مسؤولون صهاينة ينتقدون الرد الضعيف على إيران
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
يمانيون../ انتقد مسؤولون داخل كيان العدو الصهيوني، اليوم الأربعاء، حجم الهجوم “الإسرائيلي” التخريبي في إيران، ووصفوه بالرد “الضعيف” لإسقاط الواجب وتجنّب التصعيد.
ووفق موقع “الميادين” تطرّق ما يسمى بوزير “الأمن القومي” في حكومة العدو، إيتمار بن غفير، إلى حجم الهجوم الإسرائيلي التخريبي في إيران، منتقداً إيّاه بكلمة واحدة، قائلاً إنّه “ضعيف”.
وأحدث تصريح إيتمار بن غفير استياء رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قائلاً: “لم يتسبب أبداً أي وزير في الكابينت بضرر كبير إلى هذا الحد على أمن إسرائيل، ولصورتها ومكانتها الدولية”.
وتابع قائلاً: “في تغريدة لا تغتفر من كلمة واحدة، نجح بن غفير في السخرية وإحراج إسرائيل أمام طهران وواشنطن”.
وشدد لابيد على أنّ “أي رئيس حكومة آخر لكان طرده من الكابينت هذا الصباح”. وأكد أنّ “الوزراء الذي يجلسون إلى جانبه ويصمتون كالغنم ليسوا معفيين من المسؤولية”، مشيراً إلى أنّهم جزء من إخفاق أمني لا يغتفر.
وكانت الدفاعات الجوية الإيرانية قد أسقطت، فجر اليوم الجمعة، عدة مسيرات صغيرة بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جداً في محافظة أصفهان وسط البلاد، وسط تأكيدات رسمية إيرانية أنّ الوضع في المحافظة وفي منشآتها النووية آمن بالكامل.
ويأتي تصريح بن غفير فيما أصدرت وزارة الخارجية في حكومة العدو توجيهات للسفارات والممثليات الإسرائيلية في أرجاء العالم بـ”التزام الصمت، وعدم قول أي أمر يمكن أن يُورّط إسرائيل، يُفسّر منه أي شيء قد يولّد لدى الطرف الآخر رغبة بتنفيذ رد من جانبه”، وفق الإعلام الصهيوني.
وقال مراسل الشؤون السياسية، يارون أفراهام، لـ “القناة الـ 12” الصهيونية، إنّ “المفاجئ أنّه لم يصدر توجيهات مماثلة عن مكتب رئيس الحكومة لجهاز الإعلام القومي ولوزراء الحكومة الذين يسمح لهم بالتحدث بحرية، وأحياناً يورطون “إسرائيل” في الجانب التصريحي”.
وفيما يتعلق بالعملية نفسها، أوضح أفراهام أنّ ذلك “ليس سراً، فقد كانت هناك مشاورات بالغة الأهمية في الكيان بشأن هذا الشأن الأسبوع الماضي، فيما كانت هناك خلافات شتى حول التوقيت والطريقة والهدف”.
أضاف أنّ “الواضح من هذه الهجمة، إنْ كانت “إسرائيل” هي من نفّذتها، هو أنّها نُفّذت بشكل يمكّن على ما يبدو من إغلاق الحدث، من خلال تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي أكّد مسؤولوها أنّها تريد عملية تكون على علم بها ومطلعة عليها على الأقل، وأن لا تكون متفاجئة منها”.
في هذا الإطار، ذكرت وكالة “بلومبرغ” أنّ المسؤولين الإسرائيليين “أبلغوا الولايات المتحدة في وقت سابق أمس بأنّهم يعتزمون الردّ على إيران خلال الـ 24 إلى 48 ساعة المقبلة”.
وعقب الهجوم، ذكرت وسائل إعلام العدو أنّ “رد الكيان في إيران هو لإسقاط الواجب فحسب”.
كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيليين وصفهم الهجوم بأنّه “رداً محدوداً يهدف إلى تجنب تصعيد التوترات”.
وقال النقاد في البرامج الإخبارية الصباحية الصهيونية إنّ “الضربة لم تتسبب في أضرار كبيرة”.
كذلك، تحدّثت الصحيفة عن سخرية الإيرانيين من الضربة الإسرائيلية، باعتبارها “رداً تافهاً على ما يقرب من 300 صاروخ وطائرة من دون طيار أطلقتها إيران على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي”.
بدورها، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم”، إنّ النطاق المحدود للهجوم، وعدم تبنّي “إسرائيل” المسؤولية عنه، يسمحان للإيرانيين بأن يقولوا لشعبهم وللعالم إنّه “لا يوجد شيء”، لأنّه “لم يكن هناك شيء”.
ويُظهر الهجوم الذي أكدت إيران أنه ليس من خارج البلاد، أنّ “إسرائيل” لجأت إلى تفعيل أدواتها الداخلية للقيام بعملية تخريبية في إيران عبر عدد محدود من المسيّرات.
وفي محاولة لبحثها عن إنجاز وتضليل الرأي العام، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية صورة لقصف غزة في عام 2022 تحت عنوان “إسرائيل تضرب إيران”.
وكانت إيران قد حذّرت مراراً وتكراراً من أنّ أي هجوم على مصالحها سيُقابل برد عنيف أضعاف الرد على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
#إيران#الرد على إيرانً#كيان العدو الصهيونيالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی إیران بن غفیر
إقرأ أيضاً:
كيف تتحضر إسرائيل للحرب الشاملة ومهاجمة إيران؟
القدس المحتلة- تسعى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إلى توسيع دائرة الحرب التي وصفتها بأنها "متعددة الجبهات" بما يتوافق وطرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تحدث مرارا عن تغيير وجه الشرق الأوسط، وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فتح "أبواب الجحيم" بالمنطقة.
وأجمعت قراءات وسائل الإعلام والمحللين بإسرائيل على أن الأخيرة تحضّر لاستهداف إيران، ضمن ما يعرف بسيناريو "الحرب الشاملة" بدعم من الولايات المتحدة التي سلّمت إسرائيل مزيدا من السلاح ومنظومات الدفاع الجوي مؤخرا.
وتذكّر النقاشات بإسرائيل بتحضيرات بدأت قبل 14 عاما لضرب إيران، في حين تستمر بمهاجمة أهداف بسوريا والسيطرة على مزيد من الأرض بالتزامن مع حرب غزة والتصعيد بالضفة الغربية ولبنان، مما يدفع كثيرين للشك بأن نتنياهو يخطط لحرب شاملة لا تهدأ خلال وقت قصير.
تحت عنوان "بين سوريا وإيران وغزة"، كتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، مقالا، استعرض خلاله مناقشات الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي بتل أبيب وتحضيرات الجيش الإسرائيلي لحرب شاملة بالتنسيق مع ترامب الذي لطالما لوَّح بفتح "أبواب الجحيم" على الشرق الأوسط.
وفي مؤشر يعكس تحضُّر إسرائيل لتلك الحرب، قال يهوشع إن "المناقشات التي تجري بتل أبيب تذكرنا بالتحضيرات للهجوم على إيران التي خُطط لها قبل حوالي 14 عاما، بينما في سوريا، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحصول على سيطرة عسكرية قد تهدد إسرائيل الساعية لمنع أنقرة من التموضع العسكري ودعم الرئيس السوري أحمد الشرع".
وفي غزة، يضيف يهوشع أن الجيش الإسرائيلي وسَّع نطاق عمليته البرية واحتل المزيد من المناطق في القطاع، وقطع أوصاله، ويستعد لتحقيق رؤية رئيس الأركان إيال زمير، بشأن "غزو متعدد الفرق"، وسط استمرار العلمية العسكرية بالضفة، و"بهذه المرحلة تحديدا، أصبح كل قرار مسألة حياة أو موت لإسرائيل".
إعلانوأوضح المحلل العسكري أن الجيش الإسرائيلي وسَّع دائرة الحرب على 3 جبهات رئيسية، هي غزة وسوريا ولبنان، وقال "هناك جبهات أخرى، والإيرانية هي الأكثر إلحاحا"، كاشفا عن تقارير عدة بشأن "إمكانية شن هجوم إسرائيلي أو أميركي أو مشترك".
ومثل هذه الأيام "الدرامية"، ومع وقوف الأمن القومي الإسرائيلي على المحك، يتعين على نتنياهو -حسب يهوشع- أن يكون منتبها، حيث تشكل خبرته وثقله في أميركا عنصرا أساسيا لضمان أمن إسرائيل، وأنه "بساحة مشتعلة مثل الشرق الأوسط، لا يمكن لتل أبيب أن تقف مكتوفة الأيدي".
"أبواب الجحيم"من جهته، يعتقد محلل الشؤون العسكرية والأمنية للموقع الإلكتروني "واي نت"، رون بن يشاي، أن ضغط إسرائيل العسكري على مختلف جبهات القتال يندرج بسياق "أبواب الجحيم" الذي لوَّح به ترامب.
ويرى بن يشاي أن استئناف القتال والتوغل البري بغزة، والذي يأتي ضمن الهدف المعلن لحكومة نتنياهو بكسر الجمود بالمفاوضات، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإسقاط حكومة حماس المدنية، ووقف استعادة كتائب القسام قدراتها العسكرية، يأتي بصورة خفية ضمن حملة واشنطن ضد المحور الإيراني والحوثي بالشرق الأوسط.
وقدَّر أن المحور الأميركي الإسرائيلي يهدف من خلال ما وصفه ترامب بفتح "أبواب الجحيم" على الشرق الأوسط، لإطلاق المحتجزين، وطرد حماس من غزة، وفرض ثمن باهض على الحوثيين، وإلحاق ضرر كبير بقدراتهم العسكرية لتعطيل الملاحة بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ورجَّح بن يشاي أن البيت الأبيض يطمح عبر الترويج لـ"أبواب الجحيم" لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق نووي جديد يمكن لترامب وإسرائيل الموافقة عليه، والذي من شأنه إحباط نواياها وقدراتها على الوصول بسرعة للأسلحة النووية.
وفي قراءة لدلالات استئناف الاحتلال القتال في غزة ومواصلة الهجمات على لبنان وسوريا، استعرض الصحفي يسرائيل هرئيل، في مقاله "الجيش الإسرائيلي انتقل من الاحتواء إلى الهجوم- هل استيقظ نتنياهو؟"، بصحيفة "هآرتس"، التحول الإستراتيجي في تعامل الجيش بالقتال مع الجبهات المتعددة، خاصة تلك التي تُطوِّق إسرائيل.
إعلانيقول هرئيل -وهو من مؤسسي مجلس المستوطنات بالضفة الغربية- "هذه الأيام يستعرض الجيش الإسرائيلي عضلاته ويوسع ضغطه العسكري على غزة لإجبار حماس على إطلاق المحتجزين، وكثف غاراته على سوريا لمنعها من تجميع قدراتها العسكرية. وفي لبنان، يمنع سلاح الجو حزب الله من نقل الأسلحة، بل يستعد الجيش لمنع إيران من إنتاج الأسلحة النووية".
ويضيف "انتقل الجيش من سياسة الاحتواء للهجوم، لمنع أي كوارث مستقبلية، كما حصل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
ويعتقد هرئيل أنه كان من الممكن تجنب ما وصفه "الشر" الذي حدث بإسرائيل خلال العام والنصف الماضيين، لو أن الجيش منع حزب الله آنذاك، قبل نحو 19 عاما، من القيام بما يمنعه اليوم، وينطبق الأمر على غزة، لو لم تسمح إسرائيل بتدفق الأموال والأسلحة إليها.
وبالرغم من هذا التحول في إستراتيجية الجيش الإسرائيلي، فإن الكاتب تساءل عما إذا كانت الأحداث العسكرية الأخيرة بسوريا ولبنان وغزة تشير إلى أن نتنياهو غيّر رأيه؟ وقال "من المبكر جدا تحديد ذلك، الزمن كفيل بإثباته".
مسألة وقتوفي إشارة للتحول إلى الهجوم في الجيش والمناقشات حول سيناريو حرب شاملة، افترض المحلل العسكري لصحيفة "معاريف"، آفي أشكنازي عبر مقاله "عنق الزجاجة.. يجب على إسرائيل اتخاذ إجراء واحد قبل مهاجمة إيران"، أن تل أبيب لا تستطيع مهاجمة طهران حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين، مبينا أن عمليات الاحتلال الحالية بغزة "ليست سوى البداية".
ويقول أشكنازي إن مهاجمة إيران أصبحت "مسألة وقت"، كما أن الوقت المتاح لذلك "محدود"، باعتبارها "القضية الوجودية التي تهدد إسرائيل"، خاصة أنه "لم يتضح بعد ما إذا كان الأميركيون سيقومون بهذه المهمة، وهو ما تدفع إليه إسرائيل".
لكن إذا لم تفعل واشنطن شيئا، وتركت الساحة للجيش الإسرائيلي، يضيف أشكنازي، فإن إسرائيل ستحتاج للدعم الأميركي، ليس فقط بالأسلحة والموارد، بل أيضا بالتوضيح الصريح من البيت الأبيض بأنه يدعمها بحاملات الطائرات وأسراب المقاتلات بالقواعد العسكرية في الشرق الأوسط. "فأي هجوم على إيران قد يشعل حربا تستمر لأسابيع أو أشهر".
إعلان