بوابة الوفد:
2025-01-27@19:35:23 GMT

صلاح السعدنى.. رجلٌ سيبقى بيننا

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

فى طفولتى ومطلع صباى تفتحت عيناى على نجم يزهر كل ليلة، يرقبه قلبى فى موعد بزوغه الذى لم يخطئه حدسى على مدار سنين خمس، هى عمر خمسة أجزاء تصدرت تاريخ الدراما المصرية وحفرت لنفسها ولنجوم صنعوها مكانا أثيرا على مائدة مشاهداتنا.
ليالى الحلمية، تلك الأيقونة الفنية العامرة بالألق، رائعة أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ، ذلك المسلسل الذى لفتنى بكليتى إليه، رغم إعجابى به كفنان مثقف ومتابعتى له قبلها، إلا أن أداءه الاستثنائى الفارق فى ذلك المسلسل قد ملك بداخلى مكانة مختلفة له، إنه العبقرى صلاح السعدنى.

 
رغم توقفه عن العطاء الفنى منذ فترة طويلة لظروفه الصحية، إلا أن خبر وفاته التى قضاها الله ظهر أمس الجمعة، قد نزل بقلوبنا كصاعقة مدوية، فلا أقسى من رحيل فنان حق، فى زمن عز أن تجد فيه من يحترم فنه ويمنحه من روحه دون حدود، ويشاء القدر والظروف أن أسطر خبر وفاته فى بوابة الوفد، وكأنه وداعى الأخير له. 
بصوته الرخيم ولغته العربية الراقية ومفرداته المنتقاة كان يجذبنى إليه، فيتبعه قلبى حتى ولو ضيفًا فى أحد البرامج، فقط لأمتع نفسى وأملأ روحى بعبق مثقف واسع الثقافة شديد الالتزام عبقرى الأفكار، ورغم 
أنه طرق أبواب الفن مع زميله الفنان عادل إمام، وعملا معا بمسرح الكلية ثم انطلق نحو السينما والتليفزيون، إلا أن أعماله التليفزيونية قد ملكت الألباب وكانت نافذة شديدة الاتساع إلى قلوب الجمهور، وذلك على الرغم من مشاركته فى أفلام مهمة مثل الرصاصة لا تزال فى جيبى وأغنية على الممر وفوزية البرجوازية والشيطان يغنى، وغيرها العشرات، إلا أن مسلسلا واحدا مثل ليالى الحلمية أو أرابيسك أو أبناء العطش، كان كفيلا بإسعادنا لسنين طويلة، وربما لأن أدواره التليفزيونية وخاصة الأخيرة منها، كان يؤديها بتلقائية أكثر وأريحية جعلته أقرب للمشاهد من أدواره السينمائية، فمن منا لم تنتزع ضحكاته انتزاعا بجملة أو آهة صدرت من العمدة سليمان غانم فى «ليالى الحلمية»، ومن منا لم يفتن بشهامة ورجولة حسن ابن البلد فى «أرابيسك»، ومن منا لم يقف مشدوها لذلك الرجل النادر، الذى يحمل مبادئه على كفيه فى «رجل فى زمن العولمة»، ومن ومن؟
أن يغادرنا فنان بحجمه لهو أمر جلل، لكنه قضاء الله الذى نفذ، ولا راد لقضائه، فقط عزاؤنا أن فنه الراقى سيظل حيا بيننا، شاهدا على أنه ها هنا ما زال يحيا إنسان وفنان مختلف، يدعى صلاح السعدنى... رحمك الله رحمة واسعة وأدخلك واسع جناته، وخالص عزائى لجمهوره العريض ولابنه الفنان أحمد السعدنى، وابن أخيه الصديق أكرم السعدنى.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم أرابيسك إلا أن

إقرأ أيضاً:

"أخلاقنا".. التى كانت

هل أصبح العنف هو الطريق الوحيد للتعبير عن مشاعرنا، وعن ردود أفعالنا تجاه مواقف قد تكون غاضبة؟.. سؤال طرح نفسه بكثرة خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع تكرار حوادث العنف، وآخرها الواقعة التى كان أطرافها طالبات إحدى المدارس الدولية، ومع تكرار السلوكيات التى أصبحت تفتقر لأدني حدود الأخلاقيات والتى نلمسها عن قرب سواء فى المحيط العام أو الخاص، نتساءل ونكرر.. وماذا بعد؟

طاقة العنف والمشاعر السلبية عادة ما تحركها نوازع داخلية، نمت عبر سنوات العمر، لتخرج فى مواقف معينة معلنة عن نفسها بلا ضوابط ولا حدود، طالبات المدرسة الدولية تربين فى بيئة ومستوى اجتماعي مرتفع بالتأكيد، والدليل على ذلك الرقم الذى يدفع لمثل هذه المدارس تحت بند المصروفات والذى يقترب أو يزيد عن المائتى ألف جنيه، واختار أولياء أمورهم هذه المدارس بالذات لوضع أبنائهم فى مستوى تعليمي واجتماعي يضمن لهم فرص عمل أفضل عند التخرج.

هل التدليل الزائد أو التعالي والغطرسة هو السبب فى هذا العنف؟ بالتأكيد فإن الأسباب متعددة ولا يمكن حصرها فى أسباب تتعلق بطبقة اجتماعية أو فئة معينة، ولكنها قضية تتعلق بالمجتمع ككل، الذى تبدلت أحواله، وتغيرت أخلاقياته بشكل لافت للنظر، ويؤشر أن الخلل أصاب قطاعًا لا يستهان به من شرائح المجتمع المختلفة، فعندما تلاحظ عدم إكتراث شباب وفتيات جالسين على المقاعد فى عربات المترو والمواصلات العامة، وحتى المخصصة لكبار السن، وتجاهل الكبار من السيدات والرجال، وعندما تشاهد فى مواقف الميكروباص الشباب والرجال يتدافعون للركوب أولا غير مكترثين بوجود نساء أو فتيات يرغبن فى الركوب بل ويدفعوهن دفعًا لإفساح الطريق إلى المقاعد، وعندما تجد الألفاظ النابية وقد سيطرت على لغة الحوار بين الكثيرين، ولا يقتصر الأمر على الشباب، ولكن على الرجال والسيدات أيضًا، كل ذلك يذكرنا بأخلاقيات "زمان" التى كانت تتسم بالرقي والذوق فى المعاملة فى مقابل هذا الانحدار الأخلاقي.

الأسلحة البيضاء التى يستلها الطالب من جيبه، ويهجم بها على زميله، أو حتى على المدرس، والحوادث التى تواردت فى هذا الشأن على الرغم من وجود لائحة للسلوك الأخلاقي، وحالة السيولة الأخلاقية داخل مدارس لم تكن يعرف طلابها فى زمان مضى سوى تبجيل المعلم واحترام الصغير والكبير، لدرجة أن الطالب كان يتوارى إذا شاهد معلمه فى الشارع، كل ذلك يحتاج منا لوقفة جادة تبدأ من الأسرة أولاً التى يجب أن تنتبه لتلك الانحرافات الأخلاقية وتضع حدًّا لها.

وتلك الفتاة التى تربص لها زميلها فى الجامعة والذى رفضت الارتباط به، عند أسوار الحرم الجامعى، وذبحها بسكين فسقطت فى الحال وسط ذهول زميلاتها، وكل من تواجد فى موقع الحادث، ذلك الحادث الذى هز المجتمع قبل سنوات، وغيره من حوادث كان القتل فيها هو الحل الأسهل من وجهة نظر الجاني.

مقالات مشابهة

  • رئيس «الوطني الفلسطيني»: عودة النازحين إلى شمال غزة رسالة بأن الشعب سيبقى على أرضه
  • احتفال صناع مسلسل «وتقابل حبيب» بـ عيد ميلاد صلاح عبد الله l فيديو
  • فريق عمل وتقابل حبيب يحتفلون بعيد ميلاد صلاح عبد الله l فيديو
  • "أخلاقنا".. التى كانت
  • بمشاركة صلاح عبد الله وآيتن عامر.. انطلاق تصوير المسلسل المصري الإماراتي "وش سعد"
  • «محدش يعرفك».. حكاية مشادة بين صلاح عبد الله وزوجته انتهت بقصيدة
  • الخير في ذكرى استشهاد الرائد عيد: سيبقى وساما على صدر المنية والشمال
  • حب الدنيا لـ أبو الدنيا.. روجينا تهنئ صلاح عبد الله بعيد ميلاده
  • حب الدنيا .. روجينا تهنىء صلاح عبد الله بعيد ميلاده
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء