وزير العدل الأسبق يتحدث لـعربي21 عن سر غياب حراك القضاة وتدهور العدالة في مصر
تاريخ النشر: 19th, April 2024 GMT
علّق وزير العدل المصري الأسبق، المستشار أحمد مكي، على تراجع مصر في مؤشر العدالة وسيادة القانون، وغيرها من المؤشرات، مثل نزاهة القضاء، ومدركات الفساد، بأنها نتيجة حتمية لشيء واحد وهو "غياب الديمقراطية الحقيقية عن مجتمعاتنا".
وقال مكي، وهو القيادي البارز في تيار استقلال القضاء المصري مطلع الألفية الجديدة، في لقاء خاص مع "عربي21": "لا توجد سلطة مستقلة في غالبية دول العالم النامية بما فيها مصر، والتي تكرس لحكم الفرد الواحد، والذي بدوره يسيطر على جميع المؤسسات التي يفترض أنها مستقلة مثل القضاء والصحافة والإعلام وغيرها من المؤسسات".
احتلت مصر المرتبة الـ136 من أصل 142 دولة، والـ9 والأخير في الترتيب الإقليمي، بمؤشر سيادة القانون لعام 2023 الصادر عن منظمة مشروع العدالة العالمية "WJP"، وحصلت على 0.35 نقطة وفق المعايير التي يقاس بها المؤشر في العام الحالي، مواصلا انخفاضه على مدار 9 سنوات.
ولم تسبق مصر في الترتيب على مؤشر العدالة العالمية سوى دول نيكاراغوا والكونغو الديمقراطية وهايتي وأفغانستان وكولومبيا وفنزويلا، حيث يستند على مجموعة من المعايير، أبرزها سيادة القانون وحقوق الإنسان، والتدخّل الحكومي، والحقوق الأساسية ومدى توافر العدالة المدنية والجنائية، ومبادئ الشفافية، والنظام الأمني، وغيرها.
ويقيس المؤشر أداء 142 دولة من "0 ـ 1"، وكلما اقتربت الدولة من رقم واحد كانت أقرب إلى سيادة القانون، وكلما اقتربت من الصفر كانت أبعد، ويعتمد المؤشر في تقييم الدول على 8 مؤشرات أساسية، أخفقت مصر في تجاوز الحد الأدنى وحصلت في بعضها درجة متدنية مثل الرقابة المفروضة على سلطات الحكومة، تذيلت الترتيب الإقليمي (9\9)، فيما حلت في المرتبة 140 عالمياً من أصل 142 دولة.
تاليا نص الحوار:
ما هو تعليقك على تدهور وضع مصر على المستوى القضاء والعدالة والقانون الذي تصدره مؤسسات دولية مستقلة؟
هذا يعكس واقع البلاد في ظل غياب الديمقراطية، وعدم وجود مؤسسات مستقلة سواء قضائية أو صحفية أو رقابية أو حسابية أو غيرها، وهو مؤشر على أن العدالة في خطر.
ما هي مؤشرات غياب استقلال القضاء في مصر؟
حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية، واستقلال القضاء هو الضمان الأخير لها.
ما دلالة استمرار تراجع مصر على مؤشرات العدالة واستقلال القانون وغيرها؟
هذا لا معنى له سوى أنه لا توجد نية لدى السلطات المصرية للعمل على تحسين وضع المؤسسات المستقلة والاستماع إلى الانتقادات البنائة من حولها، وبالتالي يستمر الوضع كما هو عليه دون تحقيق أي تقدم سوى في بيانات الحكومة الرسمية.
هل تعتقد أن البرلمان المصري ساهم في تدهور العدالة والقضاء؟
البرلمان لا بد أن يكون حرا حتى يشرع قوانين توافق إرادة ومصلحة الناخبين، وما يجري الآن هو سن قوانين وتشريعات لخدمة السلطة ورغباتها، انتهينا بعد كل هذه السنوات إلى سلطة باتت تمسك بزمام كل المؤسسات الموجودة في الدولة.
هل تمارس السلطة أي نوع من الضغوط على القضاة والقضاء ومجريات العدالة؟
بكل تأكيد، هذا هو حال القضاء والعدالة عندما تكون السلطة التنفيذية أو رأس السلطة هو المتحكم في كل مؤسسات البلاد من خلال التعيين والاستبعاد والمحاباة والتخصيص والمكافآت وغيرها من طرق الترهيب والترغيب.
الدستور نص على استقلال القضاء.. لماذا لا يحافظ القضاء على حقه الدستوري؟
ليس كل ما في الدستور يطبق على أرض الواقع، هناك سلطات اسمية، في إحدى الندوات التي جمعت الصحافة والقضاء تم تشبيه الوضع الراهن بوضع السلطة الفلسطينية هي سلطة بالاسم فقط، هل هي سلطة مستقلة؟
إذا كان مجلس القضاء الأعلى، أعلى سلطة قضائية في مصر غير مسموح له باختيار رئيسه، حيث يُرسل لرئيس الجمهورية 7 اسماء للاختيار منهم وأحيانا يختار من خارج الأسماء السبعة، وهو أمر مثير للدهشة والاستغراب.
كيف ترى موقف الدول الغربية الديمقراطية من تدهور وضع مصر على مؤشرات العدالة وسيادة القانون واستمرار التعامل مع السلطة دون قيد أو شرط بل ورفع العلاقة مع القاهرة إلى درجة شراكة؟
الغرب لا يعنيه سوى مصالحه أولا وأخيرا، واستقرار المنطقة خاصة في مصر من أجل حماية حدود الغرب من طوفان الهجرة غير الشرعية، والدول الغربية مطمئنة للاستقرار الأمني، ومع تغول السلطة التنفيذية لأنها تمثل إرادة الغرب.
مع تدهور وضع مصر في القضاء والعدالة تدهور وضعها اقتصاديا وسياسيا أيضا، هل هناك رابط مشترك بين حرية الرأي وتحقيق العدالة والنهوض الاقتصادي والازدهار السياسي؟
لا شك أن هناك عامل مشترك، لا نهوض بدون حرية، أي إنسان يريد أن ينهض ويتقدم لا بد أن يكون إنسان حر، والفرق بين الإنسان والدواب هو الحرية، فإذا ضاعت الحرية فلا حديث عن عدالة أو قضاء او اقتصاد أو سياسة، الإنسان لا يمكن أن يكون مبدعا إلا إذا كان حرا.
العدالة هي الضمانة الوحيدة للاستثمار المحلي والأجنبي وزيادة الاستثمارات وتأصيل ثقة مجتمع الأعمال في جدوى الاستثمار في مصر، بالعدالة تتحقق مطالب الناس في جودة التعليم وفي رفع كفاءة قطاع الصحة وهكذا.. الحرية هي أساس النهوض.
لماذا غاب القضاة عن التحرك في وجه السلطة التنفيذية كما كان الحال في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك من خلال تيار "استقلال القضاء"؟
سؤال جيد، غاب هذا الحراك للدفاع عن استقلال القضاة والقضاء بسبب غياب الجماهير التي كانت تتفاعل معه ومع مطالبه، هذا الجماهير الان مقيدة وغير قادرة على الحراك للتضامن مع أي مطالب مدنية تتعلق بالمجتمع المدني.
لا يمكن فضل حرية الشارع والجماهير عن استقلال القضاء، لا استقلاب للأخير بدون حرية الشارع.
متى تتحقق العدالة الناجزة والكاملة ويستقلّ القضاء بشكل كامل.. وهل الأمر مستحيل؟
الأمر ممكن وليس مستحيلا، ولكن لا توجد إرادة سياسية، لا توجد رغبة لدى السلطة في التحول إلى نظام ديمقراطي تعددي حقيقي، ومؤسسات مستقلة، لن يتحقق ما نريد إلا بنظام ديمقراطي يؤمن بالحرية والرأي والرأي الآخر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات المصري أحمد مكي العدالة والقضاء مصر أحمد مكي العدالة والقضاء المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استقلال القضاء تدهور وضع لا توجد مصر فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأسبق: سوريا ستتعرض للتقسيم في هذه الحالة
أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أن المنطقة تشهد مرحلة إعادة تشكيل جيوسياسية، حيث تلعب كل من تركيا وإسرائيل دورًا رئيسيًا في هذا التحول.
السيسي يبحث مع المستشار النمساوي الوضع في سوريا إيران توصي مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى سوريا
وقال نبيل فهمي، خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن : "الحديث الآن سيكون عن منطقة الشرق الأوسط كدول متفرقة في الإقليم، وليس كدول عربية مجتمعة."
وأوضح وزير الخارجية الأسبق: "لم يعد هناك ما يُعرف بـ'المنطقة العربية' سياسيًا، وهناك جهود مستمرة لتفريغ الهوية السياسية العربية من مضمونها، عبر تقسيم الدول العربية في التعامل معها كل دولة على حدة والتركيز داخل كل دولة على البُعد الطائفي بدلاً من الدولة الوطنية."
وأضاف وزير الخارجية الأسبق: "تركيا وإسرائيل هما من يقودان هذا إعادة تشكيل المنطقة والهدف هو التعامل مع الدول العربية من منظور طائفي، وليس من منظور قومي أو وطني، هذا التوجه ظهر بوضوح بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث دار نقاش داخل العراق حول ما إذا كان سيظل يُعرف كدولة عربية، والنتيجة كانت اعتبار العراق دولة في العالم العربي، دون التأكيد على الهوية العربية."
وتابع: "في الوقت الحالي، نشهد تقسيمًا متزايدًا في المشرق العربي. السلطة الفعلية في سوريا مثلاً باتت موزعة بين تركيا والتيارات المؤيدة لها، وأتمنى أن يتحقق توافق سوري-سوري يعيد لم شمل البلاد، ولكن في حال عدم حدوث ذلك، قد تتعر ض سوريا للتقسيم على أسس طائفية."
وأوضح:"سوريا دلة متعددة الطوائف ، مع امتداد نفوذ كل طائفة إلى جهات خارجية مختلفة. البعض يتبع إيران، البعض الآخر تركيا، وآخرون ربما إسرائيل".
وعلق فهمي على الإدارة السورية الجديدة قائلاً: "أُفرق دائمًا بين القول والفعل عند تقييم أي إدارة. هناك أسئلة عديدة حول التوجه السياسي للإدارة الحالية، حيث تميل إلى تيار سياسي حاد جدًا."
وأضاف: “لا نتدخل في اختيار أي دولة لنظام حكمها الداخلي، ولكن إذا أرادت هذه الإدارة التعاون معنا كدولة، يجب أن تكون هناك تفاهمات واضحة، يجب أن تظل معادلاتهم السياسية داخل حدود سوريا، وألا يكون لها انعكاس سلبي خارج هذه الحدود”.
واختتم وزير الخارجية الأسبق: “الإدارة الحالية تبدو مرحلة انتقالية. ستُشكل حكومة مؤقتة خلال أسابيع قليلة يليها تجمع وطني للحوار، إذا رأينا أن الحكومة المؤقتة تضم تيارات سياسية متنوعة، سيكون ذلك مؤشرًا إيجابيًا على استيعاب جميع المكونات. أما إذا ظلت نفس المجموعة الحاكمة دون تغيير، فهذا يعني أن تصريحات الإدارة الجديدة تفتقد إلى التأثير على أرض الواقع”.