أشاد سامح شكري، وزير الخارجية، بموقف جنوب أفريقيا الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين كأساس للتسوية النهائية، والداعم للجهود المصرية فيما يتعلق بالدفع قدماً بإيجاد حل عادل ودائم لتلك القضية، مؤكداً على أهمية تكثيف التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من أجل وقف التصعيد واحتواء الأزمة الراهنة، مع التحذير من الخطورة البالغة لهذه الأزمة التي يُمكن أن تخرج عن إطار السيطرة.

جاء ذلك خلال المشاورات السياسية التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري اليوم، مع الدكتورة "ناليدي باندور" وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب أفريقيا في العاصمة بريتوريا، في إطار أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا، حيث بحثا مُجمل العلاقات الثنائية، ومستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزيرين أشادا في بداية المشاورات بالزخم الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين في الآونة الأخيرة، وكذا مستوى التشاور والتنسيق القائم بشأن كافة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو الأمر الذي انعكس في زيادة وتيرة اللقاءات والاتصالات الثنائية على مستوى القيادة السياسية وكافة المستويات، وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين.

وأردف المتحدث الرسمي، أن الوزيرين أكدا على أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين مصر وجنوب افريقيا في كافة القضايا ذات الصلة بالاتحاد الإفريقي، وعلى رأسها الإصلاح المؤسسي وترشيد الانفاق وتعزيز آليات المراقبة وانتخاب قيادات المفوضية لعام ٢٠٢٥، أخذاً في الاعتبار الدور الرئيسي للبلدين على الساحة الافريقية، لما يتمتعان به من ثقل دولي وإقليمي. 

ولقد أكد الوزير شكري على الأهمية التي توليها مصر لعضويتها بمجلس السلم والأمن الإفريقي التي بدأت في إبريل ٢٠٢٥، منوهاً إلى أن هناك عدداً من الموضوعات التي سيتم التركيز عليها لتعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية.

واتصالاً بالمستجدات في قطاع غزة، أوضح السفير أبو زيد، أن الوزير سامح شكري جدد رفض مصر التام لأية عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، نظراً لتداعياتها الإنسانية الخطيرة، وضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون أية عوائق. 

وأعرب عن أسفه لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة أمس.

كما تطرقت المشاورات كذلك إلى مُستجدات الأزمة السودانية، حيث أعرب الجانبان عن التطلع لتكثيف العمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول ناجزة للأزمة السودانية تفضي إلى وقف الصراع المسلح ونزيف الأرواح والدماء، والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وأهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها.

 كما استعرض الوزير شكري الجهود المصرية للتعامل مع التبعات الإنسانية للأزمة، مؤكداً على ضرورة تعامل المجتمع الدولي والأطراف المانحة مع الأمر على نحو جاد وشامل، والوفاء بتعهداتها التي قطعتها في مؤتمر المانحين في يونيو ٢٠٢٣ وفي اجتماع باريس الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في ١٥ ابريل الجاري.

وذكر المتحدث الرسمي ، أن وزير الخارجية أكد على تطلع مصر للقيام بدور فاعل ومؤثر داخل تجمع البريكس والتعاون عن قرب مع جنوب أفريقيا من أجل الاسهام في جهود التجمع الرامية إلى إيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التي تعاني منها دولنا والتي تتطلب تكثيف العمل المشترك في إطار التعاون الجنوب – جنوب، فضلاً عن التنسيق سوياً لتعزيز قدرة التجمع على التعبير عن رؤى دول الجنوب لجعل مؤسسات الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر استجابةً لتطلعات وتحديات الدول النامية.

واتفق الوزيران على أهمية العمل سوياً للتعبير عن أولويات الدول النامية، وخاصة الافريقية منها في مجموعة العشرين، مشيرين إلى أهمية تعامل مجموعة العشرين بشكل عاجل وفعال لمعالجة أزمة الديون، والتي طالت أكثر من ٣٧ دولة منها ٢١ دولة أفريقية.

كما بحث الجانبان مختلف القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، والأوضاع في ليبيا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة والبلدين. 

وكذا تم تناول المخاطر المتزايدة للتوترات الجارية في البحر الأحمر وتبعاتها الجسيمة على أمن وسلامة الملاحة الدولية، وذلك بخلاف معالجة مُسببات الإرهاب والتغيرات غير الدستورية في منطقة الساحل وغرب افريقيا. 

وتم مناقشة ملف إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والتأكيد على الالتزام بالموقف الافريقي الموحد. حيث أكد الوزيران على ضرورة الحفاظ على التنسيق القائم بين مصر وجنوب افريقيا إزاء كل هذه القضايا والتحديات، خاصة في ضوء ما يمر به العالم من ظرف حرج وتحديات كبيرة تستلزم التكاتف بين البلدين من أجل مجابهة التحديات لتحقيق مصالح الشعبين وضمان أمن دول وشعوب القارة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قطاع غزة فلسطين مصر غزة جنوب إفريقيا القضية الفلسطينية حرب وزارة الخارجية وقف التصعيد سامح شكري الخارجية وزیر الخارجیة من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث مع سفير فرنسا لدى مصر تعزيز سبل التعاون المشترك

استقبل الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الخميس، السفير  إريك شوفالييه سفير دولة فرنسا بالقاهرة والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في القطاع الصحي وتبادل الخبرات بين البلدين، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء يطمئن على جاهزية مستشفى العريش العاموزير الصحة لرئيس النواب: لولا جهودكم بمراجعة قانون المسئولية الطبية لما خرج للنوروزير الصحة يكشف موقف الصيادلة من إعطاء الحقن للمواطنين داخل الصيدلياتوزارة الصحة: توعية 33 ألف مواطن بصحة الفم والأسنان في 19 محافظة

واستهل نائب رئيس مجلس الوزراء الاجتماع بالترحيب  بالسفير  إريك شوفالييه سفير دولة فرنسا بالقاهرة والوفد المرافق له،  مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مصر وفرنسا في القطاع الصحي حيث أنها خطوة هامة نحو تحسين خدمات الرعاية الصحية وتبادل الخبرات والتكنولوجيا بين البلدين.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع ناقش مجالات التعاون المشترك في مجال الرعاية الصحية بين الجانبين و المشروعات المشتركة و موقفها الحالي،  كما تناول أطر تعزيز التعاون مع المركز القومي الفرنسي جوستاف روسي والقطاع الصحي في فرنسا من خلال التنسيق لإبرام بروتوكولات تعاون جديدة في الفترة القادمة.

تقديم مساعدات إنسانية وطبية  جديدة في الفترة المقبلة للمستشفيات التي تستقبل مصابي غزة

وأضاف "عبدالغفار" أن الاجتماع تناول ما تم خلال الفترة الماضية من تعاون بين الجانبين  لدعم جهود مصر في تقديم الخدمات الطبية للمصابين الفلسطينيين،  كما تطرق إلى تقديم مساعدات إنسانية وطبية  جديدة في الفترة المقبلة للمستشفيات التي تستقبل مصابي غزة في مصر لدعم الجرحى الفلسطينيين، ودعم مقدمي الرعاية الصحية في شمال سيناء في ظل تفاقم أزمة غزة.

وتابع "عبدالغفار" أن الاجتماع ناقش أهم المقترحات للتعاون مع فرنسا في مجال الرعاية الصحية في إطار إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال التعاون في مجال تدريب الكوادر الطبية في مختلف تخصصات الرعاية الصحية، والتعاون بين المراكز الطبية المتخصصة ومعاهد البحث والتدريب التابعة لوزارتي الصحة في كلا البلدين، وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال التغطية الصحية الشاملة وإلغاء قوائم انتظار العمليات الجراحية، والتعاون في الصناعات الدوائية، والأمصال، واللقاحات، والأدوية الحيوية، والتعاون وتبادل الخبرات في استراتيجية الصحة الواحدة، التي تشمل سلامة المياه والغذاء، وتغير المناخ، ومكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ، ومقاومة مضادات الميكروبات.

حضر الاجتماع من جانب الوزراة الدكتور عمرو رشيد رئيس هيئة الاسعاف، والدكتور بيتر وجيه رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتورة مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتور حاتم عامر معاون الوزير للعلاقات الدولية، والدكتورة سوزان الزناتي مدير الادارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتورة داليا رشيد المشرف على إدارة المنح والقروض، ومن جانب الوفد الفرنسي السيد باسكال فيرت رئيس القسم الاقتصادي للسفارة الفرنسية في مصر، والسيدة كلوي لونالبوت المستشار السياسي للسفارة الفرنسية في مصر، والسيدة وسن الوهاب مستشارة السفارة الفرنسية في مصر.

مقالات مشابهة

  • تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية
  • النائب تيسير مطر لـ «الأسبوع»: مصر رفضت التهجير وموقفها من القضية الفلسطينية واضح
  • وزير الخارجية ونظيره الإماراتي يتبادلان الرؤى المشتركة حول القضايا الإقليمية
  • أبو كلل: القضية الفلسطينية ليست شيعية فقط،.. و لا للقرارات الارتجالية في قضايا الحرب
  • الخارجية الأمريكية تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بالتحقيق في جرائم الاحتلال بحق العاملين في المجالات الإنسانية
  • وزير الخارجية: مصر ترفض المساس بأمن واستقرار الشعب اللبناني
  • وزير الصحة يبحث مع سفير فرنسا لدى مصر تعزيز سبل التعاون المشترك
  • السيسي يتحدث عن القضية الفلسطينية ويوجه رسالة للمصريين
  • كاتب صحفي: انتفاضة عشائر غزة ضد حماس.. مرحلة فاصلة في القضية الفلسطينية|فيديو