بوابة الوفد:
2025-11-21@21:58:48 GMT

استخبوا فى حضن اللى خالقكم

تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT

فى كل مرة يمارس المؤمن عبادات وتسابيح وتقاليد زمن الصوم بشكل عام والصوم الكبير بشكل خاص يتأكد له أنه زمن لحياة الإيمان، أى لكى نقبل الله فى حياتنا ونسمح له بأن « يقيم معنا «.. 
ويذكرنا قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث أن الصائم ليس مطلق الحرية، يأخذ من كل ما يراه، ومن كل ما يهواه.. بل هناك ما يجب أن يمتنع عنه، أى أن يضبط إرادته من جهته، وهكذا كان على الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده، فقد تكون الشجرة « جيدة للأكل، وبهجة للعيون، وشهية للنظر « ( تك 3: 60 )، ومع ذلك يجب الامتناع عنها.


ومعلوم عن الأربعة آحاد الوسطى فى الصوم الكبير التالى.. الأول هو أحد الابن الضال وهو فصل الاختيار، الابن الضال فقد كل شيء إلا الرجاء وعندما رجع إلى بيت أبيه وجد أن السجن خارج البيت، أما مع أبيه فهى الحرية الكاملة، والثانى هو أحد السامرية وهو فصل التكرار، فالسامرية كررت الخطية خمس مرات ولكن عند مقابلتها للسيد المسيح كشفت هذه الخطية ولفظتها ولم تعد إليها، أما الثالث فهو أحد المخلع وهو فصل الاستمرار، فالمخلع ظل هكذا لمدة ٣٨ سنة، وفى العهد القديم كان المرض يرتبط بالخطية، فخطية المخلع قيدته، ولكن ظهر الرجاء عندما قابل السيد المسيح وقال له: « قُمِ احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ « فيجب ألا نستسلم للخطية مهما طال الوقت.. والرابع هو أحد المولود أعمى وهو فصل المرار فهذا الإنسان لم يبصر نورًا وهكذا الخطية عندما تمتد مع الإنسان تفقده البصيرة ولكن يأتى الرجاء عندما يقابل السيد المسيح ويبصر..
ولعل فى زمن الصوم الكبير ما يذكرنا بتجربة أزمنة واحداث ما أصعبها، عندما وقع هجومان أثناء قداس « أحد السعف « وكان أولهما فى كنيسة مار جرجس فى طنطا، وبعد ساعات، وقع الانفجار الثانى بمحيط الكاتدرائية الاسكندرية، عندما حاول شرطى التصدى لانتحارى ففجر الانتحارى نفسه، وقد أودى التفجير الأول بحياة نحو ثلاثين شخصًا وأصيب أكثر من سبعين آخرين بجروح معظم من رواد الكنيسة... وكان قداسة البابا تواضروس الثانى، يترأس قداسا أثناء الهجوم الثانى، ولكنه لم يصب بأذى..
وعقب تلك الأحداث الأليمة كتب شاب مسيحى يائس محبط على صفحته الفسبوكية مخاطبًا مواطنيه: « متغيرش صورة البروفايل بتاعك كالعادة.. متشيروش وتنشروا صور الأشلاء والجثث... متنشروش الاكتئاب بين الناس.. الناس مش ناقصة.. متعملوش زى أصحاب أيوب اللى قال لهم « مُعزون مُتعبون كلكم «.. اللى عنده كلمة حلوة تدى سلام وراحة للقلوب المتألمة يقولها.. واللى معندوش يسكت.. اللى حصل هيتكرر.. والعالم من ضيق إلى ضيق.. الحل مش فى الكلام والبكا والشكوى، الحل فى الصلاة.. الشهيد اللى سبقنا على السما لو اتكلم هيقول نفس اللى قاله يسوع المصلوب « لا تبكين عليّ بل ابكين على أنفسكن «.. استخبوا فى حضن اللى خلقكم.. فى حضن الكنيسة.. أغضبوا ولا تخطئوا.. صلوا وبس.. « 
ولعلنا، ونحن نعايش أزمنة الصيام المسيحية والإسلامية نُعلى معًا كل ما يدعم أواصر المحبة الاجتماعيّة والإنسانية، وأن نتقدّم معًا نحو حضارة الحب التى تمكننا جميعًا من الشعور بأننا مدعوون إليها..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية وهو فصل

إقرأ أيضاً:

هدى المطروشي أول ميكانيكية إماراتية تشارك الجمهور قصة شغفها بالسيارات في قمة المعرفة 2025

التقى جمهور «قمة المعرفة» في دورتها العاشرة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دبي مع هدى المطروشي أول ميكانيكية إماراتية في جلسة سلطت الضوء خلالها على الدور الحاسم للشغف كقوة دافعة نحو التميز وعلى التحديات التي تواجه الشباب في مساراتهم المهنية.
وأكدت أن رحلة التميز تبدأ دائماً برغبة صادقة وشغف حقيقي بما يقوم به الفرد وتحدثت عن كيف تصقل العقبات القوة والإصرار وكيف يتحول وهج الشغف الشخصي إلى مصدر إلهام للآخرين.
واستعرضت المطروشي رحلتها الملهمة منذ الطفولة إذ كان شغفها أن تفكك الألعاب والدراجات الصغيرة والتليفزيونات والهواتف إلى أن صار هذا الشغف بالفك والتركيب والإصلاح مهنة حقيقية بدأتها في عام 2006 بالعمل في ميكانيكا السيارات ثم أسست ورشتها الخاصة عام 2020 لتصبح أول امرأة إماراتية تدير ورشة صيانة سيارات لكنها لم تكتفِ بالجانب الفني فقط بل درست القيادة والإدارة لتعزيز قدراتها على إدارة مشروع ميكانيكي ناجح.
وأكدت أن من يمتلك فكرة أو حلمًا ينبغي أن يستمر دون توقف لأن الأفكار تتحول إلى واقع عندما تؤمن بها وتغذّيها بالإيجابية والتخطيط اليومي.
وتوقفت المطروشي عند المكالمة التي غيرت حياتها عندما تلقت اتصالاً شخصياً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الذي عبّر لها عن فخره بدورها الرائد مما شكل لديها لحظة مؤثرة وأيقونية في مسيرتها..لافتة إلى أن هذه المكالمة لم تكن مجرد نجاح مهني بل رسالة أمل للأجيال القادمة من النساء الطموحات أنهن يعشن في بلاد ترعى وتدعم أبناءها وبناتها دعما كاملا.
وتعترف هدى بأن دخولها عالم التصليح لم يكن سهلا فبعض العملاء تفاجأوا عندما علموا أن الورشة تديرها امرأة وسردت مثالاً حياً عندما جاء رجل بسيارته وكان متردداً من كونها امرأة تعمل في مهنة يسيطر عليها الرجال لكنها أصلحت السيارة بكفاءة.
وتؤمن هدى بأن نجاحها محمل برسالة وهي تشجيع المرأة على دخول المجالات التقنية وإثبات أن العمل الميكانيكي ليس حكرا على الرجال كما تؤكد أنها عملت على نقل المعرفة التقنية للنساء الأخريات من خلال ورش تدريبية لتعزيز السلامة على الطرق وتمكين النساء في المجال المهني.

أخبار ذات صلة ربيكا جرينسبان: «تجارة الذكاء الاصطناعي» ساهمت بـ 40% من نمو التجارة العالمية الإمارات تتصدر المشهد العربي في «مؤشر المعرفة 2025» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ضايل عنا عرض.. مقاومة الاحتلال بضحكة الأطفال
  • تكريم تشادويك بوسمان بطل Black Panther بنجمة في ممشى مشاهير هوليوود
  • الحاج: عندما تريد الدولة فرض هيبتها تعرف كيف ومتى
  • كتالوج العلاقات السامة في ورد وشوكولاتة.. عندما يتحول الحب إلى ساحة صراع
  • السد يبدأ حقبة مانشيني استعداداً لقمة الوحدة الآسيوية
  • منهج التحليل الجمالي للسياسة – السمحين والسغار ناس الدفعة الوراك
  • هدى المطروشي أول ميكانيكية إماراتية تشارك الجمهور قصة شغفها بالسيارات في قمة المعرفة 2025
  • موعد شهر رمضان 2026 في مصر.. توقيت أول أيام الصوم
  • «ربنا يرجعك أقوى».. محمد رمضان يدعم تامر حسني بعد استصاله جزء من الكلية
  • القانون الدولي وسيلة للوصاية الأمريكية