يعتزم مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، بدء صرف الحوافز الشهرية المستمرة والعلاوات السنوية للعاملين في القطاع التعليمي خلال الأيام القادمة. وتأتي هذه الخطوة في ظل العصيان الشامل الذي يقوده المعلمون والمعلمات منذ فبراير الماضي، للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة.

وأشار مصدر تربوي إلى أن مدير مكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت أمين باعبّاد، أصدر توجيهات للمختصين بالمكتب بسرعة استكمال إجراءات صرف الحوافز الشهرية المستمرة والعلاوات السنوية للموظفين.

وأكد باعبّاد أن الصرف سيبدأ من مارس 2024 ويشمل الأربعة أشهر القادمة، بناءً على اتفاق مع السلطة المحلية ووزارة المالية. 

وبحسب المصادر فإن التوجيهات تتضمن تسليم حوافز مالية شهرية تضاف إلى المرتبات بواقع 15 ألف ريال للمعلمين والمعلمات الثابتين، و8 آلاف ريال للموظفين المتقاعدين. وأن تسليم هذه الحوافز تأتي بتوجيهات محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، الذي يحرص على دعم القطاع التعليمي والتخفيف من الأعباء عن العاملين والموظفين في القطاع.

وفشلت عودة العملية التعليمية إلى معظم مدارس مدينة المكلا وساحل حضرموت، الثلاثاء، عقب تأكيدات رسمية من مكتب وزارة التربية والتعليم في المحافظة باستئناف الدراسة وفق التقويم الدراسي.

وقالت مصادر تربوية في مدينة المكلا، إن معظم المدارس لم تشهد أي عودة للدراسة في ظل عزوف المعلمين والمعلمات وكذا الطلاب والطالبات عن الحضور استمراراً للإضراب الشامل الذي انطلق في فبراير الماضي للمطالبة بتحسين أوضاع المعلمين وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة.

وأضافت مديرة مدرسة في المكلا لـ"نيوزيمن": "رغم الضغوطات والمساومة التي استخدمتها قيادة مكتب التربية في ساحل حضرموت عبر ورقة المرتبات للضغط على المعلمين والمعلمات المتعاقدين لإجبارهم على الحضور والانضباط إلا أن استئناف العملية الدراسية فشلت في أول يوم دراسي بعد إجازة عيد الفطر، والصفوف خاوية على عروشها". 

وأشارت إلى أن الكثير من المعلمين والمعلمات المتعاقدين وقعوا تعهدات والتزامات أثناء استلام مرتباتهم للشهرين الآخرين بشأن الانضباط وإنهاء الإضراب، ومع إعلان استئناف الدراسة الثلاثاء، حضر معظم المعلمين والمعلمات إلا أن الطلاب لم يباشروا تضامناً مع معلميهم.

واطلع مراسل "نيوزيمن" في المكلا، على بعض التوجيهات الصادرة عن إدارات التربية في ساحل حضرموت والتي أعطت تحذيرات للمعلمين والمعلمات المستمرين بالإضراب من إجراءات قانونية وفقاً للتعهدات التي جرى توقيعها أثناء تسلم مرتبات شهري فبراير ومارس الماضيين. وبحسب المصادر التربوية فإن قيادة التربية بصدد التعاقد مع الكثير من المعلمين المتعاقدين الجدد، واستبدالهم بالمضربين الذين تصفهم بمعرقلي العملية التعليمية في المحافظة.

وبدأ المعلمون والمعلمات إضراباً شاملاً في 11 فبراير، تلبية لدعوة أطلقتها نقابات التدريس والمعلمين اليمنيين الجنوبيين. ويرفع الإضراب مطالب رئيسية بينها انتظام دفع الرواتب نهاية كل شهر، وصرف حافز غلاء معيشة لكل العاملين في حقل التربية والتعليم بالساحل والوادي 50000 ألف ريال يمني، والتعجيل بالعلاوة السنوية المستحقة، وإقرار هيكل أجور يتناسب مع المتغيرات والوضع المعيشي. ويؤكد المعلمون أن الإضراب الشامل سوف يستمر حتى الاستجابة للمطالب المشروعة التي يرفعها المعلمون لاستعادة حقوقهم الضائعة وتحسين وضعهم المعيشي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المعلمین والمعلمات التربیة والتعلیم

إقرأ أيضاً:

خبراء أميركيون: الحوافز والشروط تحكم علاقات واشنطن مع سوريا الجديدة

واشنطن- مثّلت زيارة الوفد الدبلوماسي الأميركي الرفيع لدمشق، أمس الجمعة، خطوة كبيرة باتجاه انخراط إدارة الرئيس جو بايدن في الشأن السوري وما يرتبط بها من محاولة أميركية للتأثير على مسار الأحداث وعلى طبيعة التحول السياسي الجاري منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين.

وجاءت الزيارة الرسمية الأولى لمسؤولين أميركيين منذ ما يزيد على عقد من الزمان، في أحد أبعادها، كرد معاكس لدعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري بأي صورة من الصورة.

وشمل الوفد مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ودانيال روبنشتاين كبير المستشارين في مكتب شؤون الشرق الأدنى، إضافة إلى روجر كارستنز مبعوث إدارة بايدن لشؤون الرهائن، الذي حاول الحصول على مزيد من المعلومات تساعد في العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختطف في دمشق عام 2012.

وفي حوار مع الجزيرة نت، قال البروفيسور ستيفن هايدمان، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز بواشنطن، إن "قرار إرسال وفد إلى دمشق مهم للغاية بعدما تخلّفت الولايات المتحدة عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في التواصل مع قيادة هيئة تحرير الشام، لكنها بدأت في الاتصال المباشر، وهي خطوة إيجابية".

إعلان ضرورة

وفي حين ظهرت أصوات تعبر عن تيار العزلة في الحزب الجمهوري الذي تبنى رغبة الرئيس ترامب في البقاء بعيدا عن الشأن السوري، اعتبر تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، في حديث للجزيرة نت، أن "الزيارة هي محاولة لإظهار الوجود الأميركي على الأرض، لكنها في الحقيقة محاولة يائسة إلى حد ما لممارسة التأثير على صراع تجاهلوه لسنوات".

واتفق السفير ديفيد ماك -في حديث للجزيرة نت- مع هذا الطرح، وقال السفير الذي سبق أن عمل مساعدا لوزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والذي يعمل حاليا خبيرا بالمجلس الأطلسي، إن "أول ظهور دبلوماسي أميركي رسمي في دمشق منذ أكثر من عقد من الزمان يمثل خطوة مهمة لكنها خطوة محدودة، ولا أعتقد أن الرئيس جو بايدن يعطي سوريا الأهمية التي تستحقها".

أولويات أميركية

وبينما لا تزال تُصنف "هيئة تحرير الشام" منظمة "إرهابية"، تضع واشنطن فعليا مجموعة من الشروط قبل أن تنظر في شطب الجماعة من القائمة، وهي خطوة محورية يمكن أن تساعد في تسهيل الطريق نحو تخفيف العقوبات التي تحتاجها دمشق بشدة.

ووصفت السفيرة باربرا ليف القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بأنه "براغماتي"، مضيفة أن الوفد سمع منه تصريحات عملية ومعتدلة للغاية حول قضايا المرأة والحقوق المتساوية، مؤكدة أن المناقشات معه كانت جيدة ومثمرة للغاية ومفصّلة.

واعتبر الخبير ستيفن هايدمان أن من أهم أولويات زيارة دمشق البحث في سبل عودة الصحفي المفقود أوستن تايس وغيره من المواطنين الأميركيين المفقودين. وبلا شك، ركز أحد أعضاء الوفد، روبرت كارستنز، وهو مبعوث إدارة بايدن للرهائن، على هذه القضية.

وبرأي هايدمان، سيسعى الوفد إلى توضيح الكيفية التي تعتزم بها "هيئة تحرير الشام" إدارة الانتقال السياسي، وتوضيح اهتمامه بانتقال شامل ومفتوح لمجموعة واسعة من الأصوات السورية.

إعلان

وحسب تقديرات الخبير الأميركي، سينقل الوفد إلى الشرع وآخرين مخاوف الولايات المتحدة بشأن إدارة الأسلحة الكيميائية، والحاجة إلى احتواء تنظيم الدولة، وتجنب مواجهة واسعة النطاق بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا والجيش الوطني بما قد يضعف سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على معتقلي التنظيم في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي تعد فيه التوترات التركية الكردية مصدر قلق متزايد للولايات المتحدة.

وقال المسؤول السابق بالإدارة الأميركية وخارجيتها تشارلز دان إنه "من المؤكد أن الولايات المتحدة تحاول إقناع هيئة تحرير الشام بالحكم بمسؤولية وشمولية وشفافية، ولكن ليس لدى واشنطن سوى القليل جدا من النفوذ للتأثير على هذه النتيجة".

حوافز وشروط

وأبلغت السفيرة ليف القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أن واشنطن ألغت المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، في حين رحبت بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدا بمحاربة "الإرهاب".

في حين اعتبر هايدمان أن الوفد الأميركي قام على الأرجح بإطلاع الشرع على طبيعة النقاشات داخل الإدارة والكونغرس بشأن رفع التصنيفات الإرهابية والعقوبات، وما ستحتاج هيئة تحرير الشام إلى إظهاره من أجل المضي قدما في هذه العمليات.

ويعتقد هايدمان أن هناك شعورا متزايدا في واشنطن بأن هاتين الخطوتين يجب أن تستندا إلى شكل جديد من "دبلوماسية الخطوة بخطوة"، إذ "ستتصرف الولايات المتحدة ردا على أدلة واضحة على أن هيئة تحرير الشام تحترم التزاماتها بانتقال مفتوح وخاضع للمساءلة".

وأشار السفير ماك إلى وجوب "أن تركز أهداف الولايات المتحدة في التأثير على هيئة تحرير الشام على تشجيع الاستقرار في سوريا واحترام جميع الأقليات التي تشكل نسيج هذا المجتمع المعقد. بل إنني أود أن أدرج احترام العلويين، على الرغم من أدائهم الكئيب كونهم قاعدة شعبية خاضعة لعائلة الأسد على مدار نصف قرن".

إعلان

في حين اعتبر ستيفن كوك، خبير السياسة الأميركية بالشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، أن أول ظهور دبلوماسي أميركي رسمي في دمشق حمل معه رؤيتين تتناقضان مع فهمه لمسار الأحداث.

وفي حديث للجزيرة نت، قال كوك إن:

الرؤية الأولى تتعلق "ببروز أحمد الشرع زعيما فعليا لسوريا، وضرورة أن نسمع منه مباشرة وجهات نظره حول مجموعة من القضايا المتعلقة برؤيته لسوريا ودورها في المنطقة، وعلاقاتها مع جيرانها. والثانية في المقابل أن "أحمد الشرع مصنف كإرهابي" سبق وأن ذهب إلى العراق لقتل الأميركيين. ولا شك أن يديه ملطختان بالدماء الأميركية، لا يهم ما يقوله للدبلوماسيين الأميركيين. والاختبار الحقيقي هو ما سيقوم به ويفعله على الأرض".

وأشار كوك إلى أن "إدارة جو بايدن لا تريد أن تكون دمشق مصدرا لعدم الاستقرار الإقليمي في هذه المرحلة، في حين أن لديّ إحساسا بأنه من غير المرجح أن تواصل إدارة دونالد ترامب هذا التواصل مع دمشق".

مقالات مشابهة

  • احتجاجات معلمين المهرة وتعز للمطالبة بالرواتب
  • تحويل كامل الرواتب المتأخرة للمعلمين الجُدد إلى البنوك
  • البنوس يتفقد العملية التعليمية في مديرية السبعين بأمانة العاصمة
  • إلغاء الامتحان المهني.. 4 متطلبات جديدة تهم كل معلم في تركيا
  • مبادرة الشوكولاتة!!
  • القومي للمرأة: توعوية الأمهات والمعلمات لإدارة التوتر والتحكم في الغضب
  • القومي للمرأة ينظم نشاط ثقافي توعوي بحي الأسمرات
  • خبراء أميركيون: الحوافز والشروط تحكم علاقات واشنطن مع سوريا الجديدة
  • تعز.. نقابة المعلمين تبدأ غدا تعليق الشارات الحمراء وتهدد بإضراب شامل للمطالبة بصرف المرتبات
  • المعلمون في تعز يهددون بالإضراب الشامل حال تجاهلت الحكومة مطالبهم بصرف مرتب نوفمبر