بوابة الوفد:
2025-04-07@16:09:19 GMT

فلسفة الحرب

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

كثيرا ما أتساءل عن ضرورة قيام الحروب بين البشر بينما خلق الله متسعا فى الطبيعة ليتعايش البشر مع بعضهم البعض فى وئام وسلام؟! وعادة ما تفاجئنى الأحداث الواقعية والنظريات الفلسفية التى تبرر ضرورة وجود الحروب بين البشر، فثنائية الحرب والسلام تلى فى الأهمية ثنائية الخير والشر فى ترتيب ما يمكن أن نطلق عليه الأضداد العشرة وهى من الأفكار المحورية فى فلسفة فيثاغورس؛ الفيلسوف وعالم الرياضيات اليونانى الشهير فى القرن السادس قبل الميلاد، والطريف أن مواطنه هيراقليطس كان من أوائل الذين فلسفوا الحرب وجعلوها الجانب الأهم فى حياة البشر؛ انظر اليه وهو يقول فى واحدة من أشهر شذراته الفلسفية «الحرب أب للجميع، ملك على الجميع، فهى التى تجعل من البعض آلهة ومن البعض بشرا وهى تجعل من البعض أحرارا ومن البعض عبيدا « والمعروف أن اليونانيين كانوا يؤلهون أبطال الحروب ويعبدونهم، فضلا عن أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم هم الأحرار وينظرون إلى غيرهم من الأمم على أنهم الأضعف والأحقر وأنهم لا يصلحون الا للرق والعبودية! ولذلك فلا عجب أن وجدنا أرسطو فيلسوف اليونان الأكبر والأهم فى القرن الرابع قبل الميلاد يبيح الحرب فى فلسفته السياسية فى حالة واحدة فقط وهى نقص العبيد فى دولته المثالية ؛ إذ إنه كان يعتبر أن الرقيق أحد العناصر الثلاثة الرئيسية فى تكوين الأسرة إلى جانب الرجل والمرأة! 
وربما تكون هذه الرؤية لفلاسفة اليونان الأوائل عن الحرب وضروراتها وراء تلك النزعة العدوانية التسلطية للحضارة الغربية حتى يومنا هذا فهم يعتبرون أنها من ضرورات الحياة وأداة الحرية وأساس السيادة التى دائما ما ينشدونها للسيطرة على العالم! وليس ببعيد عن ذلك أن نتذكر الاسكندر الأكبر وكان من تلاميذ أرسطو المخلصين – رغم بعض الاختلاف فى وجهات النظر بين الأستاذ والتلميذ – وما فعله حينما تولى حكم بلده مقدونيا وهو فى سن السابعة عشرة حيث واصل حرب والده الملك فيليب على بلاد اليونان وامتد بها إلى بلاد الشرق فاجتاح فارس والهند وبابل وهى البلاد التى أنتجت أعظم حضارات الشرق القديمة وذلك بغرض السيطرة على العالم، ولما حاول أرسطو أن يثنيه عن ذلك موجهًا اليه رسالة « عن الاستعمار» محذرا إياه أن اجتياح بلاد الشرق لن يكون فى مصلحة اليونان رد عليه قائلا: اننى أريد أن أجعل الثقافة واللغة اليونانية هما لغة وثقافة العالم!
وبالطبع فقد حقق الاسكندر حلمه بسيادة اليونان على العالم القديم وكون امبراطوريته الضخمة التى ضمت معظم بلاد الشرق القديم وجعلتها جزءا من الإمبراطورية المقدونية، لكن ما حدث بعد ذلك أن غزو الشرق لم يكن الا إيذانا بنهاية التميز الثقافى والعلمى لبلاد اليونان وانتقل مركز التأثير منها إلى الإسكندرية وبلاد الشرق رغم أن السيادة والقوة العسكرية بقت فى الغرب فى ظل الإمبراطورية الرومانية!
والسؤال الآن هو: هل اختلفت نظرة فلاسفة الغرب الآن عما كان عليه الحال فى بلاد اليونان القديمة؟!
لعلنا نجد إجابة هذا السؤال لدى مارتن فان كريفلد أحد فلاسفة الغرب المعاصرين فى كتابه «حرب المستقبل» حيث يستشهد بمقولة هيراقليطس القديمة «أن النضال هو أصل كل شىء»، ويؤكد «أن الحرب شىء مغروس بيولوجيا فى الانسان، فهى لا تختلف عن الاعتبارات الأخرى كالدين والعلوم والعمل والفن «ويعتبرها» غاية أو نشاطا بالغ التشويق بدرجة لا يوفرها شىء اخر.

.، ولا يعتبر أى نوع من الأنشطة الأخرى التى يخاطر فيها الانسان بحياته الا مجرد مباراة قياسا بالحرب، ورغم أن الحرب هى أيضا نشاطا مفتعلا فانها تختلف عن الأنشطة الأخرى فى أنها تحرر الانسان من كل شيء حتى الموت نفسه!، وتعد هى الشىء الوحيد الذى يستخدم فيه الانسان كل ملكاته ويخاطر بكل شيء ويختبر أقصى قدرة له فى مواجهة خصم على نفس القدر من القوة، ورغم أن جدوى الحرب أيا كان هدفها كانت دائما موضع جدل فالشيء الثابت فى كل زمان ومكان هو أنها دائما شيئا مشوقا!»
تلك هى رؤية الغربيين عن الحرب قديما وحديثا باعتبارها شيئا ضروريا ومشوقا، فهل يظل العرب مخدوعين بالحديث المعسول عن السلام والحريات والمساواة والحقوق والتسامح..الخ مما يتشدق به الغربيون اليوم رغم أننا نعلم أنهم هم من أبدعوا وامتلكوا كل أنواع أسلحة الدمار الشامل فى الوقت الذى يحاولون منعنا من امتلاكها؟! 
وللحديث بقية..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب المستقبل نحو المستقبل من البعض

إقرأ أيضاً:

بسبب الألعاب النارية.. مشاجرة بين 7 أشخاص ببولاق الدكرور

كشفت الاجهزة الامنية تفاصيل ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعى تضمن تضرر أحد الأشخاص من آخرين لقيامهم بالتشاجر مع بعضهم البعض أسفل محل سكنه بالجيزة مُستخدمين أسلحة بيضاء وقيامهم بتحطيم سيارته.

مفاجأة.. محامي طالبة التجمع يكشف تفاصيل مثيرة بشأن تقرير الطب الشرعي | خاصالنيابة الإدارية تشارك في المعسكر التعريفي للانتخابات الإلكترونية لبرلمان طلائع مصربسبب علاقة نسائية.. التصريح بدفن جثمان رجل أعمال بالقاهرة الجديدةبعثة بيراميدز تغادر مدينة الرباط المغربية وتتجه إلى مكناسمشاجرة بولاق الدكرور

بالفحص تبين حدوث مشاجرة بين طرف أول: (5 أشخاص) ، وطرف ثان: (شقيقان) بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة ، بسبب قيام الطرف الأول باللهو بالألعاب النارية أمام سكن الطرف الثانى تعدى خلالها الطرفين على بعضهم البعض بدون إصابات ونتج عنها تلفيات بسيارة الشاكى، تم ضبط طرفى المشاجرة ، كما أمكن تحديد وضبط مصدر الألعاب النارية (عاطل – مقيم بدائرة القسم) ، وبحوزته كمية من الألعاب النارية ، وبمواجهته إعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الإتجار بها.

تم إتخاذ الإجراءات القانونية.

مقالات مشابهة

  • بسبب الألعاب النارية.. مشاجرة بين 7 أشخاص ببولاق الدكرور
  • منخفض جوي خماسيني يؤثر على عدة دول عربية وتقلبات على الأجواء الأيام القادمة
  • العطش يكتب فصله الأخير في بلاد الرافدين
  • موجة باردة تضرب شمال اليونان
  • القبض على طرفى مشاجرة داخل ورشة
  • قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
  • تحالف خطير في بحر إيجة: اتفاق بين اليونان وإسرائيل وتركيا ترد بتحذير قوي
  • عاشور: التحولات المتسارعة تتطلب إعادة النظر في فلسفة التعليم العالي وتوظيف الذكاء الاصطناعي
  • الخصومة السياسية و(فجور) البعض..!!
  • بكرى: نتنياهو لن يستطيع تحقيق حلمه في إقامة الشرق الأوسط الجديد