يمانيون:
2025-01-19@12:38:04 GMT
مجرد رد أم ضربة كبرى في رأس الأفعى الصهيونية
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
مجرد رد أم ضربة كبرى في رأس الأفعى الصهيونية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
قمة المليار متابع: لفتة القرقاوي تُخلّد احترام المعرفة
في دبي، حيث الإبداع يُصاغ واقعًا والطموحات لا تعرف حدودًا، انطلقت النسخة الثالثة من "قمة المليار متابع"، الحدث الذي أثبت مرة أخرى أن الإمارات لا تكتفي بقيادة المستقبل، بل تصنعه. القمة التي حملت شعار "المحتوى الهادف"، لم تكن مجرد حدث عالمي جمع 15 ألف صانع محتوى و420 متحدثًا و125 رئيسًا تنفيذيًا، بل كانت ملحمة إعلامية جسّدت الرؤية الإماراتية في تحويل صناعة المحتوى إلى قوة مؤثرة في تشكيل مستقبل الإعلام والمجتمعات.
لم تكن هذه القمة مجرد تجمع للمؤثرين، بل كانت احتفاءً بالفكر والإبداع والابتكار. كيف لا، وهي التي وضعت القواعد الجديدة للعبة الإعلام الرقمي، وركزت على "أنسنة المحتوى"، لأن الإعلام لا يُقاس بأعداد المتابعين فقط، بل بالقيم التي ينقلها والرسائل التي يتركها في النفوس. من برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى" الذي وفر دعمًا ماليًا بقيمة 50 مليون درهم، إلى إطلاق أكبر جائزة في تاريخ الإعلام الرقمي بقيمة مليون دولار، كانت القمة منصة لإبراز الأثر الحقيقي الذي يمكن أن يحققه الإعلام في بناء عالم أفضل.
وسط هذا المشهد الإبداعي، كان البريطاني سايمون سكويب هو الفائز الأكبر. لم يكن فوزه بالجائزة الكبرى مجرد تكريم لجهوده في تقديم محتوى هادف، بل كان تكريمًا لفلسفة الإعلام الهادف ذاته. سايمون الذي قدم عبر منصته “HelpBnk” نصائح تجارية مجانية وأفكارًا إنسانية ملهمة، أثبت أن الإعلام يمكن أن يكون رسالة أمل وأداة تغيير في حياة الأفراد والمجتمعات. ولكن، ما جعل هذا الحدث أكثر تميزًا هو اللحظة التي جسدت فيها القمة جوهرها الإنساني والراقي.
في لحظة استلام الجائزة، وبينما كان سايمون يضع الكتاب الذي كان يحمله على الأرض لاستلام جائزته، برزت شخصية من طراز رفيع، معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الذي لاحظ هذا التصرف العابر. وبحركة عفوية، لكنها مليئة بالدلالات، التقط الكتاب وأعاده إلى سايمون بعد تسلمه الجائزة. هنا، نحن لا نتحدث عن مجرد تصرف بسيط، بل عن مشهد إنساني يتجاوز الحدث ذاته ليصبح درسًا في احترام الثقافة والمعرفة. القرقاوي، بهذه اللفتة البسيطة، أظهر لنا كيف يمكن لحركة صغيرة أن تعكس قيمًا عظيمة، وكيف أن احترام الكتاب هو احترام للفكر، واحترام الفكر هو احترام للإنسانية بأكملها.
محمد القرقاوي، الذي لا يُختصر ذكره بعبارة ولا تفي حقه الكلمات، كان في تلك اللحظة نموذجًا للقيادة الحكيمة والرؤية التي تؤمن أن الثقافة ليست رفاهية، بل هي الأساس الذي تبنى عليه الحضارات. كانت لفتته تلك بمثابة رسالة أن القمة لم تكن مجرد حدث إعلامي، بل هي انعكاس لرؤية الإمارات في احترام الإنسان وقيمه وفكره.
القمة، في نسختها الثالثة، لم تكن محطة عابرة في مسيرة الإعلام الرقمي، بل كانت لحظة تاريخية أعادت تعريف دور الإعلام في تشكيل المجتمعات. ومع الإعلان عن النسخة الرابعة في يناير 2026، بات واضحًا أن الإمارات لا تكتفي بصناعة النجاح، بل تستمر في استثماره ليصبح منهجًا عالميًا يُلهم الجميع.
هذه القمة لم تكن مجرد حدث إعلامي؛ بل كانت شهادة حية على أن المستقبل يصنعه أولئك الذين يؤمنون بأهمية الكلمة، وبقيمة الفكرة، وبقدرة الإعلام على تغيير العالم نحو الأفضل.