إيران لا تخطئ الموعد أبدا.. كان هذا أول ما دار بذهنى.. وأنا أشاهد الصواريخ الإيرانية.. تنفجر فى اتجاه إسرائيل «كبمب العيد» فى الهواء..
فقبل أكثر من عقدين تعثرت صفقة دفاعات جوية لدولة الاحتلال.. وعلى الفور أطلقت الجمهورية الإسلامية.. حملة صياح تحت عنوان محو إسرائيل من على الخريطة وتدميرها.. ولم يتوقف الصياح الإيرانى.
وقبل عدة أشهر.. عندما أكدت مصر رفضها القاطع لخطط تهجير الفلسطينيين.. وأعلنت أن حدودها خط أحمر.. لتحبط الهدف الرئيسى لخطط نتنياهو.. انطلق أشاوس الحوثيين لمهاجمة الملاحة فى البحر الأحمر.. ليشكل هذا الهجوم ضغطا على إيرادات قناة السويس وسط أزمة مصر المالية الطاحنة.. ويأتى الهجوم الحوثى «شكلا» الإيرانى موضوعا فى أعقاب الموقف المصرى.. وليس فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على المدنيين فى غزة.
والآن حيث تواجه إسرائيل أكبر هزيمة دبلوماسية ودعائية فى تاريخها.. ومع زيادة الضغوط الشعبية وشبه الرسمية على حلفائها الغربيين.. وتراجع شلالات الدعم المالى والعسكرى.. وفشل حكومة نتنياهو فى الداخل.. وعجزها عن توسيع رقعة الصراع.. وبوادر خلاف مع الإدارة الأمريكية.. وعجز أكاذيب حكومة نتنياهو عن استعادة التعاطف الدولى.. كانت إيران هى الحل من جديد.. بهزلية الهجوم الصاروخى الكاسح.. لينعقد مجلس الأمن لإدانة الهجوم.. بدلا من إجبار إسرائيل على تطبيق القرار 2728 بوقف الحرب فى غزة.. وتنصرف أنظار المجتمع الدولى.. ونقاشات الإعلام.. عن حرب الإبادة التى يشنها نتنياهو وحلفاؤه.. وتبدأ نقاشات «بص العصفورة».. وحملات التخويف البلهاء من الصراع الإقليمى وانفجار الأوضاع.. «بين من ومن؟ لا أدري!».. وليعتقد القادة المعتقدون أصلا والمؤمنون.. أن دولة الاحتلال المعتدية على المدنيين.. دولة مهددة وتستحق المزيد من الأسلحة المتطورة والقذائف الذكية والأكثر غباء فى التاريخ لمواجهة الخطر الإيراني!.
جاءت إيران فى موعدها من جديد.. لإنقاذ إسرائيل كعادتها.. وانتهت التمثيلية «الإسر- إيرانية» الساذجة والمكررة.. بنفس النتيجة.. القاتل فى غزة يستحق المزيد من الحماية والدعم.. وتحول الحديث عنه من جان إلى مجنى عليه يطالبه الجميع بضبط النفس.
أخيرا.. لا تعنينا سياسة هذا أو ذاك.. فمن حق كل دولة أن تختار ما تشاء من حلفاء وأصدقاء.. لكن ما يعنينا هو أن يدرك هؤلاء أن العالم بات أضيق من أن يحتمل المزيد من الافتعال والقصص الساذجة.. وأن يدركوا أن التنسيق الإيرانى مع إسرائيل قبل الهجوم.. كان مفضوحا عبر الوسيط التركى والأمريكى.. وأن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة هى التى حددت مسبقا نطاق الضربة وموعدها.. وأن إحداثيات المقذوفات الإيرانية كانت بحوزة الدفاعات الأمريكية قبل انطلاقها.. لتسقطها الواحدة تلو الأخرى دون أدنى انحراف فى المكان أو الزمان.. فلا داعي لمزيد من المتاجرة.
وليت قادة إيران.. أدركوا قبل هجومهم.. معنى أن تشن دولة هجوما انتقاميا.. حشدت له 330 مقذوفا.. من مسيرات وصواريخ بالستية.. وتعجز أن تصيب غير مواطن عربى واحد فى الصحراء!!. ليتهم يدركون أن هجومهم «الكاريكاتيرى».. أضر بدولة إيران ونفوذها.. ومزاعم توازن الرعب.. أكثر بكثير مما لو أعلنت ضبط النفس.. والمسامح كريم.. وكل قنصلية وأنتم بخير.!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوجه الله الصواريخ الإيرانية إسرائيل الإدارة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
500 متر تحت الأرض..الحرس الثوري: صواريخ إيران لا يمكن قصفها
قال قائد في الحرس الثوري الإيراني، إن بلاده تخزن الصواريخ على عمق 500 متر تحت الأرض في معظم مدن البلاد، وفق ما نقلت وكالة "مهر" للأنباء.
وفي حديث مع لتلفزيون الرسمي، قال العميد أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري : "هناك عدد قليل من المدن في إيران لا توجد فيها مستودعات صواريخ، على عمق 500 متر تحت الأرض".وأضاف "عدد مدننا الصاروخية كبير إلى درجة أنه حتى كُشفت فلن يتمكن الأعداء تدميرها"،قائلاً إن ما كشفه ليس سوى "قمة جبل من جليد". مسؤول إسرائيلي يكشف نتائج الهجوم على إيران: تعطل قدراتها على إنتاج الصواريخ - موقع 24كشف مسؤول إسرائيلي أن بلاده استهدفت غالبية قدرات إيران على إنتاج صواريخ، أرض أرض، في هجومها خلال الليل عليها.
وأشار إلى أن رادارات التجسس لا تتمكن من كشف أنفاق الصواريخ.
يُذكر أنه في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي الهجوم على أهداف عسكرية في إيران، رداً على الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل في الأول من الشهر نفسه.