الأمم المتحدة تستنكر “تعمد” تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمستشفيات غزة
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
نددت الأمم المتحدة الجمعة بالتدمير المتعمد للمعدات الطبية المعقدة التي يصعب الحصول عليها في المستشفيات وأقسام الولادة التي ترزح تحت ضغوط هائلة في غزة، مما يزيد المخاطر التي تواجهها النساء اللواتي يلدن في “ظروف غير إنسانية ولا يمكن تصورها”.
وقال دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في دولة فلسطين، إن البعثات الأخيرة التي قادتها الأمم المتحدة إلى عشرة مستشفيات في غزة وجدت أن الكثير منها “في حالة خراب” ولم يعد سوى عدد قليل منها قادرًا على تقديم أي مستوى من الرعاية الصحية للأمهات.
وقال إن ما عثرت عليه الفرق في مجمع مستشفى ناصر الطبي الذي حاصرته قوات الاحتلال لفترة طويلة خلال عملياتها في مدينة خان يونس الجنوبية، “يفطر قلبي”.
وفي حديثه للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من القدس، قال إنه رأى “معدات طبية تم تحطيمها عمدا، وكابلات أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وقد تم قصُّها – وأنتم تعرفون مدى أهميتها للمساعدة في ضمان ولادة آمنة”.
وأضاف “لقد تم تحطيم شاشات المعدات الطبية المعقدة، مثل أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وغيرها من الشاشات”.
شرحت منظمة الصحة العالمية مدى صعوبة إدخال مثل هذه المعدات إلى غزة حتى قبل اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بين حركة حماس والاحتلال.
“تدمير مقصود وغاشم”وشدد ألين على أن هذا “التدمير المتعمد والغاشم لقسم الولادة”، إلى جانب الأضرار الأخرى، وقطع الماء والكهرباء وتدمير شبكة الصرف الصحي، تعقد الجهود الرامية إلى إعادة تشغيل ما كان في السابق ثاني أهم مستشفى في القطاع المحاصر “لتوفير شريان حياة”.
وفي الوقت نفسه، قال إنه في مستشفى الخير التخصصي للولادة في خان يونس، “لا يبدو أن هناك أي معدات طبية تعمل”، معربا عن أسفه أمام الصمت المخيم على غرف الولادة التي في حين أنها “يجب أن تكون مكانًا يهب الحياة فإنها توحي بشعور غريب بالموت”.
ولا تعمل حاليًا سوى عشرة مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي.
وقال ألين إن ثلاثة فقط منها يمكنها تقديم المساعدة لنحو 180 امرأة يلدن في مختلف أنحاء غزة كل يوم ويعاني نحو 15% منهن مضاعفات تتطلب رعاية متخصصة.
ومن ثم، فإن المستشفيات التي يمكنها تقديم مثل هذه الرعاية عاجزة عن ذلك.
وأضاف أن المستشفى الإماراتي في الجنوب، وهو مستشفى الولادة الرئيسي في غزة حاليا، ييسر على سبيل المثال نحو 60 ولادة يوميا، بما في ذلك 12 عملية قيصرية.
ونظراً للضغط الكبير الذي يواجهه، يُضطر إلى إخراج النساء بعد ساعات فقط من الولادة، “وبعد الولادة القيصرية، يخرجن بعد أقل من يوم واحد”، على قول ألين، الذي شدد على أن “هذا يزيد من المخاطر” على صحتهن وصحة مواليدهن.
“شلل تام”وقال إن من الواضح أن هناك مخاطر في الإجراءات المعقدة على صلة “بسوء التغذية والجفاف والخوف، مما يؤثر على قدرة المرأة الحامل على الولادة بأمان وحمل طفلها إلى فترة الحمل الكاملة بأمان”.
وأبلغ طبيب في المستشفى الإماراتي ألين بأنه “لم يعد يرى أطفالا يولدون بحجم طبيعي”.
وأضاف ألين أنه في ظل النظام الصحي “المصاب بشلل تام” في غزة، فإن صندوق الأمم المتحدة للسكان “يشعر بقلق عميق بشأن القدرة على توفير الرعاية بعد الولادة”.
وقال إن الوكالة تنشر القابلات ومعدات القبالة في المراكز الموقتة التي يتم إنشاؤها في المدارس للمساعدة في سد النقص.
المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطينالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
“غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
20 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: أثار إعلان دونالد ترامب عن خطته لتهجير سكان غزة قسرًا ردود فعل أوروبية غاضبة، حيث اعتبرها العديد من القادة فضيحة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ورغم أن الخطة لم تتجاوز مرحلة الاقتراح، فإنها وُجهت بإدانة واسعة من العواصم الأوروبية، التي رأت فيها تطهيرًا عرقيًا غير مقبول وخطوة تزيد من تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
المستشار الألماني أولاف شولتس وصف تصريحات ترامب بأنها “فضيحة وتعبير فظيع حقًا”، مؤكدًا أن “تهجير السكان أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فصرّحت بأن “غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، أرض فلسطينية”، مشددة على أن أي محاولة لطرد سكانها ستؤدي إلى المزيد من الكراهية والمعاناة.
في بريطانيا، أعرب رئيس الوزراء كير ستارمر عن معارضته الصريحة للخطة، مؤكدًا في جلسة برلمانية أن “أهل غزة يجب أن يعودوا إلى ديارهم، ويُسمح لهم بإعادة البناء”، مشيرًا إلى أن دعم هذه العملية هو السبيل الوحيد لتحقيق حل الدولتين. كما شدد على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
إسبانيا، من جهتها، ردّت بحزم على المقترح الأميركي، إذ أكد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده “لن تسمح بتهجير الفلسطينيين”، معتبرًا أن “احترام القانون الدولي في غزة واجب كما هو في أي مكان آخر”. بينما شدد وزير الخارجية الإسباني على أن “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
وفي فرنسا، رفض الرئيس إيمانويل ماكرون خطة ترامب، معتبرًا أن “غزة ليست أرضًا فارغة بل يسكنها مليونا شخص، ولا يمكن ببساطة طردهم منها”، مضيفًا أن “الحل ليس في عمليات عقارية، بل عبر مقاربة سياسية”. كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا أدانت فيه الخطة، مؤكدة أنها تشكل “خطورة على الاستقرار وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.
أما سلوفينيا، فقد وصفت وزيرة خارجيتها تانيا فايون تصريحات ترامب بأنها تعكس “جهلًا عميقًا بالتاريخ الفلسطيني”، بينما أكدت الحكومة الإيطالية أنها تدعم حل الدولتين، معربة عن استعدادها لإرسال قوات لحفظ الاستقرار في القطاع.
ورغم الرفض الأوروبي الواسع، كان هناك استثناء واحد، حيث رحب زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز بالخطة، داعيًا إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن. غير أن الحكومة الهولندية أكدت أن موقفه لا يمثلها، مجددة دعمها لحل الدولتين.
الرفض الشعبي للخطة كان قويًا أيضًا، إذ شهدت عواصم أوروبية مثل لندن وبرلين ودبلن وستوكهولم وأوسلو مظاهرات حاشدة، شارك فيها آلاف المتظاهرين رافعين شعارات مثل “لا للتطهير العرقي” و”غزة ليست للبيع”. كما عبرت الصحافة الأوروبية عن استنكارها، حيث وصفت مقالات عدة المقترح بأنه “مضي بأقصى سرعة نحو التطهير العرقي”، محذرة من أن ترامب يقوض ما تبقى من القانون الدولي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts