الجزيرة:
2024-11-16@16:55:22 GMT

المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية

نيودلهي- يمثل المسلمون ما نسبته 15% من سكان الهند، بتعداد يصل إلى 200 مليون شخص، لكنهم يعدون الفئة الكبيرة الغائبة في الانتخابات الهندية الجارية، فلا حديث عن طموحاتهم ومصالحهم وآلامهم.

وبينما تسعى كل الأحزاب لنيل أصواتهم، لم يتم ترشيح شخصيات مسلمة في هذه الانتخابات سوى القليل، وضمن الدوائر التي توجد بها غالبية مسلمة، على الرغم من أن حزب الشعب الهندي يطرح -بطرق ذكية- أمورا تمس المسلمين بشكل سلبي.

تهديد حزب الشعب

تدرك الأقلية المسلمة رسائل رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتلميحاته، التي يتحدث بها آخرون من زعماء حزبه جهارا، حول إمكانية تدجين وتهميش المسلمين، ولسان حاله يقول للناخب الهندوسي إن الحزب تمكّن من بناء معبد راما الضخم على أرض المسجد البابري، وبإلغاء الاستقلال الذاتي لكشمير.

ويمضي الحزب بمخططه لتنفيذ قوانين مدنية لكل الهنود بإلغاء قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية، وبالسماح للهندوس بالاستيلاء على المزيد من المساجد، بادعاء أنها أُقيمت بعد هدم معابد هندوسية، وبإغلاق المدارس الإسلامية، وكذلك محاربة طعامهم "الحلال" وتحريم "الحجاب"، وبالسماح بهدم مساجدهم ومقابرهم ومزاراتهم.

ووضع مودي الأساس القانوني لانتزاع جنسية ملايين المسلمين من خلال تعديل قانون الجنسية، بالإضافة لتهميش المسلمين سياسيا، فلا يوجد وزير مسلم في الوزارة المركزية أو في حكومات الولايات التي يحكمها حزب الشعب الهندي، ولا نائب مسلم عن الحزب الحاكم في البرلمان المركزي أو في المجالس التشريعية بالولايات التي يحكمها حزب الشعب.

وبينما تحتفل البلاد بالمناسبات الهندوسية بكل صخب في كل مكان، حتى في المطارات ومحطات القطارات، يُعاقب المسلمون لو تجرؤوا على أداء صلوات الجمعة أو العيدين في الميادين العامة أو في الطرقات لو ضاقت بهم مساجدهم.

حالة تهميش مستمرة

بدأ تهميش مسلمي الهند وتغييبهم حتى قبل الاستقلال، فقد سبق أن رفض حزب المؤتمر خلال فترة الحكم الذاتي التي سبقت الاستقلال مطالب بسيطة لحزب الرابطة الإسلامية، كأن يُفسح المجال في الوزارة لوزيرَين مسلمَين بدلا من وزير مسلم واحد، حيث كانت هذه المواقف دافعة للمطالبة بتقسيم الهند.

وبعد الاستقلال، جرى تهميش اللغة الأردية باعتبارها لغة المسلمين، لأنها تُكتب بالحروف العربية الفارسية، وأغلقت المدارس التي كانت تتخذ من الأردية وسيلة للتعليم، وصودرت أملاك ملايين المسلمين، فلو حدث أن هاجر ولو فرد واحد من الأسرة إلى باكستان وأراد العودة إلى موطنه، فسيطلب منه استصدار تصريح مسبق، لكنه لن يحصل عليه بسهولة.

وبينما كانت الهند ترحّب بغير المسلمين المهاجرين من باكستان، ألغت حصص المسلمين في الوظائف الحكومية، بل حرمت المسلمين والمسيحيين، وممن هم من أصول تُسميهم "المنبوذين"، من التمتع بمزايا أعطتها للمنبوذين من الهندوس، وجرى تقليص وجود المسلمين في الكادر الإداري والشرطة والجيش بصورة منظمة تدريجيا، حتى وصل الآن إلى نحو لا يتجاوز 4% عموما.

وتشير أرقام تمثيل المسلمين في البرلمانات الهندية المتعاقبة بحسب مفوضية الانتخابات، إلى أن عدد نوابهم في سنة 1952 بلغ 11 نائبا، بنسبة 2% بين النواب، ووصل في عام 2019 إلى 27 نائبا بنسبة 4.4%.

وكانت أعلى نسبة تمثيل للنواب المسلمين 10% سنة 1980، بواقع 49 نائبا مسلما، بينما ينبغي أن يكون لهم اليوم على الأقل نحو 80 مقعدا في البرلمان المركزي.

ولجأت الحكومات المتعاقبة إلى تقليل أعداد النواب المسلمين بطرق ذكية، مثل تخصيص الدوائر ذات الغالبية المسلمة للمنبوذين، أو توزيع الدوائر ذات الغالبية المسلمة على دوائر هندوسية، وذلك لتقل نسبة المسلمين في الدائرة، وتقوم به مفوضية لا يمكن الطعن بقراراتها في المحاكم.

ومع هذا، يحرص حزب المؤتمر والأحزاب العلمانية الأخرى على ترشيح المسلمين في الانتخابات وإشراكهم بالمجالس الوزارية، وتعيين مسلمين بمناصب شرفية عالية مثل رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية وحكام الولايات.

في عهد مودي

تغير وضع المسلمين بصورة جذرية مع وصول حزب الشعب الهندي للحكم بقيادة ناريندرا مودي، المعروف بعدائه للمسلمين واتهامه بتدبير مذابح "كوجرات" في فبراير/شباط 2002.

ويؤمن مودي وحزبه بأن أي بادرة حسنة تجاه المسلمين تندرج تحت سياسة التملق للأقليات على حساب الهندوس، بالإضافة لإيمانهم بأيديولوجية الحركة الهندوسية السياسية "الهيندوتوا"، التي ترى أنه لا بد من تهميش المسلمين والمسيحيين، وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية، واعتبارهم ضيوفا في البلد بدون أي امتيازات.

وكان مودي قد أتقن هذا التوجه خلال حكمه لولاية كوجرات في الفترة ما بين سنوات 2001 إلى 2014، فلا يوجد منذئذ نائب مسلم في مجلس كوجرات التشريعي، رغم أن المسلمين يمثلون 10% من سكان الولاية.

وألغى مودي المشاريع التي بدأتها حكومات سابقة للنهوض بالمسلمين في المجال التعليمي بصورة خاصة، وأخذت حكومات حزب الشعب بالتضييق على المدارس الأهلية الإسلامية، وإغلاقها في مختلف الولايات التي تحكمها، مثل آسام وأوتارخاند وأوتاربراديش.

وبدأ هدم المساجد والمدارس الإسلامية الأهلية والمزارات والمقابر في الولايات التي يحكمها حزب الشعب، وهدمت بيوت ومتاجر المسلمين دون إجراءات قضائية بحجج ضعيفة، مثل تهمة إلقاء حجارة على مسيرة هندوسية.

ويستمر اعتقال الشباب المسلمين لأتفه الأسباب، لتضاف بعد الاعتقال تهمة الإرهاب إلى قائمة التهم الموجهة إليهم، لكي يقضوا في السجون سنوات طويلة.

كما تُتهم حكومة مودي بالوقوف وراء قتل المسلمين على الهوية بالمئات، وبذرائع واهية مثل "أكل لحم البقر" أو "ذبح الأبقار" أو الزواج من هندوسيات، ولم تتم معاقبة الجناة إلا نادرا.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، مررت حكومة مودي قانون الجنسية المعدّل، الذي أجاز لغير المسلمين القادمين من دول مجاورة الحصول على الجنسية الهندية، لكنها منعتها عن المهاجر لو كان مسلما.

وتريد حكومة مودي استكمال هذه الخطة بإجراء إحصاء في كل أنحاء الهند، لمعرفة من ليست لديه أوراق معينة تثبت جنسيته الهندية، حيث سيحرم القانون المسلمين وحدهم من الجنسية، بينما سيسمح للهندوس الفاقدين لهذه الأوراق بأن يدّعوا أنهم جاؤوا من إحدى الدول المجاورة، وبالتالي يحصلون على الجنسية.

وتأثرت كل الأحزاب بهذه السياسات، فلا يهتم الآن أي حزب بالمسلمين ولا بترشحهم في الانتخابات إلا في أقل الحدود، ولا يحب أي حزب ظهور المسلمين بملابسهم التي تدل على شخصيتهم في مهرجاناته، ولا يسمح لهم بأن يلقوا خطابات في المهرجانات الحزبية، الأمر الذي يعتبر نجاحا باهرا لمودي وأيديولوجيته، فحتى لو لم يفز حزبه في الانتخابات، سيظل المسلمون مهمشين بسبب تأثير سياسات مودي في الخطاب السياسي الهندي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الانتخابات الولایات التی المسلمین فی حزب الشعب

إقرأ أيضاً:

افتتاح قمة آبيك في بيرو وترامب الغائب الحاضر

افتُتحت في بيرو -اليوم الجمعة- قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات.

ومن المقرر أن يعقد بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ -الذي لم يكن حاضرا في الجلسة الافتتاحية للقمة- محادثات السبت، فيما رجّح مسؤول في الإدارة الأميركية أنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترامب اليمين في يناير/كانون الثاني.

وقالت رئيسة بيرو دينا بولوارتي أمام الزعماء إن التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف ينبغي أن يعزز "في ظل تفاقم التحديات المختلفة التي نواجهها مع مستويات عدم اليقين في المستقبل المنظور".

وأكدت "نحن بحاجة إلى مزيد من التشارك والتعاون والتفاهم مع التقليل من التشرذم".

وتأسست مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصادا تمثل معا نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 40% من التجارة العالمية.

وكان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترامب يخيم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ في مؤتمر "كوب 29" الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل.

ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.

وحضرت القمة أيضا اليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

حالة من الغموض الدبلوماسي أحاطت بقمة آيبك بعد فوز ترامب بالرئاسة (الجزيرة) "أميركا أولا"

وتستند أجندة ترامب "أميركا أولا" إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا تراوح من الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تغير المناخ والتجارة العالمية.

وهدد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على واردات السلع الصينية لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية.

من جانبها تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤا في الاستهلاك وهو ما سيزداد سوءا في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن.

والصين حليفة لروسيا وكوريا الشمالية اللتين يشدد الغرب عقوباته عليهما، وتبني قدراتها العسكرية وتكثف الضغوط على تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها. كما تعمل على توسيع حضورها في أميركا اللاتينية من خلال مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.

                  بولوارتي اجتمعت مع نظيرها الصيني شي جين بينغ (الأناضول)

وافتتح شي -الخميس- أول ميناء موّلت الصين بناءه في أميركا الجنوبية، في بيرو، على الرغم من دعوة مسؤول أميركي كبير دول أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر حيال الاستثمارات الصينية.

ويجتمع شي جين بينغ بنظيره التشيلي غابرييل بوريتش الجمعة، في حين يلتقي بايدن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في آسيا.

وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان -الذي يرافق بايدن- إن الدول الشريكة ستعلن إنشاء أمانة لضمان أن تحالفها "سيكون سمة دائمة للسياسة الأميركية".

والصين ليست الدولة الوحيدة في مرمى ترامب الاقتصادي، فقد هدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% أو أكثر على البضائع الآتية من المكسيك -وهي عضو آخر في منتدى آبيك- ما لم توقف "هجمات المجرمين والمخدرات" عبر الحدود.

ونشرت البيرو أكثر من 13 ألف عنصر من القوات المسلحة للحفاظ على الأمن في العاصمة ليما حيث بدأ عمال النقل وأصحاب المتاجر 3 أيام من الاحتجاجات ضد الجريمة والإهمال الحكومي.

مقالات مشابهة

  • المسلمون في الولايات المتحدة غاضبون بعد تعيينات ترامب الوزارية
  • شلقم: أخطر الحروب هي التي يشنها الشعب على نفسه
  • المفوضية: نأمل أن تكون الانتخابات البلدية بداية مسار ديمقراطي لتحقيق طموحات الشعب
  • افتتاح قمة آبيك في بيرو وترامب الغائب الحاضر
  • مؤتمر قمة عربي إسلامي جديد في الرياض ، إنه بيع الأكاذيب والأوهام على أمة المليار والنصف مسلم
  • الضباب الدخاني يغلق مدارس العاصمة الهندية ويحجب تاج محل
  • بعد تصريحات وسام شعيب .. دار الإفتاء: «منْ كشف عورة أخيه كشف الله عورته»
  • سمير الحباشنة .. الدولة الأردنية والإخوان المسلمون: لا لسياسة كسر العظم
  • أقول قولى هذا!
  • الزعيم الجديد للجمهوريين بمجلس الشيوخ: الشعب رفض سياسات بايدن