدة للخدمات الإعلامية

إقرأ أيضاً:

«الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى

لم يعد الرأى العام المصرى يندهش أو حتى يهتز لأننا أصبحنا نبحر فى كل اللا معقَول بسبب الأحداث التى تفوق كل التوقعات والتكهنات وحتى الخيالات التى غالبًا ما تنتهى بسنياريوهات دمويه للعنف الأسرى أو بدافع الحب، هزت نسيج أسطورة المجتمع المصرى المتدين المعروف بالتدين والحياء، خلافات قد تكون تافهة تنسف كل المشاعر الإنسانية، وتدمير كلى وجزئى لكل أدبيات «العيش والملح»، والعشرة الطويلة على المرة قبل الحلوة.. الحقيقة المفزعة بأن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى البيوت المصرية التى تحولت إلى قنابل موقوتة تسقط عند أول اختبار صعب للظروف المعيشية و«العيشة الضنك».. بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة الذى يمر بها، تدل بل تؤكد على هشاشة العلاقات الأسرية. وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية بين أزواج ضعاف النفوس ومنزوعى العلاقة الروحية والربانية التى توثق الأخلاق وتهذب النفوس بالخوف من الله والظلم... لتتحول كل المشاعر إلى نزعة انتقامية تنتهى برغبة أكيدة بالتخلص من كليهما،. غالباً ما تقع الزوجة الطرف الأضعف كضحيه لهذا الخلل..جرائم قتل بشعه تهز عروش السماء وينفطر لها القلب وتخرج عن كل التوقعات أو حتى ما يستوعبه المنطق والعقل..والأسباب تافهة الذبح هو سيد كل نزاع بين العاشقين أو الزوج والزوجه وأمام أعين أولادهم فاجعة بكل المقاييس، تزامنًا من تزايد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق فى ظاهرة باتت تهدد المجتمع المصرى بشكل خطير، للأسف الإعلام والدراما الهابطة ساعد فى تأجيجها هذه الظاهرة.

فمنتهى الهدوء والثبات والثقة قام زوج ببث فيديو مباشر بـ «سيلفى» مع زوجته التى قطع راسها أمام بناتها الثلاث بعد ٩ سنوات من العشرة انتهت بمشهد انتقامى دموى.. وآخر سابق «بطلها» طبيب قتل زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاثة ذبحا فى دقائق وسط بركة من الدماء..وفى شوارع الإسماعيلية جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبدالرحمن نظمى، الشهير بـ»دبور»، على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض «ساطور». ولم يكتف الشاب بذلك، بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة فى مشهد مرعب وسط ذهول، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين، وفى محافظة الغربية قام شاب بقتل أفراد عائلته بطريقة بشعة، قام بالتخلص من عائلته المكونة، من والدته وشقيقه وشقيقته ذبحا بالسكين، وإشعال النيران فى أجسادهم بمركز قطور ، مشاهد الذبح اليومية التى ملأت أسماعنا هنا وهناك لم تفرق بين الطبقات بل انها النهاية البشعة لكل فئات المجتمع سواء المثقفة أو حتى الأمية، فى ظل انتشار «السوشيال ميديا» وسرعة البرق فى نشر الأفكار المسمومة الذى تسبب فى انتهاك الخصوصية للمواطن المصرى البسيط «أبوضحكة جنان» الشهير بخفة الدم و»القفشات» التى يحول المواقف الصعبة إلى ضحكات وابتسامات.. للأسف لم يعد دمه خفيفًا بل أصبح دمه رخيصًا، وتنوعت الأسباب التى يرجع إلى غياب الوعى الثقافى والدينى، وتعاطى المخدرات الرديئة الصنع آلتى انتشرت حالياً فى السوق المصرى والتى تفتك بالعقل وتغيبه وأسباب كثيرة وخطيرة أهمها ضياع الوازع الدينى وانهيار الأخلاق والضغوط والتوترات الاقتصادية الباب الخلفى الذى أفرز مجتمعًا مضغوطًا نفسياً وعصبيا وجسدياً عجز عن توفير حياة كريمة، يمكن تلخيصها فى عدة عوامل متداخلة، إذ إن تدهور الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة، يعزز من مشاعر الإحباط والضغوط النفسية، مما يؤدى إلى تصاعد العنف كوسيلة للتنفيس عن الغضب. بالإضافة إلى ذلك يؤثر الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة على تزايد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وضعف الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، يعمق الإحساس بعدم العدالة الاجتماعية ويزيد من السلوكيات العدوانية.، ولابد من وضع السياسات العاجلة وزيادة الوعى الثقافى والاجتماعى ونشر الخطاب الدينى، عدة عوامل حربية كخطة عاجلة لوقف نزيف وجراح مجتمع فى طريقه إلى الانهيار، إلى جانب تراجع القيم المجتمعية، أدى إلى تغيرات فى التركيبة الاجتماعية وانخفاض الوعى بالقيم الإنسانية والتسامح، زادت من انتشار السلوكيات العدوانية والعنف كجزء من سلوكيات الاحتجاج أو الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن تعدد مصادر الأسلحة والمخدرات فى بعض المناطق يجعل العنف أكثر شيوعًا.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أيقونة السيريالية المصرية.. جاليرى "المشهد" يفتتح معرض الفنان محمد رياض سعيد
  • مكمن صلابة مصر
  • مواقف مصر لا تخضع للمساومة
  • جاليري المشهد يفتتح معرض الفنان الراحل محمد رياض سعيد أيقونة السيريالية المصرية (صور)
  • نجوم الفن يواسون أحمد فهيم في عزاء والدته بحضور أحمد خالد صالح
  • نجوم الفن يواسون أحمد فهيم في وفاة والدته
  • عمر الشناوي وتارا عماد يحتفلان بالعرض الخاص لفيلم لأول مرة
  • نجوم الفن كتف في كتف الفنان أحمد فهيم لوداع والدته
  • علي الفاتح يكتب: ترامب يرقص على حافة الجحيم!