بوابة الوفد:
2025-04-30@04:57:22 GMT

قبل أن نحصى الخسائر

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

مثل ملايين غيرى فى أنحاء الأمة العربية، ممن لا حول لهم ولا قوة، سوى الغضب والأسى والتمنى والترجى وانتظار الفرج، تلقيت الرد الإيرانى على إسرائيل بروح من التشفى قبل الانتقال لإحصاء خسائره. الأسباب عديدة، بينها أنه حق لها على ضرب مقرها القنصلى فى دمشق، واغتيال عدد من كبار قيادات حرسها الثورى تواجدوا به.

كما هى عادتها دائما، تجاهلت إسرائيل أن اتفاقية فيينا الأممية عام 1961 تجرم الاعتداء على المبانى الدبلوماسية وتحمى جميع العاملين بها. والدعم الأمريكى والغربى لإسرائيل دون سقف أو حدود، أغراها بمواصلة خرق القانون الدولى والعدوان على الحجر والبشر، لاسيما إذا كان فلسطينيا أو مناصرا لقضيته، فهى لم تعد تخشى من أى مساءلة عن تعديها أو انتهاكها للقوانين الدولية. بل هى ترتكب جريمة تلو الأخرى منذ سمح لها القانون الدولى، الذى تضرب به عرض الحائط، بالوجود كدولة، لأن الغرب الأوروبى والأمريكى ينتفض ليبرر لها جرائمها بمزاعم الحق فى الدفاع عن النفس.
وكان رفض الطلب السورى بإدانة مجلس الأمن لجريمة إسرائيل قصف القنصلية الإيرانية، أو تحميلها أى مسئولية على خرق سيادة دولتين فى آن واحد سوريا وإيران، بمثابة موافقة ضمنية على عدوانها. بل أن المجلس كافأها باستخدام واشنطن حق النقض الفيتو ضد المقترح الجزائرى نيابة عن المجموعة العربية، لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة فى هيئة الأمم المتحدة بدلا من وضعها الراهن كدولة مراقب منذ عام 2012، برغم اعتراف 137 دولة من بين 193 من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
ولم نكن فى حاجة للاستماع للخطاب الوقح الغارق فى النرجسية والغرور، والحافل بالتعالى وقلب الحقائق للمندوب الإسرائيلى، لكى نعلم أن واشنطن تتربص بالمشروع الجزائرى، وتمارس ضغوطا على الدول من أجل إفشاله، فى الوقت نفسه الذى لا تكف عن التشدق بدعمها حل الدولتين، والتدليس بالترويج لأكذوبة أن التطبيع بين إسرائيل والسعودية، هو الطريق الأمثل لسرعة قيام الدولة الفلسطينية!
بعيدا عن مشاعرى البدائية فى التشفى فى إسرائيل، ونحو 300 مسيرة وعدد من الصواريخ الباليستية الإيرانية تسقط داخل أرضيها، فقد أعادت الضربة الإيرانية المحسومة وغير المباغتة، التأكيد على أن إسرائيل قادرة بغيرها. وكان من الطبيعى تبعا لذلك أن تعلن واشنطن قبل تل أبيب، أن الهجوم الإيرانى قد فشل. فالقواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية فى عدد من دول المنطقة وحاملات الطائرات والبوارج البريطانية والأمريكية التى ترسو على شاطئ البحرين الأحمر والمتوسط، هى ما ساهم فى التصدى للهجوم الإيرانى.
بالغت إيران لأسباب داخلية تتعلق بأزمتها الاقتصادية والعقوبات الأمريكية والغربية التى أدت لعزلتها، فى حجم الخسائر الإسرائيلية. وقللت إسرائيل من قيمة تلك الخسائر ووصفتها بالطفيفة، فى سياق منهجها فى التستر على خسائرها الحربية، وفرض رقابة صارمة عليها.
لكن المؤكد أن الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب فشلت فى الربط بين هذا التصعيد وبين كونه من نتائج حرب إسرائيل الوحشية على غزة. كما طغت تلك الضربات على الحرب الإسرائيلية فى غزة التى غدت الخبر الثالث فى نشرات الأخبار. وبعد أن تراجع الغرب نسبيا تحت ضغط تعاطف شعوبه مع معاناة غزة، عن تبنى الروايات الإسرائيلية المضللة عن مذابح غزة وتدميرها، عاد من جديد لترديدها وتأكيد التزامه بحماية أمن إسرائيل. بل إن الأخيرة تسعى بمساعدة أمريكية لتشيكل تحالف إقليمى عسكرى للتصدى للخطر الإيرانى، فى عودة للحديث مجددا عن حلف ناتو فى المنطقة. وبعد أن كان عدد من الدول الغربية قد قرر وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل توقف الحديث عن تلك المسألة.
ولا شك أن هذا التصعيد قد أنقذ نتيناهو من الضغوط الداخلية عليه من أجل إتمام صفقة مع حماس للإفراج عن الرهائن، ووقف الحرب، ومطالبته بمغادرة موقعه كرئيس للحكومة بعد تقلده له على امتداد 15 عاما، وإجراء انتخابات مبكرة، خاصة بعد إعلان الطرف القطرى التشكيك فى جديته ومصداقيته فى مسار التفاوض مع الوسطاء. وعادت إسرائيل بعد أن تم جرجرتها إلى محكمة العدل الدولية بتهمة جرائم إبادة جماعية، لترتدى دور الضحية الذى كان قد تراجع خلال الأشهر القليلة الماضية.
لكن الأخطر من كل ما سبق، هو أن نتنياهو قد حصل، وفقاً لما ذكرته بعض الصحف الأمريكية، على موافقة ضمنية من إدارة بايدن على اجتياح رفح، وهو ما ينطوى على خطر أن إسرائيل لم تعد تخضع لضغوط تعهدات أمريكية وغربية سابقة برفض لتهجير نحو مليون ونصف المليون من الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، سعيا لغلق ملف القضية الفلسطينية ودولتها المستقلة من جدول أعمال المجتمع الدولى.
التصدى للغطرسة الإسرائيلية يتطلب أن تتخلى إيران عن أحلامها الإمبراطورية فى المنطقة، وأن تصبح دولة طبيعية كبقية الدول فى الإقليم، وأن تسعى بنية صادقة، إذا كانت حقا تريد قهر «الشيطان الأكبر» الرابض فى واشنطن، لتحسين علاقاتها بالدول العربية، وعدم المساهمة فى المخطط الغربى الساعى لتأجيج الصراع المذهبى والطائفى وإشاعة مزيد من الفوضى ليضمن لإسرائيل التفوق العسكرى بشكل دائم على كل دول الإقليم. وهو جهد هام ومطلوب لا يجب أن تكون الدولة المصرية بعيدة عنه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدولة المصرية على فكرة أمينة النقاش

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسعى إلى التخريب وعرقلة المفاوضات مع إيران

كتبت" الاخبار": قبل حوالي أسبوعين من الجولة الأولى للمفاوضات الإيرانية – الأميركية التي انعقدت في سلطنة عمان (12 نيسان الجاري)، بعثت إسرائيل برسالة نارية للتعبير عن موقفها منها، بتنفيذ غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت اغتالت فيها القيادي في حزب الله حسن بدير من دون إنذار تحذيري، مذكّرة باستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري (كانون الثاني 2024)، والذي تبيّن لاحقاً أنه كانَ بمثابة الضربة التأسيسية للحرب على لبنان في أيلول الماضي.
وبعد يوم واحد من الجولة الثالثة للمفاوضات التي انعقدت أمس في عمان، أغار طيران العدو الإسرائيلي مستهدفاً خيمة للمساعدات الاجتماعية في الضاحية الجنوبية، بعد بيان تحذيري و3 غارات على المكان.

وبحسب أوساط سياسية، فإنّ وقائع الساعات الأخيرة، تشير إلى أن «إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله ومصيره رهن حرب جديدة، خصوصاً بعدما حدّد الحزب المطلوب للقبول بالحوار حول السلاح وليس التسليم، والذي يراه من ضمن البحث في الإستراتيجية الدفاعية، وسطَ اقتناعها بفشل مشروعها لجرّ لبنان إلى صدام بين الحزب والجيش أو إلى حرب أهلية».
واعتبرت الأوساط أنه «لم يعُد ممكناً التعاطي مع الضربات الإسرائيلية في قلب الضاحية إلا بأنها من ضمن عملية انقلاب على المسار الذي تقوده واشنطن مع طهران»، وهو ما عبّر عنه نتنياهو أمس بالقول: «إننا لن نقبل إلا بتدمير كل قدرات إيران النووية لنتأكد من عدم محاولتهم إحياء برنامجهم مع إدارة أميركية أخرى».
لذلك يريد العدو أن يصيب عصفورين بحجر واحد: جرّ المقاومة في لبنان، والتي لا تزال حتى الآن تلتزم سياسة ضبط النفس، إلى حرب جديدة، على وقع تعاظم الحديث الداخلي عن نزع السلاح وشنّ حملات تتهم الدولة بالتقاعس عن تنفيذ المهمة المطلوبة منها، ثم دفع الولايات المتحدة إلى التصعيد ضد إيران وتعليق المسار الدبلوماسي.
  مواضيع ذات صلة وول ستريت جورنال: إسرائيل تسعى لعرقلة محاولات الإدارة السورية الحالية توحيد سوريا Lebanon 24 وول ستريت جورنال: إسرائيل تسعى لعرقلة محاولات الإدارة السورية الحالية توحيد سوريا 28/04/2025 05:34:38 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير خارجية إيران: راضون عن التقدم المحرز في المفاوضات النووية مع واشنطن Lebanon 24 وزير خارجية إيران: راضون عن التقدم المحرز في المفاوضات النووية مع واشنطن 28/04/2025 05:34:38 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية الإيرانية: برامج إيران الدفاعية والصاروخية ليست مطروحة في المفاوضات الحالية مع الولايات المتحدة Lebanon 24 الخارجية الإيرانية: برامج إيران الدفاعية والصاروخية ليست مطروحة في المفاوضات الحالية مع الولايات المتحدة 28/04/2025 05:34:38 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 إيران: جولة المفاوضات المقبلة مع أميركا ستعقد في مسقط Lebanon 24 إيران: جولة المفاوضات المقبلة مع أميركا ستعقد في مسقط 28/04/2025 05:34:38 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما Lebanon 24 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:04 | 2025-04-27 27/04/2025 10:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:06 | 2025-04-27 27/04/2025 10:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:08 | 2025-04-27 27/04/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل Lebanon 24 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل 22:28 | 2025-04-27 27/04/2025 10:28:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إتصالات لزيارة الشرع الى لبنان Lebanon 24 إتصالات لزيارة الشرع الى لبنان 22:15 | 2025-04-27 27/04/2025 10:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) Lebanon 24 "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) 08:40 | 2025-04-27 27/04/2025 08:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان 03:15 | 2025-04-27 27/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما 07:07 | 2025-04-27 27/04/2025 07:07:13 Lebanon 24 Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ 15:52 | 2025-04-27 27/04/2025 03:52:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) 23:00 | 2025-04-26 26/04/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:04 | 2025-04-27 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:06 | 2025-04-27 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:08 | 2025-04-27 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:28 | 2025-04-27 جابر: استعادة أموال المودعين على 3 مراحل 22:15 | 2025-04-27 إتصالات لزيارة الشرع الى لبنان 22:03 | 2025-04-27 عدوان إسرائيلي يستبيح الضاحية: توسيع الحرب مُجدّداً فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 28/04/2025 05:34:38 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: لا نعتزم تطبيع العلاقات مع سوريا .. ونواصل تقييم سياستنا بحذر
  • تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
  • ايران: الضربات الأمريكية على اليمن جريمة حرب
  • القاهرة الإخبارية: واشنطن تبلغ إسرائيل نيتها تمديد التفاوض مع إيران
  • إجبار 75 % من السفن الأمريكية على تحويل مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، بتكاليف إضافية كبيرة
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات الأمريكية على الأهداف المدنية باليمن تمثل جرائم حرب
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • إسرائيل تسعى إلى التخريب وعرقلة المفاوضات مع إيران
  • الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • عاجل. رغم الضربات الأمريكية... الحوثيون يعلنون إطلاق صاروخي باليستي على قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل